الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساء كلمات مبعثره في الحب والوداع

علاء نايف الجبارين

2006 / 12 / 14
الادب والفن


شعور سيئ عندما تكون كلمات أفكارك مبعثره أمامك تحاول ترتيبها، فما أن تمسك بطرف خيط إحداها حتى تجد الأخرى قد هربت فتكون تائها لا تجيد التعبير عن شي ، ترغم على نفذ دخانك مع رشفه قهوة علك تجد إحداها ساقطا فيه فتحظنها برفق على صدرك واضعا إياها بقلمك على صفحه بيضاء وهكذا طوال جلستك التي يرتبط مداها بقدره الكلمات على الإفلات 0
صور و صحف قديمة وكتب وفي الاذاعه أخبار وأغاني أفتشها علي أجد فكره اجعلها طعما لاصطاد بها غله هذا المساء ...... آه وجدتها يبدو أن للصور هذا المساء لمستها ، هذه ألصوره أخذتها بالجامعة في مثل هذه الأيام عندما عدت إلى بغداد ، حينها كنت اسعد إنسان بالدنيا ، سأكمل دراستي التي اعتقدت أني سأحرم منها بعد الحرب 0
يبدو أن للذكريات النصيب الأوفر لهذه الامسيه ، يومها كان اللقاء الأول بيني وبين عيونها ، نظرت إليها والتقط المصور صورته ولكني لم أكن معه ، فعيوني مشغولة بلقاء التعارف مع أجمل ما رأيت بحياتي ، نعم أنا متأكد أنها نفس ألصوره فانا لن أنسى هذه أللحظه 0
عشقي الجارف للعيون جعلي اعشقها من تلك ألنظره ومن حسن حظي بادلتني الحب ، الأمور تحتاج إلى رشفه قهوة ، ولحظة تأمل ، فانا مقبل على سفر هذه ألليله في بحور من الذكريات وربما الوصول إلى بغداد ، أتمنى أن لا يدخل أحدا ليفسد رحلتي 0
من أين أبدا لا اعرف ، لكني سأختصر وألا سأبقى في رحلتي أياما ، لقد كانت النور الذي أضاء ليل غربتي ، أنزلت عليها كيلا من الوعود ، لن ارحل وان فعلتها سأعود ، لا تخافي فانا لست كالآخرين ، كنت اعتقد أني صادقا ، ربما خوفي من دموعها جعلني أرى الأمور الايجابية فقط 0
جاء موعد الرحيل ، لا بد من لقاء وداع محشوا بالوعود أيضا، خوفا من الدموع فهذه العيون دموعها غالية جدا
سأعود... لن أطيل بالغياب... عندما تأتي لمكاننا المقدس ستجديني جالسا حاملا الورد الأحمر الذي تعشقينه
فقد كنت اقطفه من بيت الجيران وأقول لك انه من حديقة بيتنا ، هذا كان أول اعتراف ، فابتسمت وقالت سأراك هنا ، كم حينها أردت توديع عيونها بقبله ، ولكن تعرفون بديارنا ألقبله قد تكون خيانة 0
حزمت حقائبي عائدا إلى وطني ، ااااااااااه لقد جاء احدهم يبدو انه سيفسد رحله ألعوده وسيبقيني هناك ، وكم أتمنى البقاء ، لقد خرج مبتسما كأنه حقق انتصارا بإشغالي عن صيدي الثمين من أفكار طالما حاولت أن أرتبها وهذا يومها ، لن اسمح بذلك ، اسمحوا لي برشفه قهوة علي اصطادها مره أخرى ، ربما بقيت مكانها ، إنها هنا لم تغادر يبدو أنها أشفقت علي وستبقى
صعدت الحافلة وبداخلي شوق للوطن وللأهل والأصدقاء وقلبي يعتصره الألم لفراقها ، فلم أجد وسيله سوى مواساة نفسي ، عندما اصل سأكلمهم عنها وعن جمالها وحبي لها ووعودي وسأريهم صوري معها وسوف يعجبون بقصه حبي ومن ثم أعود ، نعم سأعود ، فانا وعدتها
اعتقدت أن هذه ألحيله انلطت على نفسي ، فكلما كنت أحدثهم عنه ا يزداد حبي وشوقي لها ، لن أطيل البقاء سأوفي بوعدي ، وموعدنا اقترب يجب أن أكون متواجدا ، وإذا تأخرت سوف ينتهي موعد أزهار الورد الذي تحبه
ولكن يبدو أن الورد سيزهر ويذبل ولن أكون في موعدي
فالدماء طغت على الورد ، والموت أصبح مكان اللقاء ، فحتى عشاق بغداد لن يلتقوا ، فأصبح الحب في مدينه الحب محرما ، وأبو نواس لن يكتب إلا أشعار الرثاء ، ودجله مشغول بدفن موتاه 0
فكيف نلتقي وأصبح بيني وبينها حدود واحتلال وموت ودماء ودموع فاعذريني حبيبتي عندما قلت سأعود اعتقدت أن هناك شيئا من الحب يسود العالم ، لم أكن اعرف أن هذا عالم بلا ورود اعذريني لن أوفي بوعدي0
انتم اعذروني فقد أطلت برحلتي وتركتكم ورحت اكلمها فصعب أن تعشق القمر ، ستبقى أسيرا له ولن تستطيع وصوله وهكذا ا أنا 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب