الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع صفقة التبادل الصهيو – أميركي : كمين فاشل نصبه بايدن للمقاومة

عليان عليان

2024 / 6 / 8
القضية الفلسطينية


مشروع صفقة التبادل الصهيو – أميركي : كمين فاشل نصبه بايدن للمقاومة
بقلم : عليان عليان
ضجت وسائل الاعلام الغربية والرجعية العربية احتفاءً بالمشروع الإسرائيلي الذي تبناه الرئيس الأمريكي " جو بايدن" في خطابه في الثلاثين من شهر مايو ( أيار) الماضي حيث صدرت تصريحات من بعض الأنظمة الوظيفية تشيد به، بأنه سيضع حداً لمأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، في حين اصطفت جوقة من الدول الغربية وغيرها تهلل للصفقة وتكيل المديح لها رغم أنها تتجاهل المطالب الفلسطينية وهي" المملكة المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا واسبانيا وتايلاند ".
كما راح الوسيطان المصري والقطري يكيلان المديح لخطاب بايدن المتضمن للمشروع الإسرائيلي ، ويصفانه بأنه خارطة طريق لإنهاء حرب الإبادة في قطاع غزة ، وللإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ، وذلك في تجاهل ضمني لحقيقة أن المشروع صهيو أميركي تم طبخه بين أعضاء المجلس العسكري الصهيوني، وبين الإدارة الأمريكية.
وقبل أن نتعرض للصفقة الصهيو أميركية الجديدة نطرح السؤال التالي : لماذا تلجأ الإدارة الأمريكية إلى طرح المشروع الجديد ،بعد أن وافقت على مشروع السادس من مايو 2024 بحضور مدير المخابرات الأمريكية " وليام بيرنز "، الذي حل مشكلة " وقف إطلاق النار" من خلال النص على " هدوء مستدام يفضي إلى وقف إطلاق نار دائم" ، وكانت حكومة العدو بصورة الصفقة ولم تعترض عليها في حينه ، لكن تراجع نتنياهو عنها ، ولجوء مخابرات العدو إلى الكذب والزعم، بأن ضابطاً كبيراً في المخابرات المصرية ،أجرى تعديلاً على الصفقة بشأن وقف إطلاق النار ، لم ينتبه إليه وليام بيرنز ، ودفع حركة حماس للموافقة عليه ما جعل الدخان يطير من أذني بيرنز ؟
الإجابة على هذا السؤال – في التقدير الموضوعي- يكمن في أن الجناح الأكثر صهيونية في الإدارة الأمريكية ممثلاً بوزير الخارجية الأمريكي " أنتوني بلينكن" ومنسق الأمن القومي الأمريكي " جون كيربي" والناطق باسم الخارجية الأمريكي " ماثيو ميلر" ، هو من دفع الإدارة الأمريكية للتراجع عن الصفقة ، نزولاً عند رغبات نتنياهو ، اعتقاداً منهم أن دخول قوات الاحتلال إلى رفح والسيطرة على معبر رفح لمنع دخول المساعدات ، وكذلك زيادة منسوب قصف المدنيين ، سيؤزم قيادة المقاومة ويدفعها للرضوخ للاشتراطات الإسرائيلية وفاتهم أن يدركوا أن رهاناتهم البائسة لن تمر ولن تنطل على قيادة المقاومة والمفاوض الفلسطيني.
مراحل الصفقة الإسرائيلية- الأمريكية ومضامينها
تضمنت الصفقة ثلاث مراحل هي :
1-المرحلة الأولى: تستمر 6 أسابيع، وتشمل وقفا كاملا وشاملا لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من جميع المناطق المأهولة في غزة/ إطلاق سراح عدد من المحتجزين، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية/ وخلال الأسابيع الستة من المرحلة الأولى، ستتفاوض “إسرائيل” مع “حماس” على الوصول إلى المرحلة الثانية يشأن وقف إطلاق نار دائم ، قبل بدء المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: تستمر 6 أسابيع، وتشمل إطلاق سراح بقية المحتجزين الإسرائيليين والجنود وإدامة وقف إطلاق النار / يتم التفاوض في المرحلة الثانية من أجل الوصول للمرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة: تستمر 6 أسابيع، وتتضمن الوضع في غزة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة.
قراءة أولية في الصفقة
إثر إعلان بايدن في خطابه في الثلاثين من شهر مايو (أيار) الماضي عن مشروع الصفقة الإسرائيلي ، ضجت وسائل الاعلام الغربية والعربية بالحديث عنها ، وعقدت لقاءات حوارية في بعض الفضائيات حول مشروع الصفقة ( النقاط الإيجابية والسلبية والنقاط الغامضة ألخ) اعتماداً على ما ورد في خطاب بايدن ، علماً أن ما ورد في خطاب بايدن بشأن المرحلة الأولى هو في محصلته يخدم بالمطلق الكيان الصهيوني ، من ثلاثة زوايا :
الزاوية الأولى: أنه نص في المرحلة الأولى على وقف إطلاق نار مؤقت، يتم خلالها إطلاق سراح عدد من المحتجزين، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، لكنه لم يحدد نسبة الإفراج ، خاصة وأن نتنياهو يريد إعادة الاعتبار إلى نسبة 3- 1 التي جرى الاتفاق عليها في الهدن الأولى في نوفمبر ( تشرين ثاني) 2023 ، بينما تصر المقاومة على صفقة عادلة تقترب من مبدأ ( الكل مقابل الكل)
والزاوية الثانية : أن مشروع الصفقة في المرحلة الأولى نص على ما يلي " خلال الأسابيع الستة من المرحلة الأولى، ستتفاوض “إسرائيل” مع “حماس” على الوصول إلى المرحلة الثانية يشأن وقف إطلاق نار دائم ، قبل بدء المرحلة الثانية".
وهذا النص ينطوي على تراجع تام عن صفقة السادس من مايو ( أيار) الماضي الذي نص على " هدوء مستدام يفضي إلى وقف إطلاق نار دائم" والسؤال هنا ما هو مصير المرحلة الثانية إذا لم يقبل المفاوض الإسرائيلي بوقف إطلاق نار دائم ؟ والجواب هنا لا يحتاج هنا إلى ذكاء : العدو الصهيوني يكون قد تمكن من تحرير رقم وازن من أسراه ، واكتفى بالمرحلة الأولى مديراً ظهره للجانب الفلسطيني، إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أعلن غداة خطاب بايدن، أنه لن يقبل بوقف إطلاق نار دائم ، وأنه سيواصل الحرب حتى القضاء على حركة حماس والمقاومة، وإنقاذ الأسرى بالقوة المسلحة ، ناهيك أن جميع أعضاء مجلس الحرب الصهيوني( نتنياهو ،بني غانتس ، هاليفي ، غالانت) متفقون على رفض وقف إطلاق نار دائم .
الزاوية الثالثة : أن المشروع في هذه المرحلة لم ينص على انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ، بل نص فقط على انسحابها من جميع المناطق المأهولة في غزة ، وهذا مناقض لما جاء في صفقة السادس من أيار ( مايو ) الماضي، التي نصت على انسحاب قوات الاحتلال من مناطق وسط قطاع غزة إلى منطقة السياج في مرحلة أولى، وفي مرحلة تليها يتم انسحاب قوات الاحتلال من عموم قطاع غزة.
المرحلة الثانية وفق ما ورد في خطاب بايدن ، تخدم في مضمونها الجانب الإسرائيلي على حساب الجانب الفلسطيني، ، حيث "تشمل إطلاق سراح بقية المحتجزين الإسرائيليين والجنود وإدامة وقف إطلاق النار" ، والسؤال هنا من يضمن وقف إطلاق النار الدائم إذا لم تنجح المفاوضات التي ستتم بشكل غير مباشر بين المقاومة والكيان الصهيوني ،خلال المرحلة الأولى ، هذا ( أولاً) ( وثانياً) أن المرحلة الثانية لم تنص على انسحاب قوات الاحتلال من عموم قطاع غزة ، بل اكتفت بما ورد في المرحلة الأولى " الانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان" وهي بهذا النص تشكل خطوة للوراء عما ورد في مداولات (باريس1) و (باريس2) وعما ورد في ضفقة (6) مايو 2024 و( ثالثاً) لم يتم النص في هذه على مواصلة تبادل الأسرى بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ، بل اكتفى بالنص على " إطلاق سراح بقية المحتجزين الإسرائيليين والجنود" ، دون أن يأت على ذكر الأسرى الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم سابقاً قبل السابع من أكتوبر 2023 الذين يتجاوز عددهم (4000) أسير ، والذين جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر ويتجاوز عددهم عن (9000) أسير فلسطيني .
أما المرحلة الثالثة وفق خطاب بايدن فتنص على إفراج المقاومة عن جثامين الأسرى الصهاينة ،والشروع في إعمار غزة ألخ دون الإتيان على ذكرى الأسرى الفلسطينيين الواجب إطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن جثامين الأسرى الإسرائيليين
بعد خطاب بايدن ، لم يتم نشر الصيغة الكاملة ، وبات الإعلاميون يتلقفون خبر من هنا وخبر من هناك ، صادر عن مستشار الأمن القومي الأميركي "جيم سوليفان"، ومنسق الأمن القومي الأمريكي " جون كيربي" اللذان زعما أن المشروع الذي طرحه بايدن في خطابه هو مشروع إسرائيلي خالص ، ما يطرح سؤال : لماذا لم تعلن حكومة العدو عنه ، ولماذا تكلف بايدن للإعلان عنه بشكل مفصل؟ حيث صدرت تحليلات بهذا الشأن تفسر وتجيب على هذه الأسئلة ، وعلى رأسها بأن بايدن أراد إحراج نتنياهو والضغط عليه للقبول بالصفقة ، لا سيما وأن نتنياهو وفق ما أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن عشية إلقاء خطابه ، ليس معنياً بصفقات التبادل ، بل معنياً بإطالة أمد الحرب لأسباب شخصية ، تتصل ببقائه في سدة الحكم ، وعدم مغادرته الحياة السياسية أو الذهاب إلى السجن جراء قضايا الفساد التي تلاحقه منذ عدة أعوام.
وفي التقدير الموضوعي أن الهدف من مشروع الصفقة المذكور ، أن تحقق الإدارة الأمريكية بالصفقات ما فشلت حكومة العدو عن تحقيقه بالحرب ، من خلال ممارسة الضغط على حماس وفصائل المقاومة ،للقبول بالصفقة وفق الشروط الصهيو أميركية ، رغم أن يد المقاومة هي العليا في الميدان، وأن الكيان الصهيوني هزم عمليا في الحرب الدائرة منذ أكثر من سبعة أشهر باعتراف كبار القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين السابقين مثل : اسحق بريك ودان حالوتس ويهودا أولمرت وباراك وغيرهم.
ما يجب الإشارة إليه هنا ، أن المقاومة تعاملت مع خطاب بايدن وفق تكتيك " نعم ولكن " لإحراج حكومة العدو ، صاحبة المشروع أو الشريك فيه مع الأمريكان، التي لم تعلن حتى اللحظة عن موافقتها على المشروع ، حيث أعلن المفاوض الفلسطيني بصريح العبارة للوسيطين المصري والقطري ، رفض المقاومة العودة للتفاوض من النقطة ( صفر) وتصر على ما ورد في اتفاق السادس من مايو ( أيار) الماضي بشأن " وقف مستدام للحرب يفضي إلى وقف إطلاق نار دائم ، وانسحاب قوات الاحتلال من عموم قطاع غزة وعودة النازحين من الجنوب إلى غزة والشمال بدون قيد أو شرط" ... وأبلغت عبر هذين الوسيطين كل من مدير المخابرات الأمريكية " وليام بيرنز " ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط "بريت ماكجورك" بهذه الشروط والمطالب .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب