الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة حمال ألأسية.

صباح حزمي الزهيري .

2024 / 6 / 14
الادب والفن


مقامة حمال الأسية : (نص فاز بجائزة).

(حمال الأسية ..ظالمينك حبايبي
وتنسى الأسية طول عمرك ياقلبي)
هذه الأغنية الشهيرة أول ما تراءى الى ذهني عند قرائتي الأولى للعبة الحزن , لنتفق أولا أن الحياة رواية جميلة علينا قراءتها حتى النهاية , لا نتوقف أبداً عند سطر حزين فقد تكون النهاية جميلة, خصوصا مع رقة التصاوير وتنوعها بالكلمات التي يستسقي بها المطر, إننا لا نستطيع أن نمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رؤسنا , ولكن نستطيع أن نمنعها من أن تعشش في شعرالرؤوس .
لقد قرأت ان الأمام زين العابدين قد نظر إلى سائل يبكي فقال: لو أن الدنيا كانت في يد هذا ثم سقطت منه ما كان ينبغي أن يبكي عليها.
نحن مطمئنون لأننا مؤمنين ولأنه ليس الحزن إلا صدأ يغشى النفس , والعمل بنشاط هو الذي ينقي النفس ويصقلها ويخلصها من أحزانها, وها نحن ننشط بمستوى مجاهدة النفس عند المتصوفة , مؤلمة الدموع الساقطه بصمت من شدة القهر والألم والعذابات, ان الراقية أخلاقهم هم أكثر الناس معاناة , فلا أحد يعرف لغتهم إلّا من كان مساوياً لهم في الرقي , ومن له هذا الرقي ؟
البوح في الكتابة اصعب مهمة يمكن ان يواجهها الشاعر , ليحدث الاخرين عن دواخله وهواجسه واحلامه, عن ماضيه بكل ايام صفوه وانكساراته ومواجعه الدفينة , ولكي يكون صادقا سيحتاج الى شجاعة هائلة امام النفس وامام الاخرين , والى روح صافية لا تعترف بحيطان الصد ولا بالضوابط والروابط التي تقيده , وها هي النصوص مكتوبة بهذه الروح المتسامية التي تبثها قرائتنا لها , والتي استحقت الفوز بجدارة , فهي نصوص تبوح بالأوجاع ولحظات السعادة والهواجس , لنرى القاريء يقول أن هذا النص الصوفي مكتوب وكأنه يناجي الله العارف بدواخل النفوس مناجاة حارة وصادقة, وليتفهم , ولتستخرج منه اوهامه وليتبنى الخيالات الشجاعة .
هاهي المفردات التي عرفناها دائماً , تجمع بين الجَمَال والعُذُوبة, الرقّة والرقىّ, و كيفية التحدث فى روعة المعنى , وحيثية الصمت فى وقار العطف, والتخاطب بلغة وكأنها الغناء, والترتيب بكفاءة عما يراد قوله, وألأعتناء كثيرا باللفظ حين يجب القول, والابتسامة في هذا النص نادرة حين تحين البهجة.
لننتبه فرغم الحزن واليأس ( في النهاية , سيكون معك من يحبك وليس من أحببت) والكلام بين القوسين ليس لي وأنما لغابريل غارسيا ماركيز, فلا داعي للقنوط, ولنتشبث بريشة الطائر وبما تشظى من الفرح الآتي , ولانكون مثل صاحبنا الذي تركت احمر شفاهها على فنجان قهوته ذات مساء, ومن يومها أدمن ذاك الفنجان عشقا وولعا بها, لنتصبر ولنقول ياحضرةَ الغياب, إترُكْ بريدكَ مفتوحاً, فستصلكَ رسائلُ كثيرةٌ عند الفجرِ.
كان من الطبيعي أن تفوز هذه القصيدة , و كما في كل مرة تظهر الموهبة الاستثنائية في التعبير بطريقة فنية مبهرة, وربط الصور بشكل جميل ومتقن , لتكون النصوص عبارة عن تحف أدبية تشهد على المهاراة وألألهام العميق ,وها أنا لم أستطع ان أطبق جفني الا بعد تدبيجي هذا التعليق لأسمع مؤذن الفجر يهيأ الأحياء لصبح يوم بهيج.
دامت روعة الحروف المسطرة بقلم من نور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى.. السوبرانو الأردنية زينة بر


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص




.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف