الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تساعد دول الجوار في استقرار العراق؟

رشاد الشلاه

2006 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يصبح الاقتتال الطائفي الجاري الآن، الجانب الأكثر خطورة عند اتساعه، ليتحقق هدف مشعليه في شل العملية السياسية وصولا الى إنهائها. ومناهضو هذه العملية ولأسباب بعيدة عن الدوافع الدينية نجحوا في إذكاء العداء الطائفي بعد تفجيرهم لمرقد الإمامين العسكريين الشريفين في مدينة سامراء في شهر شباط/ فبراير الماضي، وبسبب هذا الاقتتال أضحت الحكومة الحالية وأجهزتها الأمنية عاجزة عن توفير قدر مقبول من الأمن. ولا نظن ان أية حكومة مستقرة مع امتلاكها أجهزة امن مدربة وولاؤها للوطن قبل أي ولاء، قادرة على إطفاء حريق فتنة طائفية أطرافها مسلحون ومتدربون ويتلقون الدعم الواسع من الدول المحيطة كل حسب مذهبه. لذلك فإن القدر الأكبر من المسؤولية في تحقيق الأمن يقع على قادة القوائم الطائفية المتصارعة الداخلة في العملية السياسية وخارجها، وعلى نواياهم لا تصريحاتهم يعتمد تحقق نجاح أو تأكد فشل مؤتمر المصالحة الوطنية الذي تأجل انعقاده الى 16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. لقد تأخر انعقاد هذا المؤتمر كثيرا، ودوامة الرعب اليومي في اتساع، و أمل المواطن بانفراج ألأزمة اخذ يخبو.

إن معضلة البلد، قبل كل شيء، بحاجة الى إرادة عراقية وطنية بدافع الإيمان والحرص على منع تحقق وطن مهدد بالتقطع وشعب بالتشظي، ومن هنا أهمية التأكيد على نجاح مؤتمر المصالحة الوطنية، أما التعويل في تجاوز الأزمة على دول جوار متورطة في تدخلها في الشأن العراقي ، فهو موضع شك، بل لا مغالاة في التأكيد على أن بعض هذه الدول ليس لها مصلحة في استتباب الأمن في العراق، وستسخر الإمكانيات المتوفرة لديها لاستمرار ظاهرة عدم الاستقرار فيه شرط ان لا تنتقل هذه الظاهرة الى بلدانها. لذلك فأن إعلان مستشار الأمن الوطني العراقي " عن مبادرة عراقية قريبة لعقد مؤتمر إقليمي في بغداد لدول الجوار لدعم الحكومة العراقية، تعتمد على أسس ثابتة تتمثل بوحدة العراق والفيدرالية والمصالحة الوطنية والعراق الجديد." ، خطوة لا تبعث على التفاؤل خصوصا بعد تعذر تحقق ملموسية نتائج المؤتمرات التسعة الماضية.

وزيرة الخارجية الأمريكية كوندة ليزا رايس، تعتقد بأن من مصلحة إيران وسوريا استقرار الأوضاع في العراق وتقول في تصريح لها يوم التاسع من كانون الأول / ديسمبر أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير " علي أن أعتقد انه إذا كان الافتراض هو ان إيران لا تريد عراقا غير مستقر لأي سبب كان، أو ان سوريا لا تريد عراقا غير مستقر فانهما ستعملان على ذلك لأنه في مصلحتهما فعل ذلك."

لكن السيد تيري رود لارسن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الخاص بشأن قضايا سوريا ولبنان والخبير في شؤون الشرق الأوسط، يخالف وزيرة الخارجية الأمريكية في هذا اليقين، فيقول" ان بعض الدول الإقليمية لها مصلحة في الحفاظ على "اختلال معين أو محسوب" في العراق لإلحاق الأذى بواشنطن. و يضيف "أنهم يريدون إبقاءه في اختلال لا يؤدي الى انهيار لان ذلك سوف يرهق الأمريكيين و قواتهم بحيث لا يمكنهم التركيز على قضايا أخرى في المنطقة، وسوف يضعف الإدارة في واشنطن."
وهذا ما يجري اليوم و مرجح إتباعه مستقبلا حتى تتم الاستجابة للمصالح الذاتية لكلا البلدين، وسيستمران في "مساعدة" الإدارة الأمريكية في تطبيق مبدأ " الفوضى الخلاقة" ، بعد ان تأكد لهما تحولها الى فوضى هدامة للعراق وللإدارة الأمريكية الحالية في ذات الوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ