الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيننا وبين النظام والمعارضة:-

فلورنس غزلان

2024 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بيننا وبين النظام والمعارضة! :
ــ سوريا النظام دولة ليست ذات سيادة وليست مستقلة لا في القرار ولا في الادارة، فلديها من التحالفات والمعاهدات والتدخلات مايجعل النظام أسيراً ولاقدرة لديه على المناورة وعلى اتخاذ اي قرار، فأي انحراف فيه خسارة له ،موقعه مهزوز ويصارع من أجل البقاء، يعلم سلفاً أنه منتهِ لامحالة..لهذا يتمسك بخيوط الارتباط مع هذه الدول التي تدعي صداقتها له وسعيها للحفاظ على مصالحه، وهو مَن فَقَدَ كل علاقة مع العالم ولم يبق له سوى هذه الارتباطات المشبوهة،لتحميه من شعبه،رغم الانفتاح عليه عربيا ومحاولة التطبيع معه من خلال إعادته لحياض الجامعة العربية،ومطالبته بالمقابل بالعمل (خطوة خطوة)، بالانفتاح على الشعب وتغيير مسلكه تجاه الجوار العربي ،وأول المعضلات تجارة الكبتاغون والسلاح ومن ثم إطلاق سراح المعتقلين،وتقليص النفوذ الإيراني...الخ....لكنه وحتى القمة الأخيرة، لم ينفذ أيا من هذه الشروط.
ــ المعارضة السورية أيضاً ليست مستقلة في قراراتها..فهناك أصابع عربية ودولية، دخلت على خط مجالسها ومؤتمراتها ، وصار لها دورها في رسم سياسة الحاضر والمستقبل السوري.و الثورة السورية تبعثرت قواها وكشفت قياداتها عن هزالة وارتباط بدول التمويل ،التي لم ولن تسمح لهؤلاء بالحركة والقرار، فتحولت معظم القيادات لأثرياء حرب ،تديرهم الدول التي لاعلاقة لها بحلم السوريين حين نهضوا ضد العسف والاستبداد ، ولم تعد تسيطر على أي بقعة من الأرض السورية،وما يسمونها (ارض محررة)!!!، ويقصد بها منطقة إدلب واطراف حلب حيث تتمركز قوى (جبهة النصرة)مدعومة من تركيا، بينما تسيطر قسد على شرقي الفرات وتشكل دويلة آخرى،ناهيك عن المناطق الخاضعة للنفوذ الايراني،الذي يتوسع ويتمدد ومعه الميليشيات التي أتى بها إلى سورية من (عصائب وحزب الله ووو)، إلى جانب النفوذ الروسي في طرطوس وحميميم.
إذن سورية باتت (أربع أو خمس سوريات)كل منها يتبع لنفوذ دولة غريبة دخيلة ،ومحتلة.
اللهم إلا بادرة السويداء وأهلها الوطنيون الذين قاموا بانتفاضتهم منذ ماينوف على السبعة أشهر ،لم يكلوا ولم يملوا بل مصممين على طروحاتهم الوطنية مصرين على وحدة الخريطة السورية لكل مكوناتها على نسق المساواة في الحقوق التي سيضمنها دستور عادل يختاره الشعب ،وقد أثبتت صلابتها بفضل قيادتها الدينية الواعية ممثلة بالشيخ الهجري،ومازالت تأمل أن تحذو حذوها بقية المدن السورية.
ــ إذن الشعب السوري محتل من النظام ومن قوى تدعي أنها تمثله وهي غير مستقلة وغير مؤهلة لقيادته إلى بر الأمان والاستقلال وايجاد البديل ووضع خطة للخلاص وخطة للمستقبل ..لكنها تخطب وتنمق الحديث والقول وتؤمن بديمقراطية لاتمارسها في أضيق الدوائر.
ــ المحيط المناطقي مفاتيحه بيد دول أخرى خارج نطاق الجامعة العربية متداخلة بين فرس وترك وإسرائيليين وأوربيين وأمريكيين، وكلهم لهم أجندات لاعلاقة لها بحلم السوريين حين نهضوا وثاروا ضد بشار الأسد ولا تلتقي غاياتها مع أهداف الثورة في بداية ألقها.
ــ إذن كيف يمكن للسوريين أن يتلمسوا نورالخلاص وهم محاطين بكل هذه القوى التي لاتسعى ولا تريد لسورية أن تكون دولة ديموقراطية مدنية ذات سيادة. لأن ديمقراطيتها تشكل رعبا وعائقا بوجه كل هذه المصالح مجتمعة وتفتح عيون شعوب المنطقة على معاني الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتعددية السياسية وتداول السلطة..وهذا مايتنافى وكل هذه المصالح المتقاطعة...لا أدفع نحو اليأس بقدر ما أضع النقاط على الحروف وأبحث معكم كيف يمكننا أن نعيد للثورة دورها وألقها الذي بدأت به، وللمعارضة أن تتخلى عن أنانيتها وخلفياتها الأيديولوجية وأطماعها في سلطة لم تأتِ بعد وتلاقيها مع الشعب للتخلص من كل هذه المصالح المتشابكة والتي تحد من استقلالية الحراك المأمول والمنتظر ، وتطوره نحو التأسيس لحرية الوطن وإقامة نظامه العادل ،--على الأقل - البدء بوضع استراتيجية سياسية مرحلية ومستقبلية للوطن،من خلال تأسيس كتلة وطنية تشكلها نخبة من المستقلين والمثقفين ،وذوي الكفآت.
فلورنس غزلان ..باريس 23/5/2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يؤكد تمسك حماس بدور الوسطاء للتوصل لاتفاق متكامل لإنهاء


.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي- لأنشطته العسكرية




.. الولايات المتحدة .. قواعد المناظرة الرئاسية | #الظهيرة


.. في أول أيام عيد الأضحى.. مظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية بعما




.. بسبب منع وصول المساعدات.. غزيون يصطفون في طوابير طويلة من أج