الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لماذا فرح الإيرانيون بوفاة إبراهيم رئيسي؟
عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
2024 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية
في تاريخ الأمم، كان الحكام القساة والمستبدون مكروهين دائمًا من قبل الناس. ومنهم من كان ضد الظلم والطغيان وقاتل وضحى بحياته. وهذا التقليد هو التطور الاجتماعي والسياسي والثقافي والتاريخي لجميع الأمم.
وهذا ينطبق أيضاً على إيران. وبعد الثورة المناهضة للملكية عام 1979، عندما أطاحت ثورة ملايين الشعب الإيراني بالملك الدكتاتور، عاد الخميني إلى إيران من النجف وسيطر على الأمور وأنشأ حكومة على أساس المبادئ المعروفة باسم "ولاية الفقيه".
خلال السنوات الـ 45 التي مرت منذ تشكيل هذه الحكومة، ظل الشعب الإيراني دائمًا تحت القمع والاستبداد الديني. لقد تم إطلاق النار على مئات الآلاف من الشباب والشابات المحتجين أو تسليمهم للمشنقة من قبل هذا النظام الدكتاتوري.
ومن بين مسؤولي نظام ولاية الفقيه، أكثر من يكرهه الإيرانيون في ما يتعلق بإصدار وتنفيذ أحكام الإعدام هو الرئيس المفضل لولاية الفقيه، أي إبراهيم رئيسي. ويعرف بين الإيرانيين باسم "آية الله الإعدام" أو "جزار الشعب الإيراني".
النقاط التي كتبتها أدناه كمحامي وناشط في مجال حقوق الإنسان تشير إلى هذه الحقائق المريرة.
بعد ثورة 1979 بفترة قصيرة، بدأ إبراهيم رئيسي مسيرته القضائية كمدعي عام في مدينة كرج وهو كان في الـ19 من عمره. ثم تولى رئاسة النيابة العامة في مدينة همدان في نفس الوقت. تم نقله إلى طهران عام 1985 وأصبح نائب المدعي العام في طهران. خلال عمليات الإعدام الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988، كان رئيسي أحد أعضاء هیئة التحقيق في وضع السجناء السياسيين المعروف باسم "لجنة الموت". وفي صيف ذلك العام، وفي غضون أسابيع قليلة، تم إعدام 30 ألف سجين سياسي، أكثر من 90٪ منهم من المجاهدين.
وفي لجنة الموت، شغل منصب وكيل النيابة، ومعظم الذين أُعدموا في مذبحة 1988 صدرت لائحة اتهامهم بإعدامهم من إبراهيم رئيسي.
ومع بداية رئاسة السيد علي خامنئي عام 1989، تم تعيين رئيسي نائباً عاماً لطهران بأمر من محمد يزدي، رئيس السلطة القضائية في ذلك الوقت. وعين رئيساً لهيئة التفتيش العامة للبلاد عام 1994 وظل في هذا المنصب حتى عام 2004. ومن عام 2004 إلى 2014 كان النائب الأول للقضاء، ومن عام 2014 إلى 2015 كان النائب العام للبلاد. وفي مارس/آذار 2015، تم تعيين رئيسي بموجب مرسوم خامنئي لتولي مسؤولية آستان القدس الرضوية. (ومن الجدير بالذكر أن أصول مرقد المطهر الرضوي، أي الإمام الرضا عليه السلام، الإمام الثامن عند الشيعة، والتي هي نتيجة أملاك الوقف وغيرها من إيرادات هذا الضريح الشيعي، تصل إلى مليارات الدولارات. عندما كان رئيسي مسؤولاً عن آستان القدس الرضوية، كان قاسم سليماني يوزع عائداتها بانتظام على القوات الوكيلة للنظام الإيراني في المنطقة، وهي حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وبشار الأسد والقوات التابعة لها في سوريا. والحوثيين في اليمن).
وقبل توليه مسؤولية أستان القدس الرضوية، كان مسؤولاً عن إمام زاده صالح (في مدينة شميران شمال طهران).
وفي عام 2016 أيضاً، وبموجب مرسوم خامنئي، تم تعيينه عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام لمدة خمس سنوات. وفي عام 2018، تم تعيينه رئيسًا للسلطة القضائية من قبل خامنئي، الذي استقال من هذا المنصب بعد الانتخابات الرئاسية عام 2021.
رئيسي أيضًا هو المدعي العام لمحكمة رجال الدين الخاصة (محكمة دينية خاصة لقمع رجال الدين المعارضين) من عام 2012 إلى عام 2021، وممثل جنوب خراسان في مجلس الخبراء منذ عام 2006، ومنذ عام 2008 كان عضوًا في مجلس القادة ومنذ عام 1997، كان عضوًا في المجلس المركزي لمجتمع رجال الدين المتشدد.
وكان رئيسي المرشح الرئيسي للأصوليين في الانتخابات الرئاسية 2016، حيث حصل على 38.3% من الأصوات وخسر أمام حسن روحاني 57%. في الانتخابات الرئاسية عام 2021، تم انتخابه رئيسًا عن طريق عمليات تزوير واسعة النطاق ورافقت رئاسته احتجاجات واسعة النطاق تسببت في توتر في علاقات إيران الخارجية وعقوبات جديدة وتعليق مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة. لكن المتظاهرين لم يعيروه اهتماما كبيرا واستهدفت الشعارات خامنئي بشكل مباشر.
وقد فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، واتهمته منظمات حقوق الإنسان الدولية والمقررون الخاصون للأمم المتحدة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وردًا على رئاسته، أعلنت منظمة العفو الدولية أنه يجب محاكمة الرئيس "بتهمة الجرائم الدولية". صنفته مجلة تايم ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2021.
ما قيل أعلاه بشأن السجلات والأداء الإجرامي واللاإنساني لإبراهيم رئيسي، أسعد الشعب الإيراني بوفاته.
ولكن، مع الوفاة المثالية لإبراهيم رئيسي، صاحب السجل الحافل بالفظائع والجرائم، تم تدمير جميع برامج خامنئي التي استثمرت فيه وأشار إليه باسم "حكومة حزب الله الشابة".
وفي هذا الصدد؛ قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بعد موت إبراهيم رئيسي:
لعنة الأمهات والمطالبين بمقاضاة المتورطين في سفك دماء الشهداء والقتلى الذين بقوا على مواقفهم ثابتين ولعنة الله والشعب والتاريخ تلاحق سفاح مجزرة 1988.
ضربة استراتيجية من العيار الثقيل لا يمكن تعويضها يتلقاها خامنئي ومجمل نظام الإعدامات والمجازر مع عواقب وأزمات تطال كامل الاستبداد الديني حيث يدفع المنتفضين للمضي قدما.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -خطة الجنرالات- لتهجير سكان غزة.. مساع إسرائيلية لإقرارها |
.. الدفاع المدني: 5 شهداء وعدد من المصابين نتيجة قصف بالقرب من
.. قطار يصطدم بشاحنة تحمل دبابة عسكرية في أمريكا
.. تعطيل فعالية ثقافية في برلين تنديدا بالحرب على غزة
.. مقتل 4 أشخاص في فيضانات عنيفة اجتاحت شرق رومانيا وفرق الإنقا