الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء

محمد حمد

2024 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


هذا هو الغرب المتحضر في المظهر والدنيء الحاقد في الجوهر . لا توجد لديهم مساحة للحياد إذا قرروا شيطنة نظام أو دولة معينة أو حاكم لا يعجبهم. وشعارهم السائد هو أما معنا واما ضدنا. ولا مجال آخر للتأويل. ويا غرباء المنفى إذا ما يعجبكم الوضع "فالباب تُوسع جمل" . وفي هذه الحالة ما عليك الا الصمت واللامبالاة واختلاق الاعذار عندما تجد نفسنك محاطا باسئلة حرجة يطالبونك فيها، احيانا بشكل علني وخشن، بالكشف عن موقفك أو رايك أو حتى نواياك في أمر اقتنعوا جميعا بأنهم على حق فيه.
أن الكثير من شعوب العالم، ونحن العرب على رأس القائمة، تمّ خداعها بشكل منظم وجرت لها عملية غسل دماغ حول "ديمقراطية" الغرب وحرية التعبير والمساواة وحقوق الانسان..الخ. لكن علينا أن نعترف أيضا بأن ادمغتنا، ولاسباب كثيرة ومختلفة، لم يكن فيها ما يستوجب الغسل أو التنظيف. لانها اصلا كانت جاهزة (لا اقول فارغة) لحشو كل شيء غربي بما فيه الفساد والعهر وانحطاط القيم الأخلاقية وغيرها. حتى دخلنا في مرحلة اغتراب وغربة في أوطاننا وفي دواخلنا. واضِعنا، بسبب اللهاث والركض المتسارع خلف اوهام دول أخرى. هويتنا الأصلية ومعنى وجودنا بين بقية البشر. فلا نحن تمسكنا في شرقيتنا واقتلعنا منها كل ما هو خبيث ورديء يضر بحاضرنا ومستقبلنا. ولا نحن نجحنا في تقليد "الغرب" بشكل إيجابي مثمر. تستطيع الأجيال القادمة قطف ثماره اللذيذة والاستمرار في التنويع والإبداع والاعتماد على النفس. لكن ديمقراطية الغرب العوراء لم تتوقف ابدا عن وضع العراقيل تلو الأخري على طريقنا. يسعون "بالقوّة أو بالمروّة" إلى الحصول على كل شيء لهم، ولا شيء لنا ابدا. وفيما مضى كنّا تكتفي برحابة صدر بالقشور والفضلات من ديمقراطيتهم رغم كونها ملطّخة بدماء ودموع ملايين الناس. اما الآن فقد حرمونا حتى من القشور ! لاننا بكل بساطة لا نستحق، والذنب ذنبنا اكثر من ذنبهم، سوى الأهمال والإقصاء والوقوف خلف أسوار الفردوس في انتظار "رحمة الله" من أي شيطان رحيم أو ملاك رجيم ؛
ضمائرهم لا تتحرك ابدا إذا كان الضحايا من طرفنا. والإعداد لا تحصى ولا تستوعبها سجلات المؤسسات والمنظمات الدولية. كما يجري منذ سبعة أشهر في غزة والضفة الغربية. وطالما كان الجلاد منهم فلا بأس عليه. يتركونه ينهي جريمته البشعة أمام أعين الجميع، وباسلحتهم الفتاكة التي لا تفرّق بين طفل وامرأة وشيخ طاعن في السن. يطالبون الضحية بضبط النفس وهو بنزف دما ! ويتوسلون بالجلاد لكي يكون "حذرا" في التعامل مع المدنيين. رغم أن جلادهم الصهيوني هذا قتل واصاب، حتى كتابة هذه السطور، أكثر من ثمانين الف فلسطيني مدني.
هذا هو الغرب....
ديمقرطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء. ومع هذا ما زال الكثير منا,
حكّاما ومحكومين، يعتبره كعبته المشرّفة وحلم حياته الاخير...


.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت