الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اندفاع الأحداث

يحيى نوح مجذاب

2024 / 6 / 14
الادب والفن


الكلُّ يندفع إلى الأمام، نحو المجهول القابع خلف قرص الشمس الأحمر.
لا أحد يستطيع ان يوقف انجراف السيل الهادر في السهوب وشقوق الوديان.
لا أحد يستطيع ان يقبض على جزئيات الأحداث ويوقف انطلاقاتها، أو يُحرّك بوصلتها نحو اتجاهات أخرى غير مطروقة، فلا يمكن ان نشترط الهدنة ونتريث في تغيير المسارات المنطلقة بأقدارها الحتمية.
القوة التي تدفع كل شيء هي أكبر من كياناتنا وأجسادنا الفيزيائية وأفكارنا الممتدة نحو السماوات السبع.
نحن ننسى لحظاتنا الهائمة في كلِّ حدب وصوب، وهي تُشكِّل كوننا الأحدب. إنها تتسرب من بين اصابعنا العجفاء، وفي لحظة إلهام علوي تنبثق نافورة الذكريات قاتمة مؤلمة غارقة في الأشجان وهي تغطي وجه الأرض.
نحن لا نكبر ابداً
نحن نبقى صغاراً منذ النشأة الأولى عند جرس الولادة وحتى ساعة الرحيل الأخير.
نحن نبقى كما نحن دون تغيير فالزمن تجمَّد في داخلنا وتصلَّب، ويبقى شيء واحد راسخ ثابت لا يناله التحوّل؛ إنه بؤرة الذات؛ الأنا غير المرئية، غير المُدركة، تلك العصِيّة على الفهم والاحتواء الكامل المحيط باللانهاية.
ما يهرم هو خلايانا فقط،
جذوعنا..
صورنا..
أشكالنا المتهرئة الملونة
وجوهنا وصفحاتها المتعددة
إنها حماقة كبرى أن تحدث المقارنات بين الأضداد المتماثلة في الطور؛ طريّو العود مع الأصلاب ذوي الجذوع الخشنة. إنه ضرب من الطيش، لكن هذه هي الأنفس البشرية لا تضبطها القيم المطلقة ولا يَزِن سلوكها سموّ الخلق ولا الإيقاعات الهارمونية التي تحرك الأجسام.
إنه عالم فوضوي مقيت سادَه الأقوياء ذوو النفوذ أصحاب اليد الطولى، أما الضعفاء فلا مكان لهم فيه، ومن ذبلت أجسادهم وذوت فما لهم من بُد سوى الانتظار حتى فصل الختام الذي ينزل بهم وهم صاغرون.
كان يمشي على ثلاث حتى وصل دكان الدواء، انتبه لنفسه وهو يفكِّ أُحجية أوديب التي بُنيت عليها فلسفات النفس البشرية، فعندما تشيخ الأجساد لا مناص من عصا موسى ليتوكأ عليها ويهش بها على الأغنام البشرية.
زرقه صاحبه بجرعة دواء، سائل لزج أحمر وغرزها في عضل الإلية. وعندما رأى جسده شبه العاري أيقن أن خطَّ العمر المديد أوحى له بأنه كان في يوم ما يشعُّ بالنضارة والقوة القاهرة عندما كانت السجايا تفعل فعلها الساحر.
طبول الحرب بدأت تدق في أكثر من بقعة في العالم كما تتواتر الأنباء، وقد ازداد هديرها، ولا أحد يعرف من سيقود هذا الكوكب الى مصيره المجهول ويلقيه في الهاوية حيث سيصطلي الجميع في أتون الجحيم.
الشمس ستحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر كما يقول علماء الفلك في وكالة الفضاء ناسا وهو العيد الذي يتكرر كل 250 مليون سنة أرضية. إنها تدور مع أذرع المجرة كل هذه الأعوام لتتحقق دورة كاملة حول مركز الكون المنظور.
إذاً كم نحن محظوظون لأننا نتنفس عبق الحياة الآن في عالم الدنيا.
عيد ميلادها الماضي احتفلت به الديناصورات قبل انقراضها على طريقة عصر الجوراسيك، أما عيدها المقبل فلن تحتفل به سوى الروبوتات الذكية التي سيصنعها الجيل الأخير من البشر عندما تتبدل الأرض غير الأرض حينها لن يكون لمخلوق قديم أيّ ذكر أو أثر حتى لو كان في علمِ كتاب مبين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف


.. اشتهر بدور الساحر غاندالف في -سيد الخواتم-.. الممثل البريطان




.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -