الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع التيه في القصَّة القصية عن السّيد حافظ.

ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)

2024 / 6 / 13
الادب والفن


إذا كان صحيحًا أن "الكتابة " الإبداعيَّة ذات المعايير والأعراف الفنية المتواترة، ليست إلا كتابة متولدة عن "الكتابة" و"القراءة"، في المدارات الأقرب أو القريبة أو البعيدة أو الأبعد، فالأصح أن الحجة المرجعية للكتابة، أيًا كان نوعها وخصائص قولها، تكمن في مدى انخراطها الفني في إعادة بناء وتفكيك راهنها الاجتماعي والإنساني والفكري والوجداني والحضاري، المجسد بالفعل لا بالقوة في وتيرة الواقع المادي المشهود في حياة هذا المجتمع أو ذاك من موقع المبدع المتميز الَّذي بقدر ما تقهره ظروف راهنة فينفصل عنه أو يجتث منه، بقدر ما يزداد اتصالا به وتواصلا معه وتجذرًا فيه."( )
وإذ يبدو أن حالة "احتباس" المعنى أو الزهد في البحث عنه والتعلق به تعود إلى تشظي هوية " الإنسان الإنساني"، في فضاء ذرائعية العالم الحديث والمعاصر، الَّذي استبدل الاحتكام إلى سلطة ثقافة المعنى الإنساني الَّذي لا يحد وإن عد، بالاحتكام إلى سلطة ثقافة الأشياء المادية الطّاغية، فإن الأمر يبدو على خلاف ذلك في فضاء الثقافة العربية، حيثُ تشير كل القرائن إلى أن ظاهرة " التصحر " في المعنى وانمحاء " فسحة الأمل"، في المخيلة السّردية العربية المُعاصرة، مقترنة بظاهرة فراغ الفضاء الحضاري للعالم العربي من عالم الأشياء عموما وبسلوكية الاستحواذ عليها والتسلط بها - في حالة وجودها النحو على النحو اللاإنساني"، الَّذي جعلها تغيب ثقافة العدل والإنصاف وتكافؤ العرض في الجهد، وفي عائد الجهد الإنساني، خصوصًا"( )
هذه المهاد التنظيري ينقلنا بصورة مباشرة إلى رصد واقع التيه الَّذي بناه السّيد حافظ في مجموعته – القصَّة القصيرة – والقصيرة جدًا- يقول السّيد حافظ في قصة العجوز:" كنتِ يا أم محمد تُدْعِين " بهية " تحملين على رأسك منديلًا مشغولًا بالدانتيل والخرز وتضعين حجابًا على جبينك في اليمين.. وتتشدقين باللبان.. وتغنين ( خايف أقول اللي في قلبي)، كنتِ تسيرين على الترعة في الغروب تختالين، كنتِ أجملَ بنات القرية.. وها أنت قد صرت عجوزًا.. تركبين هذه العربة الَّتي تسمى ( الأتوبيس) من طنطا إلى الإسكندرية.. كم مضى من الوقت وأنت تعيشين بمفردك بعد موت " أبو محمد " في حادثة الإضراب؟! كم كان فَتيًّا!! أتذكرين يومها خاف أهل القرية أن يدفنوه أو أن يتبرعوا لك بمبلغ.. لولا الشّيخ " عبد الله" الَّذي اشترى الكفن من طنطا وأتى به ودَفَن الرجل!! لا تجعلي أحدًا يحتار في دفْنِكِ.. ها هي الحقيبة.. تحملين الكفن معك.. لا تخافي.." ( )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزن نجل الفنان فكرى صادق بعزاءه بمسجد الحامدية الشاذلية


.. الفنان الكوميدي العراقي أحمد وحيد لـ-ترندينغ-: -طموحي الوصول




.. الفنان أحمد مكي بلطجي تائب


.. سمو الممثل الخاص لجلالة الملك يحضر تخريج الفوج الثاني من برن




.. ياسمين عبد العزيز تشيع جثمان والدها والعوضي يساندها رفقة مجم