الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنكمل المسيرة ح1

صبري الفرحان
(Sabri Hmaidy)

2024 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


اسماك حليم بركات
سجل الكاتب اللبناني الاستاذ حليم بركات، في مقدمة روايته المدينة الملونه، التي تدور احداثها حول لبنان في النصف الثاني للقرن العشرين، بعد ردحا من الزمن او قل بعد نصف قرن،حيث خطط اللبنانيون لمستقبل واعد الى لبنان من سلام ورفاه وفسح مجال للمبدعين واصحاب العقول لخدمة لبنان في القرن العشيرين كاي بلد عربي حاول جيله الاول النهوض بواقع البلد.
بعد التخطيط بدأ للبنانيون بتفيذ افكارهم ومخططهم، وثارت ثورة صناع السياسة العالمية والدول المهيمنه، على مقدرات الشعوب المغلوب على امرها، لان تخطيط البنانيون ان يطردوا الاجنبي ويحكموا بما يرون ويوزعوا ثروة البلاد كما يرون، وهذا ما لا يريده صناع السياسة العالمية لنا.
يرمون ان تكون بلادنا
مصدر مواد اوليه لصناعاتهم
وسوقا لبضاعتهم
وساحة حرب لتصريف سلاحهم القديم، وتجريب الجديد
وقتل المخلصين لبلدهم واستبدلهم بالاتباع العملاء الذين لايهمهم الوطن بل تهمهم تعبئة جيوبهم، ويظهرون كلهم وطنية، الوطن اكبر همهم يراهم الناس وطنيون اكثر وطنية من المخلصين الوطنيين الحقيقين
ويعملون ان تكون لنا ثقافة كثقافتهم، ثقافة الدرهم والدينار لا ثقافة التضحية والايثار والعطاء، وحياة اجتماعية كحياتهم، التي فيها سرح الاب ولده عند بلوغة سن 18 وجاء بكلب أَوَّاهُ بَيْتَه والبعض ياتي بالكلب لينام جنبا الى جنب معه على سريره.
بدأ للبنانيون بتفيذ افكارهم مخططهم، لمستقبل زاهر وكان ياما كان لهم القتل والسجن وهرب من هرب او قل فر اوأبق(1) .
هرب بركات لا بالمفهوم السلبي للكلمه بل بمفهومها الايجابي هرب لانه لايريد ان يعيش بذل تحت الهيمنة الاجنبية، فر لانه لايابى ان يكون اسير عند الاجنبي، ابق لانه يستنكف ان يكون عبدا للاجنبي.
وعاد بركات الى وطنه الى ما خطط الى ما رسم من مستقبل مشرق، زار بركات وطنه سار في الشوارع الرئيسية والازقه زار المسجد والكنيسة زار بيته وامه والمقبره فلم يرى تغير واتساع الا بها.
دخل اروقة الجامعه دخل المكتابات والنوادي والمقاهي ليرى ما يفكر جيلهم الثاني، كانوا يفكرون نفس تفكيرهم ويخططوا لبداية جديدة لان صناع السياسة العالمية لان فرنسا الدوله المهيمنه على لبنان قطعتهم عن الجيل الاول بالحديد والنار.
عندها بركات تنفس الصعداء لا بالمفهوم الايجابي للجملة بل بمفهومها السلبي(2) فكانت رواية المدينة الملونه، لو كانت قصيده لقلت بيت القصيد فيها، ولكن تنفس رواية فحواها او قل خلاصتها او مسكها ما كتب في المقدمه
وكدت اعي ما حدث لنا بعد ما شاهدت في التلفاز تقريرا عما حل لنوع من السمك المولع بالرحيل، صنع لها صيادون ماهرون في فن الخداع بركا جميل مستديره الشكل تتوسط شبة جزر عديدة لتتوهم انها ترحل عائدة الى موقع ولادتها دون ان تتجاوز مكانها فعلا، وبقدر ما تسرع الاسماك جماعات جماعات عائدة الى موقع ولادتها كان يغيب عنها انها مهما اسرعت فانها تعود في واقع الحال من حيث بدات وما ان تكرر مشهد دوران الاسماك العبثي حول نفسها دون وصول او استقرار حتى قلت في نفسي : هكذا اللبنانيون والعرب عموما، انهم اسماك تتحرك حول ذاتها دون ان تبرح المكان الذي يراد لها من قبل قوى خفية تتحكم في حياتها، من هي القوى التي عينت لها هذا الدور، وهل اعدننا انفسنا له بكل ترحاب انتهى
اذا في بلداننا كل جيل يبدا من جديد وينتهي نفس النهاية لان الدول المهيمنه تقطع الجيل الاول عن الجيل الثاني بالحديد والنار ، وهذا يجري على كل الافكار سواء الفكر الراسمالي العلماني او الفكر الشيوعي الاشتراكي(العلماني اليساري) كاسم جديد او الفكر الاسلامي الديني في بلادنا
اكمال المسيرة
بخطوتين
الاولى: ان نعشق بين اجيال مسيرتنا لا جيل يلغي جيل(3) كما فعلت الثورة الفرنسية فجيل الشيبه الخبرة والحنكه وجيل الرجال القرار وجيل الشباب الثورة والعنفوان
الثانية: ان ينقل الجيل الاول خبرته للجيل الثاني كما وضحها المعلم الثاني للفكر الاسلامي علي بن ابي طالب حيث خاطب ابنه الحسن باعتباره الجيل الجديد حيث يؤكد عليه ان لا تبدا من الصفر بل اكمل المسيرة فجاء فيها
وإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ - مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْه - فَبَادَرْتُكَ بِالأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ - ويَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ مِنَ الأَمْرِ - مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَه وتَجْرِبَتَه - فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ - وعُوفِيتَ مِنْ عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ - فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيه - واسْتَبَانَ لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْه أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي - فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ وفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ - وسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ - بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ - قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ - فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِه ونَفْعَه مِنْ ضَرَرِه - فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخِيلَه - وتَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَه وصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَه - ورَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ - وأَجْمَعْتُ عَلَيْه مِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ - وأَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ ومُقْتَبَلُ الدَّهْرِ - ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ ونَفْسٍ صَافِيَةٍ (4) –

ههههههههههههههههههههههههههامش
1- مرادفات هَرَب كفعل
أَبِقَ , أَبْقَ , أَدْبَرَ , أَفْلَتَ , تَخَلَّصَ , تَفَلَّتَ , فَرّ , فَرَّ , لاذَ , لَجَأَ (إلى) , لَغَا , ناصَ , نَاصَ , نَجَا , نَكَصَ , هَبَا , هَذَى , هَرَّأَ , ولّى , وَلَّى , وَلَّى (هارِبا) أَدْبَرَ , وَلَّى هارِبا ،أَسَفَّ ، تَتَبَّعَ الأُمُور الدَنيئَة , أَكَصَّ ، اِنْهِزَمَ ، تَرَاجَعَ , زَمَرَ ، نَفَرَ

2- وتستعمل جملة او يستعمل مصطلح (تنفس الصعداء) لمن أصابه كرب أو سمع ما يزعجه ايضا وقال اخرون استخدامها خاطئ في الرخاء ولكن هو المشهور
فكتب احدهم كثير من الكُتّاب والمتكلمين يستعمل كلمة ( تَنَفّسَ الصُعداء) استعمالا خاطئا فيما يبدو بعد المراجعة، فكثير يستعملها عند الخروج من مأزق أو تفريج كرب أو عند سماع خبر يسره بعد مشكلة معينة أو عند انفراج هم أهمه لمدةٍ، فيقال: تنفس الصعداء من كذا وكذا أي استراح مما كان يعانيه.
وهذا استعمال خاطيء، وإنما تستعمل الكلمة في عكس هذا المعنى أي لمن أصابه كرب أو سمع ما يزعجه.
قال في اللسان في مادة "صعد": والصُعداء بالضم والمد تنفسٌ ممدود وتصعّدَ النَفسُ صعُبَ مخرجُه وهو الصعداء، وقيل الصعداء النفس فوق ممدود وقيل هو النفس بتوجع، وهو يتنفس الصعداء ويتنفس صُعُدا والصعداء هي المشقة أيضا
وقال في المقاييس في مادة "صعد" : الصاد والعين والدال أصل صحيح يدل على ارتفاع ومشقة ... إلى أن قال : ومن الباب الصُعداء وهو تنفُسٌ بتوجع...
وقال اليازجي في كتابه " نجعة الرائد " : وسمعته يتنهّد وهو أن يخرج نفسه بعد مده توجعا أو غما، وقد تنفس الصعداء مثال علماء، وتنفّس صُعُدا وهو تنفس طويل بمشقة.
3- هذا ما حدث فعلا
ففي لبنان الغى حزب الله منظمة امل وهمشها وامل ردت بالمثل بدا توجس خيفه من حزب الله
وفي العراق الغى التيار الصدري حزب الدعوة الاسلامية وهمشه وحزب الدعوة الاسلامية ينظر بنرجسية الى التيار الصدري
وهذا يسير على بلدان العربية والاسلامية التي تهيمن عليها الدول الكبرى
4- الخطبة 31 من خطب نهج البلاغة في وصية الإمام علي لولده الإمام الحسن المجتبي (عليهما السلام) بعد عودته من صفين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذا ناشيونال: حماس تواجه ضغوطا متزايدة وتخطط لمغادرة قطر والا


.. وزير الدفاع الأميركي يدعو حماس لقبول وقف إطلاق النار




.. الأمن الأردني يواصل التحقيقات بعد اكتشاف مخابئ لمواد متفجرة


.. موسكو تعلق على مذكرة الجنائية الدولية بحق وزير الدفاع السابق




.. اقتحام البرلمان الكيني في العاصمة نيروبي رفضا لمشروع قانون ب