الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اَلسَّمَاءُ تَهْمي وآلشَّذَا لَا يَفُوحُ

عبد الله خطوري

2024 / 6 / 8
الادب والفن


نَجُوسُ آلمرتفعَ بأرجل خفاف تتحرك بحرص أنْ تَـطَأَ أهل الغيب والخفاء حتى وصلنا حيث كنا من قبل ولكن من جهة مغايرة تشرف على معصرة الزيتون القديمة (تاسيرت تاقديمتْ) بعد أنْ دُرْنا دورة كبيرة بمحاذاة الوادي الذي يخترق البلدة منحدرا جهة قاع (المشرع) .. وقفنا .. أحنينا ظهرَيْنَا .. أقعَينا كذئبين يتربصان .. ألصقنا بطنيْنا بالتراب عفرنا وجهينا وديقيق آلحصوات (أگَدْ أمْزازْ) .. زحفنا كما تفعل أفاعي آلأحراش .. رمينا أبصارنا أمامنا مباشرة ... كانـا آثنيْن، أحدهما يعتمرُ عمامة مدورة مفككة، هبط جزؤها الكبير على كتفيه نتيجة كثرة الحركة ربما أو آللامبالاة؛ والثاني حاسر آلرأس بلا شعر تقريبا إلا من ضفيرة طويلة معقودة في شكل عُرْوات مترابطة تتدلى خُصْلاتُها المتماسكة على صدره جهة اليسار .. يقفان على عتبة أحد القبور القديمة المستوية وأديم الأرض .. ذُو آلعمامة يحفر ينبش يلهث .. آلآخر يمسك سيراج "لامبا" باهتة ترتعد فتيلتها في شحوب خافت، يعلق حول رقبته شيئا مثل آللوبان مثل أخلاط العقيق من حجم كبير .. زحفنا على بطنيْنا وصدريْنا مطرقي آلرؤوس تجدف أيدينا غمار الأشواك وآلأعشاب العطرية القصيرة .. كان يهمهمان بكلام غير مسموع .. تقدمنا أكثر ...

_إيلْ تَكُّودْ طَفْرِيِّي هَللي .. ما كان علاش تخافْ أنْحَرْ لعيشتْ خْ لمطاعسين أنـزَرْ مايَنْ غْـرَا يينْ .. والله بابَتْـوَنْ اِيـطَـا تْبَعْــرَّمْ ... (1)

قال الراعي متوعدا مهددا بهسهسة لا تكاد تبين .. انحرفنا يسارا تقودنا غريزته المتقدة إلى أمكنة أكثر سترة .. ماذا لو حاولنا إخطار الناس كي يتدبروا ما يفعلون .. لا يا أمدگُولْ (2) .. هذا العراك عراكنا الخاص وعلينا مواجهته .. ذاك ما آقترحتُه في سري لم أبح به وهذا ما خمنته كرد فعل لمبادرتي، وقبل أن أعمد إلى أي حركة أحادية، أمعنتُ آلنظر إلى سبل الوصول إلى منزل جدي هناك وسط البلدة، فوجدتُ كل المسالك فارغة من العابرين والمتسامرين والرائحين وأصحاب متأخرات المهام الليلية، مظلمة موحشة مُشَجَّرَةً تخفي هواما وغيلانـا وفزاعات حقيقية، فتراجعتُ .. ضربتُ صفعا عن كل خواطر المبادرة .. اِخترقنا غابة البلوط جنوب المقبرة .. تجرأنا أكثر .. دنونا حتى كدنا نلامس بعض الشواهد المسطحة المطموسة .. إننا لا نُـرَى ذاك ما أكده الراعي مرارا .. اِرتجت الأرض رجا خفيفا في البداية .. مرقت سحلية .. سُمِعَ صوتُ حفيفها بين الخشاش .. طَار طائر تالف من مكان ما .. طـابْ طااابْ .. يصدح كعادته في فضاءات غير معلومة بصفير متواتر مضبوط الوقفات .. اِلتفَتَ آلرجلان، ربما خافَا .. فركتُ عينيَّ .. أتْـلَـعَ صاحب (اللامبا) عنقه البارز المديد الْيُشبه رقبة نسر متغض، فبدَا تحت ضوئها البرتقالي الشاحب أحمرَ محتقنا .. صرخ آلآخـرُ ناظرا حوله بحــذر ...

_گُوزْتْ تَنْفْلاَرْتْ أَوَشْ .. إيسْ تْريتْ أَدَخْ نَزْرِينْ ... ( احدَرْ الضوء أيها الملعون .. هل تريد فضحنا ؟؟ )

جـذبه بعنف من ضفيرته بيد واحدة، بينما ظلت الأخرى تمسك المعول تلوح به في الفراغ ...

_إيزْ غَـايَدْ أفَـنْـمْـشَـاوَرْ أتْنَسْكَرْ .. سْكـيوْسْ غَـرَّكْ أيِــيوْسْ وَاشْ .. رَارْ لَعْقَـلْ .. ( أهذا ما آتفقنا عليه، اجلس الأرض يا آبن الحرام ركزْ جيدا ... )

وضع آلة الحفر جانبا .. عمد إلى صندوق من خشب معلق في إحدى أغصان أشجار المقبرة ( دْگَجْ أوسَكلو زْتاتْ طَامْـطَلْتْ ) .. فتحه .. أخرج منه ما يشبه طُــرْسـا سميكا قديما ...

_نَكْ أكَّانْ أنَفَالْ إيوِيغْدِ ديدي أمْسُوضْ أيْينْفْعُـو أَسْتُخْلُو ربي تَكَـتَّـادْ .. يَغْزي بلا لفايَتْ .. ( أنا الأحمق الذي يستعين بمعتوه مثلك .. لعنك الله بطولك غير النافع ... )

صاح في وجه صاحبه الذي أذعن للأمر بخنـوع ...

_إتِـيدْ دَاري ( احدرْ قليلا ) .. أقاسَـحْ الراسْ .. أعوذُ بالله من أمثالكَ المُعَمِّرين .. قْطَعْ لْحَسْ المَطعوسْ سْقَـارْ ششش ..

جعل يتفحص الطرسَ، فإذا بطُـرُوس أخرى أصغر فأصغر تطفر بين يديه .. أقعـى مترنحا يُقلِبها ...

_آآآربي .. على مُولانا .. هــاااا .. هٌـــووو .. هييي ...

حتى وصل بغيته في إحدى الصفحات الموسومة بريشة طير عملاقة .. وضعها في إحدى ثنايا رزته مُصَوِّبا عينيه جهة المكتوب وهو يتمتم بكلام غير مفهوم هَــازا رأسه يُلَوحُ به وبعمامته يسارا يمينا كَـمَنْ يترنم على إيقاع معين يسرع حينا يبـطئ ..

_ ..آآآه.. بحق أهْيَا شَرَاهْيَا أَدُونَايْ آلْ شَدَايْ شماخ أصباؤُوتْ .. انصرفوااا .. مَـهْ لَهْ صَهْ ... بيني وبينكم عهد الصمد لم يكن له كفؤا أحد .. افرنقعوووو .. هُولايِينْ هَلْهَشَا بَهْرُوشْ ميهْـرُوشْ هُـووهْ .. ميصر هُـو ميصيص .. بارك الخالق فيكم لكم وعليكم ... الله هُوهْ الله هُوه اللهوووهْ .. لنا عالمنا ولكم عالمكم ..هَــااا ...

صَـار "يتحَيّرُ" يتشنج بشطحات غريبة يخبط برجليه الأرض بثبات وعمامته تسبح في الهواء بعنف متصاعد .. فتح ذو الضفيرة (بابْ نْ طْكـطَّاشْتْ) الحقيبة، أخرج منها مجمرة صغيرة، بمجرد أن ألقى فيها ما جذبتْ يدااه من صُرّة ناوله إياها صاحبه، حتى تصاعدت أدخنة بروائح أعشاب تحترق ...

_هَــا هَـا هُـوه .. بآسم مَنْ يتحكم بنواصيكم والأقدام .. بآختلاف اللغات وآلأصوات والشهقات والزفرات .. يا دُبَّارَ أدْبِرِ يا همعيلَ آنصرف .. يا مؤنس آلانس أقبل .. يا شمردل هُلَّ هُلَّ بسم الملك الأعلى سْرَافيلَ .. يا حاكم الخميس يا برق البروق يا براقان اسطع بالشروق بآسم سلطان الملكوت مالك آلأعلى الجبروت يا سر آلأسرار يا قاهر العبيد الفجار والأبرار الأحرار ...

حرووف تتشظى تتكسر كالزجاج .. صرخااات كالوجع كالتوسل الهائج ترن تصطك .. جو عابق بروااائح عجيبة، منها ما عرفت وكثير منها لا عهد لي به ...

_قاصدكْ والمقصود الله .. أجب بالكلمات التامات وحقات السموات العلى وجبروت الأسفلين وآلآخرة وآلأولى .. يا حاكم العُمَّـار يا صاحب العزة والشان هااانَـا جيتْ .. هَـانَـا لبيتْ النداء اوفيتُ بوعدي وهذه هديتك الكُبرااا .. ثُم .. بإيماءة خاطفة، ذهب ذو الضفيرة إلى خميلة مجاورة أحضر كيسا كبيرا يتحرك ...

_ارْزَمْ ارْزَمْ آجِّيفْتْ .. افتحْ لَعْقَــادْ ...(3)

صاح صاحب الكلام الغريب .. وما إنْ فعل التابع ما أُمِرَ به حتى خرجت من الجراب كتلة تترنح بلا هداية .. إنه بشر إنسي مثلنا .. ( آمْ نتشني ) .. همس صاحبي .. أمعنا النظر مليا ...

_ فَــكْـ لَقْيَـادْ سَـرْبي ...

هرق مزيدا من البخور في المجمرة...

_أجب بحق يومك الميمون هذا ليلتك هذه أنت وتوابعك التُّبّـعُ خدَّامك المطيعين أطيعوا استجيبوا بحق هديتك الموعودة بحق ندرك هذا .. العَجَل العجل ألـــوحَــا ...

قَرَّبَ صاحب الخصلة المفتولة الهدية المزعومة من القبر يدفعها من ظهرها ليمسك آلآخر يدَها اليمنى ويسير بمعيتها إلى الوسط يجلسها...

_رَبَّـعْ رَبَّعْ غِيم غيمْ سْكِـيوَسْ سَـنْفُـو (اجلس ارتح) ...

قال معنفا وأكمل ...

_ها أنذا أوْفَيْتُ بوعدي فأين وعدك لي يا صاحب البرهان اظهرْ ابرزْ ليكْ لامَانْ .. لقد جُبْـتُهَـا آلأرضينَ قمتُ بالطقوس كما أمرتني يا سيد الجبال .. هاهي فديتك بين يديك وها هو دمك المنذور اقْـضِ حاجتي بحق لَـيَـارُوشْ لَيَاخيمْ لَـيَاخُـورْ لَــيَـاروثْ لَــيَـاشْلشْ .. توكل أيها الروح أيها الاسم الخفي أيها الكوكب المحْــرِقُ الثاقب القاصف القاصل .. هَــلُــمَّ التو الساعة العَجَل ...

كان ينخر كخنزير هائج .. حَشَّت آلمخاوف قلبي .. ارتعبت مفاصلي وأنا أسمعُ الراعي عبدالسلام يهمس في أذني مشفقا ...

_ سيعْـــلي ســيعْـلي ...

_شْكُــوووون؟؟؟

_قَـلْ مَزيااانْ وي دينْ دگَّمَّاسْ نْطَمطالتْ ... ( تمعن جيدا من هناك وسط القبر )

كانت (اللامبا) تنير المجموعة المتكتلة، ولما ركزتْ إضاءتُها على وجه مَـنْ كان بالكيس تبينتُ ملامحه المميزة .. إنه هو .. (سيـعْلي) آبن البلدة المسكين أگَلين قليل الجهد، قليل العقل نية من نيات الله تمشي على الأرض .. حرمـل جاوي بخور وشحيج وقُـباع يتعالى يتصاعد .. يفكون طلاسم الكنوز، قال صاحبي .. إنه الجنون، قالت نفسي .. خالتي مريم تغرق تموت في الحياة .. كنوز مغلقة يعسر فتحها .. في أقبية زرائب (إيسُوناسْ) تُعْـزَلُ تُخْنَـقُ، يحرسها مَرَدَةٌ وعفاريت لا يشق لغضبهم غبار .. لا أحَدَ يصغي للنشيج، لا أحدَ يهتف وإياها آآه .. رُكام محروس مرصود .. لا أحد في الجوار .. يُعَزِّمُ المشعوذاان يطلباان خدمات كينوناتٍ ملتبسة مكَبَّلَة في آلأرسان .. عبثا حاولت تحاول خالتي هي الأخرى تناور لتقول للناس أنا هنا .. لا انتباه لا إصغاء لا نداء يجاب .. يتْلُـو المشعوذاان ما يتْلُوَاان .. أوْرَاد ؟ أذكار ؟تعازيم ؟ أم قرآن ؟؟؟ ما كنتُ أدري، ما كنتُ أميز .. بلدة ملتفعة بالغموض والأسرار .. وعَـلي .. سيعْـلي .. التالف بين الأمكنة واللحظات لا يعي لا يدرك لا يعقل شيئا .. رهينة أخرى عالقة في الحياة .. و .. آرتفعـت آلمدية في السماء عملاقةً معقوفة آلراس تغرق في ما يشبه الأدعية الملغِزَة والصرخات .. آآآه آآآه .. يَـااهُـو .. يَـاااهُو .. يَاااااهُو .. شْليمْ شويلم فَحُوهْ هَياهْ صَهْصَـهـا .. احضروا جميعكم بالذي ترعدون من مخافته تخرون صعقا لهيبة جلاله .. أجيبوني .. العَجَل الساعة ... التمعتِ المدية برقت .. على مهل شرعَتْ تهـوي جهة الرقبة المنحنية تجزها .. كان صامتا (عليٌّ) هادئا كصخرة جامدة لا تتحرك وكلمح البرق، اِنسلت الراعي عبدالسلام صاعقا مزمجرا جهة الموقعة ...

_رَامِينِتْ نِيجْـرِيتْ .. ويَومَ نحشرهم جميعا يا معشرَ آلجن قدِ آستكثرتم من آلإنس .. رَامِينِتْ نِيجْـرِيتْ .. وقال أولياؤهم من آلإنس ربنا آستمتع بعضنا ببعض .. رَامِينِتْ .. وبلغنا أجلنا الذي أجلتَ لنا .. نِيجْـريتْ .. قال النار مأواكم خالدين خالدين هَـــاااا هَــااااا هَــــااااا ...

ركامـا من الحجارة كانت تُرسَلُ مِن .. لست أدري .. مقضقضة كآلشهب تقع مباشرة على آلرأسَيْن آلأصلع وآلمعمم، وبينما هم بين مقبل ومدبر وصاعد وهابط وكَارٍّ وفار، ثـارَ من بين آلأرجل غبار كآلقتام عَلا طَارَ سَدَّ مآقي المحاجر غَلّـق آلأجفان عَمَّقَ آلعثار .. وتحركت ريح غريبة تصعد في السماء يتعالى عزيفها آلفَوَّار يحمل ما يحمل .. ونَدّتْ من لا مكان صرخةٌ عالية تزلزلت آلأنحاءُ لها .. شيء كآلدخان بلا معالم يرمي آلشرر في كل آتجاه ينفخ زفيرا ردَّدَت آلجبال وآلأحجار وآلــآكَامُ والوحوش وصغار الهاوم صَدَاه .. أينكم يا أحياء آلفحص ألا تسمعون ألا تقبلون ..؟؟ ..
أكُنَّا نحلم ؟ أكانت حواسنا تعبث تخرف بلا حدود ؟ أتُرَى لا شيء من ذاكَ وذَا قد حَصَلَ ..؟؟.. كانت آلأضواااء آلساطعة تخرق دجنة السواد تطويها من جديد .. عبدالسلام تطوق ذراعاه عَلِيا تحضنه .. يسرع به بعيدا .. أعدو بدوري عسايَ ألحقهما .. عقلت آلأهوال جسمي فَرحْتُ أقرَأُ آللطيف راكضا مندفعا حتى لحقتهما، فشرعنا نبسمل نحوقل ندعو سوية، تُوحدنا آلمفـاجآت وآلتوقعات المرعبة .. طَااارَ صاحب المدية من مكانه، وآلآخر لم يند عنه أي صوت، فقد سقط صريعا لا يُعَقِّب .. الحجارة آستمرت تُلْقَى إلى الموضع، عبدالسلام لم يكن راميَـهَا، بل كانت تنبعث من فوهة آنفتحت فجأة من آلقبر .. وضعنا سواعدنا على رأسيْنا وعَليٌّ بيننا نُدَثره نحميه ما أمكن من رِجَامٍ لا نفقه مصدره .. طقطقطق .. نسمع .. آآآآه ه آآآه ه ه .. التسليم التسليم آرجااال لبلاد تُبْنَـا إلى الواحد القهار ربنا ربكم .. وعشرات الطرووس والقراطيييس وأشباه الحروووز تتهاوى في السماء، وهاهي آلبراري آلفيحاء تمسي ضائقة مقفرة جدباء، وهـاهو صَوتٌ مُفْلِقٌ من قعر آلقيعان آلجافة يغدق بآلصياح .. ( آوْرى آوْرَى آورَى .. ) (4) .. إيلْ كُّورْشَايْ ما تمشيش .. قال صاحبي .. ابق هنا بجانبي امسكْ يدَيْ أخاك لا تصغ إلى الأصوات ...

_إيـلْ سْـغادْ غارْسَنْ غيمْ زتاتي مْعَنْ فوسْ إي وْمَاشْ قَنْ طيطاوْ .. غَراااش أتراحت غراااش أتنگوگت ... (5)

كان شيئا مثل آلمرجل في دواخلنا يتقلب يمور ينغل .. أيحسه صاحبي ؟أأحسه وحدي ؟ في آختلاط وآضطراب لم نك نعرف كيف نتصرف .. وبحركة آعتباطية عشوائية وَجِلة، نَخَسَتْ يُسرايَ ساقه آليُمنى فركلني آلراعي في وجهي مباشرة دون أجْرُؤَ على آلتوجع أو آلبرم أو آلاحتجاج أو حتى آلهمس بآلألم ...

_آششششتْ .. واااهْ وااااهْ ...

سمعتُهُ ينبس غاطسا بدنه، كل البدن في بطن آلأرض آلمعشوشبة محتضنا (سيــعْلي) بكل ما تمكل قواه .. تجمدتُ حذاءهما على وقع تلك الجلامد آلراجمة يخبو حميم وطيسها، بينما صار آلصوت آلأجشُّ يتعالى رجعُه آلأخَّـاذ ...

_ .. سـلاااام .. بيني وبينكم أزمانٌ من جبال يانعات وقفارٍ من بُحورٍ وثغور ودهور لا تزول وعوالمَ لا تحُولُ ومعالمَ لا تحدها حدودٌ لا تُطَوُِقُها قيودُ آلمُحُول سيكبُرُ مَنْ يَكْبُرُ ستختنقُ أنفاسٌ كثيرات هاماتٌ فارعاتٌ في دياجير آلنهارت آلقائظاتِ ستنمحي في آلضياء ستحترق ستتكبد آلأوباءَ أرواحٌ لَكُمْ سَتْكْنَـسُ آلنفوس تحت عجلات آلرموس ستغيـضُ آلأرحام في آلليالي آلقتام من أرحامها ستُجْتَثُّ آلأوصالُ ستُشَـدُّ آلرحالُ سيَفْـرُغُ آلمجالُ سَتْطْمَـسُ آلغلالُ تتبدَّلُ آلأحوال سيُحرقُ آلحرثُ يُعْفَـسُ آلنَّسْلُ يَـيْـبَـسُ آلطَّلْحُ وآلسِدْرُ وآلعَنَمُ تُغْتالُ آلخيرات يسيخُ أوْدُ آلمَعاشِ وما يحصد آلقوم وما يَعْرِشُون سينتكسون جماعةً وفُرَادى سيَؤوبون إلى آلأصول وآلأرباض (المآوي) (6) ستجـفُّ آلحِـياضُ تضيـقُ آلعروق يغربُ آلشروق تَـرْتَـجُّ آلأرضُ بما رحُبتْ ولم ترحُـبِ ستتزلزلُ آلفرائصُ وآلأطرافُ يُكْشَفُ آلحجاب تُنْتَشَـلُ آلمــآقـي ومُهَـجُ آلشغافِ تنمـو آلأشواكُ في آلصدور تُفْقَأُ بآبئ الليالي أحداق النهارات تُـهْرَقُ آلحياة على قارعة آلحياة .. سَــسَـــسَــــ ...

نهض الراعي عبدالسلام مرة أخرى، وببديهته آلمباغتة صاح ..

_رَامِينِتْ نيجْريتْ ..!!..

كررها أكثر من مرة ثم آسترسل ...

_مَايَنْ غْرَا نييْ ؟؟ نعتانغ .. ما يَنْ خسْ أنــزَرْ أنِينيتْ إي أودْمـاوَنْ .. (ماذا سنفعل انصحنا يا أنت ماذا علينا فعله قل لنا يا صاحب الصوت .. )

_إيــاااكم وآلمكان ...

_مَــاااامَشْ ؟؟؟ ( كيف !!؟؟ )

_إيـاكم أنْ تخلوا آلمكان ...

_ هَـــاااااا .. ؟؟!! ..

_كُونوا عُمَّارَهُ في آلموت وآلحياة ازرعوا آلنطفَ ازرعوا آلبذار قبل أوان آلعِـثار اغرسوا النوايات في رحم آلممات شُـدُّوا آلوثاق بالوثاق اعقـلُوا آلأوصال بآلأوصال لا تبرحُوا آلمكان اتبعُوا آلوادي آلكبير اهبطوا بسلام اصعدوا بسلام وبركات عليكم حتى تصلوا إلى ملتقى آلأنهـر جَارْ إيسَفَّـنْ اغطسُوا هاماتكم اسبحوا خُـوضوا آلغِـمَار افتحوا حـواسكم كلَّها لا تتراجعوا ارتقوا آلمعـاريج هَا العار خُـو نگَّارْ آلسماء تَهْمي وآلـشَّذَا لا يفُـوح .. ســلاااام ...

رَانَ صمتٌ مريبٌ .. سادَ ظلامٌ مُفْلِـقٌ .. وإذا نحن بأرض مُحصبَة صلبة نَـجِـدُّ في سيرنا مخافة أن يقع ما ليس في الحسبان، نرتقي التلال نهبط أودية ومنحدرات نصعد ننزل نتعرَّجُ نلف ندور .. يندفع ركضُنا المتشعب حتى بلغنا لسنا ندري ماذا أو أين .. ثم .. لستُ أعِ متى أغفينا وكيف وقع الذي وقع .. تسمرنا في مكان معين و .. غبنا جماعة حتى لم نعد نَـرى غير آلظلام ...

☆ترجمات :
1_إيلْ تَكُّودْ طَفْرِيِّي هَللي : لا تتوجس اتبعني فقط
_أَنْحَرْ لعيشتْ خْ لمطاعسين : سننغص على هذين الشقيين لحظتهما الراهنة
_أنـزَرْ ماينْ غْـرَا يينْ : سنترقب ونعاين ما يفعلون
_والله بَابَتْـوَنْ اِيـطَـا تْبَعْــرَّمْ : قسما لن تنجوا بفعلتكما

2_لا يا أمدگُولْ : لا يا صَااااح

3_ارْزَمْ ارْزَمْ آجِّيفْتْ افتحْ لَعْقَــادْ : افتح الكيس يا جيفة افتح عرى العقد

4_آوْرَى : أقْبِلْ

5_إيـلْ سْـغادْ غارسن غيمْ زتاتي معنْ فوسْ إي وْمَاشْ قَنْ طيطاوْ .. غَراااش أتراحت غراااش أتنگوگت : لا تصغ اليهم ابق بجانبي لا تتحرك اغمض عينيك لا تنظر اليهم اقبض يدي أخيك اياك تتحرك

6_الأرباض : المآوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصير شمة في بيت العود العربي


.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق




.. مش هتصدق عينيك لما تشوف الموسيقار نصير شمة وهو بيعزف على الع


.. الموسيقار نصير شمة وقع في غرام الحان سيد درويش.. شوفوا عمل إ




.. بعيدا عن الفن والموسيقى.. كلام من القلب للموسيقار نصير شمة ع