الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهروب من جحيم نظام ولاية الفقيه

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2024 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بموجب الاحصائيات الموثقة والمعتد بها، فإن هجرة الأفراد المتعلمين والمهنيين من إيران إلى بلدان أخرى، المعروفة بهجرة العقول، في ازدياد مع مرور الوقت. في عام 2019، احتلت إيران المرتبة الثانية عالميا في هجرة العقول، حيث غادر ما يقرب من 180,000 محترف متعلم البلاد. ومع تدهور الأوضاع في إيران وسيطرة المقربين من خامنئي على جميع فروع الحكومة، وزيادة الاستياء الشعبي، ارتفعت هذه الأرقام بلا شك.
وتحدث هجرة العقول من أي بلد عموما لأسباب اقتصادية، اجتماعية، أو سياسية. ويمكن عزو أزمة هجرة العقول المستمرة في إيران إلى التأثيرات المدمجة لعقود من سوء الحكم، القمع السياسي والاجتماعي المستمر، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التوقعات الاقتصادية القاتمة، الفساد، والعوامل الاجتماعية والديموغرافية. وهذه العوامل المجمعة تركت الكثيرين بلا خيار سوى مغادرة البلاد.
الحياة في إيران بعد 45 عاما من الحکم الکهنوتي المعادي للإنسانية والحضارة، باتت تفقد الکثير من مقوماتها ورکائزها، ولاسيما بعد أن لم تعد هناك من طبقة أو شريحة أو طيف في المجتمع الايراني لم يکتوي بنار هذا النظام، والاکثر إثارة ولفتا للأنظار إنه وفي ظل الحکم الثيقراطي السائد، فإن کل شئ يسير بإتجاه سئ إلا القمع والاستبداد فإنهما في تطور مستمر من أجل ممارسة أکبر قدر ممکن من الممارسات القمعية التعسفية.
والذي يجب ملاحظته بإمعان فيما يتعلق بهذا الموضوع الذي أصبح ظاهرة تفرض نفسها بقوة، هو إن وسائل الاعلام التابعة للنظام نفسه باتت تتطرق لهذا الموزووع وتعترف به وبهذا الخصوص وفي تقرير لصحيفة "همدلي" الحكومية بتاريخ 8 يونيو 2024، كتب: "الإيرانيون يتصدرون قائمة المهاجرين. وارتفع معدل مغادرة إيران بنسبة 141%، ليصل إلى 115,000 وافد جديد في عام واحد."، کما أعلنت صحيفة “فاينانشال تايمز”، نقلا عن بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن إيران سجلت أسرع معدل نمو في الهجرة إلى الدول الغنية في العالم بين 2020 و2021، بزيادة قدرها 141%. ارتفعت هجرة العقول من 48,000 في 2020 إلى 115,000 في 2021.
وعلى مدار العام الماضي، كانت الوجهات للإيرانيين الفارين من القمع الشديد والنظام القمعي متنوعة. تركيا، إيطاليا، وكندا من بين الدول التي كانت الأكثر جذبا للإيرانيين للاستثمار، التعليم، أو شراء العقارات.
ويشير مرصد الهجرة الإيراني إلى الزيادة الحادة في طلبات الهروب من “جحيم خامنئي”، قائلا: “في السنوات الأخيرة، زادت طلبات الإيرانيين للحصول على اللجوء، تأشيرات العمل، وتأشيرات الطلاب في الخارج. وتشهد إيران مرحلة من ‘الهجرة الجماعية غير المنضبطة’.” ويؤكد مدير المرصد، بهرام صلاواتي، أن 80% من هذه المغادرات تعود لأسباب اقتصادية وسياسية.
وتشير التقارير إلى أن المغادرين من إيران يشملون رياضيين محترفين، فنانين، عمال مهرة، وفنيين نخبة. الهجرة الجماعية للأطباء، الممرضين، وغيرهم من المهنيين النخبة قد دمرت أسس التقدم والازدهار بسبب الطغيان، القمع، والضغوط الاقتصادية. من أوائل 2018 إلى مارس 2023، شكل الإيرانيون أكبر مجموعة تعبر القنال الإنجليزي من البر الرئيسي لأوروبا في قوارب صغيرة يديرها مهربو البشر للوصول إلى المملكة المتحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة