الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شباك العصافير؛ وليد الهودلي

مهند طلال الاخرس

2024 / 5 / 30
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في شباك العصافير مجموعة قصصية لوليد الهودلي من سلسلة ادب السجون التي تحمل الرقم ١٤ والتي تصدرها وزارة الثقافة في السلطة الوطنية الفلسطينية، تلك السلطة التي لم يرحمها وليد بكتاباته، بل ويلقي عليها بكثير من اللوم لتقصيرها في مفاوضات الاسرى كما جاء في قصته المعنونة "كل اتفاق وأنتم بخير" على ظهر الصفحات ٩٢ الى ١٠١.

المجموعة على العموم كتبت بنفس طيب ونية سليمة وباعث محبب ولغة بسيطة ، والمجموعة يُعد لها في باب المناقب الجيدة انها تطلعنا على خط خاص من ادب السجون وهو الادب ذي الاستعارات والتشبيهات والتصويرات الدينية؛ مثل ثغر من ثغور الاسلام ص ١٤٢، فالله جل جلاله لا يكلف نفسا إلا وسعها ص ١٤١، فككت رقبتي من الدنيا ومتاعها الزائل ص ١٤٠، فالعين تدمع والقلب يحزن ص ١٣٨، وراح يتذوق من المعاني الايمانية ص ١٣٤، وهي مصطلحات ذات لغة تقريرية وانشائية وغير مستخدمة في عموم الادب الفلسطيني بهذه السطحية، ولا ضير من ورودها ان كان صاحبها يعتقد انه جاء بشيء جديد حاله كحال اتباع الدين الجديد، لكن ما هو مطلوب وضروري في هذه المصطلحات عند استخدامها ان تعرف معنى الوطن جيدا وتقف على حدوده، اما بقية الثغور في بقية ديار الاسلام والوقوف عليها فلقد لمسه جيدا اهل افغانستان وشعبها اكثر من اي احد آخر.

ورغم ان هذا الخط الادبي ما زال ضحلا وسطحيا كثيرا لاعتبارات كثيرة ليس هذا مكان مناقشتها؛ إلا ان هذه المجموعة تشكل اضاءة جيدة لدراسة هذا الخط الصاعد ببطىء ورتابة حاله من حال التيار الديني الذي يمثل.

المجموعة بقصصها الستة عشر متنوعة تتناول عذابات الأسر والاعتقال واثرها على الحياة الاجتماعية للافراد والاسر، وتتناولها بزوايا انسانية متعدد بحيث نجحت مجموع هذه القصص بالتقاط صور هذه الماساة من عدة زوايا وتقديمها من خلال وجهات نظر متعددة.

تضم هذه المجموعة قصصا محكية تلامس حدة الوجع الصارخ الذي يتسبب فيه الاعتقال والاحتلال، وهذه ما نجح الكاتب في تجسيده ونقله الينا بصور معبرة وبسيطة، وهذا كله واكثر تتلمسه وانت تطالع مجموعته القصصية بعناوينها المختلفة: في شباك العصافير، هندسة الهروب، زيارة الى عسقلان، توبة مجنون، دموع مكبوتة، مجاهدة وذئاب، اعرف عدوك، المعبر الآمن، عمران واليمامة، كل اتفاق وانتم بخير، ساعة الصفر، زيارة غريبة، شهيد العيادة، راية تحت الاقدام، اب بالمراسلة، خطوبة في مهب الريح.

هذه المجموعة القصصية تعد حلقة من حلقات السلسلة التي انتجها وليد الهودلي فيما يصنف بأدب السجون، والتي بلغت خمسة عشر مؤلفا ما بين رواية ومجموعة قصصية، حاول فيها رسم مساحة من مساحات هذا المشهد، وهذه بدورها نقلت مجموعة من الاحداث الواقعية كان الصدق عنوانها، ولم ينجو من همزه ولمزه احد.

بقي ان نقول بأن حالنا كحال وزارة الثقافة الفلسطينية نشجع ونحترم كل قلم فلسطيني ينقل ويصور ويرسم معالم الوجع الفلسطيني ويساهم بنشره للعالم، علاوة على مساهمته بحفظ هذه الذاكرة من الغياب والذوبان، وإن كان على طريقته الخاصة واسلوبه الخاص، لكن حتما ليس على حساب الاوطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا