الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة اسمها هزيمة امريكا في العراق

ابراهيم سليمان

2006 / 12 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


اقل من ثلاثة ألاف قتيل أمريكي خلال أكثر من ثلاث سنوات ونصف .. مقابل مئات الآلاف من القتلى العراقيين و تدمير كامل للعراق وبنيته ألاقتصاديه والبشرية و سرقة نفطه وحاضره وربما ماضيه ومستقبله .. ثم يأتي من يقول أن أمريكا انهزمت في العراق .. وهذا يذكرني بخرافة هزيمة إسرائيل عند انسحابها من جنوب لبنان أو من قطاع غزة أو عند تدميرها الأخير للبنان .. بل أن هذا النوع من التفكير مرض أصيل فقد احتفلت مصر وسوريا بهزيمة عام 67 وفي عام 56 احتفل العالم العربي كله بهزيمة مصر وتدمير بور سعيد و الأسماعيليه ودفن الجنود ومعهم كل الجيش المصري في رمال سيناء .. حتى لم يبقى إلا قوات الأمن الباطشة التي تحمي القمع والنظام وتظهر الانتصار الحقيقي على الشعب المغلوب ..
أين الهزيمة الأمريكية في العراق ..؟
إذا كان هناك منهزم فهناك منتصر .. أين هو المنتصر .. أين نصره ؟؟
بل أن الانسحاب الأمريكي لن يحصل لخمسين عام قادمة وأمريكا باقية ومنتصرة طالما هناك نفط ..وإيران مندحرة ومعها بقية العرب الخائفين ! الكل يعلم ان الحرب أولا وأخيرا دم .. سواء تقاتل البشر بأسلحة ليزر أو بالعصي والسكاكين .. والقتلى الأمريكيين يعتبرون صفرا أمام مكاسب الاحتلال الهائلة .. وما يحدث وسيحدث في العراق هو قتال بين العراقيين داخل المدن ولا ضرر حقيقي على القوات الأمريكية .. فالإرهابيين يقتلون العراقيين لا الأمريكيين المتواجدين قرب منابع النفط وأباره لحمايته وتأمين تكاليف الاحتلال للأمريكيين .. بل أن الأمريكان لا يشاهدون إلا عند التحركات و لا يقتلون إلا عند الأخطاء التكتيكية في التنقلات .. من ضمن الخرافة أيضا أن الأهداف الأمريكية كانت إسقاط صدام ولم يفكروا فيما بعد ذلك جيدا ! وهذه يرددها العراقيون الذين لم يتخيلوا أن يذهب الطاغية يوما أما الأهداف الأمريكية فلم تكن إسقاط صدام فقط الذي كان سهلا منذ البداية .. إسقاط صدام هو هدف إعلامي فقط وليس هدف استراتيجي .. الهدف الاستراتيجي هو احتلال بلد يملك احتياط نفطي كبير ولا يوجد من يتضامن مع قيادته إقليميا ودوليا في العالم وهم طبعا يفضلون بلاد أخرى أكثر نفطا ولكن السياسة لا تساعدهم .. فكان العراق بلدا جاذبا بسبب ضعفه وانهياره السياسي والعسكري وفقدان قيادته التعاطف الإقليمي والدولي ..
الهدف الحقيقي والمنطقي والعقلاني للاحتلال الأمريكي هو النفط فقط وأي كلام أخر عن نشر الديمقراطية لا يصدق .. وما فعله بوش كانت ستفعله أي حكومة أمريكية من أي حزب كانت لان المصالح ألاستراتيجيه الأمريكية تحتمه , ولن ينسحب الأمريكيون من العراق وهناك قطرة نفط واحده في الخليج .. لان العالم بعد عقد أو عقدين سيتصارع فعلا من اجل النفط ومن يملك قوات بجوار أبار النفط هو من يكسب معركة الطاقة في العالم .. أما نشر الديمقراطية فهو جزء من الخرافة والدعاية والأمريكيون يعرفون أن الديمقراطية في هذا الجزء من العالم ستأتي بأعداء الديمقراطية والغرب للحكم .. ولهم في الانتخابات المتنوعة التي جرت في المنطقة سواء برلمانيه أو بلديه وفي اتجاهات الرأي العام والأزمات الحضارية هي خير دليل على من سيركب موجة الديمقراطية لمحاربة أمريكا وحضارة الغرب ..طبعا الاحتلال الامريكي لايمكن ان يصبح صافيا هانئا للمحتلين ولابد من مقاومة ما ..وهو ما حدث ويحدث ولكن ما اسعد الامريكيين ان المقاومة اتجهت الى الداخل و الى القتال بين ابناء البلد بينما الامريكان يحرسون وبسرقون النفط ويراقبون القتال وكانهم ينظرون الى انبوب اختبارلما عسى ان تصبح عليه المنطقه وكيف يستفيدون من هذا التنافر العرقي والمذهبي مستقبلا عندما تأتي الصين والهند واوربا وغيرها بحثا عن اكسير الحياة الصناعية الا وهو النفط .. الفشل هو عندما تحترق ابار النفط و يتوقف الانتاج الى الابد ..او عندما تحل قوة اخرى محل القوات الامريكيه اما سواها فمهما حدث فهو انتصار طالما ان الهيمنة الفعلية على النفط امريكيه .. اما ما يقال وماتورده التقارير فهو ينطبق على اي احتلال سوى احتلال بلد نفطي يمتلك سلعة سيتقاتل عليها العالم بعد سنوات لندرتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية