الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول دعوة احد رجال الدين للتظاهر

جلال الصباغ

2024 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تنتشر منذ ايام دعوات رجل الدين واحد قيادي مليشيا الحشد الشعبي حميد الياسري الى التظاهر من اجل مكافحة الفساد والضغط على الحكومة المحلية في محافظة المثنى، من اجل توفير الخدمات لابناء المحافظة، ورجل الدين هذا هو احد المعممين الذين يمثلون احد اوجه نظام الحكم ما بعد 2003، فالنظام الطائفي في العراق يستند الى رجال الدين كريزة اساسية في تثبيت اقدامه وادمة سيطرته على السلطة.

ان حميد الياسري بدعواته التي لم تكن وليدة اللحظة انما هو منذ تشرين وكحال الكثير من رجال الدين، الذين يعملون على امتصاص الغضب والزخم الجماهيري، فالصدر دعى ولا يزال يدعوا الى محاربة الفساد، وكذلك اغلبية رجال الدين عندما نستمع لخطبهم ومواعضهم، نجدهم يذمون الفساد ويدعون الى محاربته وضرورة تقديم الخدمات الى المواطنين، كما تفعل ذلك المرجعية في مختلف المناسبات، فهؤلاء جميعا مستفيدين ومتنعمين بثروات المجتمع بينما غالبية المجتمع يعاني الفقر والحرمان.

ان اكثر المطبلين والمتبنين لدعوة حميد الياسري هم منتفضي تشرين من الشباب والشابات الذين احبطوا نتيجة فشل تشرين في تحقيق اهدافها، فهؤلاء ورغم التجربة العملية في تدخل رجال الدين باعتبارهم احد ابرز قوى الثورة المضادة والتي ساهمت في انهاء انتفاضة تشرين ٢٠١٩، لا يزالون يجدون في دعوات رجل الدين هذا بداية جديدة لانتفاضة اخرى، دون ان يكلفوا انفسهم حتى قراءة تعليماته التي نشرها ويدعوا من خلالها إلى ضوابط معدة من اجل التظاهر في مدينة السماوة.

فهو يقول ان دعواته للتظاهر ستكون ضمن الدستور والقانون وتحت حماية القوات الامنية، فما الذي سيححقه هذا السيد من تظاهرة تحت رعاية القوات الامنية التي قتلت واعتقلت ولا تزال تعتقل وتقمع المتظاهرين المطالبين بالحقوق، كما حصل مؤخرا مع متظاهري مدينة الناصرية من اصحاب العقود في الشركات النفطية، ثم القانون والدستور الذي يدعوا لاحترامه السيد الياسري، اليس هو ذات الدستور والقانون الذي يشرعن الطائفية وتحت رايته يتم اعتقال المعترضين على هذا النظام؟

ان هذا السيد يطالب مجالس النواب بارسال حاكم عسكري الى مدينة السماوة، ولا نعلم كيف يمكن للمجلس المكون اساسا من الاحزاب والقوى الطائفية والقومية مثل بدر والعصائب ودولة القانون وحزب الحلبوسي وحزب بارزاني وغيرهم من الشركاء ان يحلوا مشكلة السماوة الذين هم المسبب لها من الاساس؟ وماذا يعني الحاكم العسكري سوى ترسيخ للفاشية والقمع؟

ويحدد السيد حميد الياسري شروط التظاهر والاعتصام، التي تعني في محصلتها النهائية بقاء الامور على ما هي عليه وكل من يخرق شروط السيد فتسلمه لجان خاصة يشكلها هو الى القوات الامنية بتهمة التخريب!!

ان السيد حميد الياسري هو احد قيادات مليشيا الحشد الشعبي وهذا الجهاز هو احد اهم اذرع النظام الطائفي، في قمع اي تحرك يهدد بقاء النظام، ولا نستغرب من نيات رجل دين تابع للنظام للحفاظ على بقاء هذا النظام، لكننا نستغرب من انخراط فئات واسعة من الشباب المتطلع للخلاص من هذا النظام، والانسياق خلف دعوات مشبوهة هدفها الاساسي هو الالتفاف على تحرك جماهيري للخلاص من منظومة الفساد والسرقة والافقار والطائفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب