الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعظم ماقدمه الصراع السياسي في لبنان

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مايدور من صراع سياسي في لبنان يؤكد أن هذا البلد خرج من صراعه الديني الذي أودى فيه للحرب الأهلية المعروفة، التي أزهقت أرواح الأخوة الأبرياء أبناء الوطن الواحد وأبناء الأديان السماوية التي صدّرت قواعد أخلاقية لأغلب بلدان العالم.
تميزت المرحلة الجديدة من تاريخ لبنان علىالاصطفافات السياسية بين موالٍ للمشروع الأمريكي وبين رافض له،وعظمة الاصطفافات الجديدة أنها شرخت الحالة الدينية والاجتماعية أيضاً بين موالٍ للخط الأمريكي ورافض له،لكن حظ المعارضة كان الأقوى حيث أن الحالة القائمة حاليا في وسط بيروت والطريقة التي تم بها وعلى أساسها إقامة الخيام، التي تدور بها حوارات بين أطراف تجهل بعضها رغم التقاطع السياسي، وأكثر ما يمكن أن تُحققه هذه الحوارات هو نبش الغربة في الذات الفردية والجماعية وتقديمها وتفاعلها مع الآخر، الذي يُحقّق وحدة وطنية نوعية تُغلق الباب على الانقسامات الدينية مُجددا كما حدث في الماضي،وتخلق وعيا وطنيا تحتياً/وهو الحامي/ يُحقق الحاجة لها في هذا الزمن بالذات، الذي يتسم باضطراب عالمي أسست له سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في كل بقاع العالم بين حكومات مقزومة وشعوب مُتمردة.
ربما لم تُتح للتيار الآخر من المجتمع اللبناني هذه الفرصة التي تحققت للمعارضة،وبالتالي لم يتمكن من تحقيق هذا الشكل من الانفتاح التحتي الذي حققته المعارضة،وبالتالي سيبقى الوعي المُتوجس قائم في بنية الوعي الذي يمكن أن يخلق إرباكاً لهذا التيار،لأن التفاعل التحتي هو الأساس في البناء الوطني الجديد، فالتقاطع السياسي إن لم يقترن بالمعرفة الاجتماعية الذي يُحققها الحوار المبني على الاقتراب النفسي لن يستمر هذا التقاطع،ويمكن أن يسقط بأية لحظة سياسية ضاغطة.
بتقديري أن المرحلة الجديدة وحصراً بما يتعلق بالمعارضة الوطنية اللبنانية، ستكون مرحلة تفاعلات بين الجيل الشاب/من الطيف اللبناني/التي سيُبنى عليها اتجاهات وطنية علمانية ليس بمعنى الإلحاد بل بمعنى الاعتراف بالآخر ثقافة وسياسة ووجود،أي سنسمع بأن فلان ترك حزبه وراح باتجاه حزب آخر من أحزاب المعارضة ضمن الحاضنة الوطنية وهذا هو الصحيح وهو الانعتاق من الأسر الذي اختزل الإنسان بحكم التشكل التاريخي السياسي لهذه الأحزاب حيث العامل الديني كان الدافع نسبيا،وكان المُوجّه بحكم التاريخ/ يستثنى منه الأحزاب العلمانية الفعلية/ التي ساهمت بحماية الوطن رغم كل المحن التي عاشها لبنان.
يمكن أن أقول كما صدحت السيدة فيروز أن لبنان "عميخلق جديد"،ويمكن أن تنتصر الارادة الوطنية وهو الأكيد طالما بدأ التفاعل بين الشباب الذي أسس له الكبار بالشكل المطلوب والضروري للبنان الحضارة والتاريخ،وسيُسجل تاريخ لبنان أسماء من ساهموا بهذا التشكل الجديد أشخاصاً وأحزاباً لأن الوطنية المُتولّدة اليوم ستكون: هي الانصهار في احترام ثقافة الآخر ووعيه وحرص الجميع على مصلحة المجموع الذي يُشكّل وطناً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل