الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوظيف الاستراتيجي لكيفية استثمار تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزه

علي ابوحبله

2024 / 5 / 29
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


التوظيف الاستراتيجي لكيفية استثمار تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزه
المحامي علي ابوحبله
فقدت إسرائيل كل أوراق القوه لفرض أجندتها على قوى المقاومة الفلسطينية وخسرت الحرب ، ولم يعد بيد إسرائيل من أوراق الضغط سوى إنهاء الحرب ولم يعد هناك في الأفق تحقيق أي نتائج لإسرائيل من الحرب سوى أنها علقت في رمال ووحل غزه .
نجحت إستراتجية قوى المقاومة وخسر نتني اهو أوراقه ، مع إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على المقترح "المصري-القطري" الخاص باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ووفق ذلك فان حماس ومعها قوى المقاومة توجت إستراتيجيتها التفاوضية بنجاحها في احتواء أهداف الحرب الإسرائيلية الشرسة ضد قطاع غزة وحوّلت اتجاه الضغط الدولي والإقليمي إلى حكومة الاحتلال، وحافظت على أوراق قوتها العسكرية والسياسية والتفاوضية.
ونجحت حركة حماس بإلقاء الكرة في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة ووضعته تحت ضغط هائل، في مشهد كان يصعب تصوره في بداية الحرب.
وحتى الوصول إلى هذه النتيجة، شهد مسار التفاوض بين إسرائيل وحماس مخاضا عسيرا ومراحل متعددة، متأثرا بعدة عوامل أبرزها حجم الضربة التي تلقتها إسرائيل صبيحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول ورد فعلها اللاحق لذلك ، ومثل الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل مفصل مهم في مسار استمرار الحرب من حيث تصميم أهدافها ومنح إسرائيل الغطاء الواسع سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا.
إسرائيل وضعت سقف عالي لحربها على غزه وتمثل في القضاء على حماس وإنهاء حكمها للقطاع وتفكيك قدراتها العسكرية والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، والنتيجة المفترضة للمجهود الحربي والتفاوضي الإسرائيلي هو بتحقيق الهدف ذو السقف العالي وبات بعيد المنال
في المقابل، صممت حماس إستراتيجيتها على أساس احتواء المجهود العسكري الإسرائيلي والمحافظة على وضعيتها السياسية وترسيخ أهداف عملية طوفان الأقصى بوقف مسار تصفية القضية الفلسطينية ووضع حد لمخططات حكومة اليمين التهويدية في القدس والضفة الغربية، والوصول لصفقة تبادل تفرج من خلالها عن آلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
لا احد ينكر أهمية توظيف العمل السياسي والدبلوماسي لتحقيق الهدف الفلسطيني للتحرر من الاحتلال وحقيقة القول أن إسرائيل باتت تفتقد لاوراق القوه في تحقيق أهدافها في الحرب على غزه في الحالة الفلسطينية لخلق حالة من التوازن الاستراتيجي مع الاحتلال الصهيوني الذي يملك القوة ألاسترا تحيه ويوظف القوة العسكرية لتحقيق الهدف السياسي ، في حالنا نحن الفلسطينيين لا نملك سوى توظيف العمل السياسي والدبلوماسي لدرء الخطر للقوة الغاشمة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتي تتطلب حشد كل الطاقات وتجميعها وأهمها تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي في سبيل مواجهة الاحتلال ضمن استراتجيه وطنية تجمع الجميع على هدف واحد يقود للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
الإستراتيجية: هي تحديد الأهداف وتحديد القوة الضاربة وتحديد الاتجاه الرئيسي لحركة التغيير نحو تحقيق الأفضل الذي يقود للتحرر والتحرير من الاحتلال الصهيوني ، وتختلف الإستراتيجية السياسية باختلاف المراحل التاريخية للتغيير الحاصل في العالم وفق التغيرات الدولية والإقليمية وضرورة توظيف العمل السياسي والدبلوماسي الذي يكتسب أهمية في تغير وتغيير مواقف الدول للأولويات وأهمية هذا التغيير.
الإستراتيجية السياسية تتعلق عادة بمرحلة تاريخية كاملة، ولهذا تختلف الاستراتيجيات باختلاف المرحلة التاريخية لكل ثورة ، في إستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية تهدف إلى تحرير الوطن من الاستعمار الأجنبي أو الاحتلال ، وهي تختلف عن إستراتيجية الثورة الاقتصادية التي تهدف للإصلاح الداخلي والبناء الداخلي. وكذلك تختلف إستراتيجية كل ثورة اجتماعية باختلاف الظروف الخاصة لكل بلد من البلدان.
فشلت صفقة تبادل الأسرى ، إذ أظهرت إستراتيجية حكومة نتنياهو التفاوضية التي تقوم على سعيها على الإفراج عن أسراها لدى المقاومة في غزة مقابل أيام محددة من الهدوء وكميات محدودة من المساعدات.
وتهدف تلك الإستراتيجية إلى سحب ورقة القوة الأساسية من يد المقاومة، ومواصلة حربها على القطاع حتى تحقيق أهدافها المعلنة، وتفسر على أنها موقف واضح برفض وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة ومواصلة سياسة التجويع بهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين من غزة.
في المقابل، أربك موقف حركة حماس الحسابات الإسرائيلية والأميركية، من خلال وقف مسار التفاوض حينها بعد فشل الوساطات في التوصل إلى اتفاق شامل يوقف الحرب، كما رسم الطريق أمام مسار تفاوضي جديد يمكن القول إن حماس وضعت قواعده الأساسية وحددت أهدافه وأوقفت به إستراتيجية حكومة نتنياهو التفاوضية.
في أعقاب توقف مسار اتفاق الهدنة، حددت حماس أهدافها من المفاوضات بمطالبها الخمسة التي تحولت لمعيار نجاح التوصل لاتفاق، وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وعودة جميع النازحين إلى منازلهم وممتلكاتهم، وإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة وإعادة الأعمار، وصفقة تبادل للأسرى مستحقة.
ومع وضوح أهداف الأطراف التفاوضية، ازدادت حمى الحرب في القطاع وحاولت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن تفرض أهدافها بالقوة من خلال استهداف وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين وتجويع المواطنين وقصف المستشفيات، للضغط على المفاوض الفلسطيني وإجباره على القبول بصفقة تتيح الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من دون تعهد بوقف القتال.
وفي المقابل، استطاعت المقاومة استيعاب المجهود الحربي الإسرائيلي ومواصلة التصدي وتنفيذ العمليات الخاطفة وإيقاع الخسائر في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي ، ووفق المتابعين والمحللين والمراقبين فقد حافظت المقاومة على قدراتها القتالية ومنعت جيش الاحتلال من استنزاف قوتها العسكرية في معارك مفتوحة يستخدم فيها الاحتلال قوة نارية جوية كبيرة وغير مسبوقة.
حكومة نتني اهو تسير من فشل الى فشل ، إلا أن الفشل الأساسي في الحرب الإسرائيلية على القطاع تمثل في عدم قدرتها على الإفراج عن أسرى إسرائيليين بالقوة، وعدم قدرتها على الوصول لقيادة حركة حماس الرئيسية المتمثلة في قائد حماس بقطاع غزة يحيى السنوار والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف وعدد من القادة الأساسيين في الحركة. ومع إصرار نتنياهو على الإعلان المتكرر لأهداف الحرب، ضاعف من الضغوط عليه كلما تقدمت الحرب من دون تحقيقها.
خسر نتني اهو الحرب ولم يعد بمقدوره تحقيق أهدافها بعد أن فقد كل أوراق القوه وقد ركزت قنوات إعلامية إسرائيلية في نقاشاتها على إخفاق إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب، وعلى مسألة العودة إلى المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية وما يمكن انتظاره منها، بالإضافة إلى الوضع في رفح والخلاف المصري الإسرائيلي بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح.
وفي نقاش على القناة الـ12 الإسرائيلية، انتقد عوفر شيلح، وهو باحث في الشؤون الإستراتيجية وعضو سابق في الكنيست، أداء حكومة بنيامين نتنياهو، وقال إنها أوصلت إسرائيل للوضع الذي هي عليه، و"إذا استمرت الحرب بالوتيرة الحالية، فإننا سنأتي بهزيمة لن تؤدي لإعادة المخطوفين، ولن تؤدي إلى وضع يكون فيه بديل في غزة".
وقال اللواء احتياط غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، إن الورقة التي لا تزال بيد إسرائيل "هي القدرة على اتخاذ قرار بإنهاء الحرب، وهو ما يرغب فيه كل العالم، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومصر وحزب الله اللبناني والولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف "إنهم -أي الأطراف المؤيدة لإنهاء الحرب- مستعدون لدفع ثمن لنا مقابل إنهاء الحرب، لذلك فإن ما يمكن فعله الآن هو صفقة بسيطة جدا، ووقف الحرب بعد إعادة كل المخطوفين، وسحب كل قوات الجيش من قطاع غزة لمدة لا أعلمها" وحسب يهودا كوهين، وهو والد جندي أسير في غزة، "هناك أمور يحاول المسئولون الإسرائيليون تحقيقها ولا يحققون منها شيئا، وهناك أهداف خفية: العودة والسيطرة على قطاع غزة، والعودة للاستيطان في غزة، واستعادة الأمن لبلدات الجنوب، ثم استعادة المخطوفين".
ورأى كوهين -الذي كان يتحدث لقناة "كان 11"- أن "إسرائيل هُزمت وأُهينت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ومنذ ذلك الحين لم يتغير الكثير.. فكم مضى من الوقت ونحن نقاتل في غزة؟"، قائلا إن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أي شيء.
وبشأن مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، قالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13 موريا أسرف وولبيرغ إنها من المفترض أن تستأنف رسميا الأيام المقبلة، بعد أن التقى مدير جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
إن صمود قوى المقاومة الفلسطينية في مواجهة الحرب على غزه غير العديد من المعادلات والمفاهيم الامنيه ، وان أمريكا والغرب أمام إعادة دراسة نتائج ما حققته قوى المقاومة في مواجهتها للحرب الإسرائيلية ، خاصة وان النظرية الامنيه الاسرائيليه قد تحطمت أمام ما حققته المقاومة من ضرب لعمق الكيان الإسرائيلي ومن خلخلة أركان النظرية الامنيه والدفاعية الاسرائيليه .
لقد أرست معركة طوفان الأقصى معادله جديدة فرضتها قوى المقاومة الفلسطينية يجب عدم الاستهانة بها أو التقليل من شانها وهناك صدمه حقيقية في الكيان الإسرائيلي وهناك اضطراب في الموقف الإسرائيلي ومفاجآت حقيقية تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي إن من ناحية الإمكانيات والقدرات التي تمتلكها قوى المقاومة وقدرتها على الصمود أو ألقدره في ضرب العمق للكيان الإسرائيلي ، هناك معادله حقيقة تفرض نفسها على ارض الواقع وأن إسرائيل لم يعد بمقدورها أن تشكل قوة ردع في المنطقة وان أمريكا والغرب على قناعه بان الكيان الإسرائيلي لم يعد بإمكانه أن يكون القاعدة المتقدمة لحماية المصالح الامريكيه والغربية في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرأة تسقط في صندوق كهرباء بعد انفجاره بالرصيف في البيرو


.. بين الحقوق والعادات جهود لمناهضة العنف ضد المرأة في سبها




.. مقاطعة الرقة تحتضن النازحين من الشهباء وتل رفعت ومهجرو عفرين


.. أغنية وين الملايين




.. المرأة الريفية تحقق التنمية المستدامة بممارسات صديقة للبيئة