الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء ما هي أوضاع أطفال دول منطقتنا ومنها فلسطين والعراق؟

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

2024 / 6 / 3
حقوق الاطفال والشبيبة


اتخذت الأمم المتحدة يوما مهما في بيئة قراراتها بالمناسبات الأممية وذلك في الراقع من يونيو حزيران بعنوان ((اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء)) ولعل ذلك من الأهمية ما تعكسه ظروف الحروب القائمة من جهة وتركيبة تعقيدات خطيرة تجابه الحياة وتفاصيلها بوجه أطفال أبرياء بلا حول ولا قوة بمجابهة قسوة الحرب ومخرجاتها.. ولأن تلك الحرب لم تستثن أحدا بلدان شرقنا الأوسط فإننا بواجب التعريف بالمهمة النوعية لحماية أطفالنا من جرائم العدوان باتشكالها وقد تمت صياغة هذه المعالجة أيضا باسم المرصد السومري لحقوق الإنسان نداء لتفعيل أنشطتنا الراعية لحماية الأطفال الأبرياء من همجية الحرب وآثارها الخطيرة التي يعاني منها ملايين أطفالنا وواجبنا إخراجهم من المأساة وكوارثها


اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء



د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

الحروب هي بشاعات همجية وحشية في وقائعها ومخرجاتها تقع على كواهل الأبرياء قبل المتحاربين أنفسهم.. ومع تفاقم الأوضاع في كثير من بلدان العالم واشتعال الحروب فيها، فإن أخطر فئة هشة تقع عليها نتائج تلك الحروب هي فئة الأطفال,, فمن جهة تهدد الحروب أطفال العالم وتجعلهم بحال من الرعب والهلع بكل لحظة لا يأمنون على أنفسهم لا في بيوتهم ولا في الشوارع والميادين أو الأعيان المدنية العامة كالمدارس والمستشفيات..

لعل أطفال غزة والسودان واليمن نموذج لتلك المعاناة الفظّة.. ومثلهم أطفال العراق وسوريا وليبيا ممن تتفشى الميليشيات وتتسيد الأوضاع ببلدانهم فتطفو ظواهر الانفلات الأمني وتفشي انتشار الأسلحة ونهج العنف؛ وترصد المؤسسات الحقوقية بهذا الشأن أرقاما ونسبا مهولة فظيعة لجرائم القتل والاغتيال والإصابات والاختطاف والاغتصاب وكل أشكال العنف الجنسي حيث يبقى الأطفال عالقين بين تلك القوى المتحاربة المصطرعة..

لقد تعرض أطفال العالم لمآسٍ وكوارث بلا حصر كان منها أخطر الهجمات على مؤسساتهم الصحية والتعليمية بجانب أشكال الحرمان من اية مساعدة إنسانية أو مصادرتها ونهبها بوقت كان الأطفال ومازالوا بأمسّ الحاجة إليها.. لقد تعرض حوالي الـ65 ألف طفل للقتل و-أو التشويه بين عامي 2014 و2020 بينما جرى تجنيد ما يربو على 93 ألف طفل في المجموعات المسلحة والميليشيات في السنوات الأربع التي سبقت 2020..

وعلى الرغم من محاولات العوائل حماية الأبناء إلا أنهم لم يسلموا من جرائم اختطاف فاقت الـ25700 حريمة طوال عقج ونصف وقع ثلثاها بين عامي 14 و2020 ولقد شكلت الفتيات الصغيرات نسبة أكثر من ربع هذه الأرقام بقصد العنف والاستغلال الجنسيين.. وهذا أوقع في المدة ذاتها 14200 طفلة وطفلا بمصيدة جرائم العنف الجنسي بأشكاله..

وقد أحصت اليونسكو تدمير 13900 مدرسة ومستشفى بين 2016 و2020 لكنا اليوم نجابه كارثة بمثل هذا العدد واتلحجم في غزة فلسطين إذ تعرضت غزة بكل محافظاتها إلى تدمير وخراب شبه كاملين تامين في المباني ومنها حصرا المدارس والمستشفيات وتلك جريمة عار جبانة بجبين الإنسانية..

ويمكننا الحديث عن خراب مباني التعليم والصحة مما أصابها ويصيبها تمتلك في السودان، ليبيا، اليمن، وسوريا والعراق في ظروف تصارع النظم القائمة ظروف الخراب السائدة بإمكانات تنهبها نُظم كليبتوقراطية وطبقة فساد ميليشيات تحميها وتخترق بنيويا هيكيليا النظام العام..

إننا في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء نشدد على مخاطر التساهل و-أو التغاضي عما يُرتكب من جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب تلك التي قد تفضي أو ترقى لمستوى جرائم إبادة وسط هذه الفئة الهشة غير القادرة على التعبير عن تشبثها بالحياة حيث المسؤولية تقع على جيل الآباء والأمهات بخاصة ممن يمارس العنف عبر المجموعات المسلحة وجماعات العنف الإرهابي وميليشياته بجانب المواقف التي تخص إرهاب الدولة وعدوان دول على أخرى مثلما يستمر ويتكرر كثيرا من قصف واجتياح ترتكبه دول جوار للعراق وسوريا وتلك التي يجري إشعال الحرب فيها استنادا إلى انقلاب غير مشروع غزا اليمن وبات أطفاله بالملايين يتعرضون لمخاطر المجاعة والانتهاكات بكل أشكالها وهو ما يجري في دارفور ومجمل السودان بسبب الحرب الدائرة أو معارك ميليشياوية في العراق وسوريا وليبيا وتجنيد الأطفال فيها بأتون المحارق وحروبها..

إن أخطر حرب مستعرة اليوم هي تلك التي تتعرض لها غزة فلسطين حيث ذهب ضحية تلك الحرب عشرات آلاف الأطفال الأبرياء بذرائع لا تقوى على الصمود أمام هول ما يُرتكب يوميا وعلى مدار الساعة..

إننا مع الحركة الحقوقية بالمنطقة والعالم ومع منظمات الطفولة نعلن الصوت عالياً في إدانة تلك الحروب وما أوقعته وتوقعه من خسائر فادحة وسط أطفال العالم الأبرياء وننبه تلك الدول والمنظمات والحركات التي تتعكز مع القوى الغاشمة وذرائع دفاعها عن النفس في وقت توقع أخطر مخرجات جرائم الحرب وضد الإنسانية بخاصة وسط أطفال أبرياء بلا ذنب حيث يتم الإيغال أكثر غورا في حلول خوض الحرب المتذرعة بهذا المبرر أو ذاك وجميعها لا تقوى على الوقوف والثبات بخلفية ما نرى من خسائر بشرية مدنية بخاصة بين الأطفال الأبرياء!!

إننا عراقيا نعاني بهذا القدر أو ذاك من نتائج الحروب المكرورة آخرها ويبدو ليس آخرا بمحاربة إرهاب الدواعش أو التصدي للعدوان الذي يتعرض له العراق من دول جارة شمالا وشرقا.. وبمثل تلك الحروب لا يجني الأطفال سوى جرائم القتل والتصفية الجسدية دع عنكم مختطر الاخطاف والاغتصاب والعنف الجنسي وكل أشكال العنف الأسري يوما يتعرضون له من تنمر في مختلف الميادين وسوقهم بالسخرة لميادين العمل المرهق الخطير ما أودى بحيوات كثير منهم..

إن معاناة أطفال البلاد كبيرة حتى عندما ترصد طبيعة رعاية صحية قاصرة لا تفي الاحتياجات ولا تتصدى للجوائح والأوبئة وكثير الأمراض التي بات بعضها مزمنا أو خَلْقيا مما أصابهم من تشوهات.. وهم بلا مدارس تنصفهم حقهم في التعلم أو ملاعب وساحات تحتضنهم إذ يُطلقون نحو شوارع الاستغلال الفاحش..

والأخطر حيث تتفشى الميليشيات يجري تجنيدهم وسوقهم إلى ميادين العسكرة وخطاب العنف الهمجي

إن أطفالنا الذين لم يحصلوا على علاجات ما بعد الصدمة عادوا مجددا بظل السياسات الراهنة للصدمة وأسبابها نفسها.. فهل سنرى وحدة الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أم ستتواصل المجنزرة الوحشية الهمجية في مهامها الإجرامية بحق الأبرياء؟

إن مسؤولية الجميع اليوم أن ينهضوا بمهمة رعاية الأبرياء وحمايتهم ودفع الضر عنهم وإلا فإن أكفال الشوارع والتسرب من مؤسسات التعليم سيكون بيئة خصبة للجريمة بخاصة مع تفشي المخدرات القاتل المبيد ليس للطفولة وحدها بل للمجتمع برمته..

إن مطلب اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء لا تقف عند حروب العدوان من دول تجاه أخرى ولكنها تشمل عموم الأطفال ضحايا مختلف جرائم العدوان بحروب داخلية أم خارجية وسواء بحروب تشنها عصابات بالمخدرات أم بغيرها من الجرائم المخصوصة بأمراض اجتماعية وصراعاتها..

فنتنبه على ما يجري ويُرتكب قبل فوات الأوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تبدأ إرسال مساعدات إنسانية إلى لبنان لدعم مئات آلاف النا


.. أصوات من غزة| إسرائيل تقتل 10600 طفل وفق الأمم المتحدة




.. ما وضع الأقليات العرقية في ولاية جورجيا؟


.. هل يستطيع لبنان مواجهة أزمة النازحين؟




.. العراق يعلن استقبال مئات النازحين اللبنانيين عبر منفذ القائم