الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
عبدالامير الركابي
2024 / 6 / 12مواضيع وابحاث سياسية
تعود الكيانيه والتشكل "الوطني" الشائع والمتعارف عليه، الى الجسدية وحكمها بعلاقتة المجتمعات الانتاجوية الحاجاتية، المحرك الفاعل الرئيسي، البيئي، والحال او التمظهر المشار اليه حال مؤقته وان تكرست مع الوقت على انها بداهة ومقتضى نهائي، يوم لايكون ثمة مخرج منها او احتمالية ظاهرة دالة على مؤقتيتها، بالاخص لان العقل يكون وقتها في بداية تشكله مع خضوعه لسطوة الحاجاتيه الجسدية، وهو مايستمر لحين بلوغ ادراك الازدواج التكويني البشري ( العقلي / الجسدي) والمجتمعي اللاارضوي الارضوي، والتعرف على عملية الارتقاء والنشوء بصيغتها الاولية الحيوانيه الدارونية، ذهابا الى المنطوى الاهم الاخطر"النشوئية العقلية"، وكونها هي النشوئية الاساس والفعلية التي تحكم الوجود البشري والمجتمعي.
ووقتها ينقلب ولابد مفهوم الكيانوية والمجتمعية، فيهبطان من موضع الوجود الازلي النهائي الى المؤقت والضروري الانتقالي، بقدر مايصبح اختفاؤهما وزوالهما امرا متوقعا على هوله المتخيل ضمن الاشتراطات المعتادة والمكرسة، مادامت المجتمعات خاضعة للانتاجية اليدوية، مضافا لها ماقد لحق بها مع ابتداء وافتتاحية الانتقال الالي من تضخم، ورؤية مجددة، مستعادة ومستمدة من الماضي اليدوي، مرتكزه لبداهاته الحاكمه للرؤية العقلية على قصوريتها على مدى زمني طويل مستقر ومتصل. مع ماقد دخل عليها من تطويرات وفرتها الاله بتسريعها الاليات المجتمعية، من ارتقاء بنيوي، وصعود دينامي.
ونحن هنا بلا ادنى شك امام انقلابية وجودية مابين زمنين وطورين لكل منهما بدئية ومايتماشى معه وينتج عن موجباته من ادراكية، الاول اليدوي الجسدوي الحاجاتي الموشك اليوم على الانقضاء، لاكما صوره الغرب واعتقد مقررا ان الالة بمجرد حضورها فانها تحقق الانتقال اليها، ومغادرة اليدوية الامر المخالف كليا لابسط مقتضيات وشروط الانتقالية النوعية العظمى، وتدرجاتها، والعناصر الفاعلة الاساسية فيها مابين جسدية حاجاتيه، وعقلية، علما بان العقل دخل مع الالة تاريخ التخلص من وطاة الجسدية والتصاقها التاريخي به، واكسابه مامتاح عنه من توصيف، مرهون بها وبحضورها الاساسي الفعال بما يجعلنا امام "عقلين" او نوعين من الاعقالية.
واذ ينظر الارضويوين الجسدويون الى العقل، فانهم يقصدون العقل اليدوي، وهم ياخذونه على انه حالة ابدية نهائية سواء من حيث طاقاتها الاعقالية، او موقعها ودورها ضمن العملية المجتمعية، الامر المستمر الى اليوم مع ان الاله بالاحرى هي ظاهرة متغيرة متعددة، من المصنعية، الى التكنولوجيا الانتاجية الحالية، وصولا الى التكنولوجياالعليا "العقلية"، ومما يلاحظ اليوم تواتر التساؤل عن العقل ودوره ومكانته بظل اخر ممكنات التكنولوجيا التكنترونية، وماصار يعرف بالذكاء الاصطناعي والمتوقع له ومنه، انما من دون افراد لموقع العقل بذاته، بما يوجد اليوم حالة من ضرورة الذكاء البشري مقابل الذكاء الصناعي، اعلى اشكال الذكاء المستعار آليا، الملازم لطور الجسدوية، هذا في حين تتعاظم باطراد الاسباب الداعية والموجبة للانتقال الى "التكنولوجيا العليا"، المساعدة والفعالة التي تخص العقل باسباب الاستقلالية والانفصال عن الجسدوية الحاجاتيه، الامر الذي يحقق القفزه العظمى الادراكية بما يتعدى بما لايقاس، كل ممكنات مايسمى ويعرف بالذكاء الاصطناعي الارضوي الجسدوي بصيغته الاعلى قياسا لممكناته.
ليس العقل ولا الاعقال الذي نعرفه هو "العقل"، فما اختبرناه وعشنا في كنفه حتى اليوم هو العقل الجسدوي، وهو وجد بانتظار الانقلاب الالي بصيغته العليا، لاكما وجد ابتداء اي الانتقال الىى الوسيلة الانتاجية العقلية المتعدية للجسدية، مع ماينجم عنها ابتداء وتهيئة لشروط المجتمعية اللامجتمعية، او العقلية التي تقلص الحاجاتيه الجسدية، و تغير موقع الجسدية على مستوى الاستبدادية الوجودية "الموت"، وهي الخطوة الاولى الضرورية والاساس المفضي الى العالم الانتقالي العقلي الصرف، المتحرر من الجسدية والمستقل عنها، قبل الانتقال من الكوكب الارضي باتجاه الكون اللامرئي كما هو مقرر ومكتوب للكائن الحي البشري منذ ان وجد.
يملك العقل التحكم بالجسد والياته الداخلية بما يجنبه المتعارف علية حتى الان من ضعف وتضرر بسبب العلاقة بذاته وبالطبيعه، فيقوم هو ذاتيا بدور "الطبيب" الذي لن تكون له ضرورة، وسيختفي من بين اشياء عديده اخرى في المستقبل، ومن هنا يحوز الجسد البشري على الفرصة الضرورية اللازمة للعيش خارج سطوة الجسدية البيئية، الى مديات طويلة ضرورية لمنحة المجال والفرصة الزمنية المطلوبة والتي يحتاجها من هنا فصاعدا حتى يذهب الى العالم العقلي، في الوقت نفسه فان العقل بحالته الانقلابية المنوه عنها، قادر على تخفبض حضور الحاجاتيه الجسدية والحاحها، باضعافها الى ادنى حد مع مالذلك من اثر على الانتاجية وعلى عموم الحياة المجتمعية والعلاقات البشرية، مع اختفاء دوافع وحوافز الحاجة الاكثر الحاحا، ومايرافقها ويترتب عليها تنظيميا اجتماعيا على مستوى العلاقات والسلطات والملكية ودورها، وهنا يلوح لنا العالم العقلي المجتمعي المختلف كليا، والمتحرر من وطاة الحاجة والضعف الجسدي، ومايترتب عليهما وتفرضانه على الكائن البشري من اشتراطات دنيا ملزمة.
والاهم من بين المتغيرات المتوقعه مع الانتقال التحولي العقلي القادم، موضوع الكيانيه المجتمعية "الوطنيه / القومية" الحالية، الايله حكما وبفعل طبيعة الطور المنتظر الى الزوال، فلا امريكا ولا اوربا ولا العراق او مصر وروسيا والصين، تلك المحطات الانية المفروضة بحكم الجسدوية وشروطها، بينما تدخل المعمورة زمن الكونية العقلية، وهو ماتبدا نذره والاشارات الدالة على قربه وان من دون ادراكيه ملائمه، مع دخول العالم بمختلف مكوناته وكياناته واكثرها حضورا ومكانة ضمن الهيئة "العالمية"، زمن الاضطرابية بعد العولمه ومع تزايد خروج وسيلة الانتاج عن التفاعل مع الجسدية، مما يضع الكائن البشري الجسدي امام حالة من انعدام القدرة على السيطرة، خصوصا مع الاستمرار في اعتماد ذات المفاهيم الجسدية في الدولة والتنظيم المجتمعي، وهو مايظل يتجلى في استشراء الفوضى والاحترابات غير المجدية الخارجة عن السيطرة، والتركير التوهمي الاخير على "الذكاء الاصطناعي" بدل تعظيم الطاقة البشرية العقلية، الامر الذي ستحسمه من هنا فصاعدا "التكنولوجيا العليا" والتازم الشامل للكيانويه.
هل العراق مايزال موجودا الان؟، نحن نتحدث بلا شك عن موضع من العالم هو الاكثر قربا من الناحية التكوينيه من "ما بعد كيانيه"، ومع انتهاء امد وصلاحية الكيانيه، وتجاوزها الذي تؤشر عليه "العولمه" وخرقها للكيانات الوطنيه/ القومية، ولمفهوم السيادة، من دون افق ولاتصور لمابعد، كما هو الحال الامريكي المتسبب الرئيسي بخرق الكيانيه، فان العالم يدخل مابعد الكيانوية، اواللاكيانوية الحالة منذ اكثر من ربع قرن على ارض مابين النهرين، بانتظار انتقالها الكتابي الى مابعد كيانيه، والى كيانيه اللاعراق، واللاعالم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا: من هي أبرز الأسماء المرشحة لخلافة بارنييه على رأس الح
.. وزير الخارجية السوري يصل بغداد ومقتدى الصدر يدعو لعدم التدخل
.. -هربنا-.. موجة نزوح لأهالي بيت لاهيا بسبب القصف الإسرائيلي
.. شاهد| حريق إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي ش
.. قديروف يصل إلى لقاء صحفي على متن مركبة أمريكية من غنائم القت