الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو موقف الأحزاب الفرنسية الرئيسية من الاعتراف بالدولة الفلسطينية ؟

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2024 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ما هو موقف الأحزاب الفرنسية الرئيسية من الاعتراف بالدولة الفلسطينية ؟

تتزايد الضغوط من الاحزاب اليسارية والمجتمع المدني والمثقفين والفنانيين على الرئيس و الحكومة الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية خاصة بعد ان اعترفت ثلاثة دول أوروبية، إيرلندا، النرويج وإسبانيا وبعد اسبوع لحقت بهم سلوفاكيا.
وقد اتخذ ممثلي الاحزاب الفرنسية الرئيسية في انتخابات التاسع من يونيو/ حزيران كل منهم موقفا بشأن هذه القضية، خاصة وان حزب فرنسا الأبية اعتبرها قضية مركزية في برنامجه الانتخابي ، مما ادى الى اتساع الفجوة بين احزاب اليسار واحزاب اليمين واليمين المتطرف واضحة للغاية.
لقد أصبحت مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضاهرة في الأوساط السياسية الفرنسة وفرضت بقوة على برامج الاحزاب الفرنسية في الانتخابات الأوروبية، وان الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو جزء من الحملة في هذه الانتخابات ولأول مرة .

ولهول الجرائم التي ترتكبها حكومة وجيش اسرائيل في غرة والتي نقلتها للرأي العام في العالم اجمع مواقع التواصل الاجتماعي حال وقوعها ، وتحرك طلاب الجامعات الاميركية للتنديد بإسرائيل والمطالبة بالحرية لشعب فلسطين ومن ثم انتقال الاعتصامات الطلابية الى كل الجامعات الأوربية، ومنها الجامعات والمعاهد الفرنسية صارت القضية الفلسطينية مطروحة بقوة على الساحة السياسية. وكانت ذروة التحرك في أوساط اليسار الفرنسي عندما أرتكبت الطائرات الاسرائيلية مجازر اثناء قصفها خيام في رفح كان قد لجأ إليها اعداد كبيرة من المهجرين الغزاويين من النساء والأطفال يوم الأحد 26 أيار/ مايو. وعندما قررت إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف رسمياً بفلسطين يوم الثلاثاء 28 أيار، طالبت الاحزاب اليسارية بالاضافة إلى نشر قوائم باسماء شخصيات معروفة من أوساط ثقافية مختلفة، فنية وموسيقية وأدبية ومهنية وأساتذة جامعات وحتى من عدد من الكتاب والمثقفين اليهود باتخاذ قرار مماثل من جانب فرنسا.
فاليسار يدافع بالإجماع عن الاعتراف بدولة فلسطين، فيما تعارضه أحزاب اليمين واليمين المتطرف. نقدم هنا موقف الأحزاب السياسية الرئيسية من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

حزب الخضر والمدافعون عن البيئة Les Ecologistes
يؤيد احزاب الخضر والمدافعون عن البيئة تقليديا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانضمامها إلى الأمم المتحدة، كما ورد في بيان صحفي يعود تاريخه إلى عام 2011. وهو الموقف الذي دافعت عنه مرة أخرى رئيسة قائمة المرشحين للبرلمان الأوربي "ماري توسا" في ندوة نقاش على قناة {بي أف ام تي في) BFMTV. وجوابا على سؤال المقدمة، أعلنت: “نعم، يجب أن نعترف بدولة فلسطين”. وتريد عضو البرلمان الأوروبي أن تدعو الاتحاد الأوروبي إلى إقرار "حل الدولتين، لضمان اتفاقات أوسلو، والنجاح في إبقائها على قيد الحياة، وفرض وقف فوري لإطلاق النار، وبالطبع إطلاق سراح الرهائن". رأي شاركها فيه زعيم حزبها. وقد دعت مارين تونديلييه السكرتيرة الوطنية لحزب البيئة على منصة (X) إلى "احترام القانون الدولي" و"استخدام العقوبات" و"وقف إطلاق النار" و"الإفراج عن الرهائن" و"الاعتراف بفلسطين" ردًا على الضربة الإسرائيلية على رفح.

فرنسا الأبية La France insoumise
يطالب حزب فرنسا الأبية La France insoumise بالاعتراف بدولة فلسطين، وقد اتخذ الحزب ومؤسسه "جان لوك ميلينشون" في برنامجه منذ ان ترشح للرئاسة في عام 2012 وحتى اليوم مواقف متقدمة لصالح القضية الفلسطينية. كما ان أعضاء ونواب الحزب كانوا يتواجدون في كل النشاطات والاجتماعات والتظاهرات منذ اليوم الاول عندما هاجمت اسرائيل غزة . حتى وصل الأمر بنائبين من الحزب برفع العلم الفلسطيني في مجلس النواب في تحدي واضح . والتنديد بجرائم اسرائيل وتوجيه أسئلة محرجة للرئيس ولرئيس الوزراء، ووزير الخارجية كتصدير الاسلحة الى اسرائيل والمطالبة بإيقافها ومعاقبة الدولة المحتلة اقتصادياً، ويحث ميلينشون بانتظام على الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية. وقد قررت الحركة جعل القضية الفلسطينية أحد محاور التواصل الاستراتيجي مع الجماهير لحملتها، واختارت ان تضم الى المترشحين للانتخابات الأوربية الشابة الحقوقية الفرنسية الفلسطينية "ريما جسن" مما أثار غضب الاحزاب اليمينية والمنظمات الصهيونية .

الحزب الاشتراكي Le Parti socialiste
يؤيد رافائيل كلوكسمان رئيس قائمة الحزب الاشتراكي للانتخابات الأوربية الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية. فقد أعلن على قناة بي إيف إيم تي في BFMTV: "لقد حانت هذه اللحظة...أنا أؤيد التوقف عن تأجيل منظور الدولتين إلى أجل غير مسمى". كما دعا السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، على(قناة تي إف 1) TF1 إلى "لفتة سياسية ودبلوماسية قوية" حتى تكون فرنسا "على الجانب الصحيح من التاريخ".
وكان الحزب قد صاغ قراراً بهذا المعنى، في أيار / مايو2023، قبل أشهر قليلة من هجوم طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول / أكتوبر والمجازر الإسرائيلية ضد غزة وشعبها : "الحل الوحيد، الذي دافع عنه الحزب الاشتراكي باستمرار، هو الاعتراف بدولتين ذات سيادة، العيش جنبًا إلى جنب في أمان (...) ويظل هدفنا هو الاعتراف بدولة فلسطين الديمقراطية ذات السيادة والقابلة للحياة في سلام مع إسرائيل، على أساس الاعتراف المتبادل، على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس لهاتين الدولتين." ؟!

التجمع الوطني Le Rassemblement national
رغم تأكيد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على تمسكه بحل الدولتين، اجاب "جوردان بارديلا" رئيس قائمة المرشحين للبرلمان الأوربي ، خلال عدة مناظرات في القنوات التلفزيونية الفرنسية نظمت بين القادة الرئيسيين في القوائم، عن موقف الحزب من الاعتراف بدولة فلسطين "هذا من المستحيل اليوم، لأنه سيكون بمثابة إضفاء الشرعية على حماس التي ارتكبت الفظائع في 7 أكتوبر". وهو يكذب ان موقفهم المعروف هو ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية إرضاءّ للمنظمات الصهيونية في فرنسا التي وقفت بقوة ضد "مارين لوبين" رئيسة الحزب لانتخابها رئيسة لفرنسا بسبب مواقف والدها مؤسس الحزب "جان ماري لوبين" من سيطرة اليهود على الاقتصاد والإعلام في فرنسا، وطبعا رفضه لوجود المهاجرين في فرنسا بشكل عام والمسلمين بشكل خاص. ومنذ ان عزلت والدها عن رئاسة الحزب حاولت وتحاول جاهدة تحسين صورتها تجاه اسرائيل واليهود.

استغل بارديلا رئيس قائمة التجمع الوطني، السؤال الموجه إليه لانتقاد تصريحات الأحزاب السياسية الأخرى حول الموضوع: "يجب أن أعترف بأنني أشعر بالاشمئزاز قليلا عندما أرى أنه منذ 7 أكتوبر، كانت لدينا حركات سياسية تناصر حماس في فرنسا". وحركة كاملة من اليسار وأقصى اليسار تعتبر حماس ليست حركة إرهابية إسلامية بل حركة مقاومة. هذا هو كلام نواب فرنسا الأبية.

حزب اعادة الفتح Reconquêtre st
هذا الحزب يعتبر، بل هو بالفعل في أقصى اليمين المتطرف، تم تاسيسه بالأساس ضد الوجود العربي والإسلامي والأفريقي على الأرض الفرنسية من قبل الكاتب والمعلق اليهودي إيريك زمور، وتعارض رئيسة قائمة غكونكيت Reconquête، "ماريون ماريشال"، فكرة الاعتراف بدولة فلسطين بشدة وبالمطلق، وتنتقد العديد من منافسيها الذين يدافعون عن فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقالت في كل المناظرات بخبث "لقد دافعت دائمًا عن مبدأ الدولتين لأنه بدا لي الحل الأكثر منطقي. القلق اليوم هو أن إنشاء دولة فلسطينية يعني إنشاء دولة شبه إسلامية. ونظرًا لقوة الضاربة والدعم الشعبي لحماس، فإننا لا نستطيع السماح بإقامة دولة فلسطينية طالما لم يتم القضاء على حماس".

حزب الجمهوريين Les Républicains
حزب الجمهوريين حزب يميني تقليدي، موقف مرشح القائمة في الانتخابات الأوروبية يتماشى مع مواقف حزبه، خاصة بعد ان استولى الجناح اليميني المتطرف على رئاسة الحزب، في محاولة لمنافسة حزب الجبهة الوطنية وإيقاف تقدمه.
فقد رفض "فرانسوا كزافييه بيلامي" على القنوات الاخبارية الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية. ورأى أن "هذا سيثبت صحة أولئك الذين أطلقوا العنان لجحيم 7 أكتوبر، أي حماس، وأولئك الذين يخلقون اليوم الجحيم الذي يعاني منه السكان الفلسطينيون". ومع ذلك يقول عضو البرلمان الأوروبي اليميني بيلامي "إنه يؤيد حل الدولتين .... في يوم من الأيام". وقد تراجعت مواقف هذا الحزب منذ وقفة الرئيس شيراك من الفلسطينيين في القدس ، وتصريح مرشحة الحزب في الانتخابات الرئاسية لعام 2022 "فاليري بريكريس" اثناء الحملة، "عملية تضمن أمن إسرائيل وأمل الشعب الفلسطيني وفقًا لقرارات الأمم المتحدة". ونذكر ان رئيس الحزب الحالي "إريك سيوتي" صوت في 15 أيار/ مايو، ضد إنشاء مجموعة صداقة فرنسية-فلسطينية في الجمعية الوطنية، معتبرًا على X أن "فلسطين ليست دولة".

الحزب الشيوعي Parti communiste français
منذ فترة طويلة يطالب الحزب الشيوعي الفرنسي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وفي كل المحافل الداخلية والدولية يدافع الشيوعيين بقوة وثبات عن الحرية للشعب الفلسطيني وحقوقه الغير قابلة للنقاش في دولة مستقلة .
بعد اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، وهو شرط أساسي للسلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يدعو "فابيان روسيل" السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، على فرنسا بدورها إلى الاعتراف بدولة فلسطين. وصرخ "على فرنسا أن تتخذ مبادرات قوية، إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تجري ضد الشعب الفلسطيني. ويؤسفني أن فرنسا لا تتحدث بصوت عالٍ بما يكفي للتنديد بهذه المذبحة ومرتكبيها. ولكن لا يزال هناك وقت. ومن الملح إيجاد سبل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن وإطلاق سراح الرهائن. ولتحقيق ذلك فإن الحل هو المسار السياسي: الاعتراف بفلسطين ضمن حدود 1967 إلى جانب الدولة الإسرائيلية.

حزب التجديد Renaissance
صرح الرئيس الفرنسي ماكرون ، زعيم حزب التجديد مرات عديدة على سؤال متى تعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية أن "الآن ليس هو الوقت المناسب". وبالطبع ليس من المستغرب ان تؤيد " فاليري هاير"، رئيسة قائمة المعسكر الرئاسي للانتخابات الأوروبية، موقف رئيسها , بترديد تصريح ماكرون على القنوات التلفزيونية وفي المؤتمرات الصحفية أن “الشروط غير متوافرة اليوم للاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مذكّرة بتمسكها بحل الدولتين. ووفقا لها، فإن "حماس، وهي جماعة إرهابية، (...) هي التي سترحب بالدعوة إلى إنشاء دولة فلسطين".

وصرح وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، عند طرح السؤال عليه بعد اعتراف ثلاثة دول أوربية : "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات بالنسبة لفرنسا، لكن الشروط لم يتم استيفاؤها حتى الآن لكي يكون لهذا القرار تأثير حقيقي على العملية الرامية إلى حل الدولتين". وعلى العكس من ذلك، تحدث برنارد جوتا، الرجل الثاني في قائمة التجديد للانتخابات الأوربية : “ الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إنه عامل في تسريع استئناف المفاوضات”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة ساخنة.. أنس الشايب ولانا محمد في حوار مثير!


.. إيران تحذّر إسرائيل من أي هجوم وتتوعد برد أقوى




.. هل نتوجه نحو منع البيجر والأجهزة اللاسلكية على متن الطائرات؟


.. -أي اعتداء سيستدعي ردا أقوى-.. ما الرد الإسرائيلي على التهدي




.. هل ستنجح إسرائيل في تفادي الفخاخ التي ينصبها حزب الله في عمل