الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على غزة_ضعوا الحذاء في فمكم واخرسوا

بديعة النعيمي

2024 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يطالعنا مقال نُشر بتاريخ ١٢/حزيران/٢٠٢٤ على صفحات العبرية "تايمز أوف إسرائيل" بعنوان "السنوار يعتبر عدد القتلى المدنيين المرتفع في غزة تضحية ضرورية"
والمقال بقلم طاقم نفس الصحيفة المذكورة. ومما جاء في مقدمته نقرأ ما يلي " أصر زعيم حركة حماس يحيى السنوار على أن دماء المدنيين في غزة هو تضحية ضرورية ستؤدي إلى تحرير فلسطين، وفقا لتقرير نشر في وقت متأخر من يوم الإثنين. مما يعزز الاتهامات بأن الحركة تعمدت تعريض سكان غزة للأذى خلال أشهر الحرب المدمرة على غزة" انتهى.
والمدقق في الفقرة السابقة لن يشك للحظة في نوايا العدو من تحريض لأهل غزة على قائد المقاومة السنوار وتأليبهم عليه من خلال اتهامه واتهام الحركة بأنهم المتسبب الأول في كل ما حصل من إبادة وتهجير وتجويع وغيرها من المآسي والمصائب في محاولة لإلصاق إرهابهم في ظهر غيرهم.

بل وتعدى الأمر لكاتب المقال إلى محاولة زرع الفتنة بين قادة الحركة ظانا أن أحد منهم سوف يلتفت لتفاهاته. وهنا نقرأ مما جاء في نفس المقال الآتي.
" وفي حديث مع زعيم حماس السياسي اسماعيل هنية بعد مقتل ثلاثة من أبناءه وأربعة من أحفاده في غارة جوية شمال غزة، أخبره السنوار أن مقتلهم إلى جانب مقتل سكان غزة الآخرين سيبث الحياة في شرايين هذه الأمة، وسيدفعها إلى الارتقاء إلى مجدها وشرفها" انتهى.

والمطالع للمقال إلى النهاية سيجده يغص بكيل الاتهامات على الحركة وقادتها ومنها عرقلة المفاوضات بل والحث على استمرار الحرب لتحقيق مكاسب أكبر، على حد زعمهم.

ويتضح خبثهم من خلال تركيزهم على سلاح المقاومة الذي تتمنى أن تتخلص منه وتطالب بنزعه في اليوم التالي للحرب.
فيقول كاتب المقال بأن السنوار صرح أن "حماس لن تسلم أسلحتها أو توقع على اقتراح بطلب ذلك".

وهنا نرد على العدو فيما يخص ما ادعى كاتب المقال أنه صدر عن السنوار وعدم مبالاته بالشهداء ،بأن الشهادة على تراب فلسطين وأبواب القدس هي حلم أي مسلم. فكيف وإن كان فلسطينيا؟

فهذا هو الطفل ابن الثالثة عشرة محمد أبو عاصي، الذي ودع أمه وكان ذلك وقت انتفاضة الأقصى قائلا، أنا ذاهب استشهد. وركب سيارة الأجرة وطلب من سائقها توصيله إلى ميدان الشهداء. وعندما سأله السائق، هل تريد أن تستشهد؟
اجابه الطفل بكل عنفوان الرجولة، نعم.
وقد حصل ما أراد وما سعى إليه.

فمن علم محمد أبو عاصي عشق الشهادة وأسباب طلبها وهو مثال من آلاف فعلوا ما فعل؟
من علمهم أن يحلموا بها؟ من علمهم أن الأقصى خط أحمر؟ وما الذي يدفعهم للاستشهاد من أجله؟

إنه الإسلام ،وارتباطهم به. إنها العبودية التي مؤداها الحرية.
فعباد الله وحدهم الأحرار في هذا العالم.
والمسجد الأقصى مبارك ،ومبارك ما حوله.
وفلسطين كلها مباركة، حبها والدفاع عنها من العبادة ولذلك قدمت الأمة عبر التاريخ الإسلامي الشهداء في سبيل تحريرها.
ولا تحرير من غير شهداء ودماء.

فالقائد يحيى السنوار لم يأت بشيء جديد . وقد قالوها أهالي الشهداء ولا زالوا يرددونها ،بأننا وأولادنا مشاريع شهادة على طريق تحرير فلسطين.

وهنا يلزم أولئك الفشلة من عدو الاحتلال أن يضعوا حذاء السنوار الذي ادعوا سابقا أنهم عثروا عليه في فمهم ويعضوا عليه جيدا قبل أن يقدموا على تأليب أهل غزة على مقاومتهم لأن أهل غزة لا يلتفتوا لترهاتكم وهم مع هذه المقاومة التي تدافع عن حقوقهم المسلوبة منذ عقود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة