الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضواء على قانون -مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي-

منظمة مجتمع الميم في العراق

2024 / 5 / 26
حقوق مثليي الجنس


اقر برلمان العراق بتاريخ 27-4-2023 قانون ما يسمى "مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي"، وهذا القانون هو بالأساس لتجريم مجتمع الميم، وتصل فيه العقوبة للإنسان المثلي الى السجن خمسة عشر عاما، وهو في حقيقته استكمال لمشروع ظلامي كانت قد بدأته القوى الدينية المتطرفة التي تحكم منذ عام بمجموعة قوانين وقرارات رجعية بائسة، حدت من الحريات بشكل كبير، ان لم نقل خنقتها تماما.

القانون هذا كان موجودا في لائحة العقوبات، الا ان القوى الدينية المتطرفة اجرت عليه تعديلات، أبرزها "تجريم العلاقات المثلية والتحول"، وجعل هذا التعديل جوهر القانون، وقد أصرت تلك القوى الدينية والعشائرية على التصويت بالموافقة وإقرار القانون، والطريف بالامر انه في كل القضايا الحساسة والتي تهم المجتمع وتلامس حياته يغيب ويتغيب اغلب النواب، الا في هذا القانون فقد حضر عدد كبير منهم، وقد خرجوا وهم فرحين بهذا القانون، الذي اعتبروه إنجازا برلمانيا كبيرا.

فضلا عن ان هذا القانون يعاقب مجتمع الميم، فأنه يعاقب أيضا اية منظمة او أي شخص يروج للمثلية، وتصل العقوبة الى السجن مدة سبع سنوات، أي انه كان هناك شخص متحرر، وليس بالضرورة ان يكون مثليا، يكتب عن الحريات في المجتمع، فأن هذا الشخص إذا ما ألقى القبض عليه فأن يودع السجن سبع سنين، وهذه سابقة قانونية خطيرة جدا.

النائب الذي اقترح التعديلات على القانون هو احد اتباع القوى الإسلامية المتطرفة، وقد برر هذه التعديلات بأنها "وقاية" المجتمع من أفعال كهذه، فالعراق مجتمع له تقاليده وعاداته، وهو "يتخوف على مستقبل البلاد"؛ أيضا الطريف بالامر ان هذا النائب ينسى او يتناسى ان الخوف على مستقبل البلاد ليس من المثلية بقدر ما يكون من عمليات النهب والسلب التي تنفذها قواهم الدينية.

كالعادة فأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة العفو الدولية اكتفت بالرفض لهذا القانون، لكنها صمتت صمت القبور، بياناتهم كانت خجولة ومعيبة جدا، لم يشكلوا ضغطا على الحكومة والبرلمان لإلغاء هذا القانون المجحف.

لقد سبق هذا القانون واثناؤه عملية اغتيال لبعض الراقصات والموديلات ومتحول جنسي، وبهذا فأنهم قد ارسلوا رسالة مفادها اذا لم يقر قانون تجريم المثلية فأنه سيوكل تنفيذ محاربة المثلية بيد المسلحين؛ وهكذا يسدل الستار على الحريات وحقوق الانسان في العراق، والتي تغنت بها أمريكا وأوروبا بأنها انجزتهن في هذا البلد البائس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع


.. الأمم المتحدة ترحب بالهدنة التكتيكية جنوبي غزة| #غرفة_الأخبا




.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم