الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة العراقية- المواطنة الشاملة فكرا وممارسة عند حزب امارجي الليبرالي

أسيل العزاوي

2024 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ينطلق حزب امارجي الليبرالي في مشروعه السياسي عبر هندسة ديمقراطية ليبرالية لسيادة الدولة والأمة في إدارة السلطة من خلال احياء الولاء الوطني عبر هويته التاريخية وهي هوية المواطنة الشاملة ولا تعد هوية الأمة العراقية ارتدادا سياسيا أو شعاراتيا على الواقع السياسي العراقي من مبدأ المغايرة بقدر ماهي تصحيح الوعي السياسي لدى المواطن العراقي في مفهوم الأمة والدولة وترابطها مع بعض، فلا يمكن تأسيس دولة ذات سيادة دون أمة تختار شكل الدولة في حفظ كيانها وسيادتها بين الشعوب والدول الأخرى ، ولا يمكن للدولة أن تحتفظ بوجودها واستمراريتها بدون أمة وطنية ومتماسكة رشحتها لذلك. وأدى تفاقم الصراع الطائفي عبر الهويات المتعددة وفرعية وتشظيها وطنيا واستغلالها سياسيا إلى سلب شكل الدولة عبر تداول السلطة بصورة محاصصتيه في ظل نظام ديمقراطي تم تسيسه في تعميق التعصب السياسي وبالتالي ازاد الصراع السياسي في تقويض السلطة وإدارة الدولة . لذا تنبثق هوية السياسية لامارجي بوصفها هوية وطنية في إدارة الدولة على غرار الهندسية السياسية للدول الحديثة تكون المجتمعات فيها متعددة التكوينات والروافد الثقافية والدينية واللغوية، ولا يشكل التعدد عائقا في صياغة هوية وطنية ينضوي تحتها الجميع ، فالمقابل لا توجد دولة في العالم ذات قومية أو طائفة واحدة ، فكل الدول متنوعة مجتمعاتها عبر مفهوم الاندماج الاجتماعي في تحقيق المواطنة . فالمواطنة هي علاقة افقية عابرة لحدود الانقسامات الاجتماعية والدينية والقومية في المجتمعات الحديثة، وتعد المواطنة الشاملة هي القاعدة الوحيدة لقيام نظام سياسي مستقر وبالتالي رسم شكل الدولة واستقلاليتها .
إن مفهوم الامة العراقية ليس تصور طارئا ؛ وإنما حاجة تاريخية سياسية في استعادة الولاء الوطني لهوية الأمة العراقية عبر إزالة الترسبات الإيديولوجية وتشذيبها من المشاحنات الطائفية والعرقية والإثنية والقومية تحت هوية جامعة ممتدة لها خصوصيتها التاريخية والجغرافية في ترسيم شكل الدولة وحدودها .فهوية الأمة العراقية هي بمثابة تأسيس هوية وطنية مستقلة وحاضرة في الثقافة السياسية الجديدة للمجتمع العراقي ، هوية مشحونة بالقيم والمعنى ، هوية انبثقت من الواقع المعيش، فهي لا تقفز فوق الواقع في تثوير الصراع وتمزيق الدولة. . وتعد هوية الأمة العراقية هي استعادة الدولة العراقية لوجودها السياسي، ونبذ الهويات السياسية الطائفية المتصارعة . عبر ردم الفجوة والشرخ في الهوية العراقية السياسية التي لم تكن بعيدة في تشكلها عن الأنظمة العربية في تشكيل هويات دولها في بداية قرن العشرين عبر صعود الهوية القومية بعد الاستقلال من الاستعمار وتأثرها بالمد القومي وطغيانه على هوية الأمة العراقية واستقلالها الفردي من الجانب ، وتأثرها بصعود الهوية الدينية / الطائفية عبر الإصلاح السلفي المتمثل في الإسلام السياسي من الجانب الآخر، ومقاربته الشكلية للأنظمة الحديثة والغربية في إدارة الدولة، فتمحور الجو السياسي في الدول العربية حول مرجعيتين متعارضتين تنفي احداهما الأخرى وهما القومية والدينية، وشكل هذا الانعطاف السياسي الحاد وتعاقب الأنظمة غير صالحة سياسيا في تمزيق الهوية الوطنية وجهلها وجعلها غير واضحة المعالم في الثقافة السياسية العراقية .
ويؤسس امارجي لنظام سياسي حديث قائم على مبدأ المواطنة بوصفها علاقة انتماء في بنية الدولة تعبر عن كيانيها ، وحصر رابطة الانتماء الجماعي عبر الوحدة الوطنية ، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات . وتعد هوية الأمة العراقية / هوية وطنية بوصفها بنية سياسية لبناء نظام اجتماعي يتم فيه ممارسة قيم المواطنة كتعبير عن تحقيق قيمة الفرد الإنسانية. فقد جاءت الحداثة بالدولة والأمة بوصفهما الوحدة الاجتماعية التي توحد المجتمع بوساطة روابط مدنية قائمة على الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية للمواطنة وبدورها الدولة تعمق اندماجا بين الاختلافات الطبقية والعرقية و الأصول الاثنية والدينية والثقافية ، مما يؤدي إلى خلق عملية تجانس في المساواة وتشاطر حقوق المواطنة وبهذا لا تغلي الأمة العراقية النزعة الخصوصية للهويات المختلفة.
وتحقق الأمة العراقية الدمج الاجتماعي؛ يكون هذا الدمج خارج المفهوم القومي في تصور الدولة لمبدأ الامة، ويسعى امارجي من خلال تاريخية الأمة العراقية في تجاوز القومية في صياغة هوية المواطنة، بكونها الجذر الأساس في تحقيق الاندماج الاجتماعي، وبالتالي يؤدي إلى بلورة مفهوم الدولة التي تتعكز بشكل الأساس على مفهوم الهوية الوطنية الشاملة بوصفها هوية ذات نزوع تعددي ينتمي الكل لها ويعترف بها ويكون المجتمع أكثر وعيا في ماضيه المشترك الذي يشكل هويتهم الجمعية ومستقبلهم السياسي . فهوية الأمة العراقية لا تسعى إلى التوحد القسري في جمع وإذابة الهويات الفرعية؛ بل تحتفظ كل هوية بوجودها الرمزي في ظل كيان الدولة.
ومفهوم الامة العراقية ماهو إلا تخليص المجتمع من ضعف فكرة الدولة والوطن الجامع والقانون وترسيخ مفهوم الأمة العراقية المدنية في المتخيل الجمعي عبر النضال الديمقراطي في تكوين دولة وطنية راسخة في ظل بيئة سياسية حاضنة للتطور الديمقراطي والليبرالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا