الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ملاحظات على خيارات الناخب السويدي
عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
2024 / 6 / 10
الارهاب, الحرب والسلام
أوضحت نتائج انتخابات البرلمان الأوربي في السويد، أن مواقف السياسيين السويديين ليست بعيدة، كما كنا نأمل، عن ميول وتوجهات المجتمع السويدي، وان توجههم نحو تحويل السويد إلى قاعدة متقدمة للناتو في مواجهة روسيا، بكل ما ينطوي عليه من مخاطر، ليس متناقضا مع ما يريده السويدي العادي، وإن كان السياسي قد صاغ تلك الإرادة عبر وسائله المختلفة، مستعيناً بماكنة الدعاية الغربية الهائلة.
كل الأحزاب المشاركة في الأنتخابات، بغض النظر عما حصدته من أصوات، كانت في جدالاتها خلال الحملة الأنتخابية متفقة على أن روسيا يجب أن تهزم، ولم يخرج من أي منها ما يشم منه انه دعوة إلى السلام.
الخلاف الوحيد في الموضوع، كان حول ما إذا كان يترتب على بلدان الإتحاد الأوروبي ان تستدين لتغطية تكاليف الحرب ضد روسيا أم لا؟
حتى الخضر وحزب اليسار رأيا أنه ربما تتوجب الأستدانة لتحقيق ذلك، فيما أيد الاستدانة الليبراليون والديمقراطيون المسيحيون، المفاجأة أن معارضة ذلك جاءت من حزب "تجمع المعتدلين" الذي يقود الحكومة القائمة، الذي استبعد خيار الاستدانة، ورأي ممثله أن البديل هو تقليص المعونات، سواء تلك التي تقدم إلى البلدان الفقيرة، أو إلى الشرائح الفقيرة في مجتمعات الأتحاد، أي تقويض ما تبقى من منظومة الرفاه الاجتماعي، واستثمار الأموال المخصصة لها في انتاج الأسلحة والذخائر التي تديم الحرب وتهزم روسيا.
ونتيجة لموقفه هذا تعرض ممثل المعتدلين لهجوم عنيف قادته ممثلة الخضر.
الأنقسام النسبي بين الأحزاب السويدية ، والذي يعكس انقساما نسبيا في المجتمع تمحور حول الموقف من الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث منح ما يقرب من نصف الناخبين السويديين أصواتهم في انتخابات البرلمان الأوربي لأحزاب، نادت بمعارضتها لأستمرار جرائم الأبادة الجماعية التي ترتكبها أمريكا في فلسطين بأيدي صهاينة إسرائيل. فهل يمكن اعتبار ذلك مؤشراً على تحول حقيقي في موقف السويديين من جرائم إبادة الشعب الفلسطيني؟
للإجابة على مثل هذا التساؤل ينبغي الانتباه إلى ان دوافع الناخبين في تصويتهم لهذه الأحزاب، ربما لم تنطلق، بالنسبة لهم جميعا، من معارضتها للمفارم البشرية وانما صوت جلهم لها لتبنيها سياسات تتعلق بحماية البيئة، ووقف التدهور في منظومة الرفاه الأجتماعي، الذي ينعكس ترديا في المنظومتين الصحية والتعليمية، واتساع الهوةً الهائل بين الطبقات الثرية وباقي طبقات المجتمع من حيث مستوى المعيشة. وهناك بالطبع من منح صوته للأحزاب المذكورة وهي "الديمقراطي الأجتماعي" و "اليسار" و "البيئة" لعدم تغاضيها عن الجرائم بحق الأنسانية المتواصلة منذ ثمانية أشهر في فلسطين. واغلب من انحازوا لهذه الأحزاب لهذا السبب هم السويديون من أصول عربية، وبعض بالغ الضآلة من السويديين الذين مازالوا يهتدون بمبادئ العدالة والتضامن الأممي.
ومع عدم نسيان حقيقة أن أكثر من نصف الناخبين قد منحوا ثقتهم للأحزاب المؤيدة لأستمرار المفارم البشرية في فلسطين، يبدو من السذاجة الأحتفال بتقدم الأحزاب اليسارية واعتباره تحولا في توجه الرأي العام السويدي فيما يتعلق بالموقف من قضية الشعب الفلسطيني، وصحوة ضمير أنساني في أوساطه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كل ما يجب أن تعرفه عن السياحة في إشبيلية.. عاصمة الأندلس | ي
.. الذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر.. قوات الأمن بحالة تأهب
.. تجمعات ومراسم في إسرائيل لإحياء الذكرى السنوية الأولى لهجوم
.. الصحفي رامي أبو جاموس: 365 يوما من القصف والدمار والخوف والع
.. حزب الله يستهدف مدينتي حيفا وطبريا في إسرائيل