الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنازل عن حق العودة

خليل اندراوس

2024 / 6 / 15
القضية الفلسطينية




يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بما يزيد عن 7 ملايين لاجئ، يعيش مُعظمهم على بعد عشران الكيلومترات عن فردوسهم المفقود فلسطين التاريخية.

نسبة اللاجئين الفلسطينيين المُقيمين في الفردوس المفقود فلسطين تُقدر بأكثر من 45 % من مجمل السكان الفلسطينيين المُقيمين في دولة فلسطين.

من السكان الفلسطينيين المُقيمين في الضفة الغربية تُقدر نسبة اللاجئين الفلسطينيين بأكثر من 26% من السكان الفلسطينيين.

المُقيمون في الضفة الغربية ونسبة اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يتعرضون الآن لحرب الإبادة الجماعية من قبل الصهاينة العنصريين الشوفينيين المتغطرسين خدم الامبريالية العالمية في الشرق الأوسط، أكثر من 66 % من سكان غزة.

تشير سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" الى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ أكثر من 6 ملايين لاجئ وهذا الرقم يمثل الحد الأدنى لعددهم.

وتجدر الأشارة الى أن هناك مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين غير مسجلين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة من الذين يعيشون في مخيمات لا تعترف بها الأمم المتحدة أو في دول مُضيفة.

وهنا أريد أن أذكر بأنه عندما زار الوسيط الدولي، الكونت فولك برنادوت (COUNT F. BERNADOTTE) مُعسكرات اللاجئين في القدس ورام الله وأريحا ورأى ما هم فيه من بؤس ومعاناة وفقر وجوع وكرب، اقتنع بأنهم أخرجوا من ديارهم بالقوة وقسرا ولم يغادروها باختيارهم ورضاهم، وهنا أذكر ما كتبه عارف العارف في كتابه النكبة بأن الكونت برنادوت كان في بداية الأمر مُقتنعا بأن اللاجئين الفلسطينيين غادروا منازلهم بمحض اختيارهم ورضاهم، رغم أن اليهود طلبوا إليهم البقاء في المدن والقرى التي احتلوها.


هذا ما قاله عارف العارف مؤرخ تاريخ النكبة. ولكن عند استقبال برنادوت من قبل عارف العارف في مطار قلنديا بأمر من الملك عبدا لله، وكان ذلك في 3 آب عام 1948 قام عارف العارف بإفهامه أن حقيقة الواقع تُخالف ما يزعمه اليهود.

وعندما طلب برنادوت من عارف العارف البرهان على ذلك قدم له بيانا موقعا من جميع رؤساء الطوائف والبلديات وأعضاء المجالس واللجان في المدن والقرى التي كان فيها اللاجئون ونزحوا عنها، مُؤكدين أنهم أُكرهوا على مغادرة مدنهم وقراهم بأمر من قادة الصهاينة اليهود التي احتلت مدنهم وقراهم، وكان البيان الذي قدمه عارف العارف لفولك برنادوت مشفوعا بالقسم.

عندما راح برنادوت يحاول ان يقنع اليهود كي يسمحوا برجوع اللاجئين الى منازلهم. ولما رفض هؤلاء الصهاينة المحتلين والمغتصبين لأرض فلسطين الانصياع لطلب برنادوت، عندها رفع برنادوت الأمر الى مجلس الأمن طالبا اتخاذ التدابير السريعة لإرجاعهم. والى ان يتم رجوعهم طلب من هيئة الأمم المتحدة تخصيص الأموال اللازمة لإعاشتهم واكسائهم وايوائهم.

وكذلك فعل خلفه الدكتور رالف بانش ( DR.RALPH BUNCHE) عندها اهتمت هيئة الأمم المتحدة بمسألة اللاجئين، فأصدرت في 11 كانون الأول عام 1948 قرارا رقمه 194 جاء فيه: "ان اللاجئين الذين يرغبون العودة الى منازلهم والعيش مع جيرانهم بسلام يجب أن يسمح لهم بالرجوع في أقرب وقت، وأن يدفع تعويض عن أملاك أولئك الذين يختارون عدم الرجوع الى ديارهم". وفي ذلك الوقت ناشدت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة أمم العالم أجمع بأن تمد يد العون للاجئين، فتقدم إليهم الطعام والكساء والمأوى الى ان يرجعوا الى ديارهم. وعهد الى المستر ستانتون غريفس ( S.GRIFFIS) بمهمة الاشراف على شؤون اللاجئين (لم تحدد هيئة الأمم المتحدة للأسف معنى كلمة "لاجئ" ولكن الذين تولوا الاشراف على شؤون اللاجئين حددوها بقولهم انها تعني "كل شخص فقد مسكنه نتيجة القتال". (والأجدر القول نتيجة التطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية علم 1948)


وغريفيس هذا كان سفيرا للويات المتحدة في القاهرة وأصدر هذا في 12 كانون الأول عام 1948 بيانا جاء فيه: "ان عدد اللاجئين من عرب فلسطين يزيد قليلا عن نصف مليون وانهم موزعون كما يلي:

154000 في شمال فلسطين

150000 في جنوب فلسطين (قطاع غزة)

88000 في شرق الأردن.

73000في سورية.

61000 في لبنان.

12000 في العراق.

9000 في مصر.

وفي ذلك الوقت قال المستر بايارد دودج (B. DODGE) الذي أقيم مساعدا لستانتون غريفس والذي كان أي دودج قبل ذلك رئيسا للجامعة الامريكية ببيروت، ان الذين في جنوب فلسطين من هؤلاء اللاجئين أسوأ حالا من إخوانهم في سائر الجهات، اذ يموت منهم مئة وعشرون كل يوم بسبب الجوع والبرد والمرض.


وهذه المعلومات جمعت من قبل "دودج" إياه قبل انتهاء معارك النقب، تلك المعارك التي زاد خلالها عدد اللاجئين، فكاد يقرب من المليون. إن مأساة هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين مستمرة منذ ذلك الوقت على مرأى ومسمع دول العالم اجمع حتى تلك الدول التي رفعت شعارات "ديمقراطية"، "وأممية" كاذبة، وهؤلاء اللاجئون يتعرضون اليوم لحرب الإبادة الاجرامية البربرية الهمجية من قبل حكام إسرائيل الصهيونيين اليمينيين العنصريين الشوفنيين ويأتي الشيطان الأكبر في عصرنا الحاضر الولايات المتحدة الى التبجح "بالديموقراطية" وتمارس حق النقض – الفيتو ضد مشاريع قرارات مجلس الامن الدولي دعت الى وقف الحرب على غزة.

اليس هذا استمرارا لدور الولايات المتحدة، ضد حرية الشعوب، منذ حربها على كوريا وفيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا ودعمها اللامحدود للحروب الاستباقية العدوانية التي قامت بها إسرائيل ضد الدول العربية عام 1958 و1967 والحروب المتكررة على لبنان. ودعمها السياسي والعسكري والإعلامي لحرب الإبادة التي تقوم بها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة وهنا علينا ان لا ننسى دور الولايات المتحدة في نشأة حركات التطرف الديني – اليهودي والإسلامي والمسيحي، حيث قامت بدور الشيطان الأكبر ضد الإنسانية جمعاء.

عودة لقضية اللاجئين الفلسطينيين، والتطهير العرقي الذي مارسته الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل عام 1948، اذكر أنه في ذلك التاريخ أي عام 1948 تحركت لجنة التوفيق الدولية، وعقدت في لوزان، اجتماعا حضره ممثلو الفريقين من عرب ويهود. وبعد ان تبادل الفريقان الرأي في المشكلة بصورة مبدئية وقع الممثلون الإسرائيليون وأعضاء لجنة التوفيق الدولية بيانا مشتركا (هو الذي عرف فيما بعد بروتوكول لوزان) وتاريخه 12 أيار عام 1949، وقد تعهدت إسرائيل فيه ان تبحث مع لجنة التوفيق الدولية القضية الفلسطينية على أساس المقررات التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة في صدد هذه القضية. وذكر الموقعون على هذا البيان ان الوثائق التي سيرجعون اليها في بحث هذه القضية هي: مشروع التقسيم الذي أصدرته الأمم، هذا من اجل تعديل الحدود، وإعادة اللاجئين وصيانة حقوقهم ومصالحهم.


ولكن اتضح بعد ذلك أن حكومة الصهاينة في ذلك الوقت كانت تسعى من وراء بروتوكول لوزان الى اقناع دول أعضاء الأمم المتحدة بانها تسعى الى السلام ومحبة للسلام، ومستعدة وترغب في التفاهم مع العرب، وذلك من اجل الاهتمام وقبولها وانضمامها الى هيئة الأمم المتحدة. ولكن بعد ان قامت هيئة الأمم المتحدة بضم إسرائيل لحلقتها بعد توصية مجلس الامن الذي أصدر قراره في 4 أيار عام 1949، قام حكام إسرائيل الصهاينة برفض وانكار وعدم قبول بروتوكول لوزان، ولم تتقدم إسرائيل الى لجنة التوفيق الدولية من اجل بحث المسائل التي ورد ذكرها في البروتوكول، لا من حيث ارجاع اللاجئين ولا من حيث تعديل الحدود. وهنا اذكر بأنه عندما اتخذت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة قرارا بتشكيل دولتين مستقلتين على ارض فلسطين عربية ويهودية.

ونص القرار على تدويل القدس حيث توجد الأماكن المقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود، ولكن هذا القرار الذي أعلن حينها قادة الحركة الصهيونية قبولهم بهذا القرار فقط ديماغوغيا واعلاميا.

ففي أوائل عام 1948 اقتحمت العصابات الإرهابية الصهيونية أجزاء من الأرض التي كانت للدولة الفلسطينية وقاموا باحتلال 6800 كيلو متر مربع من الأراضي التي تعود لدولة فلسطين بموجب قرار التقسيم. وهكذا لم تنفذ إسرائيل قرارات هيئة الأمم المتحدة التي اقامتها منذ قيام هذه الدولة وحتى الآن.

وهنا اذكر ما كتبه ميخائيل نعيمة في تلك الفترة في قصيدة "مرثية الشرق":

أخي، إن ضج بعد الحرب غربيٌ بأعماله


وقدس ذكر من ماتوا وعظم بطش أعماله

فلا تهزج لمن سادوا، ولا تشمت بمن دانا

بل اركع صامتاً مثلي بقلبٍ خاشعٍ دامٍ

لنبكي حظ موتانا



أخي، إن عاد بعد الحرب جنديٌ لأوطانه

وألقى جسمه المنهوك في أحضان خلانه،

فلا تطلب إذا ما عُدتَ للأوطان خلاّنا

لأن الجوع لم يترك لنا صحباً نناجيهم

سوى أشباح موتانا



أخي، إن عاد يحرث أرضهُ الفلاح أو يزرع


ويبني بعد طول الهجر كوخاً هدّه المدفع

فقد جفّت سواقينا وهدّ الذلُّ مأوانا

ولم يترك لنا الأعداءُ غرساً في أراضينا

سوى أجياف موتانا



أخي، قد تمّ ما لو لم نشأهُ نحن ما تمّا

وقد عمّ البلاءُ، ولو أردنا نحن ما عمّا

فلا تندب، فأُذنُ الغير لا تصغي لشكوانا

بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرّفش والمعول

نواري فيه موتانا



أخي، من نحن؟ لا وطنٌ ولا أهلٌ ولا جارُ

إذا نمنا، إذا قمنا، رِدانا الخزيُ والعارُ

لقد خمّت بنا الدنيا كما خمّت بموتانا

فهات الرّف واتبعني لنحفر خندقاً آخر

نواري فيه أحيانا".

وهنا اود ان أقول بان الامبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا من اهم الأسباب التي أدت الى نكبة فلسطين. ولو عرف العرب في ذلك الوقت والان استغلال النفط الذي ينبع في بلادهم على الولايات المتحدة والغرب الإمبريالي لما كان هناك لاجئون ولكان الشعب العربي الفلسطيني نال حقوقه العادلة الإنسانية. ولركع كل الغرب الامبريالي.

وأقول لن يكون حل للقضية الفلسطينية ولا سلام في منطقة الشرق الأوسط بدون احقاق حق العودة للاجئين الفلسطينيين. يقدر اليوم العدد الأصلي للاجئين الفلسطينيين بحوالي اكثر من 7 مليون لاجئ يعيش معظمهم على بعد 100 كم عن وطنهم فلسطين وهنا اذكر في الوقت التي تسمح قوانين دولة الابرتهايد لليهود المقيمين في أي بقعة من العالم بالقدوم وطلب المواطنة الإسرائيلية يعيش ملايين الفلسطينيين في الخيام والمنافي، في شتى انحاء العالم، ولكن كل فلسطيني يحمل مفتاح بيته في فكره وقلبه وروحه ونضاله ولن يتخلى عن حق العودة.



//مراجع المقال:

-كتاب النكبة لعارف العارف.

-الحروب المحلية للإمبريالية – لاريونوف- اصدار دار التقدم موسكو عام 1989.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا