الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الديالكتيك الماركسي مفيد في التقدم العلمي؟

عبدالرحمن مصطفى

2024 / 6 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الماركسية بحسب أصحابها ليست مجرد فلسفة نظرية تتعالى على الواقع والتاريخ ،بل هي نظرية علمية تعكس قوانين العالم الطبيعي والاجتماعي فهي ليست مجرد فلسفة سلبية تختص بالنفي وتحديد نطاق ادراكاتنا (كحال فلسفة كانط والفلاسفة التجريبيين) بل هي تقدم رؤية عيانية للواقع والتاريخ .المادية الجدلية تقوم على أقانيم ثلاثة هي درة الفلسفة الجدلية الهيجلية والتي تعود بجذورها الى فلاسفة الإغريق القدماء كهرقليطس وحتى أفلاطون بفكرة الجدل الصاعد والجدل الهابط ،وهذه الأقانيم هي وحدة الأضداد ونفي النفي وتحول الكم الى كيف ،هذه المبادئ تغطي جل الجوانب المعرفية من علوم طبيعي وعلوم اجتماعية وإنسانية وفقاً للرؤية الماركسية ،والماركسية بذلك تحاول أن تربط بين المراحل التاريخية الكونية المختلفة فهي لا تنظر للمستوى الفيزيائي بمعزل عن المستوى البيولوجي أو حتى الاجتماعي البشري ،لهذا تصنف الماركسية بأنها من الفلسفات التي تسعى الى توحيد المعرفة بمختلف صنوفها كما كان يسعى الى ذلك فلاسفة ليبراليين مشهورين كبرتراند راسل وبعض الفلاسفة الانجلوساكسون ،وبهذا يمكن فهم شمول مبحث التاريخ لمختلف صنوف المعرفة في الفلسفة الماركسية ،فكل علم مرتبط عضويا بالتاريخ سواء كان تاريخا كونيا أو بيولوجيا أو تاريخا انسانيا .
رغبة الماركسيين بتوحيد المعرفة البشرية ببعض المبادئ الفلسفية العامة عرضها لنقد من تيارات فلسفية وأيديولوجية مختلفة كالفلاسفة الوضعيين والوجوديين بل حتى من بعض المفكرين الماركسيين كسمير أمين كما وضح ذلك وبصورة تفصيلية في كتابه نقد التمركز الأوروبي ،فقد اعتبر سمير أمين أن انجلز انفصل عن ماركس في مسعاه لتوحيد العلم الطبيعي مع المعارف الإنسانية والاجتماعية ،بينما كان جل تركيز ماركس على حقل المادية التاريخية ،فماركس لم يكن من الفلاسفة الميتافيزيقيين الذين يرومون الى تفسير كل شيء في الكون والحياة كما كان عليه الحال في العصور القديمة والوسيطة ،ففلاسفة الإغريق القدماء كأرسطو وأفلاطون وفلاسفة العصور الوسيطة كتوما الأكويني وابن سينا لم يحصروا أنفسهم في مجال معرفي معين بل كانت فلسفاتهم كلانية تشمل مختلف جوانب المعرفة الإنسانية ،ففي تفسيرهم للكون والحياة ؛ نعثر على نفس المبادئ كما في تفسيرهم للمجتمع الإنساني وهذا ما نكتشفه في فكرة المدينة الفاضلة لأفلاطون وللفارابي ،فالبشر وفقا لهذه الفكرة مقسمون (طبيعيا وفطريا) دون أي إمكانية لتجاوز هذه المراتب ،فالتجار يولدون بالفطرة كما الجنود والملوك الخ..وهذه المهن والمراتب مقسمة بحيث تعكس الترتيب الانطولوجي والكوني ،فمرتبة الآلهة تساوق الملوك في المدينة الفاضلة الأفلاطونية أو الفارابية ، وبذلك لا نجد فصلا بين المعرفة الطبيعية والاجتماعية ،وبذلك اعتبر سمير أمين أن فلسفة المادية الجدلية بمسعاها الى تأطير العلوم الطبيعية والاجتماعية ببضعة مبادئ عامة لا تختلف عن الفلسفات الميتافيزيقية القديمة وتتعارض مع روح العصر الحديث وفلسفة العلم المعاصرة التي تقتضي أن تكون المعرفة مجزئة فكل مجال معرفي له قوانينه الخاصة والتي لايمكن أن تتشابه مع قوانين الحقول المعرفية الأخرى ،وهذا ما نجده في العلوم الطبيعية بصورة أكثر وضوحا ،فلا يمكن أن نفهم المجتمع البشري وتعقيداته بقوانين الفيزياء الميكانيكية كما كان الأمر في زمن نيوتن عندما سعى العديد من الفلاسفة الى فهم المجتمع البشري وما يترتب عليه من نظرة معيارية تستهدف تغيير المجتمع وليس فقط وصفه الى تطبيق ميكانيكيا نيوتن على مجال علم الاجتماع كما هو الحال بالنسبة الى الفيلسوف الانجليزي هوبز ، الذي شبه الكائنات البشرية بالذرات وبذلك يمكن أن نتوقع المستقبل بالاعتماد على فيزياء نيوتن .
خلاصة هذا النقد ، أن خلط المجال الطبيعي بالاجتماعي والذي تستخدمه الماركسية في أحيان لنقد الفلسفات الأخرى خصوصا الفلسفة الوضعية يرتد عليها ،لأنها تحاول أن تجمع العلوم الاجتماعية والطبيعية في بوتقة واحدة وهو ما لا يستقيم مع تطورات العلوم الحديثة وتفرعها بالاستناد طبعا الى التطورات الدراماتيكية التي طرأت على تاريخ الكون والحياة والاجتماع البشري ،فالمبادئ الفلسفية الحاكمة في كل مجال علمي تختلف عن المجال الآخر ،لذلك لا تعدو محاولات توحيد العلوم والتي تبناها العديد من الفلاسفة من مختلف الاتجاهات على أن تكون مساع عصرية في ثوب قديم ،فهذه المحاولات هي استمرار لنسق الفلسفات الميتافيزيقية القديمة والتي سعى روادها الى تفسير كل شيء اعتمادا على عدد قليل من المبادئ وذلك دون الشروع في أي محاولة لسبر أغوار كل مبحث علمي واكتشاف قوانينه بالاعتماد على الدراسة الموضوعية لخصائصه وليس انطلاقا من أفكار مسبقة وهذا نقد آخر دونه مفكرون لفلسفة المادية الجدلية وبالاعتماد على مبادئ الفلسفة المادية ذاتها ،فالفلسفة المادية تقتضي أن تكون الفكرة لاحقة على الواقع وليس العكس ،لهذا لا تستقيم محاولات تأطير العلوم بمختلف فروعها ببضعة مبادئ فلسفية وهذا ما يتعارض مع الفلسفة المادية كما يقول الراحل فؤاد زكريا في كتابه أراء نقدية في مشكلات الفكر والثقافة وتحت عنوان هل يوجد ديالكتيك للطبيعة ؟ وفي هذا الفصل الذي وضح فيه نقاط الخلاف بين الوجوديين والماركسيين يقول ((وفي اعتقادي أن أية مناقشة جدية لموضوع ديالكتيك الطبيعة ينبغي أن تبدأ بالسؤال الآتي: أيهما أسبق، الواقع أم الفكر؟ من الواضح أن الإجابة الماركسية عن هذا السؤال تؤكِّد أسبقية الواقع على التفكير، وهذا بدوره رأي قد لا يختلف عليه الوجوديون من أمثال سارتر، ولكني أعتقد أن الالتزام الدقيق لمبدأ أسبقية الواقع على الفكر كفيل بالتشكيك في فكرة ديالكتيك الطبيعة، أو على الأقل يجعلها فكرةً عقيمة أو إطارًا فارغًا غير مثمر، وسوف أحاول في هذا الجزء النقدي من المقال أن أثبت هذا الرأي.
إن القول بأن الديالكتيك قانون للطبيعة، يعني أن فهمنا للطبيعة يصبح متوقفًا على قانون فلسفي، أي إن العلاقة بين الفكر والواقع قد انعكست، بحيث أصبح المبدأ الفكري أساسًا وشرطًا لفهم الواقع، وهذا يستتبع تغييرًا مناظرًا في فهمنا للعلاقة بين العلم والفلسفة؛ إذ إن المعرفة العلمية تصبح عندئذٍ متوقفة على المعرفة الفلسفية ومعتمدة عليها، بحيث لا يتمكن العلم الطبيعي من السير في طريقه إلا بعد استيعابه لمبدأ رئيسي في الفلسفة، ومعنى ذلك أن الفلسفة لا تعود لاحقة أو تالية للعلم، وإنما تصبح متغلغلة في صميم العلم، تكون شرطًا سابقًا للعمل العلمي ذاته، وهكذا يبدو أن هناك تعارضًا أساسيًّا بين مبدأ أسبقية الواقع على العقل، وبين مبدأ «ديالكتيك الطبيعة»، الذي يفترض مقدمًا وجود صيغة فلسفية تُعَدُّ شرطًا ضروريًّا لكل كشف علمي لأوجه الواقع، وكلا المبدأين السابقين ماركسي كما هو معلوم، فهلا يحتم الاتساق الفكري إذن التضحية بأحدهما في سبيل الآخر؟))
وهذا النقد يعتبر في صميم الفلسفة المادية الجدلية لأنها تعتمد مبدأ أسبقية الواقع على الفكر وليس العكس أي أن هذا النقد داخلي وليس خارجي من فلسفات واتجاهات أخرى ،فإذا كانت الماركسية تلتزم بمبدأ أسبقية الواقع على الفكر لا يصح مع ذلك أن تُشرح العلوم الطبيعية بالمبادئ الديالكتيكية الفلسفية .
وينبغي أن يُترك العلم للعلم لكي يقرر أي المبادئ مطابق فعلا للواقع ويصح أن يطلق عليه مبدأ علمي ،وبغير ذلك تصبح قاعدة أسبقية الواقع على الفكر بلا أي معنى ،لكن مشكلة هذا الطرح أنه يصور كما لو أن هذه المبادئ الديالكتيكية جاءت من العدم أو من التفكير العقلي المحض ،وليس من الممارسة والتجربة التاريخية الطويلة للجنس البشري ،وتأريخ الماركسيين للفلسفة الجدلية من ديمقريطس الى هيجل وماركس وانجلز يعكس طبيعة هذه الفلسفة وأنها ليست نتاج لتفكير عقلي مجرد ومبادئ في الهواء دون أي أرضية تسندها وتدعمها ،فهذه المبادئ ليست معزول عن سياق التجربة والممارسة العملية
وهي أشبه بالبديهيات التي يتم تعقلها تدرجاً وبفعل تطور المعرفة العلمية ،فقانون القصور الذاتي الذي اكتشفه غاليليو يعبر عن العلاقة الجدلية بين الأجسام ،وأن الأجسام ليست معزولة عن بعضها البعض كما كان يتصور فلاسفة الإغريق ذلك في القديم بوجود ميل طبيعي في الحجر مثلا تجبره على الالتصاق بالأرض وليس بفعل تأثير الجاذبية ،قانون القصور الذاتي هذا يعبر عن قاعدة التأثير المتبادل بين الأشياء وأن هذه الأشياء في حالة ترابط (ووحدة) وليست مستقلة في ذاتها ،كذلك الأمر بالنسبة لمدأ نفي النفي فهو يعبر عن مسار تطوري للكون والمادة والحياة والمجتمعات الخ...
وهكذا ،يمكن اعتبار هذه المبادئ الديالكتيكية بمثابة قاعدة عامة لآلية التفكير العلمي الحديث الذي يربط بين الأشياء والأحداث ولا يقدم تفسيرا لاهوتيا وميتافيزيقيا معزولا عن قاعدة التأثير المتبادل بين الأشياء والأحداث ،وهذه المبادئ من العمومية لدرجة أنها لا تفيد عالم الطبيعة في بحثه فهي بالنسبة اليه أشبه بالبديهيات وبالقواعد الأساسية التي لا يمكن أن يباشر العالم بحثه بدونها ، فهل يمكن دراسة الفيزياء أو البيولوجيا بدون أخذ في الاعتبار بأن التغير والتطور يشمل كل شيء ، أو أن هناك علاقة تأثير متبادل بين البيئة والكائن الحي أو المجرات والمجال الكهرومغناطيسي وحركة الجسم مع مفعول الجاذبية؟! لذلك هذه المبادئ لايمكن أن تقدم أي جديد لعالم الطبيعة في بحثه فهي بالنسبة اليه ك 2 +2 =4 بالنسبة لعالم الرياضيات ،لهذا تكون هذه المبادئ مركونة في لاوعي العالم الطبيعي عند شروعه في اكتشاف قوانين الطبيعة ، فهذه المبادئ الديالكتيكية هي قواعد التفكير العلمي والحديث لا أكثر من ذلك .
ومبادئ الديالكتيك تشبه قواعد المنطق الأرسطي (عدم التناقض والسببية الخ..) باستثناء أنها أقل عمومية من المبادئ الأرسطية وكما أشرت يمكن اعتبارها كمبادئ العلم الحديث وآلية اشتغاله وعمله ، وبدونها لا يمكن أن يصح أي قانون علمي حديث ، فهذه المبادئ الديالكتيكية هي النقيض للمبادئ الميتافيزيقية القديمة التي كانت المنهج المتبع في الفلسفة الإغريقية القديمة وفلسفة العصر الوسيط في العالم الغربي والإسلامي كما في كل بقاع العالم والتي كانت تصور نظاما طبيعيا ثابتا لا يتغير يعكس نظاما طبقيا صارما يرتكز على فطرة الإنسان واستقلاله عن أي تأثير من محيطه وبيئته ومجتمعه الخ ..
ثالثاً،المبادئ الديالكتيكية يمكن أن تكون أكثر انطباقا على المعارف الاجتماعية مما يمكن أن تكون عليه بالنسبة للعلوم الطبيعية ،فمبدأ كصراع الأضداد ووحدتها لا يمكن أن يترجم الى اللغة التي يصطلح عليها في الفيزياء والكيمياء مثلا ،ليس هناك أضداد في الطبيعة الى بالنسبة لنا وما يخدم حاجتنا العملية كمثال التناقض بين الماء والنار ،لكن هذا التناقض لا يعبر عن الحقيقة الجوهرية لهذين المركبين ،لأن هناك عناصر كيميائية أكثر دقة موجودة فيهما ،فعنصر الأكسجين موجود في النار والماء ،أي أن العناصر الكيميائية يمكن أن يعاد صياغتها وتأليفها بدون قيود ،ونحصل بذلك على مركبات مختلفة ..
الأهم من ذلك أن عالم الطبيعة لا يدرس موضوعه بالاعتماد على الجانب الكيفي (العياني بالنسبة لنا) فهو يعتمد على الصياغة الكمية للظواهر الطبيعية ، ولعل التطور العلوم في منهاج العلوم الطبيعية الحديث والذي يفصل بين عصرين في هذا هو المضمار يكمن في الصياغة والتعبير الكمي للظواهر الطبيعية ،والدراسة الدقيقة التي تتناول موضوعا أكثر دقة مما نتعامل معه في حياتنا اليومية ، وكما أسلفت ليس هناك تناقضات في المستوى الذري وما دون الذري فجميع العناصر و الذرات يمكن أن تتحد مع بعضها البعض ، والعلوم الطبيعية الحديثة تعتمد الصياغة الكمية على عكس العلم الإغريقي القديم فمن المعلوم أن أرسطو وفلاسفة الإغريق قسموا الطبيعة الى 4 عناصر يتركب منها كل شيء وهذه العناصر هي الماء والنار والهواء والتراب ومن هذه العناصر يتركب كل شيء ،وهذه العناصر الأرسطية متنافرة لا تتحد مع بعضها البعض باستثناء الماء والتراب ، أي أن فكرة التناقضات في الطبيعة كانت موجودة في العلم الإغريقي القديم لأنهم كانوا يدرسون الطبيعة بالاعتماد على الظواهر التي يحتك بها البشر ، ولم يكن لديهم الآلات الحديثة لتحليل هذه الظواهر ، لذلك قسموا الظواهر الطبيعية الى عناصر متناقضة ومتنافرة لا تتوفر عليه العلوم الطبيعية الحديثة بمنهاجها الكمي والذي يقطع مع المنهاج الكيفي القديم ..
أما المعارف الاجتماعية والتاريخ ، فيمكن أن نستخلص منها قانون التناقض وصراع الأضداد ووحدتها ، فالصراع بين الطبقات الاجتماعية مثلا هو ظاهرة موجودة ولا يمكن إنكارها ،فهناك صراع حدي تقصي فيه طبقة الطبقة الأخرى المهيمنة على المجتمع وهناك صراع يومي على توزيع الدخل والثروة بين الطبقات وعلى الامتيازات الممنوحة لكل طبقة ، فهناك تناقض حقيقي في المجتمع ، وبالاعتماد على هذا التناقض يمكن تفسير التقلبات والثورات الاجتماعية ، وهناك التناقض القائم بين وسائل الانتاج وتطورها مع علاقات الانتاج القائمة ،ومن هذا التناقض يمكن أن تتفجر الثورات في المجتمع ، وكذلك التناقض بين السلطات الاستبدادية والطبقات التي تمثلها مع عموم الشعب ،ومن هذه يمكن أن تولد الثورات والتغيرات الاجتماعية ، لهذا فكرة التناقض حاضرة وبقوة في المعارف الاجتماعية ، لأن هناك صراع بين الطبقات وبين الأمم والمؤسسات والشركات الاحتكارية ،بينما لا يمكن أن يعكس ذلك النظام الطبيعي فليس هناك صراع بين عناصر الطبيعة ،قد يقول قائل أن الصراع موجود في المملك الحيوانية وهو أساس ارتقاء الكائنات وتطورها ،الفارق بين صراع المملكة الحيوانية في الغابات والصحاري والبحار والمحيطات ومختلف البيئات والصراع الاجتماعي الإنساني هو أن الأنواع قليلا ما تفنى في الصراع فيما بينها ومعظم حالات الانقراض إن لم يكن جميعها تعود الى عدم قدرة الكائنات الحية على التكيف مع التغيرات والتقلبات البيئية ،والبيئة الطبيعية مؤثر وفاعل في الكائنات وليس العكس صحيح ،فالمجتمعات البشرية قامت على الصراع وخروج الإنسان من مرحلة الافتراس وانضوائه في مجتمعات صغيرة كان شرطا لتغلبه على المجموعات الأخرى من بني جنسه ،فنتج عن ذلك صراع القبائل ثم توحدت هذه القبائل في مجموعات وأنشئت التجمعات النهرية والولايات والإمبراطوريات وفي كل هذه المراحل لم يفارق الصراع التطور الإنساني بل كان على العكس محركا ضروريا لتطور المجتمعات مع ما يحمله من سفك للدماء واستعباد وشرور ، ومن هنا فكرة الجدل الهيجلي الماركسي فالشر يولد الخير والعكس صحيح ،وهكذا لا يمكننا أن نعكس فكرة الصراع الاجتماعي الذي نعايشه على الطبيعة فهذه المحاولة أشبه بالمحاولات الميتافيزيقية القديمة التي كانت تعكس صورة الإنسان وانفعالاته على الطبيعة فألغت بذلك تفاعل الأشياء وتطور المادة وقدما تصوراً استاتيكياً للكون والطبيعة لا ينسجم مع تطور الكون ونشأته المتراكمة ومع تطور الحياة وتعقدها ،وبذلك لا يمكن أن نؤطر التعقيد ببضعة تصورات أو مبادئ عامة ،ففي الوقت الذي يتخصص فيه العلم الطبيعي في فروع وفروع للفروع ؛ سيكون من الصعب بل من المستحيل أن تؤطر الاكتشافات العلمية بما تزخر به من اتساع معرفي وتفاصيل بالقليل من المبادئ الفلسفية .
ختاماً
عادة ما يقدم المنطق كآلة أو منهج محايد للعلوم ،فهو الأداة التي تعصمنا عن الوقوع في الخطأ وتيسر لنا الاكتشافات العلمية وهذا التفسير الذي قدمه أرسطو للمنطق وتبعه الفلاسفة المحدثين والمعاصرين لا ينسجم مع واقع الأمر من أن المنطق هو نتاج للعلوم وليس العكس ،فكل عصر له منطقه الخاص والذي يعكس حالة العلوم وتطورها ،والمنطق الديالكتيكي يعكس البديهيات ومسلمات العلوم الحديثة ،لكنه لا يقدم أي جديد للعلماء والباحثين ولا يساعدهم في تطوير معارفهم ،فمبادئ الديالكتيك عامة والعلوم تتعمق في التفاصيل ، فضلا عن أن المنطق الديالكتيكي هو انعكاس للصراع الاجتماعي البشري ولا يمكن أن نؤنسن الطبيعة ، باستثناء معرفتنا أن هناك قوى متفاعلة في الطبيعة وهي في حالة توازن لا صراع وأن الطبيعة متغيرة وليست ساكنة كما كان يتصور الفلاسفة القدماء ، بغير ذلك لا يقدم الديالكتيك أي جديد للعلم الطبيعي . وهذا لا يعني أن الفلسفات الأخرى كالوضعية والتحليلية والبنيوية الخ .هي الأقرب لمنهج العلوم الطبيعية ،لأن هذه عانت من مشكلات جمة وانقسامات فضلا عن أن العديد من العلماء رفضوا تيار فلاسفة العلم (وهم في معظمهم من الفلاسفة التحليليين) لعدم تقديمها أي جديد للعلماء .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى الطبيعة فيها تناقضات وجدل1
حميد فكري ( 2024 / 6 / 4 - 14:05 )
الاستاذ المحترم عبد الرحمان مصطفى
{ليس هناك تناقضات في المستوى الذري وما دون الذري فجميع العناصر و الذرات يمكن أن تتحد مع بعضها البعض} اقتباس من النص.
المادة المضادة (Antimatière) ،في فزياء الجسيمات (الكوانتوم) : هي امتداد لمفهوم الجسيم المضاد للمادة ، حيث تتكون [المادة المضادة] من جسيمات مضادة ، بنفس الطريقة التي تتكون منها [المادة العادية] من جسيمات أولية ، جسيمات دون الذرية .
على سبيل المثال ، الإلكترون المضاد يسمى 《-;-بوزترون》-;-، والبوزترون هو إلكترون ذو شحنة موجبة ، والبروتون المضاد《-;-بروتون ذو شحنة سالبة》-;-يمكن أن يشكلوا معا ( ذرة مضاد الهيدروجين بنفس الطريقة التي يشكل بها الإلكترون والبروتون ذرة هيدروجين عادية ، فتكون نتيجة هذا الترابط هي 《-;-ذرة هيدروجين مضادة》-;- ، وعلاوة على ذلك ، فإن خلط المادة مع المادة المضادة يؤدي الى فناء كل منهما ويتحولان في الحال الى طاقة . وبنفس الطريقة إذا اجتمع جسيم ونقيضه 《-;-الجسيم المضاد》-;-فإن بعضهما ينفي البعض ويتحولان على الفور الى طاقة .
وطبقا لنظرية انشتاين ،فالكثلة والطاقة صورتان لشيء واحد(E=mc2) أي يمكن تحويل المادة الى طاقة ، كما يمكن تحويل الطاقة الى مادة.


2 - حتى الطبيعة فيها تناقضات وجدل1
حميد فكري ( 2024 / 6 / 4 - 14:05 )
الاستاذ المحترم عبد الرحمان مصطفى
{ليس هناك تناقضات في المستوى الذري وما دون الذري فجميع العناصر و الذرات يمكن أن تتحد مع بعضها البعض} اقتباس من النص.
المادة المضادة (Antimatière) ،في فزياء الجسيمات (الكوانتوم) : هي امتداد لمفهوم الجسيم المضاد للمادة ، حيث تتكون [المادة المضادة] من جسيمات مضادة ، بنفس الطريقة التي تتكون منها [المادة العادية] من جسيمات أولية ، جسيمات دون الذرية .
على سبيل المثال ، الإلكترون المضاد يسمى 《-;-بوزترون》-;-، والبوزترون هو إلكترون ذو شحنة موجبة ، والبروتون المضاد《-;-بروتون ذو شحنة سالبة》-;-يمكن أن يشكلوا معا ( ذرة مضاد الهيدروجين بنفس الطريقة التي يشكل بها الإلكترون والبروتون ذرة هيدروجين عادية ، فتكون نتيجة هذا الترابط هي 《-;-ذرة هيدروجين مضادة》-;- ، وعلاوة على ذلك ، فإن خلط المادة مع المادة المضادة يؤدي الى فناء كل منهما ويتحولان في الحال الى طاقة . وبنفس الطريقة إذا اجتمع جسيم ونقيضه 《-;-الجسيم المضاد》-;-فإن بعضهما ينفي البعض ويتحولان على الفور الى طاقة .
وطبقا لنظرية انشتاين ،فالكثلة والطاقة صورتان لشيء واحد(E=mc2) أي يمكن تحويل المادة الى طاقة ، كما يمكن تحويل الطاقة الى مادة.


3 - حتى الطبيعة فيها تناقضات وجدل2
حميد فكري ( 2024 / 6 / 4 - 14:28 )
هذا ليس من عندي بل هو علم .
من كتاب ( معادلة الإله : البحث عن نظرية كل شيء) لعالم الفزياء النظرية ، مبتشيو كاكو. (ص) 103و104.

الفرق الوحيد ، وهو أساسي جدا ، بين جدل الطبيعة وجدل التاريخ ، أن الأول خال من كل وعي وإرادة ، فيبدو وكأنه ليسا جدلا ، بينما الثاني يدخل الوعي الإنساني في بنيته. لذلك نجد الصراع بين القوى الإجتماعية (الطبقات) ، يتحدد ، ليس وحسب بالعامل الموضوعي (نمط الإنتاج) ، بل كذلك بالوعي (السياسي والفكري). وهذا ما يجعل هذا الصراع ، مفتوح على احتمالات ، إما النكوص الى الوراء ، أو المحافظة على السيطرة الطبقية ، أو التغيير الى الأمام.


4 - سؤال
نعيم إيليا ( 2024 / 6 / 4 - 20:24 )
الأخ الأستاذ مصطفى، بعد التحية
ما حجتك على أن إنجلز أخطأ حين ربط بالديالكتيك بين المجتمع الإنساني والطبيعة ؟
لقد نظرت في حجج الماركسيين الذين خطّأوا إنجلز على هذا الربط، وحجج غير الماركسيين أيضاً، فلم أجدها حججاً علمية ولا وجدتها منطقية مقبولة
وشكراً لك


5 - الجسيمات المضادة
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 5 - 10:03 )
الأخ حميد فكري تحياتي..

بالطبع في مثل هذه المواضيع لا يمكن أن تكون أرائنا حاسمة فهي تعتمد بالدرجة الأولى على تطور العلوم ..والعلوم الطبيعية تتغير بمعدل أسرع بكثير من تطور المعارف الإنسانية واعتقد أن الفيلسوف وايتهيد ذكر أن فيزياء أرسطو لاقيمة لها في عالم اليوم ،لكن فلسفته لاتزال مؤثرة وتخضع للنقاش (ولو أن وجهة النظر هذه تخضع للجدل)
المشكلة أن الفيزياء ما دون الذرية لاتزال ميدان مفتوح للنظريات والفرضيات المختلفة وليس هناك قول فصل فيها فأذا أخذنا نظرية الأجسام المضادةكدليل على التناقض فهناك عدة اشكالات هنا
أولا بحسب النظرية الأساسية ينبغي أن يكون لكل جسيم جسيم مضاد فتكون كمية الجسيمات والجسيمات المضادة متساوية لكن الكون يتكون حصرا من الجسيمات العادية (البروتون والنيترون الخ) وبالاعتماد على النظرية الأساسية أي أن تكون كمية الجسيمات المضادة مساوية للجسيمات العادية لم يكن للكون أن يوجد لأن توازن الكمية يعني الفناء
فالمادة المضادة لاتشكل شيئا من الكون وليس لها أي قيمة في تشكيله
لهذا هل التناقض ينحصر بوجود الجسيمات المضادة فقط؟ أم
بالقوى التي تولدها هذه الجسيمات ؟وهي لاقيمة لها في الكون


6 - الجسيمات المضادة ٢-;-
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 5 - 10:16 )
والتناقض هنا ينحصر في أن تصادم هذه الجسيمات يولد يؤدي الى فنائها وتحولها الى طاقة
هل يمكن أن تطبق هذه الفكرة على العناصر الكيميائية مثلا؟ هل العناصر الكيميائية متناقضة ؟
نعم يمكن أن تجد لفكرة التناقض تطبيق هنا أو هناك لكن يصعب ان لم يكن يستحيل أن تعثر على تناقض في كل ميدان
فضلا عن أن هذه الفكرة لاتفيد في التقدم العلمي فهي تروم أن
تقولب النظرية العلمية بفرضياتها المسبقة
من وجهة نظري أن فكرة التناقض هي انسانية بحتة وأن محاولة قولبة عالم الطبيعة بها هي محاولة لأنسنة الكون والطبيعة تماما كالفلسفة القديمة التي لم تفصل بين عالم الإنسان وعالم الطبيعة
تحياتي لك..


7 - التناقض فكرة إنسانية
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 5 - 10:33 )
الأخ العزيز نعيم ايليا تحياتي

التناقض فكرة انسانية ولايمكن فصلها عن فكرة الصراع هل هناك صراع بين الذرات أو أجزاء الذرات؟ أو بين العناصر الكيميائية؟ الصراع هو ظاهرة بشرية يمكن أن نجد بذورها في المجتمعات الحيوانية لكن الصراع بين الحيوانات لا يقصد به الهيمنة والإخضاع فهو حالة غريزية وبهذا لايكون صراعا

لكن الصراع في المجتمع الإنساني هو ظاهرة حقيقية فهناك محاولات للهيمنة والسيطرة والإخضاع بين الطبقات وبين الدول
والأمم أو الشركات والمؤسسات والأفراد الخ..
تحياتي لك..


8 - شكراً على الرد
نعيم إيليا ( 2024 / 6 / 5 - 19:33 )
غير أنك أغفلت صراع الطبيعة مع الإنسان


9 - الكون لا يتكون حصرا من الجسيمات العادية1
حميد فكري ( 2024 / 6 / 5 - 21:02 )
{ بحسب النظرية الأساسية ينبغي أن يكون لكل جسيم جسيم مضاد فتكون كمية الجسيمات والجسيمات المضادة متساوية لكن الكون يتكون حصرا من الجسيمات العادية (البروتون والنيترون الخ)}

إليك ما قاله عالمي الفزياء ، نيل ديجراس تايسون ، ودونالد جولد سميت في كتابهما (البدايات) الطبعة الأولى 2014

ولأسباب غير معروفة «انكسر» هذا التناظر بين المادة والمادة المضادة عند الانفصام السابق} للقوى، وهو ما أدى إلى زيادة طفيفة في نسبة المادة العادية إلى المادة المضادة. كان عدم التناظر طفيفًا، لكنه كان حاسما للتطور المستقبلي للكون: فمقابل كل مليار جسيم من المادة المضادة تولَّد مليار + ١-;- جسيم من المادة }

إذن قولك (الكون يتكون [حصرا] من الجسيمات العادية (البروتون والنيوترون)، وقولك أيضا (فالمادة المضادة لاتشكل شيئا من الكون وليس لها أي قيمة في تشكيله) غير صحيح.
بدليل ما قالاه ، تايسون و جولد سميت(فمقابل كل مليار جسيم من المادة المضادة تولَّد مليار + ١-;- جسيم من المادة.)


10 - ما المقصود بمفهوم التناقض
حميد فكري ( 2024 / 6 / 5 - 21:59 )
{وبالاعتماد على النظرية الأساسية أن تكون كمية الجسيمات المضادة مساوية للجسيمات العادية لم يكن للكون أن يوجد لأن توازن الكمية يعني الفناء}

ليست قضيتنا الآن فناء الكون وإن كان العلم يقول بها. قضيتنا هي: وجود جسيمات عادية وآخرى مضادة ، في هذا الكون. وهذا أثبته العلم.

{والتناقض هنا ينحصر في أن تصادم هذه الجسيمات يؤدي الى فنائها وتحولها الى طاقة
هل يمكن أن تطبق هذه الفكرة على العناصر الكيميائية مثلا؟ هل العناصر الكيميائية متناقضة؟}

تسأل:هل هناك صراع بين الذرات أو أجزاء الذرات؟

وللإجابة نسأل بدورنا: ما معنى القول بالتناقض في الفكر الماركسي؟
التناقض معناه الإختلاف. فلا وجود للتفاعل بغير إختلاف. أي لا وجود للتفاعل بين عناصر متماثلة .
لذا تنبغي إعادة صياغة سؤالك كاتالي، حتى يستقيم الفهم. ب: هل يوجد إختلاف بين الذرات أو أجزائها؟
والجواب، نعم يوجد.
وكذلك سؤال: هل العناصر الكيميائية متناقضة؟ وصياغته: هل العناصر الكيميائية متخالفة؟
وجوابه نعم هي متخالفة .
وهذا التخالف والإختلاف، هو أساس تفاعلها/صراعها، فالتفاعل لا يكون إلا بوجود عناصر مختلفة .
المشكل هو أننا نفهم التناقض بمعنى العداء





11 - ما المقصود بمفهوم التناقض 2
حميد فكري ( 2024 / 6 / 5 - 22:34 )
المشكل هو أننا نفهم التناقض بمعنى العداء . فننظر الى التناقض مثلا بين الجسيمات العادية والجسيمات المضادة ، بمعنى العداء .
لكننا لو فهمناه ، بمعنى الإختلاف ، لوجدنا الأمر طبيعي . فالإختلاف بين تلك الجسيمات ، هو ما ينتج عنه التفاعل/علاقة التأثير والتأثر ، فيصبح الأمر تفاعل موضوعي ، خال من كل الأحكام القيمية .
فمثلا ، حين نقول إن تفاعل الماء والحرارة ينتج عنه ، تحول الماء الى غاز . فهذه عملية طبيعية ، لايمكن وصفها بكونها عملية صراع وعداء.

فالتناقض ، تعبير عن تخالف بين عناصر بنية واحدة. يجري بينها تفاعل طبيعي داخلي ، يقود الى تحول ينتقل أو ينتج عنه بنية جديدة تتفاعل فيها عناصر جديدة.
الكمياء , هي تركيبات لعناصر متخالفة / متناقضة، تمتزج فيما بينها فينتج عنها تركيبات جديدة . إنها عملية تفاعل طبيعية .
و في حقل المجتمع ، نقول ذات الشيء ، فالتناقض/الإختلاف ، بين عناصر نفس البنية ، هو أساس التفاعل فيما بينها وهو تفاعل موضوعي، حاصل بفعل ذلك الإختلاف نفسه.
وإلى نوع هذا الإختلاف ، تعود حدة التفاعل . فإن كان قويا ن يكون التفاعل قويا ، والعكس بالعكس.
لذلك يكون الصراع بقدر الإختلاف وحدَّته.





12 - حجة الماركسيين على فساد رأي إنجلز
نعيم إيليا ( 2024 / 6 / 6 - 09:38 )
يقول فؤاد زكريا: (ولكني أعتقد أن الالتزام الدقيق لمبدأ أسبقية الواقع على الفكر كفيل بالتشكيك في فكرة ديالكتيك الطبيعة)
وقوله هذا حجة الماركسيين على فساد رأي إنجلز.
فإذا أخضعنا قوله للتدقيق، ثبت لنا أنه قول مفكر مثاليّ لا مفكر مادي. ففي المثالية يفارق الفكر الواقع. أما في المادية الحقيقية فلا ينبغي أن يفارق الفكر الواقع لا بتقدم ولا بتأخير.
بهذا يتبين لنا الخطأ المركب لدى من خطَّأ إنجلز من الماركسيين. إنهم يخطئون حين يفصلون بين الفكر والواقع من جهة، ثم يخطئون في تطبيق فكرتهم المثالية على مادية إنجلز من جهة ثانية.


13 - الكون يتشكل من المادة العادية
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 6 - 12:53 )
الأخ حميد فكري تحياتي ..

ربما نيغلس تايسون يقصد أن التناظر كان في بداية تشكل الكون مع الانفجار العظيم ،لكن أنا أتحدث عن مادة الكون حاليا ..اليك هذا اقتباس من تقرير فيزيائي عن أن الكون يتشكل فعليا من المادة العادية وأن المادة المضادة لاوجود لها أو قليلة لدرجة أنها بلا قيمة
Instead, it contains enough matter to make about two trillion galaxies and, as far as we can tell, no antimatter.
https://www.sciencefocus.com/space/antimatter-where-did-it-go
بحسب النظرية أن تساوي عدد المادة العادية مع المادة المضادة
سيتحول الكون الى طاقة ولن تتشكل المجرات لهذا الكون متشكل من المادة العادية ولو كان الأمر على نحو مانقلته من نيغلس تايسون فلن نكون حاليا على قيد الحياة ولن يكون هناك أي وجود للكواكب والمجرات
https://www.forbes.com/sites/startswithabang/2015/12/31/why-are-we-made-of-matter-and-not-antimatter/?sh=6d2cc8a6aad1
وهذه مشكلة في الفيزياء الحديثة


14 - الاختلاف و مفهوم التناقض
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 6 - 13:23 )
مفهوم الاختلاف مفهوم واسع وعام جدا..فكرة التناقض عند أرسطو مثلا كانت أقل عمومية من الاختلاف ،ولعرض هذه الفكرة على علم الطبيعة لن يكون هناك أي تقدم علمي فهذه أشبه بالبديهة أي أن نقول أن الأشياء متناقضة بمعنى أنها مختلفة
فمثلا عندما تقول أن هناك جسيمات وجسيمات مضادة وأنها متناقضة فذلك يرجع الى أنها تفني بعضها بعضا ..لكن عندما يتفاعل الالكترون مع البروتون تتشكل جسيمات جديدة ولاتنتج طاقة بهذا التفاعل وكذلك التفاعل بين العناصر الكيميائية ينتج مركبات جديدة وهناك عناصر لاتتحد مع بعضها لماذا سميت المادة المضادة بهذا الاسم ؟ لأنها عند اصدامها بالجسيمات العادية سيفنى كليهما وينتج من هذا الاصطدام طاقة لكن لايمكن أن يقال أن البروتون مضاد أو نقيض للالكترون لهذا فكرة الفيزياء عن التضاد والتناقض مختلفة

الخلاصة أن طرح مفهوم التناقض على الفيزياء لايقدم ولايؤخر ومايبقى هو جدل ميتافيزيقي حول مفهوم فكرة التناقض ..


15 - الانسان والطبيعة
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 6 - 14:03 )
الاخ نعيم ايليا تحياتي

نعم كلامك صحيح ،لكن العنصر الفاعل هنا هو الإنسان فليس هناك صراع بين الحيوانات والطبيعة مثلا لأن المؤثر من طرف واحد أي الطبيعة

بخصوص كلام فؤاد زكريا هو يقصد أن ديالكتيك الطبيعة فكرة مقحمة مسبقا على علم الطبيعة وبهذا يناقض الماركسيون أحد بديهاتهم


16 - مهما كان الأمر فالتناقض الإختلاف موجود في الطبيعة
حميد فكري ( 2024 / 6 / 6 - 16:25 )
أستاذ عبد الرحمان المحترم
مهما يكن الأمر ، فالتناقض/الإختلاف ، موجود في الطبيعة، وعلى هذا الأساس يحدث التفاعل بين عناصرها. وهو تفاعل طبيعي موضوعي، وليس بفعل قوة خارجية .
هنا يلتقي العلم بالفلسفة المادية الديالكتيكية، ضدا على كل الأفكار الميتافزيقية اللاعلمية .
هذه الفلسفة ،تساعد العلماء على فهم الطبيعة، من حيث أنها توجههم الى الطريق الصحيح، لأنها تقطع حبل التفكير الميتافزيقي. ولكنها لا تدعي استعاضة العلم التجربة بالفلسفة، وإلا لفقدت ميزتها كتفكير مادي. وعلى هذا الأساس يتطور العلم ، لأنه بطبيعته مادي.
إنجلز ، لم يطلب من العلماء عدم(سبر أغوار كل مبحث علمي واكتشاف قوانينه بالاعتماد على الدراسة الموضوعية لخصائصه) وإلا لكان إنجلز غير مادي.
كثيرا ما تكلم عن إكتشافات وانجازات العلماء في حقول معرفية مختلفة ، الكمياء ، الفزياء البيولوجيا وغيرها، وأشاد بها، ولم يسائلهم ، هل طبقتم مبادئ الديالكتيك في أبحاثكم أم لا؟.
أيعقل أن يطلب إنجلز من عالم فزياء مثلا ، أن ينطلق في دراسة موضوعه ،من الفلسفة الماركسية ومنهجها الديالكتيكي، بدلا من التجربة؟ أين ماديته إذن،التي تقضي أن يكون الواقع أسبق من الفكر!


17 - ما هو الإنسان؟
نعيم إيليا ( 2024 / 6 / 7 - 11:31 )
لست أغرض إلى المماحكة وإنما إلى النظر في الحقائق
الحقيقة أن الصراع في الطبيعة يستحيل نفيه. الإنسان يصارع الجماد، يصارع الإنسان الحيوان، ويصارع الإنسان الإنسان.
الجماد ، الحيوان ، الإنسان أشياء من أشياء الطبيعة تتصارع، إذن ففي الطبيعة صراع. هذا هو المنطق العلمي السليم.
أما إذا توهمنا أن الإنسان والحيوان ليسا من أشياء الطبيعة، فحينئذ سيترتب أن لا صراع في الطبيعة.
فإن كنت عزيزي الأستاذ مصطفى ترى أن الإنسان، ليس شيئاً من أشياء الطبيعة، رجوتك أن تقول لي ما هو؟
أما حجة المرحوم زكريا وسواه ففاسدة على هذا الاعتبار أيضاً.


18 - الإختلاف لايعني التنوع والتعدد الظاهري للأشياء 1
حميد فكري ( 2024 / 6 / 7 - 17:28 )
التناقض بمعنى التخالف ،فلا تفاعل، بين عناصر متماثلة ،وبالتالي لا حركة لا تغير وفي النهاية لاجديد.
هذا هو المنهج الديالكتيكي ، بأسسه الثلاث.

ثم إن الإختلاف ،لا يعني التنوع والتعدد الظاهري بين الأشياء وحسب (الكثرة) بل هو في الأساس إختلاف في بنية وتركيب الشيء ذاته.
لابد من وجود إختلاف في تركيبة العناصر ،ووحدة بنيوية تجمعهما، حتى نتكلم عن الإختلاف أو التناقض. لذلك لا يجوز الحديث عن اختلاف/تفاعل بين قلم وممحاة.
المسألة ليست لغوية أبدا، إنها علمية بحثة.
لهذا عندما قلت في تعليقك 14 أن {هناك جسيمات وجسيمات مضادة وأنها متناقضة فذلك يرجع الى أنها تفني بعضها بعضا}. لم تكمل سير العملية التفاعلية/الجدلية، إذ ينبغي القول إن هذا التفاعل لم يكن ليحدث لولا ، إختلاف بنية وتركيب ،كل من الجسيم والجسيم المضاد ، فضلا عن وجود وحدة بنيوية توحدهما وهي الذرة. علاوة على ذلك ، فهذا التفاعل(الإفناء) هو في حقيقته ،تحول الى بنية جديدة(الطاقة). أنظر التعليق1
ونفس الشي يقال{عندما يتفاعل الالكترون مع البروتون تتشكل جسيمات جديدة ولاتنتج طاقة} . المهم أن تفاعلهما شكل جسيمات جديدة. وهذا هو جدل /تفاعل الطبيعة .


19 - الاختلاف موجود في الطبيعة طبعا
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 7 - 17:29 )
الاخ حميد فكري تحياتي

نعم الاختلاف موجود في الطبيعة،وهذا لايختلف عليه أحد حتى أرسطو وفلاسفة الإغريق القدماء يتفقون مع هذه الفكرة ربما باستنثاء فلاسفة وحدة الوجود والمتصوفة ..وكلامك صحيح أيضا انجلز كان يستشهد بالأبحاث الكيميائية والفيزيائية الخ ..وكذا تطبيق ديالكتيك الطبيعة على الأبحاث العلمية وهذاماقصدت به أن مبادئ ديالكتيك الطبيعة قد يكون الكثير منها مقحما على علم الطبيعة
تحياتي


20 - الانسان جزء من الطبيعة
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 7 - 17:35 )
الأخ نعيم ايليا تحياتي..

نعم الإنسان جزء من الطبيعة وهذا لا اختلاف عليه،لكن هذا لايعني أن الإنسان لايختلف عن البكتيريا أو الحيوان الخ...
الصراع يقصد به الهيمنة والاستحواذ وهذا مالايتوفر الا مع الإنسان
والطبيعة تؤثر بالحيوانات دون تأثير معاكس من الحيوانات الى الطبيعة أما الانسان فهو متفاعل مع الطبيعة وهو أكثر تأثيرا فيها
نحياتي


21 - الإختلاف لايعني التنوع والتعدد الظاهري للأشياء 2
حميد فكري ( 2024 / 6 / 7 - 18:32 )
{وكذلك التفاعل بين العناصر الكيميائية ينتج مركبات جديدة}
أجل، هذا هو الجدل الطبيعي .
فالتفاعل بين العناصر الكميائية كي يحدث، لا بد أن تكون تركيبتها الذرية متخالفة، وتجمعها وحدة بنيوية، فينتج عنهما مركبات جديدة.(التحول الكيفي)

وهو نفس القانون الذي يفسر قولك{وهناك عناصر لاتتحد مع بعضها} .
طبعا، هي لا تتحد ،لانعدام الأسباب التالية(تركيبة العناصر الذرية+ الوحدة البنوية بينهما).(وحدة الأضداد)
فكيف نتكلم عن تناقض، في غياب إختلاف في تركيبة عناصره ،وانعدام وحدة بينهما!؟

{لكن لايمكن أن يقال أن البروتون مضاد أو نقيض للالكترون لهذا فكرة الفيزياء عن التضاد والتناقض مختلفة}
بالرجوع الى التعليق 1من كتاب :معادلة الإله) [الإلكترون المضاد يسمى《-;-بوزترون 》-;-والبوزترون هو إلكترون ذو شحنة موجبة، والبروتون المضاد《-;-بروتون ذو شحنة سالبة》-;-يمكن أن يشكلوا معا( ذرة مضاد الهيدروجين بنفس الطريقة التي يشكل بها الإلكترون والبروتون ذرة هيدروجين عادية]
هذا علم، ولا يد لي فيه.
نعم أتفق معك ،إذا فهمنا التناقض والتضاد ،في الفزياء والكمياء والأحياء ،بالمعنى الموضوعي للتخالف الذي أوضحته، وليس بمعنى العداء كمفهوم إنساني.


22 - الإختلاف لايعني التنوع والتعدد الظاهري للأشياء 2
حميد فكري ( 2024 / 6 / 8 - 02:32 )
{وكذلك التفاعل بين العناصر الكيميائية ينتج مركبات جديدة}
أجل، هذا هو الجدل الطبيعي .
فالتفاعل بين العناصر الكميائية كي يحدث، لا بد أن تكون تركيبتها الذرية متخالفة، وتجمعها وحدة بنيوية، فينتج عنهما مركبات جديدة.(التحول الكيفي)

وهو نفس القانون الذي يفسر قولك{وهناك عناصر لاتتحد مع بعضها} .
طبعا، هي لا تتحد ،لانعدام الأسباب التالية(تركيبة العناصر الذرية+ الوحدة البنوية بينهما).(وحدة الأضداد)
فكيف نتكلم عن تناقض، في غياب إختلاف في تركيبة عناصره ،وانعدام وحدة بينهما!؟

{لكن لايمكن أن يقال أن البروتون مضاد أو نقيض للالكترون لهذا فكرة الفيزياء عن التضاد والتناقض مختلفة}
بالرجوع الى التعليق 1من كتاب :معادلة الإله) [الإلكترون المضاد يسمى《-;-بوزترون 》-;-والبوزترون هو إلكترون ذو شحنة موجبة، والبروتون المضاد《-;-بروتون ذو شحنة سالبة》-;-يمكن أن يشكلوا معا( ذرة مضاد الهيدروجين بنفس الطريقة التي يشكل بها الإلكترون والبروتون ذرة هيدروجين عادية]
هذا علم، ولا يد لي فيه.
نعم أتفق معك ،إذا فهمنا التناقض والتضاد ،في الفزياء والكمياء والأحياء ،بالمعنى الموضوعي للتخالف الذي أوضحته، وليس بمعنى العداء كمفهوم إنساني.


23 - الكلمة الأخيرة مع الشكر
نعيم إيليا ( 2024 / 6 / 8 - 05:25 )
ورد التالي في النص:
(خلاصة هذا النقد ، أن خلط المجال الطبيعي بالاجتماعي والذي تستخدمه الماركسية في أحيان لنقد الفلسفات الأخرى خصوصا الفلسفة الوضعية يرتد عليها ،لأنها تحاول أن تجمع العلوم الاجتماعية والطبيعية في بوتقة واحدة )
فأين الخطأ في أن يجمع المادي بين المجال الطبيعي والاجتماعي، إذا كان المادي يعتقد أن المجال الاجتماعي هو في الأساس شيء من الطبيعة؟
كأن المرحوم زكريا (المادي) كان يعتقد بأن الإنسان بمجاله الاجتماعي شيء لا يمت إلى الطبيعة!
حجته: الديالكتيك فكر إنساني ، ولما كان الفكر في الماركسية متأخراً عن الواقع، وجب على الماركسية ألا تقول بديالكتيك الطبيعة؛ لأنها إن قالت به، جعلت الفكر يسبق الطبيعة، فدخلت بذلك في تناقض مع فلسفتها المادية.
فهل هذه الحجة سليمة عزيزي الأستاذ مصطفى؟
إذا كانت هذه الحجة سليمة، فستكون قابلة للاستخدام في نفي العلم أيضاً. فإن العلم فكر إنساني إذ لا يوجد علم في الطبيعة. ولكن لا أحد ينفي العلم ويقول بأنه لا ينبغي استخدامه في فهم الطبيعة واستكشاف أسرارها ومحاكاتها في اختراع المخترعات رغم أن العلم فكر إنساني.
2- الحيوان يؤثر في الطبيعة والطبيعة تؤثر في الحيوان


24 - تأويل الديالكتيك
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 8 - 13:37 )
الأخ حميد فكري تحياتي مرة أخرى
أنت قدمت تأويل جميل لتحولات الطبيعة وأنا لا أخالفك بهذا الوصف ،و الملاحظ أن الاصطدام بين جزيئات الذرة يولد جسيمات جديدة (الاصطدام بين الالكترون والبروتون يولد نيترونو مثلا ) بينما الاصطدام بين النيترونو وأي جسيمات اخرى يولد الكترونات ! أي أننا أمام حركة دائرية وليست ديالكتيكية فلا مركب جديد هنا https://sureshemre.wordpress.com/2020/03/28/on-the-transformation-of-neutrino-into-electron/
لهذا كما أن التفسير الديالكتيكي ينطبق على الفيزياء مادون الذرية فمذهب العود الأبدي أو الحركة الدائرية ينطبق عليها ايضا
فضلا عن أن اصطدام الجسيمات العادية والجسيمات المضادة يؤدي الى فناء كليهما لكن الطاقة لاتصطدم بشيءتبقى طاقة ومن الصعب أن تتحول الى جسيمات أو أن هذا التحول نادر ولو تحولت فهي ستعود الى ذات الجسيمات التي أنتجته
لا أعترض على ما تنقله فهو صحيح تماما لكن باستثناء مبدأ الجدل وهو التفاعل بين الأشياء سيصبح الديالكتيك تفسيرا مطاطا وواسعا جدا ويمكن أن نقبل تفسيرات أخرى
وماقصدته في كلامي الأخير أن البروتون لا يناقض الالكترون
فكليهما من الذرة وهما غير متناقضي


25 - تفسير كلام فؤاد زكريا
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 8 - 15:19 )
نعيم ايليا تحياتي مرة اخرى

الراحل فؤاد زكريا يقصد منهجيا عندما يشرع عالم الطبيعة بدراسة الطبيعة لايجوز له أن يقدم الديالكتيك كتفسير قبل أن يعرف موضوعه ويشرع باستخدام التجارب في دراسته وإلا سيكون محملا بأقكار مسبقة كما هو الحال مع اللاهوتي الذي يسعى لفهم العلوم بما يوافق نصوصه دون أن يخوض في تجربتها
أما بالنسبة للعلم ،فهو يأتي كلاحق بعد استكشاف الطبيعة مغزى كلامه أن النظرية لاتبنى الا بعد خوض تجربة استكشاف الواقع والمبادئ الديالكتيكية هي مبادئ فلسفية هي أشبه بالمنطق (أو هي المنطق ذاته) وهي مبادئ قبلية لم يتم اخذها من التجربة في ميدان الطبيعة بل هي مبادئ تم استقاؤها من تجربة البشر الاجتماعية وتم نقل هذه المبادئ الى ميدان الطبيعة بمعنى أن التجربة تأتي أولا ثم النظرية عند تطبيق الديالكتيك تأتي النظرية أولا دون تجربة أو مع تجربة فيما بعد لقولبة هذه التجربة
الميدان الاجتماعي هو ميدان مادي بالمفهوم الماركسي لكن له قوانينه الخاصة ..وهكذا تختلف قوانين الطبيعة عن قوانين المجتمع كما أن الكيمياء لها قوانينها المختلفة عن قوانين الفيزياء


26 - ومع ذلك فالحركة الديالكتيكية ، دائما موجودة
حميد فكري ( 2024 / 6 / 9 - 03:27 )
أستاذ عبد الرحمان مصطفى
هذه القراءة للمنهج الماركسي ،عرف بها الشهيد مهدي عامل ، وبها نظّر كل كتاباته ، فأبدع أحسن الإبداع.

{أي أننا أمام حركة دائرية وليست ديالكتيكية فلا مركب جديد}

ومع ذلك فالحركة الديالكتيكية ، دائما موجودة ، ولولها لبقي الكون على حالته البدائية الأولى لحظة الإنفجار العظيم ، ولم يتطور الى ما هو عليه اليوم.
ثم من يدري ، كيف سيكون هذا الكون في المستقبل البعيد!!

{اصطدام الجسيمات العادية والجسيمات المضادة يؤدي الى فناء كليهما لكن الطاقة لاتصطدم بشيءتبقى طاقة ومن الصعب أن تتحول الى جسيمات أو أن هذا التحول نادر ولو تحولت فهي ستعود الى ذات الجسيمات التي أنتجته}

ومع ذلك، كان هذا السبب وراء تطور الكون من حالته البدائية الى حالته الراهنة. فهل نستطيع أن ننفي عن الكون تطوره؟
للأسف، تمة من ينفي هذا التطور . حين يعتقد، أن الكون خلق/ وجد هكذا منذ بدايته.
فأين نضع أنفسنا، أمع إنجلز وكل التطوريين ، أم مع هؤلاء؟
لا تنسئ أن الخلقيين الميثاليين ، ومعهم الماديون الميكانيكيون ،هم أنصار فكرة التباث.
أرسطو ، كمادي ميكانيكي، ينفي الطابع الجدلي عن الكون ، فهو صاحب نظرية ، المحرك الأول.


27 - كل ما في الأمر أن منهج الماركسية يتوافق مع العلم
حميد فكري ( 2024 / 6 / 9 - 05:12 )
أرسطو ، كمادي ميكانيكي، نفى الطابع الجدلي عن الكون ، بسبب نظريته ، عن المحرك الأول.
حيث فسر حركة الكون بمبدأ خارجي وليس بفعل جدل داخلي .
ولهذا رأى الحيوانات ، كأنواع ثابتة، وجدت هكذا منذ وجودها.

لا شك أنك لا تنفي التطور ، كقانون عام للطبيعة ، إذن فأنت جدلي. وإذا كنت ترى ضرورة أن يشتغل العلم بالمنهج التجريبي ، ليكتشف القوانين الخاصة بالظواهر فليفعل . فالظواهر في النهاية ، عناصر متفاعلة بفعل قوانينها الداخلية .

{وهي مبادئ قبلية لم يتم اخذها من التجربة في ميدان الطبيعة بل هي مبادئ تم استقاؤها من تجربة البشر الاجتماعية وتم نقل هذه المبادئ الى ميدان الطبيعة} إقتباس من التعليق 25

بالتأكيد أنت تعرف أستاذ عبد الرحمان ، أن داروين ،إكتشف قانون التطور البيولوجي ، في الواقع الطبيعي ، من دراساته الميدانية للحيوانات والنباتات ، وهو قانون ديالكتيكي بامتياز ، وليس من نقله لهذا القانون ومبادئه ، لا من الفلسفة الماركسية ، ولا من تجربة البشر الإجتماعية.
ونفس الشيء في الكمياء .
وهذا لا يعني أن منهج الماركسية مستقل بذاته ، بل فقط يعني أن منهجها يتوافق مع منهج العلم.


28 - نظرية الأكوان السابقة
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 9 - 16:44 )
حميد فكري تحياتي

هناك نظرية للأكوان السابقة والتي لاتكتفي بلحظة الانفجار كبداية للكون بل كان هناك أكوان سابقة وهذه الأكوان تتوسع ثم تنكمش وكوننا حلقة في سلسلة هذه الأكوان https://bigthink.com/starts-with-a-bang/evidence-universe-before-big-bang/

كما ترى هذه الفرضية يمكن أن تنطبق على فلسفة العود الأبدي أو الفلسفة الدورانية ..
نعم حركة الطبيعة وتطور مستوياتها هو حقيقة لايمكن انكارها لكن التفسيرات المتعلقة بالكون قد تختلف ..
اضافة الى هذا أن العديد من مبادئ الديالكتيك هي عامة بحيث يمكن أن نتصور انطباقها على ظواهر طبيعية معينة وعدم انطباقها على ظواهر أخرى كمبدأ وحدة الاضداد كما أشرت انت سابقا ..فهناك بنية واحدة للذرة التي تجمع تفاعلات الالكترونات والبروتونات لكن ليس هناك بنية جامعة لتناقض الالكترونات والالكترونات المضادة او البوزيترون

بالطبع انا لااملك تفسير فلسفي مؤكد للظواهر الطبيعية فانا لست مختصا في العلوم الطبيعية لكن ما اشير اليه هنا الى انطباق مبادئ ديالكتيكية واخر غير ديالكتيكية على نفس الظواهر المراد تفسيرها
تحياتي


29 - وجود النظرية ضروري لأي معرفة شرط عدم تغييب التجربة
حميد فكري ( 2024 / 6 / 10 - 03:38 )
أستاذ عبد الرحمان مصطفى تحياتي
إذا كان منهج الماركسية ماديا في حقل العلوم الإجتماعية ، يستلزم التحليل الملموس للواقع الملموس ، بما يعني ضرورة الإنطلاق من الواقع ، لا من الفكر/النظرية ، فكيف يصح القبول بإن الماركسية تناقض نفسها في حقل العلوم الطبيعية ،بدعوى أنها تفرض عليها ، الإنطلاق من النظرية بدل التجربة!؟
بالنسبة لي ، أنا أستبعد وجود مثل هذا التناقض.
ذلك أن الماركسية ، حتى في حقل الإجتماع ، لابد وأن يكون الواقع الملموس ، هو منطلق البحث ، لإنتاج معرفته . لأنه في نهاية التحليل ، هو موضوع الدراسة المراد تحويله.
لكن أنتاج معرفة بالموضوع (طبيعي أو إجتماعي) لابد وأن يتوسل ، أدوات/مفاهيم نظرية ، بها يشتغل على موضوعه. مثلما يتوسل الإنسان ، أدوات إنتاج مادية ،يشتغل بها على موضوعه.
فوجود النظرية ، ضروري لأي معرفة ، غير أنه يجب ألا يغيب التجربة .
علماء البيولوجيا ، وإن كانوا ينطلقون في أبحاثهم من التجارب ، فذلك لا يعني أنهم ، متحررون من كل نظرية ، فهم في الواقع مسلحون بنظرية التطور ، وبكل عدتها النظرية (مفاهيمها أي قوانينها ،مثل الإنتخاب الطبيعي،الطفرات.)
وهكذا هو الحال مع الماركسية.






30 - الاختلاف هو في التجربة التاريخية
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 10 - 15:38 )
الاخ حميد فكري تحياتي

الاختلاف يكون في التجربة التاريخية للجنس البشري ،مبادئ الديالكتيك كوحدة الاضداد ونفي النفي وتحول الكم الى كيف هي مبادئ لم نستقيها من التجربة المباشرة المتبعة في العلوم الطبيعية بل من التجربة التاريخية للجنس البشري فالمجتمع الواحد يعيش مع تناقضات كثيرة ،في العلم الطبيعي لايتم التعامل مع مثل هذه المبادئ بل هذه المبادئ الديالكتيكية يتم اسقاطها على الطبيعة

نعم في العلوم الاجتماعية يمكن القول أن المادية التاريخية هي نتاج للتجربة التاريخية الطويلة للمجتمعات البشرية أي أن النظرية هي نتاج للتجربة في الطبيعي التجربة لاتدلل على مبادئ ديالكتيكية باستثناء التطور العام والتفاعل بيت الاشياء وهذه تشترك فيها الفلسفة الديالكتيكية مع غيرها من الفلسفات

تحياتي


31 - الفلسفة الماركسية سبقت غيرها بأزمان ضوئية
حميد فكري ( 2024 / 6 / 12 - 04:14 )
أستاذ عبد الرحمان ، أشكرك على صبرك ، فأنا بطبعي أميل لإحاطة الموضوع قدر الإمكان ، حتى نفهم اشكاليته.
على أي شيء إذن تدلل التجربة في الحقل الطبيعي؟
ثم إن التطور في مفهومه الماركسي ، لا يعني التفاعل بين الأشياء وحسب ، بل هو في الأساس ، وهذا هو جديد الماركسية ، علاقات داخلية تخضع لمنطق داخلي ضروري ، أعني لقانون طبيعي ..
عكس الفلسفات الآخرى ، فكلها ، على اختلافها ، ترى الى هذا التفاعل ، كعلاقات خارجية بين الأشياء. غير خاضعة لأي منطق ضروري يحكمها من الداخل..
مثال أرسطو أشد تعبيرا . فالعالم ، لم يكن ليوجد لولا دفعة خارجية من فعل خارجي . أما بالنسبة للماركسية ، فالعالم لم يحتاج لأي فعل خارجي ، بل الى تفاعل داخلي ، هو ضرورة فيه ، دفعته ليكون.
حتى هيجل القائل بالديالكتيك ، غابت عنه هذه الحقيقة العلمية . فقد رأى أن العالم ، في جوهره ، ليس سوى تجسد للفكرة المطلقة. يعني تمظهر لفعل خارجي.
السؤال ، لأي حقل معرفي ، يعود الدور في [اكتشاف كيفية] وجود العالم/الكون؟
والجواب ، العلوم الطبيعية لا الفلسفة.
الفلسفة تطرح ألأسئلة والعلم يجيب . فإما ينتصر لها أو ضدها.
والعلم يؤيد الماركسية.


32 - ماتدلل عليه الطبيعة
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 12 - 16:48 )
الصديق حميد فكري تحياتي مرة اخرى

في الحقيقة كما قلت سابقا ليس لدي الان وجهة نظر نهائية حول هذه المواضيع المرتبطة بالطبيعة لأن العلم أسرع في التقدم من العلوم الاجتماعية وهناك دوما مستجدات وميزة هذا الموقع أنه يفتح مجال للحوار وتبادل الأراء بما يساهه في تطوير المعرفة

ماتدلل عليه الطبيعة ؟ ليس لدي بصراحة اجابة نهائية على هذا السؤال ..الفيزياء اليوم مختلفة عن فيزياء عندما كان هناك قانون لكل شيء ،واتفق معك أن الماركسية تميزت عن الفلسفات الميكانيكية في أنها سلطت الضوء على التفاعلات الداخلية لكن هناك فلسفات اخرى ضمنت هذه الحقيقة كفلسفة برجسون رغم ان هذه الفلسفة هي مثالية اضافة الى ان الامر تغير بعد الثورة العلمية في القرن التاسع عشر والعشرين ف ..
ماينطبق على عالم الطبيعة ربما يكون أقرب للمادية العفوية كما سماها لينين فلسفة ليست لها معالم واضحة لكنها تتضمن فكرة تطور المادة وقابليتها للحياة فهي ليست مادة جامدة وايضا التفاعل بين الاشياء وعلى هذا تتأسس العلوم وليس كما كان في زمن ارسطو لكن دون أن يؤدي ذلك الى أنسنة الطبيعة كما في اللاهوت والفلسفة الميتافيزيقية او فلسفة التناقض
هذه وجهة نظري


33 - احترم وجهة نظرك
حميد فكري ( 2024 / 6 / 12 - 22:59 )
احترم وجهة نظرك ، أستاذ عبد الرحمان مصطفى.
تقبل فائق احترامي


34 - كان حوارا مثمرا
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 6 / 13 - 08:29 )
الصديق حميد فكري تحياتي

كان حوارا مثمرا ونقاشا ناضجا ..سأحاول في المستقبل أن افصل أكثر في وجهة نظري في مواضيع مستقبلية

تحياتي لك

اخر الافلام

.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح


.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال




.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي


.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين




.. ماكرون: -برنامج اليمين واليسار سيؤديان الى حرب أهلية في فرنس