الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سناء الانصار... سنوات ازدحمت بالمجد – 5-

مزهر بن مدلول

2006 / 12 / 11
سيرة ذاتية


دلمون ارضٌ طاهرة
دلمون مكانٌ نظيف
دلمون جوهرها النخلة .. ظلالها الملائكة
دلمون جنة الاباء والانبياء
حكمة السومريين وحلمهم العظيم .. بين النهرين او بين البحرين
دلمون اغرقها الطوفان
.........
دلمون قريبة ٌ .. هاهي هنا .. في غابة السماق ..
مشرعة الابواب .. شبابيكها الفضاء .. ستائرها السحاب
جدرانها بلا ثقوب ..
على سفح شيرين .. في وادي الغزلان
دلمون الهروب من العذاب ..
فرَّت من نعيق الغربان

..........

وحدي كنت اغني .. نصفي كان يغني ..
ونصفي الاخر ، كان يطلق الرصاص
وحدي ارسم لوحة ، في جدارية الخوف .. ألوانها أعشاش الحمام .. أتأملها وأستمع الى نبض المجهول فيها
اخطو وتتسع خطاي ، التصق ببعضي ، يتحول نصفي الى كلي
فالتفت خلفي ..
ها انهم يقتربون مني .. علي ان استعجل .. علي ان اسبقهم بمسافة اخرى .
وعلى حافة الطريق ، ومن بين جذوع البلوط ، نط بوجهي خنزير متوحش ، بحث في الارض بقدميه ، وكشر عن انيابه ، ثم اطلق تهديدا مخيفا ، كان متوثبا ، وكان مستعدا لمهاجمتي ، لكنه ما ان سمع اني قد سحبت اقسام ، حتى ولى مدبرا
اطلقت رصاصة باتجاهه ، ثم اطلقت الاخرى ، ثم دون لحظة ادراك ، انهمر من بندقيتي وابلا ً بالهواء ، كان ذلك اول الانتصارات ، اول المهارات ، واول المغامرات ، ابتسمت له ، كان خاطفا وسريعا ومباغتا!!.
ابتعدت قليلا عنهم .. وطال ما كنت بعيدا .. ابعد من سراب في صحراء يباب .. انا سليل حضيري ابو عزيز ، وداخل حسن ، كنت كالريح في بيداء ، تلاحقها الذئاب .
دبت في اركان جسدي ، ارتعاشة خوف حقيقي ، وكان الشك يوسوس في تفكيري ، فرحت افتش بين الاشجار والصخور كلما فرَّ منها طائرٌ او اتى صوت من حجر صغير تدحرج من الاعلى ، ابحث عن خنزير يحمل السلاح ، او اي اخر ، لااعرف كنهه ، هكذا اكون قد تأكدت ، من ان الطريق الذي يمرون به خاليا من الكمائن .
يقتربون مني مرة اخرى ، وتتسع خطواتي ، استجلي مايمكن من المسافة بين الحين والحين . في هذه البقعة التي تبعد الفي ميل عن دلمون ، تموت الاحاسيس ، هذا النزق ، ضاع في كثافة الضباب ، هنا لاشئ يتحرك ولاشئ يتغير، الكائنات كلها واقفة بانتظار المعجزة .
في بداية انطلاقة المسير ، وحين دخلت الى ( كلي ره ش ) حزنت كثيرا ، واشفقت عليه ، فذلك الكلي ، لاتراه الشمس ابدا ، مجلل بالظلمات دوما ، اشجاره واحجاره ، كجثث هامدة ، ملقاة في مقبرة حالكة ، لااسمع فيه غير قرقرة الضفادع واصوات الصراصير ، الى اعاليه ، يصل الجندرمة احيانا كثيرة ، انهم يقتلون دون رحمة ، ومع ذلك بتنا ليلتنا الاولى فيه .
كنت اتمتم وحدي ( هسة انت وين رايح يارفيق شتسوي في برزان واذا وقعنا في كمين للجحوش لاسامح اللة .. ياربي شنهي هالبلوة ).
وبرزان تبدو بعيدة ، كأنها واقعة في قلب السماء ، وسكرتير الحزب الرفيق عزيز محمد ، يريد الوصول اليها .
شيرين قممه كثيرة وشاهقة ، كلما اصل الى نهاية احدها ، اقوم باستطلاعها جيدا قبل ان انحدر الى اسفلها ، الطريق اليها موحشا وخاليا من القرى ومن البشر ، ومكتضا بالخنازير والافاعي وقطعان الغزلان .
راقني المشهد حقا ، فكنت اطارد بعض الغزلان يمينا وشمالا ، لكن هذا الحيوان كان مدهشا في شم رائحة بندقيتي من مسافة هي اكثر من مسافة الرصاصة التي تنطلق منها لتصل اليه ، لا استطيع ان اطلق النار دون ان اتاكد من اني ساصيب واحدة من القطيع .. لا .. دعك من هذا اللعب .. فبرزان اولا..همي الوحيد الان .. همٌ احمله لمسافة تمتد من لولان على حدود ايران القصية ، وتنتهي في اخر منحدر لاخر قمة من قمم شيرين .
كان قلقي يتبعني مثل ظلي ، تو قفت عند احدى الينابيع الصافية ، والماء رقراقا ينحدر في ساقية الى الاسفل ، في الاطناب انتشرت الكماة ، اشعلت النار وجلست حولها ، انتظر ان تصل المفرزة ، فكانت استراحة قصيرة اكلنا خلالها من الكماة المشوية الكثير ، والتقطنا صورا تذكارية مع
السكرتير .
قلت لهم ان القمة القادمة ، والتي كما تشاهدونها ،هي ابعد قمم الجبل ، وهي الاخيرة من المسافة ، في جانبها الاخر تقع برزان ، ارتسمت على الوجوه ابتسامة ، اننا قريبا سنصل .
تحركت قبلهم ، بعد ان تدثرت بالعتاد ، وامتطيت موجة النسيم العليل وبدأت اتسلق الجبل .
كان ابو سعود ، كما نسميه ، لطيف المعشر ، مبتسم الوجه ، سريع النكتة كما تركته عند الموقد قبل حين .. ربما لانه قبل يومين حاز على وسام اكتوبر بمناسبة عامه الستين ..
او لانه احس بالفرح وهو بين رفاقه الانصار ..
اوربما اخرى ، لكني لاادري .. والذي اعرفه تماما ، بان كل الذي قلته عن عزيز محمد ، كان قد تبعثر ، في رئتين لاتتسعان لانفاسه ، رفع كلتا يديه الى الاعلى حين وصل الى القمة ، وقال بكلمات متشضية ..
اني اعلن الان .. استسلامي-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار