الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب خامنئي: اعتراف بالفشل في حل الأزمات الإقليمية

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)

2024 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يجب النظر إلى خطاب خامنئي في يوم الإثنين ٣ حزيران / يونيو، بمناسبة ذكرى وفاة الخميني، كأحد أهم خطاباته. فقد اشتمل هذا الخطاب على نقاط جوهرية تخص الوضعين الداخلي والدولي، كاشفاً عن الأزمات المتعددة والمأزق الذي يعاني منه نظام ولاية الفقيه.
وسلط خامنئي الضوء في هذا الخطاب على موضوعين رئيسيين وحيويين لبقاء حكمه، حيث عرضهما وفق وجهة نظره الخاصة. النقطة الأهم التي أكد عليها خامنئي صراحة وبشكل لا لبس فيه كأمر خارجي، هي العملية المعروفة بـ"طوفان الأقصى". وقال في بداية حديثه: "عملية طوفان الأقصى التي جرت في 7 أكتوبر من العام الماضي كانت بالضبط ما تحتاجه المنطقة. هذه العملية كانت استجابة لحاجة كبيرة في المنطقة، وسأشرح السبب".
وأضاف خامنئي: "لقد وقعت عملية طوفان الأقصى في الوقت المناسب تماماً للمنطقة، وأفسدت كل خطط العدو! لقد أبطلت هذه العملية في 7 أكتوبر خطة العدو المصممة بعناية. ومع التطورات التي حدثت خلال الأشهر الثمانية الماضية، ليس هناك أمل كبير في إحياء هذه الخطة مرة أخرى. لقد تم إنجاز عمل عظيم ومهم".
وأردف قائلاً: "لقد حدث هذا الهجوم في الوقت المناسب تمامًا وفي اللحظة المناسبة. بالطبع، لا أستطيع أن أدعي ما إذا كان مصممو عملية طوفان الأقصى يعرفون العمل العظيم الذي كانوا يقومون به أم لا، ولكن الحقيقة هي أن هذا العمل الذي قاموا به لا يمكن استبداله بأي شيء آخر".
هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها خامنئي بشكل علني وصريح عن استهداف عملية "طوفان الأقصى" لإفشال مخططات الأعداء. عندما يقول "بالضبط في الوقت المناسب وفي اللحظة المناسبة"، يعني خامنئي أن هذه العملية جاءت في توقيت استراتيجي لتعطيل خطط العدو وتحقيق أهدافه. نجاح عملية "طوفان الأقصى"، حسب قوله، أعطى الثقة في فعالية مثل هذه العمليات وقدرتها على تحدي أعداء الجمهورية الإسلامية.
إن اعتراف خامنئي الصريح بأهمية ونجاح عملية "طوفان الأقصى" له دلالة كبيرة، حيث يكشف عن التفكير الاستراتيجي والحسابات التي تدور وراء كواليس دعم إيران للجماعات المسلحة. ومن خلال الإشادة العلنية بالعملية، يبعث خامنئي برسالة إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية حول قدرات إيران وتصميمها على مواجهة خصومها.
في الختام، يسلط خطاب خامنئي الضوء على أهمية عملية "طوفان الأقصى" وتأثيرها على الديناميات الإقليمية، ويظهر رغبة إيران في دعم وتمكين الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها. نجاح العملية عزز ثقة خامنئي في فعالية مثل هذه الإجراءات وكان بمثابة تحذير لخصوم إيران.
وكان رد فعل الرئيس محمود عباس سريعًا على تصريحات خامنئي الاستفزازية، حيث قال في رده:
"إن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن الحرب الإسرائيلية، مؤكدة أنهم أول المتضررين من هذه الحرب التي سفكت دماءهم، وأسفرت عن: منذ 7 أكتوبر الماضي، في مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، وإصابة 83 ألف آخرين، وتدمير البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس، وتشريد آلاف المواطنين، وإبادة مئات العائلات.
جاء ذلك رداً على تصريحات علي خامنئي التي قال فيها إن "هذه الحرب خلطت الأوراق في لحظة حساسة كان العدو يسعى فيها إلى تنفيذ مخطط للسيطرة على المنطقة، وكان ذلك ضرورياً للمنطقة، وعلى الجميع ولا يعلقون آمالهم على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".(رام الله 3-6-2024 وكالة الأنباء وفا)
ومن الجدير بالذكر أن محتوى اعتراف خامنئي نفسه نقله محمد مخبر، الذي يشغل مؤقتًا منصب القائم بأعمال مكتب رئاسي حتى انتخاب الرئيس الجديد في 28 يونيو. وقال: "إن المقاومة التي تحدث اليوم في غزة وفي محور المقاومة هي إرث الإمام الخميني، وربما تم الاهتمام بشكل أقل بكون ثقافة المقاومة ومدرسة المقاومة هي إرث الخميني"!

خداع النظام الإيراني للقضية الفلسطينية مستمر
لطالما أعلنت المقاومة الإيرانية، التي تقاتل ضد النظام الفاشي الحاكم في إيران منذ عام 1981، مواقفها الواضحة والصريحة بشأن قضايا إيران والمنطقة والعالم. ومن بين هذه المواقف، قال زعيم المقاومة السيد مسعود رجوي في رسالة بتاريخ 21 مايو 2021:
"كان الخميني و خامنئي أول الخائنين للقضية والقيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير منذ عرفات. الطعن من الخلف، وإثارة الحروب، وإثارة الفرقة، وجعل القضية الفلسطينية درعًا واقيًا مع أقصى قدر من الخداع، هي الطريقة المعروفة للأخونديين للبقاء في ظل الديكتاتورية الدينية والإرهابية في إيران. خامنئي أكثر من أي شخص آخر يريد الحرب وإراقة الدماء وتصدير الرجعية والإرهاب في المنطقة. ... يحدد خامنئي، بصفته خليفة وأب روحي لولاية فلسطين، "تعليمات" و "حلول مستقبلية" و "انتفاضة موحدة" للشعب الفلسطيني. كما يرى في وقف إطلاق النار في غزة مخرجًا مفيدًا في مواجهة حكم محكمة كندا أمس الذي أدان الإرهاب والعمد في إسقاط طائرة ركاب [أوكرانية]. النسخة "الانتفاضة الموحدة" التي يصفها خامنئي للشعب الفلسطيني ضرورية أكثر للشعب الإيراني، تصدير الانتفاضة إلى الخارج، خوفًا من الانتفاضة داخل إيران ... "

خامنئي يواجه أصعب تحدياته
إذا لم يكن أحد على دراية بثقافة الخداع والتطرف لدى المرشد الأعلى، فقد يرى في تصريحات خامنئي هذه علامة على قوته وقوة نظامه. لكن الحقيقة هي أن هذا الاعتراف هو علامة على ضعف خامنئي ويأسه. بعد وفاة إبراهيم رئيسي، الذي نفذ جميع أوامر خامنئي ورغباته محلياً ودوليًا، شهد النظام الإيراني فراغاً في السلطة وعدم استقرار أساسي. يحاول خامنئي، بخداعه ومناوراته، التغطية على هذا الفراغ في السلطة حتى لا تنهار قواه الداخلية، خاصة قواته الإقليمية المرتزقة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتبقى موالية لنظام المرشد الأعلى.
علاوة على ذلك، مر النظام مؤخرًا بانتخابات معيبة للغاية وبمشاركة منخفضة، ويواجه الآن انتخابات صعبة للغاية للرئاسة لاختيار رئيس جديد بدلاً من إبراهيم رئيسي. في مثل هذه الظروف، يشهد خامنئي حربًا علنية وسرية بين فصائل نظامه للاستيلاء على الرئاسة. في اليوم الأول لافتتاح البرلمان، اندلعت صراعات حادة بين النواب المنتخبين، لدرجة أن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف اضطر إلى تأجيل الجلسات اللاحقة إلى التاسع من يونيو.
ونتيجة لهذه التحديات، أتاحت العزلة العالمية والصراع على السلطة فرصة للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لتوجيه ضربة للنظام، الذي يعيش في أضعف حالاته. بسبب هذه التحديات، اضطر خامنئي، وهو في أضعف موقف له، إلى المخاطرة بإجراء انتخابات مزورة ومسرحية.
علينا أن ننتظر ونرى كم من المرشحين الثمانين الذين سجلوا للرئاسة سيجتازون تصفيات "مجلس صيانة الدستور". هل سيتمكن خامنئي من إخراج الرئيس الذي يريده من صناديق الاقتراع وفق الروتين المعتاد وهندسة الانتخابات؟ سيتم تقديم الإجابة على هذا السؤال في 28 حزيران / يونيو!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب