الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس سياسية وثقافية 183

آرام كربيت

2024 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية ليست من مرتكزات الدولة أو حاجاتها الاساسية أو الفرعية
استطاع الغرب أن يفصل الدولة عن المجتمع سياسيًا، يحولهما إلى طبقتين منفصلتين عن بعضهما البعض بشكل عامودي وأفقي.
وحول مطالب المجتمع السياسية إلى مجرد مطالب تحت سياسة، كتحسين شؤون الطب والمستشفيات والشوارع وبناء مساكن وتحسين حياة الناس العاديين.
بمعنى ظلت الدولة في برجها العاجي تمارس هيمنتها على المجتمع، وتركت هذا الأخير يلهث وراءها لـتأمين العمل ولقمة الخبز ورعاية الأطفال.
الدولة تخطط وتضع البرامج بمعزل عن المجتمع، بأسلوب هيمني واضح وتجبره على التنفيذ.
وعند التنفيذ هناك من يحصل على الفتافيت، والأخر على المكانة والمال والنفوذ.
استطاعت الدولة ان تمتص تناقضات المجتمع بهذا الأسلوب، فرغت المجتمع من السياسة، وأعطت الديكتاتورية والسلطة للشركات العملاقة، وأن تمارس سطوتها عليه دون خوف أو وازع من ضمير من المسائلة.
أغلبنا سمع كيف يتم تسريح آلاف العمال من العمل، من الشركات بجرة قلم دون أي رادع من الدولة أو تدخل.
السلطة الخاصة للشركات النافذة، والسلطة السياسية يدًا بيد لتحويل المجتمع إلى مجرد شيء نافل، خواء فارغ.
لم يترسخ عصر التنوير دون صراع بين العقلانية والوهم، بين الكانطية وهيجل، كان الصراع في كل جوانب الحياة إلى ن توج بالثورة الفرنسية الذي جاء للتأسيس للأخلاق والمعرفة بدلا من الدين. ضمن العقلانية جرى تحولات هائلة اسفرت عن نشوء طبقة برجوازية طموحة سخرت العلم والتنوير لمصلحتها إلى أن تحولت تحولات نوعية أخذت معها المجتمعات الغربية إلى التشيء بينما ذهبت مع الخارج إلى استعماره وتحويله إلى تابع منهك. الحضارة اليوم كلها أصبحت بيد طبقة واحدة، طبقة عالمية تنحو نحو السيطرة الكاملة على مقدرات الطبيعة والمجتمع والحياة ووجود البشر كله في خطر. لم يعد هناك فارق بين بيل كيتس أو علي بابا صاحب التيك توك الصيني، لم يعد بينهم صراع أنما منافسة حول كيفية اغتنام الغنائم. عالمنا في خطر سواء في الغرب أو في البلدان التابعة له اقتصاديا أو سياسيًا.
حضارة الغرب بدأت كرد فعل على الخرفات والوهم والدين، بدأت مع الفن، وسارت دون تخطيط مسبق إلى أن انفجرت اوروبا بكل أنواع العلوم، الفلسفة الأدب، الفن الموسيقا النحت المسرح الاكتشافات العلمية وتدفق الأموال في حروب البحث عن عوالم جديدة، اليوم عالمنا في أزمة وجودية نتيجة التلوث والنهم للسيطرة على ثروات الطبيعة واالحروب. حتى الدول المستعمرة كالهند والصين وغيرهما مساهمين في نهب العالم مثلهم مثل غيرهم

بعض الأصدقاء يلجأون إلى حجر الصديق، معاقبته، ينفذون فيه القصاص، إذا لا تتفق رؤيته مع رؤيتهم في التوجه والرؤية السياسية.
ويقدمون أنفسهم على أنهم ديمقراطيين أثناء دفاعهم عن ديمقراطية أوكرانيا السياسية.
ويفسرون موقفهم على أساس أنه صراع بين الديكتاتورية الممثلة بروسيا والديمقراطية في أوكرانيا، علمًا أن في سجون زيلنسكي الديمقراطي يوجد سجناء سياسيين.
قلنا سابقًا، أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا تتجاوز مفهوم الديمقراطية، ترتقي إلى المجال السياسي الرئيسي، أي، أنه صراع على الموقع الجيوسياسي بين قوى عالمية فاعلة في عالمنا المعاصر.
وهذا الصراع لا علاقة له بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان، هذا الصراع صراع سياسي، تحول إلى صراع عسكري.
ما يؤلم أن هؤلاء الأصدقاء يتحولون من إنسان له رؤية سياسية إلى إنسان له رؤية أخلاقية، مشبعة بقيم سياسية.
الديمقراطية مفهوم سياسي يا أصدقاء، لا علاقة له بالأخلاق والمبادئ.
وعندما يكون لدينا مفهوم ما له طابع سياسي، علينا أن نجرده من أخلاقيته ونضعه في موقعه الحقيقي، على أنه فاعل سياسي.
هل النظام السياسي الديمقراطي أفضل من النظام السياسي الاستبدادي؟
بالطبع النظام السياسي الديمقراطي أفضل بمليارات المرات، على الأقل لا يوجد من يعتقلك لأنك تفكر، ولأن الدولة مقيدة بالقانون.
أرى أن عمق أوروبا هو في روسيا، أنها المجال الحيوي لها، ستتوسع ضمنه، وسيكبر عالمنا من خلال التقاءهما. لو أن أوروبا حرة سياسيًا لاحتوت روسيا. ما فائدة دخول ليتوانا أو لاتفيا أو استونيا في الناتو، أو بولونيا، هذه لملمة دول، العمق هو روسيا. امريكا وضعت اسفين بينهما، أوروبا وروسيا حتى لا يقتربان، إذا اقتربا ستتحول المنطقة إلى كتلة اقتصادية وسياسية وعسكرية عظيمة ممكن يحتويان عالمنا العربي والإسلامي في المستقبل. بولونيا وبلغاريا ورومانيا وغيرهم عبء على أوروبا.
يوجد غلط كبير على روسيا، هذا لا شك فيه، كان من المفضل أن تمد الجسور مع اوكرانيا، كمان كان على الاوكرانيين ان يكونوا أكثر واقعين، أن يعرفوا أن جارهم قوي جدًا، أن يتفهموا مطالبه، ان يمدوا الجسور السياسية نحوه يطمئنوه بدلا من الاندفاع الاهوج نحو الغرب. اليوم أوكرانيا أصبحت بعيدة جدا عن دخول الاتحاد الاوروبي واستفزازه. وأرى ان جميع دول اوروبا الشرقية لم تكن جاهزة للدخول الى الاتحاد الأوروبي، لكن وجودهم في هذا الاتحاد فرضته السياسة وليس الواقع، لأن الاقتصاد والقوانين والفساد لا يؤهلهم للدخول. يجب ان يكون النمو في اي دولة تدخل الاتحاد 3 بالمئة على الاقل. أوكرانيا لم تكن جاهزة ابدا لدخول الاتحاد لنسبة الفساد العالية فيها، ولجنينية الديمقراطية فيها.

انقلاب حسني الزعيم، على الديمقراطية الوليدة في ظل الانتداب، كشف خواء المجتمع السوري، ومثقفيه، وأحزابه.
أغلبهم أيد الانقلاب العسكري وباركه، ورقص في جنازة الديمقراطية ورش عليها الملبس والسكاكر.
لم يكن في عقل المثقف السوري في ذلك الوقت، الحفاظ على الدولة، بعيدًا عن التجاذبت والتنابذات السياسية، أو التمسك بها، وما زال الأمر على حاله إلى اليوم.
بله تحولت الصراعات السياسية إلى ميدان لإنهاء الدولة الوليدة مع ديمقراطيتها الجديدة على المجتمع السوري.
أغلب الناس في سوريا لا يدرون ما يريدون بالضبط، القلق والاضطراب جزء من تكوينه النفسي، لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، مذبذب، ولا يعمل بجدية من أجل الوصول إلى هدف.
يحب قطف اللقمة من الماعون دون تعب.
أكثرهم سوءًا كان أصحاب الأيديولوجيات الخلوصية البراقة، الذين كانوا يستخدمون الخطابة والخطابات للبروزة والفشخرة والوصول إلى سدة الحكم، البعثيين والقوميين السوريين وغيرهم.
تصوروا أن خالد بكداش كان أقلهم سوءًا، وأنه الوحيد أدان الانقلاب ووقف ضده، وطالب بعودة الديمقراطية.
ولله في خلق شؤون وشجون

أعلم عمل اليقين أنك تخاف من تقاطع الزمنين المنفصلين، لقاءهما في زمن واحد.
وإن مفترق الطرق من الممكن أن يؤدي إلى التقاطع واللقاء.
أنت خائف.
آه، من ذلك الزمن الذي شكل زمنًا واحدًا، ووحد تلك الخلجات في ذات القلب وإبقاءه على الجمر ذاته مشتعلًا.
إن ذلك الحضور كان طاغيًا، وإن زمنه لم يكن يشبه الزمن الذي نعرفه، فالحياة كما يعرفها الجميع تتحدد في كثافة ذلك الزمن وما عداه لا زمن.
كيف يستطيع القلب أن يهجر ذاته ويرحل إلى المهجول، إلى الفراغ أو اللازمان واللامكان.
هل كنت تعلم أن الهذيان والضياع كان سيسكنك كما يسكنه؟
لم تكن متمردًا، ثائرًا. لقد قبلت بالقيد واستمتعت به.
أنت عبد، وارتضيت به، واليوم تندم، تتراجع.
وكما تعلم أن القلب يبقى ثائرًا دائمًا، وعندما يخمد أو يستكين فأنه ميت لا محالة.
وإن الاستمتاع بالموت جدلية يتقنها الموتى دائمًا.

نحن، المثقفين، طبقة مهترئة، بعد أن نحصن أنفسنا بالوضع المادي والمعنوي الجيد أو المقبول، نمنح الأخر، الضعيف، من بقايا موقعنا قيم أخلاقية وقيمية ومعنوية، من فضلنا، من بقايا الكاس، لنرمم هذه الذات المتعالية، نمنحها قيم من خارجنا، كأننا نريد أن نقول للعالم كله:
ـ أنظروا إلي، أنا إنسان أخلاقي، إنساني، أدافع عنكم.
من هذه الفوقية المتعالية، نعزز النرجسية المرضية القابعة فينا، نرضي التستسترون الكامن فينا، نرضي الذكورة، الطاقة الفائضة المتعالية، ونتفضل بها على الأضعف.
هو شكل من أشكال ممارسة الجنس دون شريك، استمناء، هو تفريغ طاقة اللبيدو في هذا المجتمع كله، بنسائه ورجاله وشيوخه وأطفاله، في فرجه الكبير والواسع، حيث يتحمل هوسنا وكذبنا على أنفسنا والأخر الكثير الكثير.

الملحد إنسان متمرد، ثائر، في داخله ثورة مستمرة على الوضع القائم، لا يرضى بالذل والقهر والتراتبية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي جاءت إليه من عمق التاريخ ومنظميه.
لديه منظومة فكرية متكاملة، كرفض مطلق للظلم، وضد جدلية الغني والفقير.
غير مستكين أو خامل أو خاضع لما يدور حوله.
وفي أعماقه تتوارد الاسئلة العميقة حول الكون والوجود والإنسان والحياة، ولماذا جاء الإنسان إلى الحياة وإلى أين يذهب، ومن هو ومن أين جاء الكون واستمرار الحياة؟ وهل هناك بداية أو نهاية؟ وما الغاية من البداية والنهاية؟
إنه أعزل، لأن أغلب الفلسفات القائمة تنحو نحو دعم السلطة والتراتبية وتأكيد دورها وتشويه الفكر العلمي المغاير.
بيد أن الزمن القادم سيكون إلى جانب الحياة، ولفلسفة الإلحاد والجمال والحق، والحقيقة الخالدة.

ما ترغب به الولايات المتحدة، بعد التحولات الهائلة التي حدثت على مواقع الدول في هذا العالم، بعد الحرب الباردة، وتسيدها القطب الواحد، المتعدد الوظائف، أن تحول الدول الهشة، إلى أرض محروقة، منزوعة السيادة والقوة، موطأ قدم لها، كخطوة أولى إلى الأمام، لتصبح قاعدة عسكرية مؤقتة لقواتها.
وبعد تفتيت كل دولة على حدا، تنتقل إلى الدولة المجاورة.
أي مثل حجارة الدومينو. أي إسقاط الدول، الواحدة بعد الأخرى.
ميدانها الأن هو الشرق الأوسط، كخطوة أولية، ثم آسيا كخطوة ثانية، دولة أثر دولة.
وعلى كل دولة أن تنتظر دورها.
هذا هو المشروع الأمريكي القادم في القرن الواحد والعشرين، وربما يمتد إلى الثاني والعشرين.
وموضوع الإرهاب كذبة سمجة، حجة لإعادة إنتاج الردة السياسية.
الإرهاب صناعة امريكية بامتياز، للوصول إلى الهدف الذي ذكرناه.

الماخور, في رواية الخبز الحافي, يتحرر الجسد من القيود. ويسرح في فضاء الحرية. وينال ما يريد. حيث العاهرات الجميلات غير مكترثات بقوانين الأرض, ومتحررات منه ومتمردات عليه. إنه الوجه الأخر لوجه الإنسان الواقعي ومكمل لوجوده. في هذا المكان, يقف المرء وجها لوجه مع الحرية, الجنس, الكيف والمشروب. والتحليق بعيدًا, في الفضاء الواسع, في محاولة الطيران من ثقل الأرض وقسوة الحياة, والاستغلال والواقع المؤلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية