الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الخامسة لتأسيس الحوار المتمدن

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2006 / 12 / 11
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


في ذكرى تأسيس الصحيفة الإليكترونية الحوار المتمدن رأيت من الواجب علي اتجاه هذه الواجهة الإعلامية التقدمية أن أدلي برأي حر نزيه ، لما لها علي من دين مادي و معنوي باعتبارها فتحت لي المجال للتعبير و المساهمة في الحركة الإعلامية بهذا المنبر العلماني ، الذي يعتبر دعامة أساسية للفكر الماركسي الذي يعاني اليوم من الحصار المزدوج ، أولا من طرف الفكر البورجوازي الذي يسعى إلى تلميع صورته الفظيعة أمام جماهير المقهورين في هذا العالم ، و ثانيا من طرف المرتدين من أشباه المثقفين حاملي الفكر الماركسي بالأمس القريب ، فهنيئا للحوار المتمدن على السبق الإعلامي الذي حقق منذ خمس سنوات مضت من الكفاح من أجل إبراز الفكر الماركسي ، الذي تخشاه كل النخب البورجوازية منها و أشباه الديمقراطيين الإجتماعيين الذين يمتطون صهوة الديمقراطية من أجل خدمة الرأسمالية .
لقد فتح الحوار المتمدن مجالا أخرا ممكنا و بالملموس أمام الطاقات التي ساهمت في تأسيس الحركة الماركسية في الدول العربية خلال السبعينات ، و التي يغذيها بالرصيد المعرفي الماركسي للمؤسسين الأوائل لهذه الحركة عالميا ، من أجل استمرار الحركة الماركسية فكريا و ممارسة و فتح المجال أمام الطاقات الشابة للمساهمة في بعث الحركة الماركسية ، كل ذلك في عالم من التناقضات الصارخة التي تهدد كيان الإنسانية من طرف جشع الرأسمال المركزي الذي يسعى إلى تحويل كل شيء في هذا العالم إلى بضاعة تباع و تشترى من أجل مراكمة الرساميل في أيدي الأقلية البورجوازية المسيطرة على السياسية و الإقتصاد في هذا العالم ، فهنيئا لصحيفة الحوار المتمدن في عيدها الخامس و ما أجمله عيدا.
خلال الفترة الأخيرة لم أستطع المساهمة في أعمدة هذه الصحيفة العتيدة نظرا لانشغالاتي في المجال الجماهير في معركة الفلاحين الفقراء بسيدي أولوز و المختار السوسي بأوزيوة ، نظرا لما تطلبه مني ذلك من جهد لمتابعة أطوار الحركة عن كثب و بالتالي فتح باب آخر لدعمها من طرف المناضلين في المجتمع المدني الغربي ، الشيء الذي تطلب مني جهدا مضاعفا بالكتابة باللغة الفرنسية و ما يتطلبه ذلك من إحداث مواقع إلكترونية و متابعة عدة مواقع و ما يصدر عنها من كتابات حول هذه المعركة ، بالإضافة إلى ما يتطلبه ذلك من إنجاز الردود و رسائل الشكر للهيئات و المنظمات و المناضلين ، و ما يتطلبه من المتابعة التشبه اليومية لأعمال تنظيمات المجتمع المدني بأوزيوة لإنجاح معركة الفلاحين الفقراء و التصدي لكل محاولات النظام من أجل إفشالها ، إنها حركة تتطلب جهدا كبيرا على مستوى النظرية و الممارسة التي ألقنتي دروسا كبيرة على مستوى أهمية الإعلام موضوعنا اليوم ، و هي التجربة الثالثة التي مررت بها خلال الثلاث سنوات الماضية .
كان أول هذه المعارك معركة الطبقة العاملة بمنجم إيمني بورزازات التي ملأت العالم صدى بفضل الحملة الإعلامية التي قدناها نحن مجموعة من المناضلين الماركسيين بمؤازرة مجموعة من التنظيمات السياسية الماركسية و الديمقراطية وطنيا و دوليا ، و كان للجهود المبذولة نتائج عظيمة حيث تم إسقاط الحكم الجائر الذي طال المناضل النقابي و الحقوقي محمد خويا و مجموعة من رفاقه و الذي تحول من عشر سنوات سجنا نافذا إلى سنتين مع وقف التنفيذ ، المعركة الثانية هي حركة الفلاحين الفقراء بتامسينت بالحسيمة من أجل الحق في السكن اللائق ضد آثار الزلزال و التي عرفت في أوج معركتها تملص التنظيمات السياسية و النقابية ، لكن القوة الجماهيرية لحركة الفلاحين الفقراء بتماسينت و بفضل مجموعة من المناضلين الماركسيين إستطاعت تحقيق نتائج عظيمة ، تجلت في العفو عن معتقلي جمعية تامسينت لمتابعة آثار الزلزال و بالتالي تحقيق مطلب الحصول على سكن لائق لكل المنكوبين ، و هاهي المعركة الثالثة و هي حركة الفلاحين الفقراء بأوزيوة بتارودانت من أجل الحق في الأرض و الماء و الثروات الغابوية و تنمية اللغة و الثقافة الأمازيغية ، التي بدأت منذ تنظيم المسيرة الحمراء يوم 07 ماي 2006 من طرف جمعيات المجتمع المدني من سد المختار السوسي إلى مقر الجماعة على طول ست كيلومترات ، و التي واجهها النظام المغربي كعادته بمتابعة خمسة مناضلين من المجتمع المدني الهوزيوي أمام المحكمة الإبتدائية بتارودانت ، كان آخر أطوارها جلسة يوم 07 دجنبر 2006 التي سيتم النطق بالحكم فيها يوم 21 دجنبر القادم و التي تم تتويجها من طرف الفلاحين الفقراء بوقفة احتجاجية أمام عمالة تارودانت في نفس اليوم.
من خلال هذه التجارب الثلاث بدت لي أهمية الإعلام في إنجاح المعارك النضالية و كان لابد من إعطاء هذا المجال أهميته القصوى في الحركات الإجتماعية ، خاصة و نحن نملك اليوم وسائل إعلامية مهمة و سهلة و بسيطة ألا و هي الصحف الإليكترونية التي تعتبر من بين الوسائل الناجعة لربط التواصل بين المناضلين عالميا ، نظرا لأهمية النضال كونيا في الوقت الذي تقود فيه الرأسمالية هجومها الكوني على مصالح الشعوب ، فكان لا بد من فتح قنوات التواصل مع جميع الثوار في كل مواقعهم في هذا العالم و بكل ثقافاتهم و لغاتهم ، ذلك ما استطعنا تحقيقه خلال شهرين من الإشتغال على ملف الفلاحين الفقراء بأوزيوة الذي ملأ العالم صدى بلغات ثلاث ، العربية التي نتواصل بها مع جميع المناضلين في الدول العربية ، و الفرنسية باعتبار المناضلين داخل المجتمع الفرنسي يهمه هذا الملف نظرا لعلاقة الدولة الفرنسية بمخلفات الإستعمار بالمغرب ، و بالإسبانية نظرا لأهمية التواصل مع المناضلين بإسبانيا باعتبارها جارة المغرب و دولة ضالعة في مخلفات استعمار شمال المغرب من جهة ، و من أجل التواصل مع المناضلين في أمريكا اللاتينية باعتبارها مجالا للحركات الإجتماعية العمالية و الفلاحية ، بقي لنا التواصل مع المناضلين بالمجتمعين الإنجليزي و الأمريكي ، نظرا لاعتبارهم معنيين بما تقوده حكوماتهما من ظلم و جور في حق شعوب العالم.
فهنيئا مرة أخرى للحوار المتمدن بإحداث موقع باللغة الإنجليزية الذي سنجد فيه سندا كبيرا لقضايا المقهورين في عالمنا بدعم التواصل مع المناضلين بالمجتمعين الإنجليزي و الأمريكي ، و نحن بحاجة لمثل هذا الموقع الذي سيكون وسيلة لترجمة أعمالنا لدوي الثقافات الأنجلوفونية من أجل مزيد من التواصل خدمة لمعاركنا المشروعة ، و نحن مقبلون على ترجمة ملف الفلاحين الفقراء بأوزيوة إلى اللغة الإنجليزية سيكون الموقع الجديد للحوار المتمدن مجالا رحبا لتلميع حركتنا عالميا ، فهنيئا للمشرفين الساهرين على دوام نبض حركة الحوار المتمدن.

تارودانت في : 10 دجنبر 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟