الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث في العاشرة مساءً

فوز حمزة

2024 / 5 / 28
الادب والفن


الجالسون على جهة اليمين، يرونها قادمة من جهة الشمال، والآخرون الذين اختاروا الجلوس ناحية الشمال، يرونها مقبلةٌ من اليمين، أنا فقط، كنت أراها تتهادى في مشيتها بخفة ودلال نحوي.
بقيتْ لحظات واقفةٌ دون أن تنظر لأي لأحدٍ منهم.
بدت كأنها لا تعلم بوجودهم ، كانت بارعةُ في التجاهل!
ثباتها وثقتها بنفسها يدلان على مهارتها، لقد أثارت أعجابي بتصرفها حين دخل زوجها الأعرج، فاستقبلته بفرح طابعة على خده قبلة ثم أحاطته بذراعيها الطويلتين الناعمتين، لكنه بامتعاض شديد، أبعدهما عن رقبته مبتعدًا عنها صوب كرسي وضع عند طرف السرير.
ظننتها محرجة مثلي، لكنها على العكس، لقد احتوت الموقف بذهابها إلى طاولة الزينة، وحملها لقنينةَ عطر كنت قد أهديتها إياها في عيد ميلادها، رشت القليل منه على ملابسها ورقبتها وخلف أُذنيها، امتلأ المكان بالرائحة، لمعت عيناها وهي تنظر إلى القنينة، لقد تذكرتْ وأنا متأكد من ذلك، القبلة الطويلة التي تبادلناها، ما زال طعم القبلة حاضرا على شفتيّ!
أستيقظتْ ذاكرتي وأنا أستعرض أحداث تلك الليلة التي قضتها في أحضاني متشبثة بيّ كطفل، أحسست بقشعريرة لذيذة، تبًا لها!
كيف هان عليها فعل هذا بيّ؟! ألم تجد غير هذا العطر؟!
صوت الزوج الجّهوري أعادني إلى المكان والزمان، لكن بحالة أسوأ!
كفه الغليظة السوداء، وهي تحيط بخصرها الغضّ، جعلت النار تشتعل بيّ ولا تنطفئ، كدت أن أصرخ: إبعد يدك عنها أيها القذر!
الظلام الذي حل فجأة إلا من مصباح متدل من الوسط فوق رأسيهما، أنساني ما كنت فيه، وحولني فقط إلى مستمع لموسيقى انبعثت من أحد الأركان لتحدث ضجيجًا عاليًا، مكثتُ على مقعدي أترقب الأحداث، لقد أخبرتني، عند العاشرة سينتهي كل شيء ..
اضطراب الزوج، و توتره وهو يجر ساقه العرجاء، يوحي بأن شيئًا سيئًا سيحدث.
بدأ يذرع الأرض كالمجنون وهو يقف أمام المرآة يحدث نفسه: تلك هي العلةُ، تلك هي العلةُ يا نفسي، علةٌ لا أسميها لك أيتها النجوم الطاهرة، تلك هي العلة، فجأة توقف عن محادثة المرآة ملتفتًا نحوي.
تسّلل الرعب إليّ من ثقب في قلبي، حينما أخرج قنينة العطر من جيب بنطاله، ظل يحدق فيها طويلًا قبل أن يردد لثلاث مرات، سأقتلها.
أخذتْ نبضات قلبي في التسارع وأنا أرى المسدس في يده الأخرى، جبيني يتفصد عرقًاً، ماذا أفعل؟!
لقد عرف كل شيء، لم أستطع منع الخوف من السيطرة عليّ، كيف أمنعه من الاقتراب منها، ها هو يدس يده في جسدها وهي غافية، يتحسس كل جزء منه، تبدو كآلهة للجمال خرجت للتو من محرابها، .. الدماء تغلي في عروقي وأنا أرى رأسه بين ثدييها، كدت أن أصرخ بأعلى صوتي: إنهما ملكي، إبعد شعرك المجعد عنهما أيها العبد .. أوووه ! أبعد شفاهك الغليظة عن فمها، لقد قبلها، يا ويلي!
الحرائق التي شبت في جسدي، لم تتركني إلا وأنا دخان أسود، يداي ترتجفان كيديه حينما كان يهم بإطلاق الرصاص عليها، ليفعل أي شيء، يمزقها إربًا إربًا، أو حتى يخنقها إلا أن يقترب بأنفاسه من أنفاسها،
عند العاشرة مساءً، تصفيق الجمهور غطى على أصوات الرصاصات الثلاثة التي أطلقها عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة القديرة وفاء طربيه تتحدث عن النسخة السابعة من مهرجان


.. تفاعلكم | الغناء في الأفراح.. حلال على الحوثيين.. حرام على ا




.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش