الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام البِبَكِيك: (ابو النجالوك) .. بَرَكَة الشالوك !!! (٤ / ٤)

محمد الصادق

2024 / 5 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


قلنا ان الخرطوم اصبحت ""طاردة""
حتي قبل الحرب
فقد صارت عاصمة الذباب والباعوض والاوساخ
وشكا الناس من قبل
من اتساخ حتي حمامات المطار الدولي !!!

ازمات في كل شيء
المواصلات
الخبز
الغاز
المياه
الكهرباء
ثم جاءت الحرب
ودمرت كل شيء
والنقطة المهمة الرئيسية
التي نود تناولها هنا
هي انه يلاحظ بوضوح
من خلال مجريات الحرب
وخرائطها الزمانية والمكانية
ان هناك نية مبيتة..
بتدمير ""المركز""
ولا نود هنا
ان نخوض في بعض الافكار السياسية والايدلوجيات
حول "المركزية" والسيطرة ..الخ
لكن سبق ان ذكرنا من قبل
سعي الحركات المسلحة
لنقل الحرب الي المركز
منذ العام ٢٠٠٨
فالآن من الصور والفيديوهات
التي ينقلها يوميا
مراسلو الفضائيات
واضح جدا لكل ذي بصر وبصيرة
كميات الغل والحقد والغبن
التي تم تفريغها
في العاصمة وسكانها
في اطار النهج الذي يطلق عليه
""الأرض المحروقة""
فواضح جدا الإصرار المؤكد
علي تشريد المواطنين
وجعل بقائهم بالمدينة
ضربا من المستحيل

فالناس يستغربون
كيف تبلغ نسبة الخطأ عدة كيلومترات
في المدافع الحديثة
بحيث تقع عشرات الدانات
في وسط احياء سكنية
بعيدة جدا عن الأهداف العسكرية
الموجهة اليها تلك المدافع ؟؟؟!!!

الآن تدمير المصفاة
يصعّب الأمر كثيرا علي المواطنين
خاصة سكان الخرطوم
فالآن اصبحت كل السلع
تأتي من الخارج
فالمناطق المتاخمة لدول الجوار
اصبحت هي الأقرب
فالاقليم الشرقي والشمالي مثلا
يستقبل الآن السلع المستوردة
خاصة من اثيوبيا ومصر عبر المعابر البرية
ومن تركيا والامارات وغيرها
عبر الميناء البحري
فالخرطوم بهذا تصبح
ابعد المناطق في السودان
بعدما كانت هي الأقرب
لأنها كانت بها معظم المناطق الصناعية

لقد آلمني جدا
رؤية التاكسي التعاوني
وهو يشق طريقه
عبر احد شوارع امدرمان
وسط الركام والحُفَر
والبيوت المشلّعة
فالقنابل والدانات
احالت معظم المنازل والمحلات
الي هياكل
مثل حطب القطن
المتروك في الحواشة
بعد انتهاء اللقيط
وتساقط الأوراق..
منظر مؤلم جدا

وانا استغرب من تحليل البعض
أن الغزاة يريدون احتلال المدينة
بصورة دائمة
لأن المدينة ليست شيء
بدون اهلها
وانا اخشي
ان الذين يصرون حتي الآن
علي العيش في أجواء الحرب
ويصرون علي فتح بقالاتهم واسواقهم وصيدلياتهم
انما يساعدون
علي تسهيل إقامة المليشيات
ندرك بالطبع ان البعض
منقطعة بهم السبل
ولم يجدوا من يستضيفهم بالولايات
لكن يفترض بالناس ان يؤمنوا
ان كل بقاع السودان
حلال لأي سوداني
الإقامة بأي مكان شاء
وله الحق ان يتكسب
وأن يحصل علي الخدمات

هناك تحدي ظاهر بالطبع
وهو الحصول علي السكن
والناس يشتكون
من غلاء الأراضي والايجارات
لكن المطمئن
أن هناك حركة بنيان مهولة
وكل الناس في الولايات
يسابقون الزمن
في تجهيز البيوت
لأن الجميع
اقتنع بهذا الأستثمار
السهل المضمون
فمن لم يستطع
ان يسكن قرب المدن والأسواق
يمكنه ان يسكن
ابعد قليلا او كثيرا
حسب مقدرته المالية
ويجدر بنا ان نشير
الي انه من الطبيعي
تزايد اسعار السكن الآن في بورتسودان
لأنها صارت المركز الجديد
والمركز دائما
يكون مركز الجشع والفساد
ولقد تعرضنا لذلك
في مقال:
""الخرطوم بطرت معيشتها""
فلذلك من الأفضل لرقيقي الحال
تجنب السكن في العواصم والمراكز
ثم ان السكن في المناطق الريفية
فيه جوانب ايجابية
فالمعيشة سهلة نوعا ما
فالناس مثلا
لا يعتمدون علي الخبز
بشكل كلي
وهناك امكانية الاكتفاء الذاتي
من البيض واللحم واللبن
من تربية الدواجن والبهائم

وختاما نقول
ان الجميع يتمنون انتهاء الحرب
ويطمح الكثيرون
الي العودة الي مناطقهم
التي كانوا بها
لكن الواضح والمؤكد
ان الحرب ستغيّر الي الأبد
خارطة انتشار السودانيين
بدليل آلاف المباني التي بنيت
في مدن وقري الولايات
من سكنية ومحال تجارية
وحتي كثير من المصانع والشركات
الصغيرة والكبيرة
استقرت علي بعد مئات الكيلوميترات
من الخرطوم.


>>> تذكرة متكررة <<<
=======

نذكّر بالدعاء
في كل الأوقات ..
وفي الصلاة والسجود والركوع ..
علي الظالمين..
الذين اخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
فالله .. لا يهمل
ودعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية