الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-نعم... لكن- - -المتطرف-

أمين بن سعيد

2024 / 6 / 15
كتابات ساخرة


" نعم... لكن"! عبارة نجدها في كلام كل المنافقين الذين يخدعون سامعيهم، فعادة ما تنسف "لكن" كل ما قيل قبلها، ولعل أصدق دليل على ذلك الدساتير الإسلامية التي تقول "نعم لحقوق الإنسان لكن بما لا يخالف الشريعة"، وما بعد "لكن" ينفي كل البنود الجميلة في تلك الدساتير. ولعل القائلين بأن ذلك النفاق "سياسة" والسياسة لا مبادئ فيها ولا أخلاق إنما مصالح، يعلمون جيدا أن ذلك "دين" و"ناسخ ومنسوخ" يضع النصوص المتناقضة جنبا إلى جنب وللحاكم تفعيل ما يريد من النصوص وفق ما تقتضيه المصلحة، والمصلحة كما هو معلوم مصلحة الحاكم وبطانته لا مصلحة شعبه وكرامته. وبما أن الدين سياسة ولا "أخلاق" فيه إنما "مصالح"، يكون قولهم "نعم... لكن" لا نفاق فيه وإنما "حقيقة" يجهلها العوام والحالمون الذين يعتقدون أن الدين "أخلاق" و"جاء لخدمة البشر لا العكس": إذا كانت المنظومة برمتها نفاقا وسياسة، من فهم حقيقتها وطبق قوانينها لا يمكن أن يعتبر "منافقا" بل هو "صادق" ولا اعتبار لأقوال من يجهلون حقيقة تلك المنظومة، بل لو كنا منصفين لحكمنا بجهل ونفاق من يدعي على تلك المنظومة ما ليس منها. الدين إذا حكم فعل النصوص العنيفة وأجرم، وإذا كان مستضعفا فعل نصوص السلم والمحبة، الدين وجد ليحكم البشر في كل كبيرة وصغيرة في حياتهم. من يعرف حقيقة الدين، يعرف أنه وسيلة للوصول إلى الحكم، قبل وصوله سيستعمل النصوص المسالمة الجميلة، وعند الوصول سيفعل نصوص القمع والإرهاب: هل هو منافق أم صادق؟ وهل يكون من يرميه بالنفاق والانتهازية إلا "جاهلا"؟ لو أردنا معرفة حقيقة تلك المنظومة أو ذلك الدين: من نصدق؟ ومن سيعطينا "الحقيقة"؟ ذلك المتهم بـ "النفاق"؟ أم ذلك "الحالم/ الجاهل"؟ ولو تخيلنا أنفسنا قضاة ونحكم: من شهادته صادقة ومن شهادته "شهادة زور"؟
"نعم... لكن"! نعم سبب التخلف رقم 1 هو الدين، لكنه ليس "الوحيد". من يمضي عمره في دراسة الدين ونقده يفوته الكثير، بل لو كان في أوروبا مثلا وفعل ذلك لعد سبب خراب على الشعوب الغربية، لأن ذلك سيصب في مصلحة من يستعبدون تلك الشعوب. مثلا يمكن الجزم بأن جل إن لم يكن "كل" العمليات الإرهابية الإسلامية كان وراءها مخابرات تلك الدول، والهدف "التخويف" من العدو الإسلامي والمساومة على الحريات: "يجب التنازل عن بعض الحريات لنحقق لكم الأمن" يزعم الحكام، وقد قبلت الشعوب الغربية منذ زمن الأكذوبة وبلعت الطعم، والنتيجة انحدار مستوى الحريات حتى صار القول بأن المجتمعات الغربية ديمقراطية لا يصدقه إلا من يجهل أبجديات ما يحصل في الغرب. الناقد للدين والذي هو أيضا بلع الطعم ظانا أن عنده الدليل اعتمادا على النصوص الإسلامية الإرهابية، يرى عندنا كـ "تنويري" وحقيقته في المجتمعات الغربية "مغيب" بل و "عميل" لتلك الأنظمة القمعية خصوصا إذا ما كان كاتبا واحتفي به وبكتاباته: كلمة لمن لا يزال يقول بالقاعدة وراء أحداث سبتمبر وغيرها من الأكاذيب، استيقظوا لأن التاريخ لن يرحمكم، استيقظوا فالمسألة تشبه عملية رياضية بسيطة يعرفها حتى الأميون، استيقظوا لأنكم وبال على المجتمعات التي تعيشون فيها وأيضا على مجتمعاتكم الأصلية.
من أكبر الخرافات التي لا تزال النخب تصدقها خرافة "الثنائيات"، الجميع يعرف أن الحاكم يحكم بـ "فرق تسد"، لكن لا أحد يتساءل "لماذا أسقط في الفخ وأواصل؟"، لعل من أكبر هذه الخرافات خرافات "اليسار/ يمين" "الماركسية/ الرأسمالية" وهي "حقيقة" لا تناقش عند اليساريين في بلداننا. مع أنه يلزم فقط نظرة بسيطة على السياسة الأمريكية لتعرف الحقيقة، فلا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين إلا في قشور يخدع بها الشعب الأمريكي وغيره من الشعوب، أما الأعجب فهو كيف نسي اليسار الغربي تماما قضية الصراع الطبقي واستبدلها بالصراع العرقي (أصليون/ مهاجرون) والصراع الجنسي (نساء/ رجال + ترهات النسوية 2.0 ولوبي الحروف الهجائية) إلخ: من يحكم لا يعنيه الدين والإلحاد، اليسار واليمين، المثلي والمغاير، المهاجر وصاحب البلد... ما يعنيه فقط هو ضرب كل طائفة بالأخرى، خلق تلك الصراعات الأفقية ومواصلة تأجيج نارها حتى لا يتحد الجميع ويعرفوا أن من يضطهدهم واحد وهو فوق الجميع: كمشة أفراد لا تعترف لا بأوطان ولا بأعراق ولا بثقافات ولا بطبقات ولا بأي شيء تعارف عليه البشر، كمشة مجرمين وقتلة يرون كل البشر عالة على الأرض ويجب إفناء ما أمكن منهم وما تبقى يجب أن يكونوا لهم عبيدا. تمويل روثتشاليد لطرفي النزاع في الحروب منذ قرون يعطي فكرة جلية عن كيف يفكر هؤلاء، ومنذ ثورة فرنسا المنسوبة زروا للشعب الفرنسي إلى مسرحية الكوفيد وحرب أوكرانيا وغزة وما سيليها من حروب وأكاذيب كالاحتباس الحراري، وهؤلاء يحكمون من وراء الستار وما الرؤساء والوزراء إلا عرائس يحركونها للضحك على الشعوب الغربية "عندنا ديمقراطية/ نحن دول متحضرة...".
خرافة أخرى عظيمة يرددها الجميع تقريبا وهي "المتطرف"، وأنا في موقع يساري من أدبياته إطلاق لفظ "اليمين المتطرف" كـ "صباح الخير": وهذا "التطرف" المزعوم لا يخص اليمين الحقيقي أي الرأسمال المالي الذي يستعبد كل الشعوب ولا يعنيه لا يمين ولا يسار فالكل قبل بالاقتراض منه وسمح له بالقضاء على الاقتصاد الحقيقي/ المادي وتحويله إلى مقامرات وأسهم لا ضابط لها، بل ذلك اليمين الذي يرفض المهاجرين المسلمين، ذلك اليمين الذي أبسط عاقل يعرف أنه لا يحمل من اليمين إلا الاسم ولنا في المناظرة الرئاسية الأخيرة بين ماكرون (عميل البنوك والـ CIA) و"صديقة ماكرون" مارين لوبان خير دليل على ذلك، والسؤال البسيط هو كيف لم تهاجم مارين ماكرون وتحت يديها ما كانت تستطيع تدميره به أمام الرأي العام؟ تلك المناظرة المهزلة أيقظت الكثيرين على خرافة اليمين "المتطرف" الذي سيحرق المهاجرين والمثليين وسيتسبب في حرب عالمية ثالثة، وجعلت أنظارهم تتجه نحو الناتو فسألوا السؤال الذي وجب عليهم طرحه منذ عقود: جيش من هذا الناتو يا ترى؟ وطبعا الجواب ليس جيش الرأسمالية والنيوليبرالية والإمبريالية بل جيش الأوليغارشية التي ومنذ مسرحية الكوفيد أظهرت وبالمكشوف أنها ملت من ثقافة الحريات والزمن المستقبلي يجب أن يكون للشيوعية والعبودية الرقمية التي أبدعت في تطبيقها الصين "الشيوعية" أو "الرأسمالية" مثلما تريد!

كانت هذه بعض جمل كتبتها منذ مدة بعد إعادة مشاهدة الآتي، تركتها كما هي وأوقفت الرغبة في التوسع فيها والزيادة عليها. الفيديو الأول من ناشطة روسية تقول الكثير عن بوتين ونظامه وما قالته يحكم عليه أنه "منهم" وأما ما يظهر على السطح فهو من متطلبات السينما التي تريد مشاهدتها الشعوب. أما الثاني فالأهم فيه قصة Q "المسيح الموعود" الذي سينقذ أمريكا من فساد الديمقراطيين، وبرغم أن على ما في الفيديو أقوال كثيرة لكن فيه الصالح الكثير.

الأول https://www.youtube.com/watch?v=TcEiupGIzhs
الثاني https://www.bitchute.com/video/07ulSW0OyAo1/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى.. السوبرانو الأردنية زينة بر


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص




.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف