الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحولات ( فالح الخضير) في ازمنة الحرب. قراءة في رواية (السير محنيا) للروائي قاسم حسن علي

جاسم الفارس

2024 / 6 / 7
الادب والفن


تحولات (فالح الخضير) في أزمنة الحرب
قراءة في رواية ( السير محنياً ) للروائي قاسم حسن علي

النقد ضرورة حضارية، فهو قدرة ثقافية على تعزيز شخصيتنا الفردية والاجتماعية. وهو حوار مع حضارات العالم، تتفاعل مع رؤى العالم بغية خلق رؤى جديدة تستوعب العالم بثقافاته المتعددة، المقبول منها والمختلف فيه. ويعد نقد الرواية احد مهمات النقد في مناهجه المتعددة، ذلك ان السرد الروائي يعيننا في ادراك الوجود الانساني، في احواله المتعددة.
بهذا ادخل الى رواية (السير محنياً) للروائي قاسم حسن علي.
فرضت الحرب نفسها على الادب العالمي، على غير ما تفرضه السياسة، فالحرب في اطار القرار السياسي حرائق تجتاح الوجود الانساني فتدمر اجمل ما يحمله، الحب والحرية.
غير انها في الادب غير ذلك، إنها تستدعي السلام والحب والجمال، طالت الحرب أم قصرت، تعددت ام اقتصرت على حرب واحدة، فهي في الادب دائمة الصراخ ضد القتلة سارقي حرية الانسان، ولنا في الرواية الرائعة (كل شيء هادئ على الجبهة الغربية) لايريك ماريا ريماك خير دليل.
انها اللحظة التاريخية التي تجسد مرارة الامة لتؤكد على رفض كل اشكال الاعتداء على كرامة الانسان، فالحرب طاغوت، لا فرق بين الرابح والخاسر فيها لان المنتصر الوحيد فيها من اشعل حرائقها وادامها.
وادب الحرب له ميزته من حيث انطلاق السرد الى افاق رحبة يتنوع فيها ويتركب، ويتعقد، وينبسط في صياغة اوجاع الانسان ازاء الموت وازاء الحب وازاء الحرية.
والادب الروائي خاصة يغنينا عن مفهوم الحرب في اشكاله الأكاديمية وغير الأكاديمية، انه يقدم لنا الانسان في غمارها يتلظى في نارها، تُقتل اشواقه كل لحظة، يعيش جدل الموت/ الحياه فلا هو حي ولا هو ميت، تنهار أمامه آمال وعمارات ومدن وبيوت وحقول وحدائق وجامعات، والذين اشعلوها يشربون خمر المسرة على جراحات الامة، يحسبون عدد القتلى، فكلما كثرت، كانت شارة النصر لمن يقتل اكثر، ويدمر اكثر، ولمن فك الارتباط بين العقل والحب، بين العقل والحرية، بين العقل والجمال.
في (السير محنياً) يقدم الروائي قاسم حسن علي رواية حرب عاشها من خلال فالح الخضير، عاشها منذ ان استدعى الى خدمة العلم الى ان انتهى عصر الحرب ليبدا عصر جديد، فهو لم يكتب من خلال الذكريات، انما من خلال المعاناة ليعطي للحرب معنى واقعيا صادقا، رصد فيه تاريخ المجتمع.
فالح الخضير شخصية سجلت الواقع المادي للمجتمع في الحرب، والاهم أنها سجلت البعد النفسي والاخلاقي فضلا عن السياسي بقدرة تعبيرية مشحونة بلغة طافحة بالألم والحسرات وتساؤلات لا تنتهي عن قيمة ما يحدث من خلال العديد من المواقف التي تعرض نفسها ساعة الحدث .
لقد تمكن الروائي قاسم حسن من تحويل المادة التاريخية الى طاقه فنية شفافة.
يتأمل قاسم حسن ماهية الحروب التي خاضها برؤية فلسفية عبر تساؤلات كبيرة، تنضح ألماً ومعاناة، لماذا ومتى وكيف؟ لكن لم يجد الإجابة الشافية فالحرب تتجدد من الجبل الى السهل من السهل الى الصحراء و من الصحراء الى البحر، وفالح الخضير يتمزق بين حرب واخرى يخسر في واحدة من اشرسها ساقه التي تتمزق وتتكسر عظامها.. فكانت بالنسبة له فرصة للتخلص من عالم العسكرية ومأساة الحرب، إلا أن الاوامر تحيله إلى الخطوط الخلفية، ليعبّر بذلك عن حتمية الموت في الحرب و لا فكاك من خوضها حتى لو كنت في ساق واحدة، انها الحتمية التي تقود حركة الحروب منذ بدء الخلق، الحرب بين الانسان والشيطان، وبين الانسان والانسان، لصناعة الذل واحتكار القوة ونيل المواقع الأدبية الممتازة، والمواقع الاقتصادية المهمة، انها مسيره البشرية منذ روما الى يومنا هذا وستبقى.
( الحروب في فقه فالح لا فقه لها سوى أن ارضها رقعة شطرنج تتدافع عليها ايقونات الذود عن اللاشيء الى حافات موت مبهم، ومن سوء القدر انها تسوقه هو شخصيا الى الخدمة العسكرية من جديد كلما نشبت، فهو دائماً ورفاقه على راس قائمة المدعوين من المواليد ذاتها الى اتون حلباتها انصياعاً لترضية الاقدار المتلاحقة التي راحت تتحكم بمصائر الناس في السنين الاخيرة) ص7
حروب مجهولة النتائج لهذا يهرب منها بين مدة واخرى.

( هلوسة التحارب و تقليب الرعية بمجاري الدم غواية قديمة كانت من صميم شعوذة الملوك وسلاطين الاطيان تيسيرا لمراكب الموت بأرتالٍ وقوداً للعبة حامية من اجل قضم شبراً اضافية من الارض، او نقضاً لميثاق عهد قديم اثار فورة بين المزايدين على سلامة الوطن والصلاة على نهج آيات عقد بائس يصدح بها الهاتفون عبر قصيدة جديدة ناعمة) ص 10. هكذا تتعدد اسباب الحروب الى ما لا نهاية.
فالح الخضير يؤرقه عقله الرافض للحرب، فيهرب، فهو لا يريد الموت، ويرد على صديقه الذي يؤنبه على الهروب الذي ينقص من رجاحة عقله، ( يا اخي وقوعنا كبلد في شباك الحروب ومنذ الازل العربي وفي كل مرة هو بحد ذاته جريمة نرتكبها بحق انفسنا التي نغفل قراءة تخمين نتائج فصولها والتي تنطلي ايضا على شعوبنا المغلوبة في الغالب. وايضا على كهنة السياسات ومحرري الخطابات في الاذاعات برمتها) ص 12.
وبعد استرجاع مشاهد حروب قديمة خاضها في تشرين 1973 يدور الموت دورته ببطء في جحيم لا يطاق من تشظي الكيانات المتحركة في الوجود عقب مناورة سياسيه خاسرة من مناوراتنا اللامسؤولة لتصير شتاتها في اليوم التالي، تتخبط بين شعوب الارض من غير دلالة، في هذه اللحظة تتكشف لفالح افاق معرفة تبين موقفاً من مواقفه المتعددة، ( عرف فالح ان التخبط السياسي هو من دعَك مستقبل الامة وأمام العيون وسرق من قواتنا البطلة النصر من غير رجعة وجعل من أعلام الامة خرقا منكمشة أمام الحقيقة) ص 43
و يتصاعد الغضب أمام هذا الكشف فيقرر : (انا راجع.. أنا مرتد انا كيف ما تريدون ، اكتبوا على حبل مشنقتي ربيب الحارات القديمة، انا اذكى من ان أكون قريبا من رهانات حروب الغفلة يوم الغفران) ص 45 في الحقيقة هو هارب من الهزيمة بانتظار دعوة اخرى لحرب جديدة.
الحرب وحشة قاتلة ..لا بد من الحوار مع احد فيجد في لحظة قاسية ( البغل) اقرب الكائنات اليه، وهو قوة عسكرية جبلية تآلف معه دون تكلف وبلا اوامر عسكرية. (بغلي العزيز اراك منضبطاً ككل المتعسكرين حول هذه القمة ،وتلوك الصبر بكل صمت وانت متسلق صوب قمم الغواية المجانية للغفلة والموت.. الرصاص حواليك وانت راكد الطبع. الالغام بين ساقيك تتربص بك الى مزالق سحيقة في اي وقت وانت هادئ الطبع. حبال الاوامر تحز ظهرك الى نصفين وانت تتناول وجه الوعورة الى حيث العاتيات من القمم، الا يحز في نفسك شيء من خاليات الايام، صولاتك جولاتك مراح انت اتٍ منها الى متاهات نازعتك فيها الذباب وانهيال الأتربة والجراح العميقة التي تعاند الاندمال) ص 53.
في انسنه البغل اسقاط لمعاناة الحرب وأوجاعه.
فالح الخضير واعٍ بحروب العالم، يرى ان جوهرها واحد، وان اختلفت الأسلحة والأزمنة.( حروب المئة عام قال انها حرب وقعت بين فرنسا وانجلترا من اجل رغبة انجلترا في الاستحواذ على عرش فرنسا، زادت هذه الحرب عن المئة عام بفصولها ليعود الأمر في النهاية سلاماً كما الماء فسر دوما بالماء.. حربنا هذه عينها تلك الحرب لست اراها الا حرباً مصممة من اجل بقاء الولاة على عروشهم ورغبة منهم في استعلاء طرف على طرف اخر) ص 71.
في المدة التي تقصر فيها الحرب بانتظار حرب جديدة يضطر فالح الخضير الى العمل. لم يجد غير العمل في حمام الحاج احمد وقاداً يدفن فيه كل وقته مثقل بذكرى الاموات الراحلين في خطوط النار والى غياهب الاسر ومدافن المفقودين. يرفض فالح الخضير الحروب كلها، إذ فيه الكثير من طباع الجياد لذا طوى الخوف تحت جناحيه ولوى اذنيه عن اصوات الفواجع وداهم وجه الصحراء (ليقف امام جراحات ابيه وذهول والدته مخذولا من كل شيء الا قامته التي ظلت منتصبة، ليمسح بيديه وجوههم الملسوعة بالبيانات وقد نظب منهم الصبر الذي فاقت صلادته الصلوات التي يتلوها في الليل والنهار ويهوي بالمذياع بوجه الارض مغادرا ً كل تلاوات ام المعارك) ص 269 التي سحلت شموخ جميع الاحياء البررة من ابناء الصمت والفت بهم الى نقرة الخيبة والخسران. الحرب صناعه الذل.. أراد فالح التخلص من اعبائها. فجرب التدين... اندس بين صفوف المصلين ودعواتهم ليجد خلاصاً له ولعائلته من ذلك الوجع والذل الذي امتلأت به اسواق الضياع.
(فالح كائن محسوس بالدعة، له ساقان يحملانه من البيت الى المسجد الذي يأخذ كل وقته بين مسح وكنس واضطجاعة، يندس فيها تحت ثقل ايامه وساعاتها التي لا جفاف لمثلها الا من قهقهة لأولاده الذين يشاركوه مساعيه) ص277. دون جدوى. فسنوات الحصار ركزت الذل والاحساس به (صدقني اعد لقم الطعام لأوزعها بين افواه الكبار والصغار على السواء. وترجئ زوجتي الشبع من صبر الى اخر من اجل أن تزيد لقمة اخرى لكبيرهم الذي غارت عيناه في متاهات الشوارع والارصفة و أشنات المستقبل الذي ضاع بين كتاب واخر وهو يلقم خطه بالأماني الضالة بعد ان تجاوز المعهد الدراسي ليكون هو الاخر لصيقا بي كصخرة تعتمد الصبر من اجل استجلاب الرزق) ص 281. غير ان هذا الاختبار لم يجد نفعاً ليدخل تحولاً اخر في اطار قرار جريء.

(ومن ليلتها لم يصدح صوت فالح بالدعوة للفلاح ولا لصلاة حتى كان له وقتها أمر اخر بدحم الدروب البعيدة الى القرى والقبائل وهو يدس في جيوبه لفائفاً من التوابل والعطور وابخرة ورقائق من الخبز المخمر بدماء العصافير. وقنان من مخالب القط والزعفران والقرنفل الهندي القرمزي وهو يوشيها بمهارة بين لفائف اقمشة نسائية عازماً مراودة الحياة كما هي تراوده في نقرة رغباته ليفوز بعطاياهن السخية.
اختار الشعوذة طريقة للحياة يدور من قرية الى اخرى صحبة ابنه يشاركه في مصلحته التي وسعت كل القبائل برجالهم، يعقد لهم على مفارق العقال اوفاقاً من زعفران تلهب محبة نسائهم وشطحات غرائزهم في تناول وتداول ما يلاك تقرباً من الصبايا الكواعب اللواتي يسلبن ذا اللب حتى يغدوا الرجال المعذبون بالحكمة. كومة غرائز لا فكاك لهم منها) ص 285.
هكذا ابتسمت الايام لفالح القديس الذي غادر الصلاة ومسجده راكضاً صوب الاماني التي راحت تمطر بين كفيه الدنانير من فطرة ودعة الناس، ومِن دعكِ ما يمكن دعكه من قرابين العطاء عند الضالين والمضلين التواقين للانتصار بالوقيعة واغواء المغرومين والمغرومات وكل من تخامرهم الهواجس في احتواء الممسوسين) ص 290.
يدعم فالح تحوله الاخير برؤية يسوّغ لنفسه بها انحرافه وادانته للحرب في الوقت نفسه.
( ما كان لي يا صديقي ان اكون مؤذناً محتسباً تغلف قامته الهداية في زمن غاب فيه السلام... انت صنوي يا صديقي الذي يراجعني في كل حين، وقريبا جدا كنت من الامي في كل الحروب التي خضتها وبكل رصاصة كانت تمر خاطفة مني، ما كان لي ان اكون مأكولاً امام نفسي، واهلي قد سلختهم الفاقة، وانا اخر ما فيه من عناوين. أُجمل بها نفسي بالشموخ كأب ، لا كما انا امام موقد الحمام وحول احواض اسماك الرجاء. وزاحفاً أمام اطفال كانوا صغاراً وكبروا اليوم، زوجة ملت من رغبة في نفسها لغَرفة ماء تغادر بها رمضاء روحها بعد صبر وهدوء لامست بها كل شقاء الايام وجفافها ووعود السياسات الخادعة وهي توعد الجميع بحياة كريمة) ص 294. الدرس الذي تقدمه الرواية هو إن الحرب هي صناعة الذل والمذلولين، وان وعي التاريخ ضرورة للحفاظ على الاخلاق من خلال الاعتبار بان الظلم لا يصنع انساناً ولا حضارة، فالظلم ابن الحرب العادلة وغير العادلة دائماً. رواية تدين الحرب بلغة ادبية شعرية لولا ان جرحتها الاخطاء اللغوية .
تثير الرواية قضية معرفية منهجية مهمة ألا و هي صناعة الثقافة. فالرواية بوصفها اطلالة على التاريخ والواقع، لا تقف عند حدود الوصف انما عملت على صناعة ثقافة إدانة الحرب والدفاع عن الانسان والحب والكرامة ضد ثقافة الذل التي تصنعها الحروب، وضد الانهيار الاخلاقي الذي لم يتعظ من التاريخ.
امتلأت الرواية بلغة مكتظة بعلامات شعرية حين ترصد ذات فالح الخضير وهو يواجه الموت والرغبة والحلم بالسلام... أو في حواراته مع رفاق المهنة في خنادق الموت. تارة يروي وتارة يسمع، كلام فالح الخضير تارة خطاباً وتارة توجيهاً ومرة يصغي لنطق ومرة ينطق كي يصغي الاخرون... إنه حوار ملؤه الوجع مع الذات والمجتمع والتاريخ عبر مونولوجات كثيرة يريد من خلالها الخلاص من لحظة الحرب لتأخذه الذاكرة الى حرب اخرى كان قد خرج منها، حوارات مليئة بالقلق والمساءلة والاحتجاج، تكمن قيمتها ليس من ذكرى الحرب إنما من عيشها الحي... وهو يتجرع مراره ذكرياتها... رواية تنفتح على العالم وعلى الاشخاص الذين يشكلون صوراً مختلفة لمأساة الحرب، تتنوع همومهم واشواقهم وانكساراتهم، لقد اطل الروائي قاسم حسن على العالم من ساحة الحرب فتجلت له الدماء سيولا تلون الارض بالحزن. وتجلت له محن النساء ورغباتهن المقتولة من خلال الزوجة التي ذوت وهي تنتظر عودته، وتجلت له صرخات الاطفال الذين يعانون الجوع والحرمان من خلال الاطفال الذين يتجمعون حول مائدة طعام بائسة تتأخر الام في تناول لقمتها كي يشبع الاولاد.
انها اطلالة الصدق المتمثل في المعايشة الحية للحرب، صدق التجربة الأدبية التي عززها صدق الرؤية وصدق التعبير وصدق الموقف، ذلك أن الحرب اصدق مرجعية للرواية العربية. ان الكتابة الصادقة هي التي تقود التحولات الاجتماعية والسير محنياً تسهم في هذه التحولات و هي تصنع السلام والحب وتدافع عن الحقيقة.
لغة الرواية كثيفة في بلاغتها، تصرخ بوجه الحرب، يسكنها الألم، يرقد في احضانها الواقع والتاريخ، إنها تدعو الى ولادة جديدة، ولادة تعلم الحاضر ان التاريخ معرفة من يتجاهلها يسقط في دائرة الانحراف الاخلاقي. وبذلك فان الرواية تحقق فاعلية ادبية عبر سردٍ يقود الى تحقيق معانٍ جديدة تخلصنا من خواء الحرب وقساوتها و ما تحدثه من تفكك وذل وتدمير...
زمن السرد في الرواية زمن متكسر بتكسر خارطة جغرافية الحرب، فتارة يبرز المونولوج الداخلي يستعرض حربا قد انتهت، وتاره تتفجر الذاكرة عن ماسي حكايات عاشها فالح... إن هذا التكسر في الزمن جاء متطابقا مع تكسر الواقع الذي دمرته الحرب، وتكسر فالح عبر تحولاته في ازمنة الحرب.
انها رواية في الحب والسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير