الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمالة الاطفال ظاهرة سلبية في المجتمع تستوجب الوقوف عندها

عبدالقادربشيربيرداود

2024 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الطفل مصطلح يطلق على الانسان ؛ منذ ولادته حتى ماقبل مرحلة البلوغ ؛ ولهذه المرحلة العمرية خصوصيات تنفرد به الطفل ؛ وتعد اساسا لمستقبله ؛ وفرصته في الحياة ؛ منها وليس على سبيل الحصر ؛ النمو الطبيعي ؛ الرعاية الصحية ؛ فرص التعليم ؛ والتفاعل الاجتماعي الطبيعي ؛ لان هذه الاساسيات كفلتها الانظمة والقوانين الدولية تحت بند حقوق الانسان ...
قيل لكل قاعدة شواذ ؛ وسبب هذه الشواذ في التعامل الفوقي مع الطفل ؛ هو تلك الازمات الكارثية التي مرت به العراق ؛ والكثير من البلدان النامية في شرق اسيا وشمال افريقيا ؛ خلال العقود الماضية ؛ مثل النزاعات المستمرة ؛ الصراعات المسلحة ؛ والحروب الطاحنة ؛ التي من تداعياتها المخيفة كانت الظروف الاقتصادية الصعبة ؛ الفقر المدقع ؛ والبطالة بنسب عالية ؛ ما جعل نسبة كبيرة من الاسر العراقية في خط الفقر ؛ وماتحته فاجبرهم على أرسال أطفالهم فلذة اكبادهم للعمل لتأمين لقمة العيش ؛ في ظل ظروف قاسية يواجه خلالها الطفل انتهاكات جسمية لحقوقه ؛ ونقص الخدمات الاساسية ؛ وسوء التغذية ؛ والعمل لساعات طويلة والذي لايتناسب مع طاقاته الجسمية كطفل ؛ في بيئة غير آمنة يكتسب خلالها سلوكيات لاتتناسب مع براءة طفولته ؛ فيؤدي الى اضطرابات نفسية مثل ؛ القلق والاكتئاب ليكون في نهاية الامر عرضة للانعزال والاستغلال السهل ...
لكي نضع النقاط على الحروف ؛ ونقر ونعترف بالجرح الذي احدثته ؛ سوء تعامل الاسر العراقية بجانب قصور الدولة في مسؤولياتها ؛ في قلب الطفل الذي ارهقتها العمالة في وقت مبكر من عمره ؛ لأنها أعمال شاقة تعرض حياة الطفل للخطر ؛ وتحرمه حق التعليم ؛ او تحمل العبء المزدوج ؛ الدراسة والعمل معا ؛ متناسين ان مرحلة الطفولة هي الفترة الذهبية التي تتكون خلالها شخصية الطفل ؛ من هنا صارت عمالة الاطفال ظاهرة تستوجب الدراسة والحلول ...
لأعزز مقالي بمشاهدات حية عن عمالة الاطفال ؛ زرت الصوب الكبير في كركوك حيث ينتشر في ربوعه الاسواق والقيصرية ؛ وباعة الخضراوات والفواكه ؛ فالتقيت بطفل عمره ست سنوات نازح من محافظة صلاح الدين الحبيبة ؛ يا ليتني لم التقيه ؛ بادرته بالكلام : ( عمو اشلون شغلك ) اجاب والعرق يتصبب من جبينه ( عمي اشعر بالتعب الشديد .. اتمنى لو كان بأمكاني الذهاب الى المدرسة ؛ وألعب مثل باقي الاطفال ) ثم لوح بيده وقال بحرقة (شنو اللي بيدي ) وقد اغرورقت عيناه بالدموع ... من هذا المنطلق اناشد اصحاب الضمائر الحية ؛ وكل ضمير تكفل بادارة البلاد والعباد ؛ ان ترفقوا بهذه الشريحة المهمة في المجتمع ؛ وتنظروا اليهم بعين الابوية ؛ لانهم شباب الغد ؛ وقادة المستقبل ... قال الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم ( كلكم راع ؛ وكلكم مسؤول عن رعيته ) ... وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير سياسي من مبابي بشأن انتخابات فرنسا


.. بوتين يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عامًا.. وهذا ما سي




.. ضحايا وعشرات المصابين على إثر حريق مستشفى خاص في إيران


.. الجيش الإسرائيلي يحقق في احتمال تهريب حماس رهائن إلى خارج رف




.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة| #ال