الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2006 / 12 / 11
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


يشكل موقع "الحوار المتمدن" اليوم عاملا هاما في نهج التنوير الفكري العربي ، وطرح الحداثة الفكرية والسياسية امام القراء العرب.
خمسة سنوات هي لمحة عين في التاريخ البشري .. ولكني حين استعرض ما نشر على صفحات الموقع افاجأ ، ليس بالكم الهائل من المواضيع المنشورة فقط ، انما بالقيمة النوعية الممتازة للمواضيع المطروحة واتساع مضامينها ، مما يشكل قوس قدح ثقافي فكري نقدي تنويري يشمل كل اطراف عالمنا العربي وقضاياه المتنوعة .
موقع "الحوار المتمدن" اقتحم حدود الممنوعات التافهة التي حاولوا فرضها على العقل العربي وشل ابداعه الفكري .. وتقييده داخل ممنوعات ومحرمات لم تجلب غير التخلف وراء ركب الحضارة الانسانية .
حقا الموقع لم يتبع سياسة الرقابة على الفكر والرقابة على الرأي ، انما اعطى حرية التعبير الانسانية بمفاهيمها التنويرية المطلقة .. اعطى للآراء مساحة غير مقيدة للتفاعل والتواصل ، اعطى للرأي والرأي الآخر حق الوصول للقارئ .. وهذا ما كنا نفتقده في اعلامنا بشكل عام واعلامنا الحزبي بشكل خاص ، وما زال من الممنوعات حتى في المواقع التي اعتبرها متنورة ..
الدرس من هذا الموقع الطليعي واضح وبسيط . تعدد الآراء وتناقضها لا يفسد للود قضية ، النقد لا يعني نفي الآخر ، التفكير المختلف ليس رفضا انما اثراء فكريا ..
موقع "الحوار المتمدن" اختط لنفسه نهجا يساريا علمانيا .. وهذه الصيغة شديدة الاتساع ، ومع ذلك لم يحولها الى صيغة مطلقة ، بل كثيرا ما اقرأ على صفحات الحوار المتمدن لرجال دين متنورين ، يؤلمهم ما يؤلم اللادينيين العرب ، يؤلمهم ما يؤلم اليسار العربي .. يؤلمهم ما يؤلم الوطنيين العرب ، يؤلمهم ما يؤلم الأقليات الدينية والاثنية في العالم العربي ، وتشكل طروحاتهم فكرا انسانيا عقلانيا متنورا لا اجد غضاضة في التماثل معه . والاصطفاف السياسي والاجتماعي ، بين اصحاب الرؤية الفلسفية والفكرية المختلفة ، في النضال من اجل عالم عربي متنور ومتحرر من القبلية السياسية والطائفية والاثنية ، عالم يعطي للمرأة مكانها الذي تستحقه بجدارة ، كشريك كامل الحقوق والمسؤوليات ، في العمل من اجل تغيير الواقع العربي المتخلف ، واطلاق العقل العربي من قمقمه الذي طال انحباسه فيه ، ليبدا مرحلة البناء الاقتصادي والاجتماعي والعلمي ، ويشارك العالم بانجازاته الحضارية ، في العلوم والتكنلوجيا والثقافة ، وهذا الدمج يثبت بلا جهد زائد ، عظم المساحة التي تشكل القاعدة العملية العقلانية لبناء نظام عربي ، يضمن كرامة المواطن ، وحقوقة في العمل والتعليم والعلاج الصحي وينشر شبكة واسعة من الأمن الاجتماعي ، اسوة بالعالم المتنور .. هذا لربي هو اعظم ايمان واعظم انتماء وطني وارفع انتماء انساني .
ويكفي هذا الموقع الرائع ، "الحوار المتمدن" ، انه الصوت الذي يبشر بمستقبل يستحق ان نناضل من اجل انجازه..
نبيل عودة – كاتب وصحفي فلسطيني يعيش في الناصرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا