الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم -عدّاء الطائرة الورقية- قصة التمييز العرقي ، والغزو الأجنبي ، وتطرف طالبان

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2024 / 6 / 14
الادب والفن


الجزء الثاني

فيلم "عداء الطائرة الورقية" مستوحى من رواية للكاتب "خالد حسيني"، الصادرة عام 2003 ، أول رواية كتبها الطبيب الأمريكي من أصل أفغاني "خالد حسيني " ، حققت الرواية نجاحاُ ساحقاُ وحطمت كل الأرقام القياسية في المبيعات حول العالم ، حيث تصدرت لائحة الروايات الأكثر قراءة لمدة طويلة، بيعت منه أكثر من سبعة ملايين نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها . تحكي الرواية أحوال افغانستان المضطربة من سقوط للنظام الملكي في أفغانستان، مرورًا بالتدخل العسكري السوفييتي، ثم صعود نظام طالبان لسدة الحكم ونزوح اللاجئين إلى باكستان وأيران . بعد أربع سنوات من صدورها تحولت الى فيلم سينمائي ،أعد السيناريو والحوار "ديفيد بينيوف" وإخرجها المخرج "مارك فورستير" .

بطل القصة أمير وهو ابن لرجل غني، والطفل الثاني اسمه حسن وهو ابن الخادم علي، يعيش أمير وحسن في بيت واحد، يعيش حسن مع والده في غرفة الخدم أما أمير يعيش في البيت الواسع، يخرج الطفلان ويلعبان معًا وتصبح بينهما علاقة صداقة متينة . ينتمي أمير لقبيلة البشتون،وهي أكبر قبيلة في أفغانستان وتتبع هذه القبيلة مذهب أهل السنة، بينما حسن من قبيلة الهزارة الأقليّة التي تتبع مذهب أهل الشيعة. يفتتح الفيلم في سان فرانسيسكو في عام 2000 ، حين يتلقى الأفغاني المهاجر أمير (خالد عبد الله) وزوجته ثريا (أتوسا ليوني) صندوقين من النسخ المنشورة من رواية أمير الأولى . لم تكمل فرحة أمير في صدور روايته حين أبعده الهاتف عن نشوته وعاد على مضض إلى الماضي الذي يحاول دفنه ونسيانه ، كان المتصل رحيم خان (شون توب) من باكستان . كان رحيم أقرب أصدقاء والده ويتذكره في منزل أمير في سبعينيات القرن العشرين عندما عاش أمير مع والده التاجر البشتوني الثري بابا (همايون إرشادي) في أفغانستان قبل الغزو السوفيتي . "لديك فرصة أخرى لتكون جيدا" ، يطلب رحيم أن يطير أمير إلى باكستان و يدخل أفغانستان التي مزقتها الحرب وينقذ الصغير سهراب (علي دانيش بختي آري) الذي يحتجز سجينا ضد إرادته كعبد جنسي لآصف (عبد السلام يوسفزاي) زعيم طالبان القاسي وخصم أمير اللعين في مرحلة الطفولة . الأحداث تجبر الشاب أمير البالغ من العمر 23 عاما على العودة إلى العاصمة التي تسيطر عليها طالبان بعد وفاة والده في الولايات المتحدة بحثا عن ابن حسن ( سهراب) الذي تحتجزه جماعة طالبان بعد مقتل حسن لمقاومته هجوم قوات طالبان على منزل عائلة أمير الذي يحرسه حسن بعد فرارهم الى الولايات المتحدة .

السرقة هي الخطيئة الوحيدة التي لا يمكن غفرانها
يحتوي الفيلم على ثلاثة مشاهد لا تنسى وستبقى في ذهن المتفرج . الأول بعد غزو السوفييت وإجبار بابا وأمير على الفرار من أفغانستان وكانوا في شاحنة متجهة إلى الحدود الباكستانية عندما أوقفها جندي روسي يريد أن يأخذ زوجة أحد الرجال في الشاحنة إلى الخارج ويغتصبها. ولكن من خلال احتجاج بابا الشجاع ، يتم إرسال الشاحنة في طريقها دون أن تتعرض المرأة للإساءة . لاحظ أن أمير يحاول إيقاف والده لأنه يخشى أن يتم إطلاق النار عليه ويقول له البابا : "ألم أعلمك شيئا؟" ، إنه موقف كبير ولحظة مؤثرة . وهناك مشهد واحد في "عداء الطائرة الورقية" لمارك فورستر حين يتحدث بابا (همايون إرشادي في تصوير مذهل) إلى إبنه أمير عن الخطيئة بعد اللوم على أبيه في شرب الخمرة ويعتبرها الأبن خطيئة ، عندها يرد والد الطفل امير ، " السرقة هي الخطيئة الوحيدة التي لا يمكن غفرانها. الخطيئة الأكبر بين كل الخطايا ، عندما تقتل رجلا، فأنت تسرق حياة، تسرق حق الزوجة بزوج، تسرق أبا من أولاده، عندما تكذب، تسرق حق شخص في الحقيقة، عندما تغش، تسرق حق العدالة، ليس هناك شر كالسرقة " . واحدة من أقوى اللحظات في الفيلم تحدث عندما تقرأ الشخصية الرئيسية رسالة كتبها صديق طفولته المتوفى حسن . بينما يقرأ بطل الرواية الرسالة ، يسقط صندوق من الفاكهة كما لو كان يمثل النفوس الضالة في هذه الأرض المقفرة. يقرأ السطر الأول من الرسالة، بسم الله الرحمن الرحيم . وتمضي الرسالة لتقول ، " لقد تضمنت صورة لي وابني سهراب . إنه فتى جيد. علمته أنا ورحيم خان القراءة والكتابة ، حتى لا يكبر غبيا مثل والده. ويمكنه إطلاق النار مع هذا المقلاع الذي أعطيتني إياه! لكنني أخشى عليه يا أمير آغا. لقد ماتت في أفغانستان شبابنا منذ زمن طويل. لقد ذهب اللطف من الأرض ، ولا يمكنك الهروب من عمليات القتل. دائما القتل. أحلم أن يهدينا الله إلى يوم أفضل. أحلم بأن يكبر ابني ليكون شخصا جيدا ، شخصا حرا ، شخصا مهما. أحلم أن تتفتح الزهور في شوارع كابول مرة أخرى ، وستعزف الموسيقى في منازل الساموفار ، وستطير الطائرات الورقية في السماء. وأحلم بأنك ستعود يوما ما إلى كابول لإعادة زيارة أرض طفولتنا. إذا قمت بذلك ، فستجد صديقا مخلصا قديما في انتظارك. الله يكون معكم دائما. حسن".‏ كذالك ، يسحر المخرج المشاهد أيضا بأبيات تخص الشاعر والفيلسوف المتصوف المؤثر جدا جلال الدين الرومي على لسان الطفل أمير عند هروبهم من افغانستان صوب باكستان وسط ظلمة الخزان المختبئان به أمير وأباه : ‏"إذا جئنا لكي ننام ، فاننا عيونه الناعسة ، وإذا جئنا للاستيقاظ ، فنحن بين مابين يديه الماسكة ، إذا جئنا إلى البكاء ، فنحن غيمته الماطرة ، وإذا جئنا إلى الضحك ، نحن برقه في تلك اللحظة . إذا وصلنا إلى الغضب والمعارك ، فهذا انعكاس لغضبه. وإذا جئنا إلى السلام والعفو ، فهذا انعكاس لمحبته وعاطفته ، فمن نحن في هذا العالم المتغير" . ‏

مشهد اغتصاب الطفل

بعد فوز حسن في مسابقة للطائرات الورقية ، يحاصره المراهق المتعصب آصف وزمرته من المتنمرين في زقاق مظلم ، وبعد ضربه والأعتداء الوحشي عليه يقوم في أغتصاب الصبي حسن . على الرغم من حقيقة أن المشهد تم تصويره باسلوب راقي ورفيع، ألا أن المشهد أثار حفيظة رجال طالبان وأصبحوا الممثلين الأطفال الذين أشتركوا في أداء المشهد فيما بعد عرضة لتهديدات بالقتل في وطنهم أفغانستان ، وكان لا بد من نقلهم خارج البلاد . ‏يمكن تفسير مشهد الاغتصاب على عدة مستويات مختلفة. فمن ناحية، يكشف عن التوترات العميقة الجذور بين الأقليات العرقية في أفغانستان (التي لا تزال قائمة حتى اليوم). على مستوى أعمق ، يمثل حسن عامة الناس في أفغانستان الذين كانوا دائما ضحايا الجيوش الغازية طوال تاريخهم . مشهد الاغتصاب هو أيضا مصدر ذنب كبير لأمير ووصمة عار ظل يطارده حتى سن الرشد . أمير شاهد على الاغتصاب لكنه لم يفعل شيئا في مساعدة صديقه . وفي وقت لاحق ، أضافة الى اتهام حسن زورا بسرقة ساعة مما أدى إلى مغادرة حسن ووالده قصر العائلة على الرغم من مغفرة بابا وطلب منهم البقاء. من الواضح أن أمير لم يعد بإمكانه تحمل وجود حسن في المنزل لأنه يذكره بجبنه .
الرواية كتبها خالد حسيني هي قصة الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في أفغانستان . إنها قصة التمييز العرقي ، والغزو الأجنبي ، وإساءة معاملة الأيتام ، وتطرف طالبان وما إلى ذلك . كان من الرائع رؤية أفغانستان القديمة، جميلة، صاخبة ، والناس فيها سعداء يمارسون هوياتهم والعابهم وأفراحهم . التحول المأساوي في الأحداث التي أعقبت ذلك في تاريخ البلاد يلقى باللوم على الغزو ألاجنبي لبلادهم . شجعت الجيوش الأجنبية المحتلة أيديولوجية الكراهية والقتل والعنف والتطرف من خلال توفير الحماية والأسلحة للإرهابيين من أجل الإطاحة بالسوفييت. ولكن بمجرد أن رحل التهديد الأجنبي وتخلى عنه حلفاؤه المزعومون ، فإن قوات طالبان بدلا من العودة إلى الطرق السلمية ، قامت بنشر رسالة الكراهية والعنف والتعصب و تشويه تعاليم الدين الإسلامي الجميل. نعم كان هناك هجرة هائلة للأدمغة ونقص في الموارد اللازمة لازدهار الاقتصاد وشعبه ، بعد أن كان ألأمل في سيادة الحس الوطني وأعادة بناء بلدهم بعد دماره من قبل جيوش الاحتلال .الفيلم ( عداء الطائرة الورقية) يعطي لمحة عن كابول في السنوات الماضية. كابول جميلة في الوديان الهادئة ، وكابول مع الثقافة والتقاليد . هناك تسلسل في الفيلم حيث يخرج الأطفال والكبار على حد سواء للاحتفال بمسابقة الطيران بالطائرة الورقية ، والناس يرتدون ملابس تقليدية ملونة والسماء مغطاة بالألوان بينما تستعد مئات الطائرات الورقية للتحليق. تختلط الألوان الزاهية سماء كابول في لوحة الجمال البصري . ‏عداء الطائرة الورقية هو فيلم جميل يأخذنا في الرحلة يقوم بها الصبيان الصغيران ، وتصبح تللك الرحلة تحفة فنية تحت إشراف مارك فورستر، وتترك المشاهد في شوق وفضول في رؤية ما قد يحدث لصبي صغير في كاليفورنيا . يروي "عداء الطائرة الورقية" قصة الخلاص بينما يصور أيضا الممارسة الفظيعة والشاذة ل(باشا بازي) أو لعب الغلمان هو مُصطلح عامي أفغاني يُطلق على الأنشطة التي يُمارسها الأطفال الذكور من رقص وتقرب جنسي من البالغين الذكور، كنوع من الغلمانية. وتشمل هذه الممارسات استغلال الأطفال إباحيا والعبودية الجنسية ودعارة الأطفال في عُمر ما قبل المراهقة لصالح الأشخاص الأغنياء أو أصحاب النفوذ من أجل الترفيه والجنس. وهذه العادات موجودة بشكل اعتيادي في مُختلف أنحاء أفغانستان، "باشا بازي" هو مصطلح عام لممارسة تنطوي على الاعتداء الجنسي على الأطفال الذي يحدث في العديد من دول آسيا الوسطى مثل أفغانستان . باشا بازي هي من بين أسوأ أشكال الخطيئة وهي السرقة ، إنها سرقة لبراءة الأطفال ، باشا بازي ممارسة بشعة تستحق المزيد من الاهتمام والإدانة من المجتمع الدولي .
‏فيلم "عداء الطائرة الورقية "هو قصة جميلة لصبيين صغيرين مزقهما ماضيهما ومع ذلك تم جمعهما معا بسب الماضي ذاته، عروض رائعة وتصوير سينمائي يخطف الأنفاس على الشاشة بينما نشاهد الطائرات الورقية تغطس داخل وخارج السماء لتشكيل رمز لجمالهم واستقلالهم ، ولحظة فرح بين حياة من الألم والحزن. ستبقى صور عداء الطائرة الورقية معي إلى الأبد في قصة غنية مثل الوقت ، وفي فيلم يغلف الشاشة بالقوة والحزن ، محاطا ب "الحب الأخوي".‏‏ الجزء الأكثر جاذبية يعكس مدى رغبة أمير اليائسة في أن يكون جيدا مرة أخرى. ومن المشاهدة المتميزة للمخرج ( فورستر ) ، فقد مهد مشهدا مثيرا للإعجاب لأمير وهو يدافع عن سهراب ضد والد زوجته الرسمي الجنرال السابق في الجيش الافغاني في النهاية . وفي النهاية يعود أمير بابن حسن ( سهراب ) ليطلقا طائرة ورقية جديدة. ولكن في سماء أمريكا هذه المرة التي أصبحت الوطن أو البيت البديل كما يقول عنها أمير .

طاقم التمثيل وصعوبات تنفيذ الفيلم

‏ حرص المخرج فورستر علي أن يكون تصميم المنازل مشابها لما هو في مدينة كابول، وأيضا مدينة بيشاور، والحيوانات الداجنة المحيطة بالمنازل التي استغرق بناؤها شهرين . قضي المنتج المنفذ بينيت والاش عاما كاملا يجوب 20 دولة مختلفة لاختيار المكان المناسب للتصوير خاصة وأن كابول التي سقطت في يد طالبان عام 2006، مدينة عمرها 3 آلاف عام، والفترة التي يتناولها الفيلم في السبعينيات من القرن الماضي واختيرت الصين الغربية لأنها الأنسب علي حد تقدير والاش، واختيرت مدينة كاشجر القديمة التي تحوي مسجدا يعود تاريخه إلي عام 1442 ، ويسع لألف مصل لتكون هي اللوكيشن الرئيسي لمدينة كابول بشوارعها العتيقة . واستعان المخرج مارك فورستر بعدد من السكان المحليين علي راسهم إلهام حسيني طالبة الحقوق وابنة عم كاتب الرواية والتي هربت وعائلتها من أفغانستان بعد وقوعها في يد طالبان لمراجعة اللغة ألأوردية وللحفاظ علي الحديث بالدارية كما يتحدث بها أهلها في العاصمة الأفغانية كابول، كما استعان مسؤولا الإنتاج بعدد من المستشارين لنقل تفاصيل الحياة الأفغانية ومظاهر المعيشة بها .
كان مهمة أختيار ابطال الفيلم صعبة جدا ومسؤولية تقع علي عاتق المخرج مارك فورستر استنادا إلي حرصه علي اختيار الممثلين المناسبين للأدوار وخاصة شخصيتي الطفلين أمير وحسن ، وكان فورستر يعتقد أن من يجسدا الشخصيتين يجب أن يتفهما الخلفية الثقافية التي قدما منها البطلان ، وللعثور علي ضالته المنشودة استعان فورستر بخبيرة الكاستينج البريطانية (كيت دويد) التي سبق أن عملت معه ، بدأت كيت رحلتها للعثور علي الطفلين بالبحث بين أطفال الجاليات والمجتمعات الأفغانية، ذات الثقافة القومية الأفغانية في كل من كندا والولايات المتحدة وألمانيا، لكنها وطاقم الفيلم شعروا بأن النتيجة غير مرضية لهم ، ولهذا أضطروا التوجه إلي كابول ونجحوا في العثور على من يجسد شخصية الطفلين البطلين وكثير من الشخصيات الأخري في الفيلم، وقضت الخبيرة البريطانية كيت شهراً بها في البحث بين أطفال المدارس والملاجئ وحتي الأماكن والخرابات التي هدمتها القنابل، وترسل الصور الفوتوغرافية للأطفال المرشحين أولا بأول إلي فورستر الذي لحق بها ما إن استقرت علي مجموعة منهم، والذي انبهر بسحر زيارة كابول للمرة الأولي، تلك المدينة التي تحولت علي مدي العقدين الماضيين إلي رمز للحرب والاضطراب والطغيان، رغم الدفء الذي يغلف أراوح الأفغانيين . حتي تم الاستقرار علي زكريا إبراهيمي لشخصية أمير - الشخصية الرئيسية في الفيلم - وأحمد خان محمود زاد في شخصية ( حسن) والذي عثرت عليه كيت في زيارة لها لمنظمة اللاجئين الأفغان، وقد تغلب فورستر علي نقص خبرة زكريا وخجله بالاقتراب منه وتدريبه، خاصة وقد لمح الحزن في ملامحه حيث قتل والده وتخلت عنه والدته، وقد كمن هذا الحزن في اختيار فورستر له لتجسيد شخصية أمير الذي توفيت والدته ويشعر بإهمال والده .
وكذالك الصعوبة كانت في أختيار الممثل الذي يجسد شخصية أمير في مرحلة الشباب كما قامت كيت برحلات إلي أمريكا وأوروبا وإيران وتركيا لعمل كاستينج ، ووقع الأختيار على الممثل البريطاني من أصل مصري خالد عبد الله 25 عاما - الذي برز في فيلم ( يونايتد 93) ، والذي رأه فورستر الأنسب للدور خالد عبد الله يجسد أمير ، وقضي (خالد ) شهراً كاملاً لتعلم اللغة الدارية كأنه أفغاني تماما، كما تدرب علي تطيير الطائرات الورقية . كان طاقم التمثيل في الغالب من ممثلين هواة من الجنسية الأفغانية ، وهذا أعطي الفيلم أصالة ومصداقية لدى المشاهد ، بالأضافة الى أن جميع الممثلين كانوا يتحدثون بلغاتهم الوطنية. ولابد من الاشادة بأداء الممثل الطفل الموهوب ( أحمد خان محمود زاده ) الذي قام بتجسيد شخصية حسن صديق طفولة أمير ، ونقلت تعابير وجه حزنه وأنكساره وخيبته بصديق عمره أمير و خاصة في مشهد رمي الرمان التالف عليه من قبل أمير ، او اعترافه بسرقة ساعة امير رغم انه لم يكن صادقا ساعتها ونظرته القاتلة الى أمير وكأنه يعكس خيبته وعاره فيه " . كذالك أجاد الممثل الأمريكي – الايراني الأصل (شوان توب) الذي أدى دور بابا (وهو مهندس معماري أيضا) الذي لعب دور بابا والد أمير. وكذالك الممثل الأيراني همايون ارشيدي الذي أجاد في أداء شخصية رحيم خان أفضل صديق لأمير و شريك بابا في كابول الذي يحمل مفتاح الحقيقة . كان التصوير السينمائي متفوقا حقا والصور التي قدمها مدير التصوير ( روبرتو شيفر) الذي سبق له العمل مع المخرج المعروف ( مارتن سكورسيزي ) .
‏في الختام : قادني هذا الفيلم الى البحث عن رواية حسيني وقراءتها ، من الملاحظ تشابه حياة بطل الرواية أمير، مع حياة المؤلف خالد حسيني؛ إذ كلاهما طبيبان وكلاهما أفغانيان مهاجران للولايات المتحدة، وكلاهما شهد بعضا من مشاهد الحرب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، الأمر يجعلنا نضع ارتباطا ما بينهما لربما المؤلف أراد أن يؤرخ بعض لقطات حياته، كانت الرواية مقنعة والفيلم أكثر من ذلك حيث تظهر الشخصيات على الشاشة. كان الفيلم موجعا للقلب والممثلين وخاصة الأولاد الصغار . لقد كانوا أطفال أبرياء رائعون كونهم ضحايا لبلد غير متسامح وعنيف يستمر في حرمان الناس من حقوق الإنسان الأساسية. هذا الفيلم تذكير بما تعنيه الحرية حقا . كما أنه يسلط الضوء على مدى صعوبة إحداث تغيير حقيقي ذي مغزى في مجتمع تسيطر عليه قبائل متخلفة وقاسية غير إنسانية وغير متعلمة. ‏إن حزن الحياة في أفغانستان تعظمه الكاميرا وهي تلتقط التضاريس القاتمة والوعرة والفقر المدقع والوجوه البالية للرجال والنساء الذين أصبحوا مسنين في سن مبكرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى.. السوبرانو الأردنية زينة بر


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص




.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف