الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سِيرةٌ غيرُ ذاتيةٍ ..

محمد هادي لطيف

2024 / 5 / 30
الادب والفن


أنا حزينٌ حدَّ اللعنة.. و حزينٌ حدَّ الموت.
لا علاجَ لحُزني.. وليسَ لهذا الحزنِ سببٌ مُحدّد.
أنا أحزنُ أحيانًا ، للاشيء .. ولا ينقصني سوى أن أخرجَ الى الناسِ ، شاهِرًا أسايَ في وجوههم ، و"لاطِمًا" دونَ معنى .
ولكنّني لا أبكي.
لا أذرِفُ دمعةً واحدةً لا على نفسي، ولا على أحدٍ سواي.
هذا يجعلُ حُزني، حتّى بالنسبةِ لي، مثارًا للريبةِ ، وقابلًا للنقض.
هذا الحزنُ قد يكونُ حُزنًا مُلَفّقًا.
حُزنٌ أقومُ باعدادهِ بخُبث، لاستدرار العطفِ على روحي.
ومع كلّ هذه العيوبِ الشنيعةِ.. فإنّني أبتسِمُ على الفور لأيّةٍ أمرأةٍ تُصادفني في أيّ مكان.. حتّى وإن كانَ وجهها المُلتَبِس ، يشبهُ دهرًا منَ الهَجْرِ غيرِ المُبَرَّر.
وعندما اسمعُ جارتي البيضاءَ كالحليب، بأصابعها الطويلةِ جدّاً ، وهي تشتمُ زوجها بصوتٍ عالٍ، خمسَ مرّاتٍ في اليوم .. أعيشُ بسعادةٍ غامرة ، لمدّةِ خمسة أشهر.
أمّا اذا ارتطمَت بي امرأةٌ صُدفةً في الطريق ، مثل نجمة ، فإنّ رائحتها تبقى لصيقةً بي سنينَ طويلة.. وفستانها الأزرق المُنَقّطِ بالأبيض، يبقى "مشرورًا" لقرونٍ فوق قلبي.. ووجهها الذي يشبهُ دائمًا وجهَ "صوفي مارسو" ، يبقى يحومُ فوق سريري ، منذ الانفجار العظيم ، والى هذه اللحظة.
ذهبتُ الى طبيبِ القلبِ ، وطبيبِ العيونِ ، وطبيب النفسِ.. فبكى ثلاثتهم على حالي بدمعٍ غزيرٍ ، وأوصوني بـ "التعايِشِ" مع الحالِ ، لأنّ هذه القصص القصيرةِ جدًّا ، غيرُ قابلةٍ للزوالِ ، إلاّ في نهاية اليوم الثاني لـ "الفاتحة" ، التي سيحضرها بعضُ الرجالِ غَصْبًا ، في جامع "البرِّ الرحيمِ" ، في "الأربعِ شوارع" ، في حيّ اليرموك البائد.
هذه "الفاتحةُ" لن تحضرَها (ولا أدري لماذا) أمرأةٌ واحدة من نساءِ "الشوارعِ الأربعِة" في جهات الكونِ الأربع ، اللواتي ارتطمنَ بي صُدْفةً في لحظةٍ ما ، مثل نيزك ، وماتزالُ رائحتهُنَّ لصيقةً بي، منذُ الانفجار العظيم، وإلى هذه اللحظة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?