الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الانتخابات الإيرانية: ستة مهرجين في زي الحرس الإرهابي

مهدي عقبائي

2024 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد الانتخابات الرئاسية في إيران فصلاً جديدًا من مسرحية النظام، حيث يظهر ستة مرشحين يرتدون زي الحرس الإرهابي في مشهد واحد. تسعى وسائل الإعلام ووكلاء النظام لتقديم هذه الانتخابات كعرض كوميدي، بينما يعتبرها البعض مهرجانًا لإعلان الولاء لخامنئي واستمرار نهج رئيسي.
مرشحو الولاء لخامنئي
تتميز هذه الانتخابات بوجود ستة مرشحين يجمعهم تاريخ مشترك في دعم النظام وجرائمه، لكنهم يتنافسون في إظهار ولائهم لخامنئي واتباعهم لسياسات رئيسي، الرئيس السابق الذي قتل في حادث سقوط مروحية مؤخرًا. جميع المرشحين الستة قد أعلنوا بشكل صريح أنهم ينوون مواصلة نهج رئيسي وتنفيذ سياساته.
محمد باقر قاليباف
قال في مقابلة تلفزيونية: "إحدى الضروريات التي شعرت بها للمجيء إلى هنا وترك السعي لتحقيق الرفاهية لنفسي جانبًا هي تطبيق برنامج إبراهيم رئيسي". قاليباف، الذي شغل منصب عمدة طهران، يُعتبر من المقربين من النظام ولديه تاريخ طويل في السياسات القمعية.
علي رضا زاكاني
أكد زاكاني، المعروف بسجله في الفساد وسوء الإدارة، على "واجباتنا الثقيلة لمواصلة مسيرة إبراهيم رئيسي". زاكاني، الذي يشغل حاليًا منصب عمدة طهران، يواجه انتقادات شديدة بسبب استمراره في نفس السياسات التي اتبعها سلفه قاليباف.
سعيد قاضي زاده هاشمي
شدد هاشمي على أنه "مسؤول عن مواصلة مسيرة إبراهيم رئيسي. لا يجب أن تتوقف طموحات رئيسي". هاشمي، الذي كان نائبًا في البرلمان، يؤكد على التزامه بمتابعة السياسات التي بدأها رئيسي، بما في ذلك تلك المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية.
مسعود بزشكيان
يدعي بزشكيان بأنه إصلاحي، والمضحك المبكي أن محمد خاتمي يدعمه ويقول إنه يشارك في الانتخابات لصالح مسعود بزشكيان، حيث يريد الاستمرار في طريق إبراهيم رئيسي. يقول بزشكيان بوضوح: "لن نكتب برنامجًا جديدًا، ولن ننفذ سياسات جديدة في البلاد، لكن السياسات العامة التي أعلنها القائد المعظم واضحة، وعلى كل حكومة أن تنفذ البرامج القائمة". بزشكيان، الذي شغل منصب وزير الصحة سابقًا، يدعو إلى الاستمرارية بدلاً من التغيير، مما يعكس التزامه بالنهج القائم.
سعيد جليلي
ذكر جليلي أنه وحكومة الظل التي يديرها كانوا يساعدون حكومة رئيسي خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال: "في حكومة الظل هذه، كانت هناك عشرات مجموعات العمل المتخصصة... والمدراء والخبراء الذين يصل عددهم إلى أكثر من ألف". جليلي، المعروف بتشدده وأفكاره الأصولية، يعد بأن يستمر في نفس المسار الذي اتبعه رئيسي.
مصطفى بورمحمدي
المعروف بمشاركته في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 حيث راحت ضحيتها 30 ألف سجين سياسي أغلبهم من مجاهدي خلق، لا يحتاج إلى تعريف إضافي نظراً لتاريخه الدموي. بورمحمدي، الذي كان وزيرًا للعدل في حكومة روحاني، قال: "يجب أن يكون لدينا استمرارية في النهج القائم لضمان الأمن والاستقرار". يعد بورمحمدي بالاستمرار في نفس السياسات القمعية التي تميز بها النظام على مر العقود.
تعليق الصحافة والمعارضة
وصفت صحيفة "جوان" هؤلاء المرشحين بأنهم يمثلون الدور الواحد، مشيرة إلى أنهم يتنافسون فقط في تقديم الولاء والطاعة العمياء لخامنئي. نشرت الصحيفة صور المرشحين الستة في زي قوات الحرس، مؤكدة على وحدتهم في الهدف والنهج.
من جهة أخرى، سخرت صحيفة "همدلي" من المشهد، وكتبت: "يبدو الأمر كما لو أنه ليس لدينا خيار سوى مشاهدة العرض القسري لشقلبة طالبي الخدمة الذين تقمصوا مرارًا وتكرارًا رداء المسؤولين في إدارة البلاد. هؤلاء السياسيون الغشماء الذين يغطون أنفسهم برداء السياسيين ينطلقون باسم الخدمة ، وبالطبع من أجل كسب السلطة ."
الخلفية والواقع
يمثل هؤلاء المرشحون جزءًا من مسرحية معدة سلفاً تهدف إلى الحفاظ على مظهر الانتخابات الديموقراطية بينما يتم التحكم في كل جوانبها من قبل النظام. يرسم هذا المشهد صورة قاتمة لمستقبل إيران تحت حكم النظام الحالي، حيث يُنظر إلى الانتخابات كوسيلة لتعزيز السلطة والسيطرة بدلاً من تلبية تطلعات الشعب.
منذ مقتل رئيسي في حادث سقوط المروحية، حاول النظام إظهار استمرارية واستقرار من خلال تقديم مرشحين يدعون الالتزام بنفس النهج. هذا النهج يعتمد بشكل كبير على السياسات القمعية والتشدد الديني، مما يعكس عدم الرغبة في التغيير أو الإصلاح.
الختام
باختصار، الانتخابات الرئاسية في إيران ليست سوى فصل جديد من مسرحية طويلة تهدف إلى إيهام الشعب والعالم بوجود ديموقراطية، بينما في الواقع، تستمر السلطة في يدي النظام وأعوانه المخلصين. يبقى الشعب الإيراني يعاني من غياب الحريات الأساسية والحقوق الديموقراطية في ظل نظام يفضل الحفاظ على سلطته بأي ثمن، حتى ولو كان ذلك على حساب مستقبل البلاد واستقرارها.
في النهاية، سيقول الشعب الإيراني كلمته الأخيرة في المظاهرات الضخمة المزمع عقدها في 29 يونيو في برلين، حيث ستشارك الجالية الإيرانية من أرجاء العالم، رافضةً النظام برمته ومطالبةً بإسقاطه. هذه التظاهرات تمثل أملًا جديدًا في تحقيق تغيير حقيقي يعبر عن تطلعات وآمال الشعب الإيراني في الحرية والديموقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير سياسي من مبابي بشأن انتخابات فرنسا


.. بوتين يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عامًا.. وهذا ما سي




.. ضحايا وعشرات المصابين على إثر حريق مستشفى خاص في إيران


.. الجيش الإسرائيلي يحقق في احتمال تهريب حماس رهائن إلى خارج رف




.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة| #ال