الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على غزة_مجزرة النصيرات واستراتيجية التفتيت

بديعة النعيمي

2024 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بالعودة إلى وثيقة خطيرة نشرت في العام ١٩٨٢ في مجلة "كيفونيم" الصهيونية العالمية بعنوان "استراتيجية إسرائيلية للثمانينات" سنجدها وقد تضمنت شرحا تفصيليا يقضي بتفتيت الدول العربية تمهيدا لإعادة ترسيمة خلافا لمعاهدة "سايكس بيكو" ١٩١٦، يقوم الترسيم الجديد على زيادة التفتيت بحيث يقوم على العنصرية المذهبية العرقية الإثنية والطائفية.

وقد رأينا تطبيقها في العراق بعد الغزو الأمريكي وتمزيقه مذهبيا وطائفيا. ومحاولة تمزيق سوريا ولبنان وإعادة تقسيمهما بنفس الأسلوب.
حتى "صفقة القرن" التي كانت من أبرز خدمات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لدولة الاحتلال والتي تقضي بتصفية الاردن وتهجير الشعب الفلسطيني إليها وإقامة دولة يهودية نقية.
ولا ننسى مصر التي كانت زعيمة العالم العربي كيف قامت الولايات المتحدة بشراكة صهيونية بالقضاء عليها وحرمانها من هذا الثقل المركزي.

واليوم ما يحدث في السودان من حروب أهلية بنفس مصدر الدعم لمحاولة فصل جنوب السودان لهو دليل آخر على ما تضمنته تلك الوثيقة التي نصت صراحة على تفتيت العالم العربي وبالتالي صنع مجموعات عاجزة متناحرة مشغولة بلقمة العيش المغمسة بالذل والمقموعة من أنظمة ديكتاتورية في محميات مضبوطة من خلال حراسة خارجية مشددة. بهدف ضمان أمن دولة الاحتلال القاعدة الرئيسية للولايات المتحدة الأمريكية.

ولو عدنا إلى بدايات الحرب على غزة بعد عملية ٧/أكتوبر/٢٠٢٣ سنجد أن دولة الاحتلال دخلت بشوفينية وغطرسة مستمدة لا من دعم الولايات المتحدة الأمريكية الذي لا ينقطع ولا من باقي الدول الداعمة فحسب بل لقد كان دخولها بهذا الشكل وتلك الجرأة بسبب تأكدها مما صنعت يداها في عالمنا العربي المفتت.
فلو كانت تهاب جانبها لما تغولت دولة الظلم على أهلنا في غزة. ولما ارتكبت المجزرة تلو المجزرة منذ بداية حربها الدموية وإلى اليوم ،فبالأمس ارتكبت محرقة رفح متذرعة بأنها قتلت قادة من حركة حماس.
وبعد منتصف ليلة أمس السادس من حزيران اقدم الطيران الحربي الفاشي على ارتكاب مجزرة في مدرسة للأونروا مدرسة السردي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقصف عدد من الغرف التي تأوي عشرات النازحين. وقد تذرعت كما العادة باستهداف مجمع لحماس والجهاد وأنها استخدمت ذخيرة دقيقة.

وقد كذبت ككل مرة فالذخيرة التي تحدثت عنها تسببت في استشهاد العشرات من الأطفال والنساء.

فهل كانت ستتجرأ على فعل ما فعلت من جرائم لن تمحى من ذاكرة التاريخ لو كانت تعلم أن العرب سيقتحمون الحدود ثأرا لكل ما حصل ويحصل؟

غير أن التاريخ يعيد نفسه، فبعد محرقة الأقصى بتاريخ ٢١/آب/١٩٦٩ قالت "غولدا مائير" " لم أنم طوال الليل ،كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجا من كل مكان. ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده".

صدقت هذه العجوز فيما قالت فاليوم العرب ذابوا في ماء التطبيع والخيانة. غير أن المقاومة الفلسطينية فعلت ما لم تفعله الدول العربية مجتمعة فأربكت العدو ووترته وقلبت موازين دول تعتبر نفسها عظمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| سقوط مظلة حاملة للمساعدات على خيمة نازحين في خان يونس


.. هاليفي: نحقق إنجازات كبرى في القتال في رفح لإغلاق المتنفس ال




.. السيارة -الخنفساء- تواصل رحلة حياتها في المكسيك حيث تحظى بشع


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل فلسطينيين في بلدة بير هد




.. وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أنهوا اجتماعهم الشهري دون الات