الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر الفلسطيني في إسرائيل

سليمان جبران

2024 / 6 / 8
الادب والفن


: تقديم

كانت النيّة، أوّل الأمر، القيام بدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل في السنوات 1948 – 1967. اخترنا هذه الفترة بالذات لأنّ الشعراء الفلسطينيّين كانوا آنذاك في عزلة شبه تامّة عن العالم العربي، لا يشاركون من بعيد أو قريب في الحياة الثقافيّة هناك، وكان جمهورهم المقصود في كلّ ما كتبوا من شعر ونثر، تبعا لذلك، يقتصر على أبناء الأقليّة الفلسطينيّة من حولهم. مع ذلك، كان رأينا دائما أنّ الشعر في تلك الفترة لم ينشأ من فراغ، وإنّما هو امتداد طبيعي، بشكل أو بآخر، للشعر الفلسطيني في عهد الانتداب، سواء في تقاليده النضاليّة المناهضة لحكم الآخر ، أو في مبانيه وأسلوبه. خصوصا أنّ أبناء الرعيل الأوّل من الشعراء الفلسطينيّين في إسرائيل كانوا تثقّفوا وشرعوا في الكتابة قبل 48 أيضا.
هكذا عُدْنا، انطلاقا من موقفنا المذكور، إلى النظر في الشعرالفلسطيني"الانتدابي" محاولين تقصّي مميّزاته المضمونيّة والأسلوبيّة، ليشكّل ذلك تمهيدا ضروريّا للدراسة المذكورة. قرأنا كلّ ما وقع تحت أيدينا من النصوص والمراجع ذات الصّلة، في مكتبات الجامعات واللأصدقاء في البلاد، وفي مكتبة الجامعة الأردنيّة في عمّان، فوجدنا أنّ مواقف وتقييمات كثيرة في هذه المراجع تحكمها أهواء كاتبيها حينا، أو اعتبارات خارجيّة مجانبة للموضوعيّة حينا آخر. أضف إلى ذلك، أنّ معظم هذه المراجع لم تتناول شعر تلك الفترةالتأسيسيّة الهامّة، في تاريخ الشعر الفلسطيني والشعب الفلسطيني على حدّ سواء، بالتحليل النصّي الموضوعي، بل انصرفتْ غالبا ألى عرض الظروف السسياسيّة والشخصيّة لنشأة هذا الشعر، وانعكاس ذلك في موضوعاته ومضامينه. على هذا النحو، وجدنا " التمهيد " المذكور يطول ويطول ، متضمّنا تقييمات جديدة كثيرة تقوم على اجتهاداتنا، ونظرتنا الموصوعيّة المنصفة في شعر تلك الفترة. هذا ما سوّغ في الواقع إصدار هذه الدراسة في كتاب مستقلّ، يطرح أمام القارئ موقفا واضحا من شعر تلك الفترة، ومن قضايا خلافيّة كثيرة بشأن هذا الشعر وظروف نشأته وتطوّره.
بدأنا الدراسة بالنظر في نشأة الأدب الفلسطيني وظروفها الموضوعيّة التي تختلف، في رأينا عنها في مصر ولبنان. ثمّ انتقلنا في الفصل الثاني ، في عرض موجز، إلى تناول الشعر الفلسطيني وظروف إنتاجه فيما بين الحربين العالميّتين. بعد ذلك قمنا بدراسة أسلوبيّة مفصّلة، هي لبّ هذه الدراسة في الواقع، لنتاج شعراء أربعة يمثّلون، في رأينا، الشعر الفلسطيني في تلك الفترة أصدق تمثيل: وديع البستاني، إبراهيم طوقان، عبد الرحيم محمود، عبد الكريم الكرمي ( أبو سلمى ).
لا يسعني أخيرا إلّا شكر جميع الأصدقاء والمعارف الذين لم يبخلوا بتزويدي بالمراجع الكثيرة في مكتباتهم الخاصّة، والأصدقاء في الجامعة الأردنيّة من المحاضرين، والعاملين في المكتبة أيضا. كما أرجو ختاما أن يُسعفني الوقت والجهد في إتمام كتابنا عن الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 – 1967، وهي دراسة بدأناها فعلا، إلا أنّها كما تحقّقنا تحتاج وقتا غير قصير.
سليمان جبران
حيفا ، نيسان 2006.



[ مقدّمة كتاب " نظرة جديدة على الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب ]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد