الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما آن لليل العراق أن ينجلي؟

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2006 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمرُّ يومٌ دون أن يحمل لي بريدي الإلكتروني رسائل تتضمن فتاوىً جديدة أو تصريحات دينية أو لقطات تصويرية – لبعضهم - وهم يدلون بآراء فارغة من أي مضمون أو موضوع يمكن أن يستفيد منه العباد من المظلومين والمقهورين العراقيين أو أن يعينهم على تحمل الكوارث اليومية التي يمرون بها.

فتارة ، يستنكرون ويحرمون لعبة كرة القدم وأخرى يستعرضون فيها بعضاً من مقابلاتهم مع مساعديهم والعاملين معهم حيث يتداولون أحاديث فيها من الإسفاف واللغو ما لا يستحق سماعه، وآخرها كانت الفتوى المكتوبة والممهورة التي تحلل حفلات المتعة الجماعية! والتي أشك في صحتها رغم قناعتي بأنه في ضوء الواقع الراهن بات من الممكن حدوث كل الإحتمالات.

في أحدى تلك اللقطات التصويرية ، أحتشد الجمهور مرحباً بزعيمه الشاب مطلقاً المستكره من الهتافات والتي أسهمت بالأمس القريب في تضخيم نرجسية الطاغية " بالروح ، بالدم نفديك يا. . . " ، فغضب الزعيم الشاب لمقاطعته المتكررة ، صارخاً بهم : جهلة ، جهلة ، جهلة. . !!

أسلمُ أن أغلب هذه الصور والمنشورات هي من تأليف وأخراج جهات عراقية متناحرة ضمن عملية اللعبة السياسية الدنيئة التي يعيشها العراق اليوم. يقصد من ورائها صب المزيد من الزيت على نار الحطب الطائفي بعدما أصبح العراق تنوراً للنعرات والمطامع الذاتية والشخصية والفئوية، ولا أستبعد أن للبعث المقبور اليد الطولى في ذلك ، وهذا لا يعني أنني أستبعد الأيدي الخارجية التي أتقنت النفخ في رماد الفتنة.

ولن أخفي أحداً سراً أن قلت أنني اشعر برغبة جامحة للتقيؤ في كل مرة تردني فيها رسالة تحمل في طياتها مثل هذه المففخات الكلامية والإعلامية.

بالأمس وصلني فيلم يصور جندياً أجنبياً يحمل بيده قنينة مياه صحية من البلاستك ويومي بها من على ظهر سيارة عسكرية مسرعة لمجموعة أطفال عراقيين في أحد شوارع بغداد حيث بدأوا بالركض خلف السيارة لمسافة طويلة أملاً في الحصول على تلك القنينة. هذا الفيلم القصير حملني بعيداً ليعيد لي ذكرى صورة الجندي العراقي الذي كان يقبل حذاء جندياً أمريكياً أبان هزيمة – هدام العراق – في حرب الكويت.

مابين هذا وذالك ، تتساقط أوراق الكرامة العراقية ويفقد العراقيون المزيد من أبنائهم وأحبتهم بأعداد يومية مخيفة ، حتى يكاد المستمع لأخبار العراق أن يقتنع بأن العراقيين على قاب قوسين أو أدنى من الذل الأبدي..

في لقاء ضم بعض الأصدقاء ، كنا نتحدث عن الحالة المأساوية التي يمر بها العراق ، قال أحدهم أن العراق هو الدولة الوحيدة في العالم التي يتناقص فيها عدد البشر على مر العصور بسبب من الحروب والمآسي والأوبئة التي مرَّ ويمر بها . . وأشار إلى أن عدد نفوس العراقيين كان أربعين مليوناً أيام الحكم العباسي !

الكارثة الحقيقية تكمن في أن نسبة كبيرة من الشعب العراقي بدأ بتقبل مثل هذه الرموز البالية (بعدما كاد أن ييأس من بديل جدير بالطموح) ، الأمر الذي يضفي مزيداً من غيوم الظلام في سماء العراق الحبيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة