الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الأميركي سبب شقاء عالمنا

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الأدلة على ذلك بالعشرات، تخيرنا منها أربعة لا يشك فيها شاك ولا يجادل بها مجادل.
الأول: أميركا هي الدولة الوحيدة في العالم، التي استخدمت السلاح الذري وقتلت عشرات الآلاف من البشر. حتى اليوم، بعد 79 سنة على مأساة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، بتاريخ 6 و 9/8/1945، يولد هناك أطفال مشوهون.
الثاني: حصة العرب من عنصرية أميركا تجاههم وكراهيتها لهم، هي الأكبر. لولا الدعم الأميركي الأعمى للكيان الصهيوني، ما كان بمقدور هذا الكيان المسخ تحدي أمة من 450 مليون انسان. وليس بمستطاع الكيان اللقيط أن يكون فوق القانون الدولي، لولا وضع أميركا ثقلها وراء باطله. لولا أميركا، ما كان في منطقتنا اليوم شيء اسمه الصراع العربي الصهيوني. نقول ذلك بناء على معطيات ثابتة أكيدة، منها ما ورد في مذكرات، هنري كيسينجر، أكثر وزراء خارجية أميركا انحيازاً للكيان . يؤكد كيسينجر أن الكيان كان على حافة الإنهيار، بعد أن باغته العرب وباغتوا أميركا ذاتها بالهجوم العسكري البطولي المصري السوري في تشرين الأول(أُكتوبر) 1973. ويؤكد أيضاً، أن أميركا أنقذت الكيان من نهاية كانت محتومة، كما يقول بالحرف، وخاصة خلال الأسبوعين الأول والثاني، بعد الهجوم العسكري العربي. اليوم، وعلى وجه التحديد منذ السابع من أكتوبر 2023، تمد أميركا الكيان الصهيوني الشاذ اللقيط بأكبر جسر جوي عسكري في تاريخها. وتزيد ذلك حمايته سياسيا، ليستمر في مقارفة حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب العربي الفلسطيني في غزة وفي فلسطين المحتلة 1967، بل وتشاركه مباشرة وحدات أميركية بمقارفة جرائمه في غزة.
ثالثاً: ابحث عن أسباب معظم الحروب في العالم، ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة، ستجد أنها اشتعلت إما بعدوان أميركي مباشر على دولة ما، أو بمشاركة أميركة عن بُعد أو من وراء ستار. من الأمثلة التي لن تغيب عن الذاكرة الإنسانية، اعتداء أميركا على الشعب الفيتنامي المسالم، حيث ارتكب عساكرها فظائع يندى لها الجبين. ولا ننسى استباحة العراق عام 2003 وتدميره بناءً على أكاذيب باعتراف الأميركيين أنفسهم. ونشير أيضاً، إلى ما يجري في أوكرانيا اليوم. ما كان للأمور هناك أن تصل إلى ما وصلت اليه، لولا سفالات أميركا وغربها الأطلسي. لقد قَبِل نظام زيلينسكي على نفسه أن يكون دمية في يد أميركا، لاستفزاز الروس واشعال حرب، تأمل أميركا أن تجد فيها فرصتها لفرض عقوبات غير مسبوقة في التاريخ ضد روسيا، ولمحاربة هذه الأخيرة حتى آخر أوكراني وأوروبي.
رابعاً: في الأعوام الأخيرة، جن جنون أميركا من الصعود الاقتصادي الصيني. وفي موازاة ذلك، تصعد أميركا مواقفها العدائية ضد الصين زاعمة أنها تشكل خطراً داهماً على النظام الدولي، ولديها قدرات اقتصادية وعسكرية وتقنية لتغيير هذا النظام. يا لعدالة نظام أميركا الدولي، الذي باتت تخشى عليه من الصين !!!
هذا النظام الظالم بوقاحة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، نحن العرب أول ضحاياه، والأدلة كثيرة ذكرنا بعضها فيما أنف بيانه. إذا كانت أميركا تخشى على الديمقراطية من الصين الدكتاتورية، فهذه إدعاءات باطلة تباطن قلباً للحقائق وتزييفاً للوعي. فلطالما عُرفت أميركا بدعمها أنظمة استبدادية متوحشة، في قارات آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية. أنظمة بلغ التوحش ببعضها دفن المعارضين أحياءً. وأين عدالة أميركا وديمقراطيتها من الظلم الواقع على العرب بعامة وعلى الشعب الفلسطيني بخاصة، منذ عشرات السنين، بتغطية مباشرة وبدعم كامل للعدوان الصهيوني؟!
لقد اعترف أكثر من مسؤول أميركي، في لحظات يقظة ضمير عاجلة، أن إداراتهم المتعاقبة تضطر في أحايين كثيرة إلى التغاضي عن حقوق الانسان وعن الديمقراطية وعن فساد بعض "التابعين" خدمة لمصالح اليانكي.
بدل دس أميركا أنفها في شؤون الدول وأحيانًا بأزعومة الديمقراطية وحقوق الإنسان، ليت المسؤولين الأميركيين يلتفتون إلى ما يجري داخل بلدهم. فالجريمة هناك في تصاعد، وانقسام أميركا على نفسها ظاهر للعيان ويغتذي من رافدين رئيسين: الأول عنصري بغيض، والثاني طبقي لم يعد يحتمل بين قِلَّة قليلة جداً تملك المليارات وفقراء وجياع تتضخم أعدادهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير سياسي من مبابي بشأن انتخابات فرنسا


.. بوتين يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عامًا.. وهذا ما سي




.. ضحايا وعشرات المصابين على إثر حريق مستشفى خاص في إيران


.. الجيش الإسرائيلي يحقق في احتمال تهريب حماس رهائن إلى خارج رف




.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة| #ال