الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأموال العربية هل تُستثمر سياسيا؟

عبد اللطيف المنيّر

2006 / 12 / 12
الادارة و الاقتصاد


بعيدا عن السياسة قليلاً، لنعود اليها في نهاية المقال، ونتجه اقتصادياً ولنُدقق في جملة أحداث هامة، فيما لو أستُغلت لكان لها من الفعل الكثير على القرارات السياسية والتي تهم المنطقة العربية برمتها!.

بعد أن كانت دول الخليج العربي، تودع فائضها المالي الناتج من عائدات النفط في بنوك الدول الغربية. بدأت تتجه لإستثمار هذا الفائض في الداخل ليعود عليها الى مداخيل تفوق اضعافاً من أسعار الفائدة العالمية، وبدأً من تطوير البنية التحية، والمنشأت الصناعية والسياحية وحتى المرافق العامة والترفيهية منها، الذي انعكس ايجاياً على انعاش الإقتصاد في قطاعي الصناعة والسياحة، وجلب الإستثمارات الخارجية الى دول الخليج العربي، الى دفع عملية بناء وجلب كبرى مصانع الشركات الأجنبية، و حركة الإعمار إن كانت عامودية بإرتفاعات عالية، أو مسطحات على شكل قرى ومنتجعات سياحية، وإنشاء المناطق الحرة، لجلب انظار المستثمرين والعالم الى المنطقة، التي لا تقل اهميتها الإقتصادية والصناعية والسياحية عن مثيلاتها في دول العالم.

وبالفعل توجه كبار أغنياء العالم من اقتصاديين ورياضيين وحتى السياسيين منهم بالتوجه الى هذه المنطقة الساخنة اقتصادياً التي تتمتع بميزات نوعية بشقيها الجمالي والمالي، ولا ننسى أن اهم عنصر لجلب الإستثمارات الخارجية الى دول الخليج هو عامل الأمان ايضا بشقيه الأمني والمالي، ويمكن أن نضيف عاملان مهمان أيضا هو رخص الأيدي العاملة والقدرة على جلبها واستيرادها، وانخفاض نسب معدلات الضرائب، حتى لتكون معدومة في بعض الدول الخليجية.

كانت لبنان المدينة الشرق أوسطية الأكثر تهيئا لأن تكون هونغ كونغ العرب في بداية السبعينات، ولكن الحرب الأهلية الطاحنة وعدم الإستقرار الأمني فيها، جعلت انظار المستثمرين تتجه الى دولة الإمارات العربية، التي كانت الأكثر تسارعاً وانفتاحاً على تحديث اقتصادها ومحاولاتها الدؤوبة لإرتفاع معدلات النمو فيها، والقدرة التنافسية في سرعة تحرير الإقتصاد و فك لجام الإنكماش الإقتصادي في العالم بعد احداث 9-11

لتعطينا المؤشرات الإقتصادية فيها ملاحظة هامة وواضحة خلال جملة صفقات عالمية، من شراء شركة بريطانية (بي أند أو) لإدارة الموانىء الأميركية، و شراء شركة دونكاسترز بقيمة 24‚1 مليار دولار، وهي شركة هندسية بريطانية تمتلك مصانع في الولايات المتحدة ومرتبطة بعقود توريد مع وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون). وسلسلة مقاهي الكاريبو الشهيرة في الشرق الأميركي، الى محاولة شراء فريق كرة القدم ليفربول الإنكليزي، ونهاية في شراء عمارة شل مكس بقيمة تفوق المليار دولار، وتمثل الصفقة أحدث عملية شراء بريطانية تقوم بها وكالات الاستثمار التابعة لحكومة دبي.

بيد أن عملية الإثراء الإقتصادي عن طريق جلب الأموال والإستثمارات الى دول الخليج وفتح أقنية لتدفق الأموال الى جانب أموال عائدات النفط، ومن ثم نقل هذه الثروة الى استثمارات خارجية في دول العالم والعظمى منها، بدلا من ايداعها في البنوك الغربية، مما يدل وبدون ادنى شك الى انعكاس هذه النقلة الذكية ايجاباً على القرار السياسي العالمي. فهل ستتضافر جهود المستثمرين العرب في إيجاد تناغم تفاعلي مؤثر في تشكيل لوبي اقتصادي وسياسي على غرار اللوبي اليهودي في دول القرار العالمية؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 2-5-2024 بالصاغة


.. الرئيس السيسي يوجه تحية لليد المصرية وعمال مصر لجهودهم في تأ




.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم