الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الواعية (2)

رياض سعد

2024 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


منذ القدم والابتلاءات والمصائب تترى , والازمات والانتكاسات تتوالى على بلاد الرافدين والامة العراقية , وكالعادة اخذت الاغلبية الاصيلة منها حصة الاسد , ومن أشد ما بلينا به نحن واسلافنا ؛ الفكر الدوغمائي , والشخص الدوغمائي , والاحزاب والجماعات والحركات والتيارات والموجات الدوغمائية .
والشخص الدوغمائي : هو شخص حصر عقله في إطار الجمجمة التي تحتويه ، فلم يعد بإمكانه التفكير خارجها ؛ او تقبل ما تنتجه العقول الاخرى ؛ ومما قاله المفكر محمد أركون بهذا الصدد : (( العقل الدوغمائي : هو عقل تقليدي ، تكراري ، مسجون داخل سياج دوغمائي مغلق ، ومعنى السياج الدوغمائي المغلق أن كل مذهب يعتبر نفسه هو الصحيح ، و البقية ضلال في ضلال ...)) .
اذ إن صاحب العقل الدوغمائي يعيش حالة من الوهم القَبَلي الذي تحدَّث عنه "فرنسيس بيكون" في الأورغانون الجديد ... ؛ و هذا الوهم المُتأصِّل في عقل هذا الشخص ، كتأصُّل التعصُّب للانتماء في نفس الإنسان القبَلي البدائي ؛ فالشخص الدوغمائي لديه اعتقادات راسخة حول حقيقته هو ، إنه ينظر إلى هذه الحقيقة من زاوية واحدة ، فيستنبط أحكامه اعتماداً على تلك النظرة الأحادية الجانب ؛ اذ يعتبر نفسه هو معيار الحق لا غير ؛ ومن الواضح إن من يُلازمه هذا الوهم لا يستطيع أن ينظر أبعد من أنفه ، فيتصور أن حقيقته الخاصة هي الوحيدة ، وهي آخر الحقائق وأسماها ، فيزهو متبختِراً بها ، معتقِداً أن تمَسُّكه بها فضيلة الفضائل ، وأنه بالتزامه بها يثأر لتاريخه وتراثه او مذهبه وعقيدته او عرقه وقوميته او حزبه وجماعته او فكره ودعوته وأيدولوجيته ؛ وانه اخر رجال الموهيكانز , وبقية السيف ...!!
يريد منا السياسي او رجل الدين او المسؤول او الحزبي او المثقف الدوغمائي ؛ ان نقدم له فروض الطاعة والولاء ؛ وان نعتقد ان الحق معه دائما وابدا يدور حيثما دار , وان نقر له بانه وحيد عصره وفريد دهره , فهو يرى نفسه المبدع الوحيد في العراق بل في العالم العربي والمنطقة وصولا للمريخ والزهرة ، وهو المحتكر الاول والاخير للدين والمذهب والقومية والحق والكلمة والحكمة ؛ اذ لا يملك الفكر غيره ولا يتصف بالحمية العراقية او الغيرة الوطنية او الاصالة او التقوى او النزاهة او المهارة والكفاءة او الاخلاق سواه ؛ وبالتالي يصبح احتكاره للوطن تحصيل حاصل ؛ و الحوار مع مثل هكذا شخص او حزب او جماعة يكون اشبه بحوار الطرشان او تشخيص الالوان من قبل العميان ... .
فمن الممكن والحال هذه ؛ ان يقوم هذا الشخص الدوغمائي او ذلك التيار ( القافل) او تلك الجماعة المنغلقة المتخشبة بتهديم كل ما تم بناءه , وتخريب كل ما تم تشييده , وتضييع جهود العراقيين الاصلاء والتفريط بحقوقهم وامتيازاتهم وتعريض العراق والاغلبية للخطر والهلاك والهاوية ؛ فقد يجني هذا المغرور او ذلك المعتوه على امة كاملة ويجعلها تتجرع كؤوس المنون والذل والحتوف ؛ اذ يرتبط مصير الامة بتقلبات مزاجه وتبدل اهواءه وتراكيب ذاته المعقدة فضلا عن ارتباطاته الخارجية المشبوهة ؛ وتتكرر الاسطوانة المخرومة المنكوسة ( اذا قال صدام قال العراق ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذا ناشيونال: حماس تواجه ضغوطا متزايدة وتخطط لمغادرة قطر والا


.. وزير الدفاع الأميركي يدعو حماس لقبول وقف إطلاق النار




.. الأمن الأردني يواصل التحقيقات بعد اكتشاف مخابئ لمواد متفجرة


.. موسكو تعلق على مذكرة الجنائية الدولية بحق وزير الدفاع السابق




.. اقتحام البرلمان الكيني في العاصمة نيروبي رفضا لمشروع قانون ب