الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتلاع

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 6 / 13
القضية الفلسطينية


اعتدنا على سماع أخبار عمليات المقاومين الفلسطينيين التي تختتم بالإشارة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على هدم منزل عائلة منفد العملية . نمر مرور الكرام على حدث كهذا ، فلا نتساءل عن القصد من تحميل العائلة و استطرادا الجماعة ، مسؤولية فعل قام به فرد من أفرادها ، دون علمها و موافقتها بالضرورة ، الأمر الذي يؤكد مفهومية التطابق لدى المستعمر المستوطن ، بين الفرد المقاوم من جهة و بين المكان من جهة ثانية ، لذا يكتسب تدمير المنزل رمزية الاقتلاع .
يحسن التذكير هنا بأن الإسرائيليين احتلوا في سنوت 1980 نصف لبنان الجنوبي تقريبا ، نجم عنه بلوى أصابت الناس جميعا في عيشهم ، ما تزال أثارها تتفاعل في الحاضر ، و لكن العسف كان أكثر فظاعة و ايلاما في المناطق التي طال احتلالها ، حيث كان عسكر المحتلين يتصرف كما لو أن الضيعة الجنوبية سجينة في معسكر اعتقال ، فيدخلها بين الفينة و الفينة ، ليستجوب السكان و يهدم بعض المنازل السكنية ، قبل انسحابه منها ، بذريعة أن أحد الأبناء ناشط في حركة سياسية وطنية ، فتوجب اقتلاع منزل عائلته .
يمكننا الآن الاستنتاج بأن الاقتلاع يكون أحيانا موضعيا ضمن حدود ضيقة أو واسعة و أحيانا شاملا . فعلى سبيل المثال ، شاهدنا في مدينة بيروت خلال الحروب المتتالية و المختلفة الأهداف ، فيما بين الطوائف أحيانا و بين الطوائف و مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أحيانا أخرى ، أحياء سويت أبنيتها بالأرض . ثم تكرر ذلك و لا شك في أنه كان على نطاق أعم ، في العراق ، في بغداد في الفلوجة في الموصل ، إلى أن جاء الدور على سورية ، على دمشق و حلب و حمص و تدمر و جسر الشغور و غيرها ، أسماء أماكن دخلت الذاكرة الجمعية و غرقت فيها في سبات عميق .
يحق لنا أن نسأل عما إذا كان هذا الدمار الشامل الممتد من شمال إفريقيا إلى تخوم إيران ، تمهيدا لما يجري اليوم في فلسطين ، حيث يترافق غالبا باقتلاع الناس الأصليين ،إرهابا و تجويعا و قتلا و إخلاء ! أما ما يبرر طرح هذه الفرضية فهو وجود الولايات المتحدة الأميركية و دول الاستعمار القديم الأوروبية ، الثابت و الرائد في هذه السيرورة .
هنا لا بد من البحث عن الغايات الحقيقة من وراء هذه الحروب ، التي أدت إلى جعل المكان غير صالح للعيش ، مما دفع أعدادا كبيرة ، مئات الألاف ، ملايين ، إلى النزوح أو " الهجرة " ، علما أنها نهائية ، بعد أن صارت شروط إعادة تأهيل المكان غير متوفرة ، نتيجة اختلال ميزان القوى في المدى المنظور بين عوامل البقاء من جهة و أدوات الاقتلاع و الإبادة من جهة ثانية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة