الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلّقها يا بني!

ادم عربي
كاتب وباحث

2024 / 6 / 14
كتابات ساخرة


قصة ساخرة
كَانَ هُنَاكَ شَخْصٌ أَنْهَى زَوَاجَهُ لَيْسَ لِعَيْبٍ فِي شَرِيكَتِهِ، بَلْ لِاعْتِقَادِهِ بِأَنَّهَا تَجْلِبُ لَهُ نَحْسًا. أَمَامَ الْقضَاءِ، شَرَحَ الزَّوْجُ دَوَافِعَهُ بِالتَّفْصِيلِ، فِي حِينِ وَقَفَتِ الزَّوْجَةُ صَامِتَةً.

أَفَادَ الزَّوْجُ: "تَصَوُّرْ يَا سِيَادَةَ الْقَاضِي، فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ الَّذِي قَابَلْتُهَا فِيهِ، كُنْتُ قَدْ رَكَنْتُ سَيَّارَتِي وَذَهَبْتُ لِأَرَاقِبَهَا مِنْ بَعِيدٍ. وَبَغْتَةً، اصْطَدَمَتْ شَاحِنَةُ الْقُمَامَةِ بِسَيَّارَتِي وَحَطَّمَتْهَا. وَعِنْدَمَا ذَهَبَتْ عَائِلَتِي لِطَلَبِ يَدِهَا، تُوُفِّيَتْ أُمِّي، وَتَحَوَّلَ الْمشْوَارُ مِنْ مَنْزِلِ الْعَرُوسِ إِلَى مَدَافِنِ الْعَائِلَةِ! وَفِي فَتْرَةِ الْخِطْبَةِ، كُلُّ زِيَارَةٍ لِلسُّوقِ مَعَهَا كَانَتْ تَنْتَهِي بِمُخَالَفَةٍ مرُورِيَّةٍ. هَلْ هَذَا مِنَ الطَّبِيعِيِّ، سِيَادَةَ الْقَاضِي؟

وَفِي يَوْمِ زِفَافِنَا، انْدَلَعَ حَرِيقٌ فِي مَنْزِلِ الْجِيرَانِ وَامْتَدَّ إِلَى بَيْتِنَا وَامْتَدَّتِ النِّيرَانُ إِلَى مَنْزِلِنَا وَالْتَهَمَتْ جُزْءًا كَبِيرًا مِنْهُ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي جَاءَ وَالِدِي لِزِيَارَتِنَا، أُصِيبَ وَالِدِي بِكَسْرٍ فِي سَاقِهِ وَتَبَيَّنَ أَنَّهُ مُصَابٌ بِالسُّكَّرِي، رَغْمَ تَمْتُعِهِ بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ، وَأَخَذْنَاهُ لِلْعِلاَجِ فِي الْخَارِجِ وَلَمْ يَعُدْ حَتَّى الْآنَ. وَكُلُّ زِيَارَةٍ مِنْ أَخِي وَزَوْجَتِهِ كَانَتْ تَنْتَهِي بِشَجَارٍ بَيْنَهُمَا، كَانَتِ الْعَائِلَةُ تهْمِسُ لِي بِأَنَّ زَوْجَتِي هِيَ سَبَبُ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَنْزِلُ عَلَيْنَا، لَكِنَّنِي لَمْ أَكُنْ أُصَدِّقُ فَهِيَ زَوْجَةٌ رَائِعَةٌ وَبِهَا كُلُّ الصِّفَاتِ الَّتِي يَتَمَنَّاهَا كُلُّ شَابٍّ. لَكِنْ يَا سِيَادَةَ الْقَاضِي، بَدَأْتُ أَلاَحِظُ أَنَّ حَالَتِي الْمَادِيَّةَ فِي تَدهُورٍ مُسْتَمِرٍّ، وَأَنَّ رَاتِبِي بِالْكَادِ يَكْفِي مَصَارِيفَ الشَّهْرِ. بِالْأَمْسِ فَقَطْ، فَقَدْتُ وَظِيفَتِي، فَقَرَّرْتُ أَلاَّ أَبْقِي هَذِهِ الزَّوْجَةَ عَلَى ذِمَّتِي!"

أَصَرَّ الْقَاضِي عَلَى عَوْدَةِ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا، مُؤَكِّدًا أَنَّ الْأَحْدَاثَ كَانَتْ صُدَفًا وَلَيْسَتْ بِسَبَبِهَا. وَلَكِنْ قَبْلَ أَنْ يغَادِرَ الرَّجُلُ الْقَاعَةَ مَعَ زَوْجَتِهِ، تَسَلَّمَ الْقَاضِي رِسَالَةً بِإِنْهَاءِ خِدْمَاتِهِ، فَعَادَ وَنَادَى عَلَى الرَّجُلِ وَقَالَ لَهُ: "أَقُولُ لَكَ، طَلِّقْهَا يَا ابْنِي، طَلِّقْهَا."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سألنا الناس في مصر: ما رأيك في تصريحات الفنان بسام كوسا حول


.. -خانه التعبير-.. الناقد الفني أسامة ألفا يدافع عن تصريحات ال




.. ناقد فني يفسر تصريحات الفنان بسام كوسا المثيرة للجدل


.. فنانة نرويجية تحتج بطريقة مبتكرة للتوعية بمعاناة الأمهات في




.. الفنان بسام كوسا.. ينتقد فنانات بتصريح لاذع