الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحركة الطلابية الغربية و دعمها لغزة وفلسطين
الهيموت عبدالسلام
2024 / 5 / 29الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوميات الاحتجاحات
عمت المظاهرات أكثر من 154 حرم جامعي في معظم الولايات الأمريكية ، جامعة كولومبيا الجامعة التي كانت في الستينيات هي البادئة لموجة الاحتجاج ضد الحرب الأمريكية في فيتنام، وهي حاليا القاطرة والمٌلهمة للجامعات في أمريكا والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا والهند وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا وإسبانيا ودول أخرى ضد الحرب على غزة، جرب الطلاب كل أشكال النضال لوقف الحرب في غزة، المظاهرات والمسيرات والوقفات والمخيمات والإضرابات عن الطعام، وإعادة تسمية المدرجات بأسماء فلسطينية مثل مدرج هند نسبة إلى "هند رجب" الفتاة الفلسطينية البالغة من العمر 6 سنوات والتي قٌتلت على يد الجيش الصهيوني ، لهؤلاء الطلبة أهداف رئيسية محددة كثفتها في شعارات واضحة ، أوقفوا الحرب، فلسطين حرة ،أوقفوا الإبادة الجماعية ، فلسطين من النهر إلى البحر، ،دعوة الجامعات إلى سحب استثماراتها مع الشركات التي تدعم إسرائيل، القطع الفوري للعلاقات الديبلوماسية مع الكيان الصهيوني ، وقف تصدير السلاح لإسرائيل، والتنديد بالتعاون الأمريكي /الأوروبي مع إسرائيل ضد غزة والشعب الفلسطيني.
وصل عدد المعتقلين إلى 2000 طالب وطالبة من 94 جامعة أمريكية ، ولم يتوقف الاحتجاج الطلابي يقول أحد الطلاب في مسيرة نظمتها جامعة كولومبيا: إننا نقف دفاعا عن الشعب الفلسطيني الذي يحترق يوميا تحت القنابل التي توفرها الحكومة الأمريكية، وتقول الطالبة "جناتول نيلا" طالبة السنة الأولى في علم الاجتماع والدراسات الإعلامية : نحن طلاب وطالبات "فرانز فانون" الطبيب النفسي والكاتب المناهض للاستعمار ، نحن طلاب وطالبات "إدوارد سعيد" الباحث الفلسطيني الأمريكي الذي ساعد في تأسيس نظام دراسات ما بعد الاستعمار وصاحب الكتب الشهيرة "الاستشراق" و"الثقافة والإمبريالية " نحن طلاب وطالبات المفكر "ناعوم تشومسكي" أب اللسانيات الحديثة وأشرس معارض للليبرالية المتوحشة والذي ساند الاحتجاجات الطلابية سنة 1968 واشتهر بمعارضته للتدخل الأمريكي في فيتنام واعتقل عدة مرات حيث أدرجه الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" في لائحة أعداء البلد، ثم سلمت الطالبة البوق ل"ساندرو جون" أستاذ التاريخ المساعد الذي قال على أنه يهودي وأنه ابن وحفيد الناجين من المحرقة : نحن ضد هذه الحرب الظالمة التي تدعمها حكومتنا ، نحن لسنا ضد السامية ، نحن ضد خطاب الكراهية ، نحن مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والعيش في حرية وأمان ، بعد المسيرة جلس ثلة من الطلبة في مقهى على الجانب الآخر من الشارع وتساءل الطالب "جوناتا إيسلا رامباغو" : لا أفهم لماذا ينزعجون من شعار فلسطين من النهر إلى البحر ؟ ولا أفهم لماذا يربطون هذا الشعار بمعاداة السامية؟ إننا ببساطة يقول "رامباغو" إنها أرض فلسطينية يجب أن ترجع لأصحابها الحقيقيين الذي هجروا وشردوا منها وأصبحوا لاجئين في أنحاء العالم .
تقول "نيلي" طالبة سنة أخيرة بكلية "هانتر" إحدى كليات جامعة مدينة نيويورك: إنها كبرت على صدمات ما تعرض له الشعب الفلسطيني، أبواها مهاجران من بنغلادش، ما صدمني حقا في صغري أنني كنت أرى الصهاينة يجلسون على قمة تل ويشاهدون القنابل الحارقة تسقط على الفلسطينيين وكانوا يصفقون ويهتفون ويرقصون، وعرفت بعدها أن وسائل الإعلام في حكومة بلادي لا تقدم تقارير حقيقية عن فلسطين وإسرائيل، إنني أحصل على معظم الأخبار من الصحافيين بغزة ومن الإنستغرام تقول "نيلي"
الطلبة هم ضمير أمريكا
يجب ألا ننسى أن الحرب الأمريكية ضد فيتنام أوقفتها الحركة الطلابية وأن عددا كبيرا من الطلبة الأمريكيين احتجوا طيلة العقدين الماضيين على التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان وليبيا.
إن الحركة الطلابية وهيئة التدريس والموظفين رغم ما يتعرضون له من قمع وسحل وطرد واعتقال وقفوا جنبا إلى جنب مصممين على وقف الحرب ومواصلة مسيرتها منذ احتجاجات 1968 وحرب فيتنام ،إنه من الواضح أن الجيل الجديد لن يقبل بعد الآن الصهيونية والعنصرية والإبادة الجماعية، وهو يقف مع فلسطين وتحريرها من النهر إلى البحر.
لقد شعر الفلسطينيون بالذهول من تدفق الطلاب من جميع أنحاء العالم لدعم شعب غزة ومطالبتهم بوقف الحرب وإدخال الماء والدواء والغذاء وتوفير العدالة والأمن المتساوي للجميع في الشرق الأوسط.
ترجع قوة الاحتجاجات الطلابية في أمريكا بشكل خاص إلى أن الجامعات فضاء للتداول السلمي للأفكار وليس للتعصب الإيديولوجي والتوحد على دعم غزة ووقف الحرب وغيرها من الشعارات، وكذلك أصبحت فلسطين قضية مركزية ضمن دراسات إنهاء الاستعماروهومجال أكاديمي "انفجر" في العشرين سنة الماضية وفقًا ل"زياد أبو الريش" الباحث في شؤون الشرق الأوسط الحديث في كلية "بارد"، تقول "ليندا مارتن ألكوف" الفيلسوفة ومنظرة إنهاء الاستعمار في كلية "هانتر"،لقد ظهر جيل صاعد من العلماء يشتغل في حقل الدراسات الاستعمارية الاستيطانية، يقاوم خطط الدول الاستعمارية الموغل في نهب الترواث ومصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو الجيل الذي يقود هده الاحتجات ،إذ اكتسبت هذه الدراسات والتخصصات الأكاديمية والعديد من الجمعيات الأمريكية مثل حياة السود مهمة ، والعدالة المناخية وغيرهما زخما كبيرا تجلى في الدعم العارم لغزة والشعب الفلسطيني، ودعم حركة المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية والنضال لسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني،ووقف الحرب وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ضوء على الفلسفة الماركسية - د. أحمد ماضي.
.. س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين قرب السفارة الإسرائيلية في طوك
.. من قلب مسيرة 6 أكتوبر بالرباط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
.. كلمة مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي خلال مؤتم