الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على غزة_من كيسنجر إلى بلينكن الهدف واحد

بديعة النعيمي

2024 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


"أن تستطيع مجموعة صغيرة من الاتحادات العربية بعث حركة مؤهلة لكسر شوكة إمبراطوريتين عظميين قد سيطرتا على الإقليم قرونا من الزمن كان من شأنه أن يبدو بعيدا عن الفعل وغير قابل للتصور قبل عقود قليلة".انتهى كلامه

الفقرة السابقة جاءت ضمن كتاب "النظام العالمي" لهنري كيسنجر في تعليقه على الجيوش الإسلامية التي تمكنت من نشر الدين في أجزاء واسعة من العالم واستطاعت كسر شوكة الإمبراطوريتين ويقصد البيزنطية "الرومانية الشرقية" والساسانية "الفارسية" ،ويستغرب مما استطاعت الجيوش إحرازه من انتصارات، ويصفه بأنه غير قابل للتصور.

ثم يتابع كيسنجر قوله في تشف مبطن "والإمبراطورية الإسلامية المبكرة المتوسعة ما لبثت أن تشظت إلى انشقاق بين فرعي الإسلام السني والشيعي وهو انقسام واضح في العالم الإسلامي المعاصر". انتهى كلامه

وهنا نستذكر عبد الله بن سبأ اليهودي الجذور الذي كان أول من أسس للتشيع من وجهة نظر البعض وبهذا يكون أول من زرع الفرقة بين المسلمين والباقي من القصة معروف.

ثم ينتقل كيسنجر للحديث عن أبرز أسباب تداعي ما أطلق عليه "المشروع الإسلامي العالمي" وهو المنافسات الجيوسياسية التي أدت إلى مفاقمة الخلافات العقدية والتي أنشأت مع الوقت بيئات عربية ،فارسية،تركية...الخ.
ثم يعود لنبرة الفرح الممزوج بالتشفي أيضا فيقول "أخيرا، تداعى مشروع الإسلام العالمي مع تراجع موجة التوسع الإسلامي الأولى في أوروبا". انتهى كلامه

ثم يعود فيتحدث متحسرا عن عودة الخلافة الإسلامية على يد الدولة العثمانية وتوسعها في أصقاع الأرض ثم انهيارها واستبدالها بدولة تركية علمانية.

وهنا لا يسعنا إلا أن نُذكّر بجمال أتاتورك العلماني اليهودي الجذور ودوره في إسقاط الخلافة.

ويواصل كيسنجر حديثه حتى يصل إلى حركة الإخوان المسلمين على يد حسن البنا في مصر.
وصولا إلى حركة حماس وحزب الله وإيران ويصمها بالحركات الإرهابية التي يجب استئصالها.
والملاحظ في حديث كيسنجر أنه دائما يركز سواء على مستوى الجيوش أو الحركات الإسلامية والخطر الذي يتأتى منها على مصالحهم.

واليوم في في حربها على غزة تسعى دولة الاحتلال وبدعم أميركي صليبي إلى القضاء على حركة حماس لأنها إسلامية.

حيث يطالعنا مقال نشر بتاريخ ٢٠٢٤/٦/٨ في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بقلم "جيكوب ماغيد" بعنوان "الولايات المتحدة تحث الحلفاء العرب على عدم تحديد موعد نهائي لحل الدولتين بعد الحرب" ويتناول المقال وثيقة باللغة الإنجليزية تشبه إلى حد كبير -كما يقول كاتب المقال- مبادئ ما بعد الحرب التي طرحها وزير خارجية الولايات المتحدة في طوكيو بتاريخ ٨ نوفمبر ، ولا أريد هنا أن أعلق على تدخل الولايات المتحدة التي دمرت غزة وقتلت أطفالها ونسائها ورجالها وحتى حجارتها، كما أن أمر أولئك الحلفاء العرب لا يهمني لانهم مجرد كومبارس أو ألعاب ماريونيت عاجزة، إنما ما أريد التركيز عليه في المقال هو أحد المبادئ العشرة التي تناولتها الوثيقة وسأذكره كما جاء ونصه كالتالي
"رفض استمرار حكم الفصائل المسلحة في غزة ويجب على جميع المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة نزع سلاحها ونبذ العنف ،إن آلية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج لتسهيل هذه العملية غي غزة".
فما جاء في نص المبدأ السابق ،لا يختلف عليه اثنان من أنه يفضي إلى حل المقاومة الفلسطينية المسلحة ووصفها بالإرهابية ودمجها مع السلطة المستسلمة.

ولا نستغرب من بلينكن اليهودي أن يضع مثل هذا المبدأ فدوره مكمل لدور كيسنجر الذي طالما أرهبه الإسلام والجيوش الإسلامية في فترات ازدهارها.
فهدفهم واحد وهو القضاء على هذه الحركات لأنها الوحيدة القادرة على إزالتهم من منطقتنا العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذا ناشيونال: حماس تواجه ضغوطا متزايدة وتخطط لمغادرة قطر والا


.. وزير الدفاع الأميركي يدعو حماس لقبول وقف إطلاق النار




.. الأمن الأردني يواصل التحقيقات بعد اكتشاف مخابئ لمواد متفجرة


.. موسكو تعلق على مذكرة الجنائية الدولية بحق وزير الدفاع السابق




.. اقتحام البرلمان الكيني في العاصمة نيروبي رفضا لمشروع قانون ب