الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى 251 – لقد بدأ العد التنازلي لدولة إسرائيل

زياد الزبيدي

2024 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


ميخائيل أوشيروف
كاتب صحفي روسي وخبير قانوني
موقع Politinform su الإخباري

11 يونيو 2024

بدأت الدول الأجنبية، الغاضبة من سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، بالتوجه نحو دولة فلسطين والابتعاد عن إسرائيل

تقوم دولة إسرائيل، في أعقاب الهجوم على قطاع غزة في أكتوبر 2023، بعمليات عسكرية على خمس جبهات.
في قطاع غزة نفسه، فإن العملية الإسرائيلية، التي أدت فعلياً إلى تدمير كل المنازل وكل البنية التحتية، هي تصفية فعلية لأكبر غيتو في العالم. في شمال إسرائيل، هناك تبادل متقطع لإطلاق النار مع حركة حزب الله اللبنانية - إسرائيل تقصف جنوب لبنان، وحزب الله يقصف شمال إسرائيل، وقد تم بالفعل ضرب العديد من أهم المنشآت العسكرية الإسرائيلية – مركز مراقبة الرادار بعيد المدى على جبل ميرون (نحن نسميه جبل الجرمق- المترجم)، وقواعد ومقرات عسكرية مختلفة والعديد من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية". وغادر حوالي 100 ألف شخص كانوا يعيشون هناك سابقًا المناطق الحدودية في شمال إسرائيل إلى وسط البلاد وإيلات. اما تنظيم الحوثي اليمني الذي يسيطر على جزء كبير من أراضي اليمن، عاصمة البلاد، مدينة صنعاء، وميناء رئيسي على البحر الأحمر، الحديدة، رداً على الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة فقد أعلن حصارًا بحريًا على البحر الأحمر أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل - إلى ميناء إيلات. ونتيجة لذلك، منذ بداية هذا الحصار، أصبح ميناء إيلات خاليا، والسفن المتجهة إلى إسرائيل تتجه الآن حول أفريقيا، وأدت محاولات الولايات المتحدة وحلفائها لإغاثة البحر الأحمر إلى خسارة 10 طائرات كبيرة بدون طيار وإلحاق أضرار بالعديد من السفن الحربية التابعة للولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك، ربما، حاملة الطائرات الأمريكية دوايت أيزرهاور.
كما يقصف الحوثيون بشكل دوري بعض الأهداف في جنوب إسرائيل، خاصة في إيلات. بالإضافة إلى ذلك، تقاتل الميليشيات العراقية ضد إسرائيل، وتقصف الأراضي الإسرائيلية بشكل دوري بطائرات بدون طيار.

في أعقاب الهجوم الغادر الذي شنته دولة إسرائيل في أوائل نيسان/أبريل على السفارة الإيرانية في سوريا، أصبحت إيران في حالة حرب افتراضية مع إسرائيل. وأظهرت الضربة الانتقامية الإيرانية التي أعقبت الهجوم الإسرائيلي قوة ومقدرة الأسلحة الإيرانية.

وبدأت الدول الأجنبية، الغاضبة من سياسات الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، تتجه نحو دولة فلسطين وتبتعد عن إسرائيل. خلال الأشهر الستة الماضية، اعترفت عدة دول بدولة فلسطين (الاعتراف بدولة فلسطين يعني الاعتراف بها ضمن حدودها المعترف بها دوليا في الفترة من 1947 إلى 1948). وقطعت عدة دول علاقاتها الاقتصادية، كما قطعت بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.

تعاني دولة إسرائيل من خسائر مالية واقتصادية فادحة – بسبب الحصار البحري للبحر الأحمر، حدثت زيادة كبيرة في أسعار العديد من أنواع البضائع التي تستوردها إسرائيل، وتجنيد 400 ألف جندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2023 والتكاليف الإضافية المرتبطة به لدفع أجور الجنود الجدد، ودفع ثمن الذخيرة والأسلحة، ودفع تكاليف علاج وإعادة تأهيل الجنود والضباط الجرحى، ودفع تكاليف إصلاح المعدات العسكرية المعطلة، ودفع تكاليف الإقامة التي لا نهاية لها بالنسبة للمهاجرين من شمال وجنوب إسرائيل من مناطق العمليات العسكرية – كل هذا تسبب في مشاكل كبيرة في الميزانية العامة. خلال الأشهر الستة الماضية، زادت دولة إسرائيل بشكل حاد من اقتراضها الخارجي لدفع النفقات العسكرية الطارئة، مما أدى على الفور إلى انخفاض تصنيفها الائتماني. كما أن دولة إسرائيل تنفق الآن احتياطيات البلاد من الذهب والعملات الأجنبية، وهو ما لم يحدث من قبل.

في الواقع، ليس أمام دولة إسرائيل سوى خيار واحد: مواصلة هذه الحرب على خمس جبهات في مواجهة ضعف الدعم الذي لا مفر منه موضوعيًا من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب المشاكل الداخلية المتزايدة هناك وفي مواجهة المشاكل الداخلية المتزايدة في إسرائيل نفسها، أو الانسحاب من قطاع غزة والبدء في مفاوضات حول السلام الشامل في الشرق الأوسط، وبشروط تم تحديدها بشكل تقريبي في إطار ما يسمى "المبادرة السعودية" أو "مبادرة السلام العربية" لعام 2002، والتي يتم التأكيد على أهميتها بشكل دوري من قبل جميع الدول العربية.
بالنسبة لإسرائيل، يعني هذا انسحابها من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة بشكل غير قانوني، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود 1947-1948، والحل العادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

ولا تزال الحكومة الإسرائيلية لا تفهم أنه لن تكون هناك شروط أخرى للسلام في الشرق الأوسط، وتواصل سياسة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والحرب المستمرة. وتختلف اللحظة الحالية عن كل اللحظات السابقة من حيث ظهور لاجئين داخليين – نازحين – في دولة إسرائيل، ولن يزيد عددهم إلا مع استمرار الصراع الحالي.

إن السياسة الحالية لدولة إسرائيل هي تدمير قطاع غزة بالكامل ومن ثم نقل الجيش الإسرائيلي إلى شمال إسرائيل للحرب مع حزب الله. وتتمثل إحدى القضايا في الحاجة إلى زيادة عددية في الجيش الإسرائيلي لخوض حرب برية واسعة النطاق، فضلاً عن افتقار الجيش الإسرائيلي إلى الخبرة في عمليات عسكرية كاملة ضد عدو خطير - حتى هذه اللحظة، لا يزال من الصعب على الجيش الإسرائيلي أن يخوض حرباً برية واسعة النطاق – في السنوات السابقة اشتبك الجيش الإسرائيلي مع فلسطينيين عزل تقريبًا وكانت الاشتباكات أشبه بعمليات الشرطة المعززة أكثر من كونها حربًا شاملة.

يبلغ عدد سكان دولة إسرائيل الآن حوالي 9.9 مليون نسمة، ناقص 1.3 مليون عربي إسرائيلي ناقص حوالي 1.3 مليون يهودي أرثوذكسي لا يخدمون في الجيش - ويبلغ عدد سكان إسرائيل لحساب إمكانات التعبئة حوالي 7.6 مليون نسمة. للمقارنة، يبلغ عدد السكان الحقيقيين في أوكرانيا الآن حوالي 19.7 مليون شخص، ويبلغ حجم الجيش الأوكراني الآن حوالي 880 ألف شخص، وفي الوقت نفسه هناك صعوبات هائلة في أوكرانيا. إن النسبة المئوية للمجندين في الجيش الإسرائيلي الآن (350 ألف شخص) أعلى بالفعل من مستوى المجندين في الجيش الأوكراني في أوكرانيا. ومع العمليات العسكرية المتزامنة المطولة في جنوب إسرائيل وعلى الحدود مع لبنان، فإن هذه الموارد البشرية قد لا تكون كافية. ومن ناحية أخرى، ولأسباب سياسية داخلية، يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تفعل شيئاً ما في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان، ولكن كل شيء باستثناء الغزو البري للبنان قد جربته السلطات الإسرائيلية بالفعل. الآن في إسرائيل، يتم ذكر التواريخ التقريبية لبدء العدوان على لبنان على الشبكات الاجتماعية – منتصف يونيو، أي خلال هذا الأسبوع.
الخيار الوحيد أمام إسرائيل الآن هو الانسحاب الكامل لقواتها من قطاع غزة، وإعادة بنائه على حساب ميزانية دولة إسرائيل، والاعتذار للشعب الفلسطيني، وإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة – مرتفعات الجولان والضفة الغربية، واخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية من هناك، وإزالة الحصار عن قطاع غزة وعن الحدود بين فلسطين والأردن ومصر، وإبرام سلام شامل في الشرق الأوسط على أساس قرارات الأمم المتحدة من 1947-1948.

خلاف ذلك – ستكون حربًا لا نهاية لها، ستخسرها دولة إسرائيل في نهاية المطاف في مواجهة الضعف وفقدان الهيمنة من قبل حليفتها الوحيدة – الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتعين عليها التوقيع على الاستسلام بنفس الشروط تقريبًا + صواريخ إيرانية وسورية على هضبة الجولان + صواريخ الحوثي تستهدف إيلات ولكن استسلام وليس سلام.

السبب الرئيسي لكراهية الجيران لإسرائيل هو احتلال إسرائيل غير القانوني للأراضي الفلسطينية والسورية، وبناء المستوطنات وإرهاب الدولة الذي تمارسه دولة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وإذا أزيل هذا السبب فإن المصدر الرئيسي للكراهية تجاه دولة إسرائيل سوف يتلاشى.

لقد اقترحت الدول العربية منذ فترة طويلة بناء السلام مع إسرائيل - ما يسمى بـ "المبادرة السعودية" لعام 2002، ومنذ ذلك الحين لم يتغير شيء، فقط من طرف إسرائيل هناك المزيد من الإرهاب، والمزيد من العنف ضد الشعب الفلسطيني، والمزيد من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في الضفة الغربية. والآن، بعد الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، نفد صبر العالم، وبدأت اللعبة فعلياً لتدمير إسرائيل. إن آلية السلام هذه هي الفرصة الأخيرة لإسرائيل، وليس حقيقة أن الدول العربية والإسلامية وقادتها ستوافق على السلام مع إسرائيل دون شروط. بالنسبة لدولة إسرائيل، يبقى الاختيار بين استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية والسورية وموت دولة إسرائيل بعد حرب لا نهاية لها، أو السلام الشامل في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب دولة إسرائيل ضمن حدود 1947.

لقد بدأ العد التنازلي لدولة إسرائيل، ولكن حتى الآن لم يفهم أو يشعر أي من الإسرائيليين العاديين والسياسيين الإسرائيليين بذلك. الزمن والتاريخ لا يرحمان، وسقوط إسرائيل بشكلها الحالي أصبح لا مفر منه بسبب العمى السياسي للسياسيين الإسرائيليين الحاليين والمجتمع الإسرائيلي.

"يجب على آخر شخص يغادر مطار بن غوريون أن يتذكر إطفاء الأضواء خلفه".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير سياسي من مبابي بشأن انتخابات فرنسا


.. بوتين يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عامًا.. وهذا ما سي




.. ضحايا وعشرات المصابين على إثر حريق مستشفى خاص في إيران


.. الجيش الإسرائيلي يحقق في احتمال تهريب حماس رهائن إلى خارج رف




.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة| #ال